دور الأسرة في رعاية وتعليم الأفراد ذوى الإعاقة (الوقع- الطموح)
أ.د.علي عبد النبي حنفي
إن المتأمل في مجال رعاية وتعليم ذوى الإعاقة يدرك أن جودة برامج التربية الخاصة مرتبط بجودة ودور الأسرة في برنامج طفلها ، خاصة في ضوء سعى بعض الدول العربية وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية تطبيق أحدث التوجهات العلمية في هذا المجال وهذا يتطلب بناء شراكة بين الآسرة والاختصاصين في الميدان ، حيث أن كثيرا من الدراسات أكدت على دور الأسرة في تفعيل تطبيق البرنامج التربوي الفردي والدمج الشامل وتطبيق مناهج التعليم العام وإبراز ما لدى أطفالهم من قدرات ومواهب أذا تم تهيئة البيئة الأسرية لهم لاستثمار تلك المواهب والقدرات لأنه ما زالت النظرة أكثر تركيزا على جوانب العجز أو الإعاقة وإهمال ما لدى تلك الفئة من قدرات وهذا يتطلب إعادة تأهيل دور الأسرة وتبصيرها بحقوقها ودورها في برنامج طفلها وهذا ما سنتناوله في النقاط التالية: أولاً :- الأسرة أهميتها وصدمة الإعاقة تعتبر الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأكثر فعالية، ولا يمكن استبدالها، وأن الأسرة سوف تستمر في تحمل مسؤولياتها، وأن دور الاختصاصيين في مجال التربية الخاصة هو مساعدتها في قيادة وتحمل المسئولية لمساعدتها على تجاوز الصدمة والنظام الأسري يؤثر ويتأثر بالأنظمة الموجودة في المجتمع وأن الطفل ذو الإعاقة جزءاً من أسرة ، هذه الأسرة يتواجد ضمنها أنظمة فرعية متعددة ، وأن للأسرة وظائف عديدة مثل الوظائف الاقتصادية ،والرعاية اليومية ، والحاجات الصحية لأفراد الأسرة،والوظائف الترويحية الترفيهية ووظائف التنشئة الاجتماعية ووظائف هوية الذات والوظائف الوجدانية والوظائف التعليمية والمهنية التي تتطلب خيارات وأنشطة المدرسة والعمل لكل أفراد الأسرة، إذا كانت هذه الوظائف مهمة للأفراد العاديين فأنها تبدو أكثر أهمية في وجود طفل ذو إعاقة. وعندما نتحدث عن أثر الإعاقة على النسق الأسرى يحب الإشارة إلى صدمة الأسرة وردود الفعل في ضوء متغيرات أهمها: درجة الإعاقة، نوع الإعاقة، العمر الزمني للمعوق، جنس المعوق، المستوى الثقافي للوالدين ..... الخ. وأن للإعاقة آثار نفسية ، واجتماعية ،واقتصادية ..... الخ.(للفرد- للأسرة) بشكل يتطلب أهمية بناء شراكة مع الاختصاصيين الذين يقدمون خدمات لطفلهم من ذوى الإعاقة. ثانياً:-أثر إعاقة الطفل على دوره حياة الأسرة يترتب على وجود طفل ذو إعاقة في الأسرة ما يلي : 1- اضطراب الأدوار في الأسرة 2- اضطراب العلاقات الاجتماعية للأسرة أن إدراك الأسرة لإعاقة طفلها وما يترتب عليه من أزمات يتوقف على المصادر المتاحة للأسرة لمواجه الإعاقة والطريقة التي تتفهم بها الأسرة الإعاقة ثالثا: -أسرة الطفل ذو الإعاقة في حاجة إلى ماذا ؟ • يحتاج والدي الطفل إلى خدمات مساندة قبل ميلاد الطفل – منذ اللحظة التي يتم تشخيص حالة الإعاقة إذا اتضح من خلال عمليات متابعة الحمل أن الجنين به نوع من القصور أو الإعاقة00 • تتعدد الخدمات بشده الإعاقة ودرجاتها، الأمر الذي يفرض على الأسرة التفاعل مع العديد من الاختصاصيين ( معالج طبيعي ، أخصائي نطق، طبيب ، ..... الخ ) • تحقيق أهداف التربية الخاصة يعتمد إلى حد بعيد على جودة المشاركة التعاونية بين أسرة الطفل والاختصاصيين في المدرسة في تخطيط الأهداف التربوية المختلفة وتنفيذها. وهذا يتطلب أن يكون لدى الاختصاصيين ثقة في الأسرة وفى قدرتها على اتخاذ القرارات التي تتعلق بطفلها ، حيث أن التعاون بين الاختصاصيين وأسر الأطفال ذوي الإعاقة يسهم فيما يلي: 1- زيادة فاعلية توصيل الخدمة وتطوير الحيلولة الإبداعية0 2- مواصلة الأفراد لعملهم على الرغم من اختلاف أهدافهم واهتماماتهم وأولوياتهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم0 رابعاً : تباين وجهات النظر في الشراكة بين الاختصاصين وأسر الأفراد ذوى الإعاقة قديماً كان دور الشراكة الأسرية مع الاختصاصيين يشوبه نوعاً من القصور, وذلك نتيجة لما يلي : عدم اهتمام الاختصاصيين ، أو تخوف الأهل من المشاركة، أو ضعف الجهود التي قدمت لتلبية اهتمامات الأسرة، وأسلوب الاتصال المستخدم وطريقته ، أو إلى الاتجاهات السلبية للأسر نحو الاختصاصيين وعدم الرغبة في التسليم بواقع إعاقة الطفل وسيطرة ردود الفعل السالبة على المناخ الأسري ، الشك في أهمية دور الأسرة والمهارات التي تمتلكها ،عدم كفاية أعداد الأسرة لهذا الدور وجود اعتقادات سالبة بين الطرفين : • أن الوالدين لا يعرفان قدرات أطفالهما0 • أن الوالدين لا يستطيعان تحديد الأهداف المناسبة لأطفالهما • القناعة بأن أولياء الأمور لا يستطيعون تعليم أبناءهم 0 • محاولة بعض الأسر الشك في دور الاختصاصيين وقدرتهم وكفاءتهم، وبدلاً من محاولة الاستفادة منهم يدخلوا مع الاختصاصيين في نزاع شخصي وعدم الثقة في دورهم كمقدمي خدمة0 • إدراك كثيراً من أولياء أمور ذوى الإعاقة بأن ليس لهم دور في برنامج طفلهم وأن مقدمي الخدمة يحتكرون القرارات ذات العلاقة بطفلهم، وبالرغم من أن لديهم من المعلومات ما قد يصعب عليهم معرفته0 • محدودية قدرة الوالدين في المشاركة في برنامج الطفل المعوق0 • عدم مراعاة الأخصائيين مشاعر أولياء أمور المعوقين نحو طفلهم المعوق ومشاكل إعاقته0 • إدعاء الأخصائيين بعدم تعاون الأسرة ومشاركتها في العملية التعليمية للطفل وذاك لافتقارهم للدافعية والوقت للمشاركة0 • ادعاء الآباء بافتقار الأخصائيين المعرفة الكافية عن طفلهم0 خامساً :الأسرة والاختصاصيين : من في حاجة لمن ؟ 1- يحتاج الاختصاصيون إلى الآباء في تزويدهم بمعلومات أساسية عن أطفالهم قبل التحاقهم بالبرامج مثل معلومات عن تاريخ الطفل النمائي والطبي، التقييم التربوي والنفسي، ميول الطفل وقدراته، علاقة الطفل بأفراد أسرته، سلوكه في البيت، المصادر التربوية المتوفرة في البيت0 2- يحتاج الآباء إلى الاختصاصيين في تزويدهم بمعلومات أساسية عن: أهداف البرنامج وأنشطته وعملياته، وجدول النشاطات اليومي والاجتماعات واللقاءات الخاصة000 بالإضافة إلى معرفة التغييرات المتوقعة من الطفل نتيجة التحاقه بالبرنامج0 سادساً : ماذا نفعل لتفعيل دور أسرة في رعاية وتعليم الإفراد ذوى الإعاقة؟ 1- يجب توعية أولياء الأمور بحيث يصبحون قادرين علي القيام بعدة أدوار منها :- • دورهم كآباء وأمهات 0 • دورهم كمدربين لأطفالهم0 • دورهم كموجهين لأسر أخري لم تحصل علي خدمة الإرشاد 0(مجموعات الدعم الأسرى) • دورهم كمطالبين بحقوق أطفالهم 0 2- يجب توعية الاختصاصيين بحيث يصبحون قادرين علي القيام بعدة أدوار منها • دور مقدم الخدمة كمرشد Guide يساعد والدي الطفل على التحرك في الاتجاه السليم عن طريق استثارة الإحساس لدى الأسرة بحقيقة مشكلاتها الأساسية وتشجيعه لها على اتخاذ قرار إيجابي بشأنها0 • دوره كخبير يزود والدي الطفل بالمعلومات عن حالة الطفل وإعاقته والحلول المقترحة0 • دوره كوسيط لتحقيق أهداف معينة لأسرة المعوق0 • دوره كمدافع عن والدي الطفل المعوق وحقوقهم0 3- تفعيل تطبيق البرنامج التربوي الفردي. 4- إعداد دورات / ورش عمل / لقاءات مع بداية كل فصل دراسي لأولياء أمور ذوى الإعاقة والاختصاصيين ذوى العلاقة بإعاقة طفلهم. 5 -تدريب المعلمين أثناء الخدمة على التوجهات الحديثة ذات العلاقة بالتخصص. 6- تفعيل دور الاختصاصيين خلال المراحل الانتقالية ، وهذا يتطلب ما يلي: • تقديم جميع أوجه /أشكال الدعم (المعلومات والنفسي والاجتماعي والمادي ). • معرفه مشاكل الانتقال من مرحلة لأخرى في حياة أسرة الطفل المعوق وتقديم الدعم الكافي لتلك الأسر للتغلب علي تلك المشاكل . • مساعدة الأسر علي مواجهه المرحلة الانتقالية الحالية للأسرة وتنمية مهاراتها بحيث تستخدمها في المراحل اللاحقة للحياة . • بناء علاقة ايجابية مع الأسر خلال المراحل الانتقالية المختلفة . • معرفه الاختصاصيين بالمراحل الانتقالية والمدى الزمني لها والتشريعات التي تخدم الأسر في كل مرحلة . • النظر ألي الأسرة علي أنها مصدر للمعلومات عن الطفل وحاجاته وقدراته. • مناقشة أسرة الطفل في مراحل الانتقال الأساسية للطفل ومعرفة وجهه نظرها والبرنامج الملائم لطفلها ومخاوفها نحو تلك المرحلة. • .تزويد والدي الطفل ذو الإعاقة بمعلومات عن المرحلة الانتقالية الجديدة للطفل والمصادر المتاحة في المراكز والبرامج وحقوقهم والمشاكل التي من المحتمل مواجهتها وكيفية مواجهتها . • .تشجيع أسرة الطفل علي الاحتفاظ بسجل كامل لطفلها من حيث التقارير الطبية وشهادات الميلاد والتقارير والتقييمات......الخ. • تنظيم زيارات للبرنامج للمركز الجديد الذي يلتحق به الطفل ذو الإعاقة بحيث يلتقي فيها الأسر ببعض مقدمي الخدمة والكوادر ذات العلاقة . • تشجيع الأسر علي المشاركة في برنامج الطفل بالرغم من أن ذلك ليس إلزاما ولكن يجب الترحيب بدورها في المشاركة. • تقديم كافة أوجه الدعم للأسرة وتعزيز جهودها في التعامل مع المراحل الانتقالية لطفلها واستغلال ذلك للمرحلة اللاحقة.