#1  
قديم 06-12-2012, 12:35 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي الأسرة والإرشاد النفسي للأطفال المعاقين عقلياً

 

الأسرة والإرشادالنفسي للأطفال المعاقين عقلياً
للدكتور : أحمد عبدالرحيم أحمد العمري
أستاذالتربية الخاصة المساعد بكلية التربية بجامعة الملك فيصل

مقدمة
الأسرة جزء لا يتجزأ من برامج العلاجوالإرشاد و التأهيل و التدخل المبكر للأطفال المعاقين عقليا .... ولا يمكن لأية خطةأيا كانت أن تحقق أهدافها إلا إذا وضعنا في حساباتنا العوامل التي ترتبط بالأسرة " علاقاتها الاجتماعية واتجاهاتها نحو الابن المعاق عقليا ودرجة تقبلهم لوجود طفلمعاق عقليا داخل الأسرة وأثر وجود هذا الطفل المعاق عقليا على حياة الأطفال الآخرينداخل الأسرة و تأثيره في دورة حياة الأسرة وعلاقتها الاجتماعية بوجه عام " .. تلكالعوامل التي قد تخلق جوا مناسبا لنمو صحي متكامل للطفل المعاق , يمكنه من تطوير وتنمية قدراته إلى أقصى إمكاناته أو تخلق جوا غير صحي نحو اتكالية و سلبية وعجزفتضيف إلى إعاقته إعاقة و إلى عجزه عجزا
ومن هنا كانت أهمية وعىالأسرة بدورها الحيوي , و المهم في حياة الطفل بعامة والمعاق بخاصة . ويمكن لناتقسيم دور الأسرة في المرحلة المبكرة من حياة الطفل المعاق عقليا إلى خمسة محاور " تقسيما تصوريا " بهدف التحليل والإيضاح مع التأكيد على كون دور الأسرة دورا متكاملالا يمكن تجزئته واقعيا بل يجب أن يعمل في تكامل و تناغم تامين حتى يؤتى بالثمارالمنشودة .
المحاور الخمسة لدورالأسرة
وتتمثل هذه المحاور الخمسة لدور الأسرة من خلال :
أولا : اتجاهات الأسرة نحو الابن المعاق وأساليب معاملته .
هذه الاتجاهات التي تأخذ احد الأشكال الاسمية ( الإنكار – الإخفاء والتبرير – التقبل ) بيد أن الإنكار والإخفاء و التبرير هما اللذان يحتلان المرتبةالأولي في بداية علاقة الأسرة بطفلها المعاق عقليا .... ثم يأتي الاعتراف بالحالةفي مرحلة لاحقة يختلف مداها الزمني من أسرة لأخرى ... ومن هنا كان إنكار الحالةومحاولة إخفائها وتبريرها أمرا مشتركا لدى غالبية الأسر لا يختص بأسرة بعينها ولايجب أن يستدعى مشاعر اللوم فالمشكلة ليست في تأخر الأسرة بالاعتراف بحقيقة أعاقةابنها بقدر أهمية اعترافها بهذه الحقيقة في الوقت المناسب . فمتى قبلت الأسرة بوجوددرجة أعاقة لدى ابنها تكون قد كسبت نصف المعركة من سعادته وتنمية قدراته ومهاراته , على أننا يجب أن نضع في الاعتبار أن سعادة ابننا المعاق عقليا لن تكون من النوعالذي قد يسعدنا نحن كآباء أو كما نود أن نرسمها له لأننا أذا نظرنا إلى مشكلته منخلال معاييرنا نحن فأننا سننجح فقط في جعله بائسا , تعيسا , غير قادر على الاستفادةمن تلك القدرات التي منحها الله له
دور الأسرة في تعديل الاتجاه نحو الابنوأساليب معاملته
فقد يستطيع الابن المعاق عقليا الاستمتاعبالرضا معاملته الذاتي و الوصول إلي أقصى ما تمكنه قدراته إذا ما اتبعت الأسرةالاتى :
1 -
إذا لم تحط من قيمة عمله البسيط بل تشجعه وتعتبره انجازا يستحقالفخر .
2 -
إذا وضعت له أهداف يمكنه تحقيقها و الوصول إليها .
3-
إذا عاونته في خطوات التدريب وتعلم المهارات التي يستطيع أداءهاأكثر من تلك التي يعجز عنها.
4-
إذا حرصت على تكرار وتكرار و تكرارالمعلومة و الخبرة التي ترغب في تعليمه إياها بأكثر من أسلوب و طريقه وباستخداموسائل معينه تنبه أكثر من حاسة لديه وذلك بلا ملل أو ضجر .
5-
إذا أتاحت له الفرصة للمحاولة مهما تكرر الفشل فمن الأفضل أن يحاولحتى ولو فشل من ألا يحاول علي الإطلاق .
6-
إذا أعطته حبا وحناناصادقا بالرغم مما يعانيه من نواحي قصور و بصرف النظر عن مقدار ما حرم منه فانه فيالمقام الأول طفل قبل أي اعتبار أخر كما انه لازال يحتفظ بالكثير من لقدرات التييمكننا صقلها وتدريبه عليها .
7-
إذا عاملته كما تحب أن يعامله أفرادالمجتمع , فاتجاهاتنا و أسلوب معاملتنا لطفلنا المعاق عقليا هما اللذان يشكلاناتجاهات و أسلوب تعامل أفراد المجتمع معه .
ثانيا : تعامل الاسرة معأخوة الطفل المعاق
لا يقل دور أخوة و أخوات الطفل المعاقعقليا بحال من الأحوال عن دور الوالدين , بل يعد دورهم أساسيا وحيويا ومكملا لدورالوالدين وتبرز أهميته من كون الأخوة يميلون بصفة عامة إلى أتباع اتجاهات الوالديننحو الابن المعاق عقليا .... كما يمكن لهم إذا أحسن توظيفهم أن يكونوا خير معلم وموجه ومرشد وصديق لأخيهم المعاق
فالأمر ليس مجرد وجود حالة طفل معاق عقليافي الأسرة بقدر مدى المسؤولية التي تلقى على أفراد الأسرة .... وخاصة الإخوة والإناث منهم على وجه الخصوص نتيجة لوجود هذا الأخ المعاق .
فعندما يتوقع الوالدان من الإخوة و الأخوات أكثر مما تتحمل طاقتهمأثناء تعاملهم مع أخيهم المعاق ينشأ صراع نفسي عنيف وإحباط وتوتر في حيات الأسرةيحول حياتها إلى عذاب , هذا وقد يؤدى الاهتمام الذائد من الوالدين بالابن المعاقإلى إهمال إخوته مما يخلق جوا من التوتر والاستياء داخلالأسرة
دور الأسرة في تنمية العلاقة بين المعاق وإخوته
ولذلك وجب على الأسرة أن :
1-
تعين أخوة المعاق على فهمحالته والفروق الفردية بين البشر ...وذلك على قدر استيعابهم .
2-
تبصير أخوة المعاق بالأساليب السوية والمناسبة لمساعدة أخوهم وفقظروف الإعاقة
3-
تشجعهم على عدم الخجل من أخيهم المعاقعقليا ....حيث لا يوجد ما نخجل منه فأي فرد في أية أسرة معرض أن يكون مكانه إذا شاءالخالق عز وجل .
4-
عدم المبالغة و الإسراف في حمايةومساعدة الابن المعاق على حساب أخوته .
5-
تراعى البعد عن التعبير اللفظي عناستيائهم أو ضجرهم من أخيهم المعاق أمام الآخرين عامة والأخ المعاق خاصة .
6-
تحرص على أن لا ينعكس وجود الأخ المعاق عقليا سلبا على حق أخوته فيالاستمتاع بحياتهم و طفولتهم .
ثالثا: تفاعل الأسرة مع المجتمع المحيطوأسر الأطفال المعاقين عقليا
وتتمثل أهمية أفراد المجتمع المحيط وأسرالأطفال المعاقين عقليا الآخرين في كونهم المجتمع الذي يتفاعل معه الطفل المعاق والذي يعد بحق الأسرة الممتدة لهذا الطفل بما تمثله الأسرة من توجيه ورعاية وأشرافوعطف , وهم من يعد الطفل المعاق عقليا لكي يستطيع التعامل و العيش معهم في حالةوفاة الوالدين والأخوة أو فقد إشرافهم ورعايتهم بأي شكل من الإشكال .
ولذلك فإنكار الطفل المعاق عقليا وحجبه عن المجتمع يسهم في تدعيم رفضالمجتمع له ويوسع الفجوة بينهم ومن الاصوب أن يخرج ابننا المعاق إلى الشارع والمطعم و المتنزهات وأن ندمجه داخل المجتمع ونبقيه مع أقرانه (عاديين – معاقين ) أطول وقت ممكن , بل ومن الأصلح و الأفضل أن لا نبخل بجهد أو وسيلة لإحضار الأطفالالآخرين إلى منزله و إذا استلزم الأمر تقديم بعض المدعمات و الحوافز لجذبهم وذلكحتى يتعرفوا على قدرات و إمكانات الطفل المعاق عقليا وانه رغم ما يعانيه من بعضالقصور إلا انه قادر على إن يشاركهم الكثير من الأنشطة وان له من الإمكانات والقدرات ما يفوق توقعاتهم .... وتأتى أهمية هذه الخطوة في كون هؤلاء الأطفال همالمجتمع المستقبلي لهذا الطفل و الذي يعد للتعامل معه .
دور الأسرة في التفاعل مع المجتمع وأسر الأطفالالمعاقين
وكذلك على الأسرة الحرص على :
1-
التحدث إمام الآخرينبصراحة عن مشاعرهم الأبوية نحو ابنهم المعاق عقليا وإمكاناته وإعاقته وما يمكنهعمله ومالا يمكنه أداءه كي يقف المتعاملون معه على قدراته الحقيقية .
2-
معاملة الابن المعاق كما يحبون إن يعامله أفراد المجتمع حيث أنطريقة وأسلوب معاملة الأسرة له هي التي تحدد أسلوب تعامل الآخرين معه .
3-
تشجيع الابن المعاق عقليا على عرض مواهبه و هواياته وقدراته علىالآخرين مما يساهم في تنمية ثقته بنفسه ويعدل من اتجاهات الآخرين نحوه .
وفيما يتعلق بأهمية التفاعل بين أسرة الطفل المعاق عقليا وأسر الأطفالالمعاقين عقليا الآخرين ... فالتفاعل معهم والالتقاء بهم يتيح للأسرة :
1-
حرية التعبير عن النفس و التنفيس عن المشاعر و الانفعالات .
2-
توفير نماذج للاستفادة من خبرات الآخرين بما يمثلونه من مواقفحياتيه حقيقية .
3-
مشاركة الغير ممن يلاقون الصعوباتنفسها وربما أكثر حملا .
4-
استثارة المشاعر و الانفعالات والعواطفالايجابية تجاه الابن المعاق مما ينعكس ايجابيا في العلاقات المتبادلة بين أفرادالأسرة .
رابعا : تعاون الأسرة مع الفنيين المعنيين بحالة الابن المعاق عقليا .
(
طبيب – أخصائي نفسي – أخصائي اجتماعي – معلم تربوي – أخصائي تخاطب _ أخصائي علاج طبيعي....الخ) .
حيث يمثل التعاون بين أولياء الأمور وفريق الفنيين المعنيين بالابن المعاق عقليا أحد المقومات الأساسية لنجاح أي برنامجيهدف إلى الأخذ بيد الابن المعاق , فالأسرة بمفردها عاجزة عن تقديم كافة الخدماتالتي يحتاجها الابن كما أن فريق العمل الفني يذهب جهده أدراج الرياح إذا لم يجدالدعم و المساندة والمتابعة مع الأسرة ومن هنا كانت أهمية التعاون بينهما
وذلك من خلال الحرص على :
1-
التحدث عن ابنهم المعاقومشاعرهم نحوه بكل صراحة ووضوح وصدق وكذلك التحدث عن إمكاناته الحقيقية ودرجةإعاقته وجوانب قوته و قصوره مما يساعد على التقييم الواقعي ووضع الخطة العلاجيةالفردية المناسبة .
2-
المشاركة بقدر المستطاع في الخطةالعلاجية الفردية و تحديد الأهداف القريبة و البعيدة المدى ومتابعة سير الخطةالعلاجية الفردية أول بأول
3-
تقبل تعليمات و توجيهات المختصين كل فيتخصصه وتوفير الظروف والخدمات الأزمة و الميسرة لتنفيذ الخطة العلاجية الفردية .
4-
الاستفسار عن كل ما يعن لهم بلا خجل
5-
العناية الطبية والمتابعة الدورية بالابن المعاق عقليا فقد يعانىمن مشكلات لا تساعده قدراته عن التعبير عنها .
خامسا : مدى وعى أسرة الطفلالمعاق بمصادر المعرفة المتاحة عن الحالة .
وتأتى أهمية هذا المحور منخلال ما يمثله من أرضية ثقافية مهمة تضع يد الأسرة على طبيعة الحالة ودرجة الإعاقةوخصائصها و احتياجاتها والتوقع المستقبلي المحتمل لها مما ينعكس بتفاعل واع وبناءبين الأسرة و أبنها المعاق ...
ويمكن للأسرة أن تحقق الاستفادة المرجوةمن مصادر المعرفة من خلال :
1-
الحرص على الالتقاء الدوري بالمتخصصينذوى الكفاءة في الميادين ذات الصلة بإعاقة الابن .
2-
الاطلاع على المراجعالعلمية المتعلقة بإعاقة الابن .
3-
المشاركة في الندوات و المؤتمرات والدورات المتخصصة .
4-
الإلمام بمراكز خدمة الأطفال المعاقينعقليا بالمجتمع المعلى و الوقوف على الخدمات التي تقدمها .
5-
مساندة المنظمات و الجمعيات الحكومية و الأهلية والتي ترعى هذهالفئة من الإعاقة .

وفىالنهاية
يجب أن أؤكد على أهمية وضرورة دور كل فرد من أفراد الأسرة كشريك فعالفي كل ما يقدم للطفل المعاق عقليا من برامج ... لا يقف دورهم عند حد تعميم المكاسبالتي يكتسبها الطفل المعاق عقليا من هذه البرامج العلاجية و التربوية و التدريبية والتأهيلية بل يتعدها إلى الزيادة في معدل هذه المكاسب والإسهام الايجابي في تخطيطهاو تنفيذها.

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 12:53 PM.