#1  
قديم 05-26-2012, 07:44 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي الفروق الفردية وعلاقتها بالتعلم

 

الفروق الفردية وعلاقتها بالتعلم
د/ يسرية صادق
مقدمة :

تعد الفروق الفردية ظاهرة عامة موجودة لدى جميع الكائنات الحية منأدناها مرتبة وحتى الإنسان . فالاختلافات موجودة لدى أفراد النوع الواحد ، كما هيموجودة بين الأنواع الأخرى . وهذه الاختلافات ضمن النوع الواحد ، ضروريةكالاختلافات بين الأنواع الأخرى وذلك من أجل استمرار الحياة .

إنأفراد النوع الواحد يختلفون في قدراتهم على التعلم وحل المشكلات ، كما يختلفون فيانفعالاتهم ( كالخوف والعدوان ) ، ومستويات النشاط العام ، ودوافع سلوكهم ( كالجوعوالعطش والجنس وحب الاستطلاع ) . وظاهرة تفرد الإنسان من حيث الجنس والعمر واللونودرجة النضج والتكوين الجسمي والتكوين العقلي ، ظاهرة لا تحتاج إلى برهان ، حتى أنهذه الفروق موجودة بين الأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية واحدة ، حيث تتمايزمواهبهم وأمزجتهم وعاداتهم مع النمو في مراحل العمر المختلفة .

مفهوم الفروق الفردية :

إن عملية الكشف عن الفروق الفرديةبين الناس تعتمد على تحديد الصفة التي نريد دراستها سواء أكانت عقلية أم جسمية أمانفعالية أم غير ذلك من صفات ، وبعدها نقيس مدى تفوق الفرد أو ضعفه في هذه الصفة أوتلك . ففي كل صفة من هذه الصفات نجد الأشخاص يتوزعون على طول مقياس مستمر ، وبتحديدالفروق الفردية بينهم بالنسبة لتلك الصفات نكون قد حددنا الفروق الفردية بينهم . وبشكل عام فإن المستوى المتوسط بالنسبة لأي صفة هو أكثر المستويات بالنسبة لعددالأفراد الذين ينتمون لهذا المستوى ، في حين أن مستوى التفوق أو الضعف بالنسبة لصفةما ، يكون أقلها أفرادا . على هذا الأساس تكون الفروق الفردية عبارة عن الانحرافاتالفردية عن المتوسط العام للمجموعة في صفة أو أخرى من صفات الشخصية والتي من خلالهانميز الفرد عن الأفراد الآخرين .

ولكن في الواقع لا يمكن تصنيفالناس إلى أنماط متمايزة تماماً ، فالاختلافات بين الناس في صفة من الصفات معظمهااختلافات في الدرجة ( كمية ) أكثر منها فروقاً نوعية .

أنواع الفروق الفردية :

يوجد نوعان أساسيان للفروق الفرديةهما :

1 –
فروق فردية في الدرجة :

وهي الفروق الموجودة بين الناس فيصفة أو خاصية محددة ( الذكاء ، الطول ، القلق ،التعاون ... ) . وهذه الفروق يمكن تحديدها بالنسبةللأشخاص المختلفين نظراً لأن وحدة القياس واحدة لكل خاصية أو صفة .

2 –
فروق فردية في النوع :

وهذه الفروق موجودة في نوع الصفةوليس في الصفة ذاتها ، ومثال ذلك اختلاف القدرة اللغوية عن القدرة العددية ،واختلاف الطول عن الوزن عند الشخص الواحد أو بين الأشخاص ، وهي اختلافات في نوعالصفة ، حيث أن مثل هذه الاختلافات لا تخضع إلى القياس لعدم وجود مقياس مشترك بينها . فالطول مثلاً يقاس بالأمتار ، في حين أن الوزن يقاس بالكيلوغرام ، والفرق فيالطول والوزن لا يقاس بالكيلوغرام ولا بالأمتار .

لماذا ندرس الفروق الفردية :

يهتم علم نفس الفروق الفرديةبتفسير الفروق الفردية الموجودة بين الأفراد والجماعات . كما يضع القاعدة الأساسية لإمكانية التنبؤ والضبط لهذهالفروق ، حيث يتمكن من خلال التفسير اكتشاف العوامل المسئولة عن إيجاد هذه الفروقلنتمكن من التقليل منها أو توسيعها .

وفي مجال التعليم نجد أن المتعلمينيختلفون عن بعضهم البعض في معظم الصفات وإذا أردنا أن نعلمهم بشكل صحيح ، علينا أنندرس الفروق الفردية الموجودة بينهم ، ونعرف كيفية قياسها ، حتى نعرف مستوى إمكانيةالمتعلمين وما يستطيعون القيام به وما لا يستطيعون ، وما يعرفون وما لا يعرفون .

ولذلكنحتاج إلى قياس أداء المتعلمين في المواقف التالية :

·
قبل تدريس المادة الدراسية حتى نحدد من أين نبدأ وكيفنبدأ التعليم .

·
أثناء تدريس المادة الدراسة ، لتحديد نمو المتعلمين ،ومدى مناسبة المادة التعليمية وطرائق التدريس والوسائل التعليمية لهم .

·
بعد تدريس المادة الدراسية ، حتى نقيم فاعليتنا فيالتدريس ، ونحدد مقدار استفادة المتعلمين مما تعلموه في المادة الدراسية .

وبناءعلى ذلك نتمكن من تحديد الفروق الفردية بين التلاميذ في الصفات المختلفة ( الجسمية، العقلية ، النفسية ، الاجتماعية ) ، كما يمكن تحديد الفروق بين التلاميذ فيالتحصيل الدراسي ، حيث أظهرت الاختبارات المطبقة على تلاميذ الصف السادس الابتدائيفي القراءة وحفظ الكلمات والاستدلال الحسابي ، وجود فروق فردية بين التلاميذ تصلإلى حوالي ثمان سنوات مدرسية بالنسبة للموضوعات كلها . وهذا يعني أنه في الصفالسادس الابتدائي فإن بعض التلاميذ سوف تكون قدرتهم على القراءة عند مستوى الصفالثاني ، والبعض الآخر عند مستوى الصف الأول الثانوي في القدرة ذاتها .

فضلاًعن ذلك لابد من مراعاة الميول الفردية عند التلاميذ في التدريس بدلاً من افتراضوجود ميول مشتركة لهم جميعاً . وهذا يعني أنه لابد من إتاحة الفرصة للتلاميذ داخلالفصل الواحد للتعبير عن ميولهم وخاصة في موضوعات التعبير والرسم والخط ، وغيرها منالمواد التي يمكن للتلاميذ من خلالها التعبير عن ميولهم الخاصة .

منجهة أخرى نجد أن التلاميذ يتباينون تبايناً واسعاً في سماتهم ، حيث نجدهم يختلفونفي الأمانة والأخلاق والتعاون ... كما أن بعضهم عدوانيون داخل الفصل ، والبعض الآخرمسالمون ، كما نجد أن بعض التلاميذ سريعوا الضجر أو الملل ، وبعضهم الآخر أكثرصبراً وتركيزاً . وكذلك ما نجده عند بعض التلاميذ من ثقة بالنفس وشعور بالدونيةوضعف الثقة بالنفس عند البعض الآخر .

معنى الفروق الفردية :

يعرِّف دريفر Drever (1965) الفروق الفردية بأنها : " الانحرافات عن متوسط الجماعة في الصفات العقلية والجسمية " ( 1: 134)

ويؤكد هذا التعريف أن جوهر الفروق الفردية موجود في التكوين العقليوالجسمي للأفراد ، إلا أنه لم يتطرق إلى الجانب الوجداني المزاجي من الشخصية .

Individual differences : variations or deviation from the average of the group, with rite respect to mental or physical characters, occurring in the individual members of the group. (James Drever, 1974, p. 134) .

ومن خلال ما لاحظناه من قصور فيتعريف دريفر يمكننا أن نعرِّف الفروق الفردية بأنها : " الدراسة العلمية للاختلافاتالجوهرية التي توجد بين الأفراد في النواحي الجسمية أو العقلية أو الوجدانية سواءكان الهدف هو معرفة الفروق بين الأفراد أو معرفة الفروق داخل الفرد الواحد أو إذاكان الهدف هو معرفة الفروق بين الجماعات أو بين الجنسين أو الطبقة الاجتماعية أو فيالعرق أو السلالة ... الخ . وقد يكون مدى هذه الفروق كبيراً وقد يكون صغيراً .

هذهالاختلافات تظهر Occur بوضوحإذا عرفنا متوسط الجماعة ودرجة قرب أو بعد الفرد عن المتوسط . فإذا كان متوسط وزنعينة من التلاميذ يساوي (60) كجم ، فان أي زيادة أو نقصان عن هذا المتوسط يعتبرفرقاً . بناء على ذلك فإن انحرافات Deviations الأفراد عن المتوسط العام للجماعة في الصفة Character المقاسة هو ما يقصد به إحصائياً بالفروق الفردية ، وهذا التمايز بين الأفراد وهوالذي يجعلهم يسلكون بطرق مختلفة تبعاً لقدراتهم واستعداداتهم وميولهم . وتتنوعوتتباين أساليب استجابتهم بتنوع دوافعهم وحاجاتهم الانفعالية وعاداتهم الوجدانية .

تصنيف الفروق الفردية :

يمكن تصنيف الفروق الفردية على أساس النواحي الآتية :

(1) الفروق الفردية في النواحي الجسمية :

وهي تبدو واضحة بين الأفراد في الطول والوزن والشكل العام ودقةالحواس وقوتها . وبعض الفروق الجسمية لا تظهر إلا من خلال العمل والنشاط الذي يقومبه الفرد كالقدرة العقلية والمهارة اليدوية والدقة في استخدام الأصابع والتآزر بيناليد والعين .

(2) الفروق في القدرات العقلية :

يمكن إدراكها والحكم عليها من خلال الاختبارات والمقاييس التي تبينمقدار ما يملكه الفرد من كل قدرة ، سواء أكان ذلك في القدرة العقلية العامة ( الذكاء ) أو في القدرة الخاصة سواء أكانت قدرة فنية أو قدرة موسيقية أو قدرة لغويةأو ميكانيكية .. إلى آخره .

(3) الفروق في النواحي الوجدانية والمزاجية :

وتتمثل هذه الفروق في ملاحظة سلوكالتلميذ في إقدامه أو إحجامه عن عمل معين ، أو حبه أو كرهه له ومدى ميوله واتجاهاتهورغباته نحو هذا الشيء .

أهمية الفروق الفردية :

·
تعتبر الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائناتالعضوية ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردين متشابهين فياستجابة كل منهما لموقف واحد . وهذا الاختلاف والتفرد أعطى للحياة معنى وأصبحللفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد .

·
كذلك فان اختلافات قدرات التلاميذ واستعداداتهم وميولهمتؤثر في مدى استفادة كل منهم مما يقدم له من مادة تعليمية ومدى حاجته للرعاية منتنوع المعلم لطرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية المتعددة والمتنوعة وتكرارالشرح . فالتلميذ المتخلف عقلياً يحتاج إلى مواد دراسية تختلف في نوعها وكمها عمايحتاجه متوسط الذكاء أو المرتفع الذكاء . كما أن الطريقة المناسبة لتعليم الطفلالمتخلف عقلياً تختلف عن الطريقة المناسبة لتعليم التلميذ المتوسط الذكاء أوالمرتفع الذكاء .

·
إن معرفة مستوى الإمكانات العقلية للأفرادأمر ذو قيمة عملية كبيرة تأخذ صوراً متعددة منها :

-
إن تحديد الإمكانات العقلية الخاصة لكل تلميذ يجعلنانجنبه المواقف التعليمية التي تتجاوز هذه الإمكانات زيادة أو نقصاً بدرجة كبيرة .

-
إن معرفة مستوى القدرات العقلية لتلاميذ فصل معين يساعدعلى التنظيم الجيد لعملية التعليم .

·
من الحقائق التي يؤكدها علماء النفس والتربية ، تباينطلاب الفصل الواحد في قدراتهم العقلية ومستويات تحصيلهم ورغبتهم في التعلم . ونظراًلأن المعلم مهتم بتعليم الطلاب جميعاً فإن أسئلته لابد وأن تكون متمايزة ، بحيث يجدفيها الطلاب جميعهم زاداً لهم . فالسؤال الصعب يعجز ضعاف الطلاب عن الإجابة عنه . وبالمقابل فإن سهولة السؤال لا تتحدى قدرات الطلاب المتفوقين ، فيتعمدون عدمالمشاركة ، وقد يبلبل السؤال السهل أفكار الطلاب المتفوقين فيحملونه أكثر مما يحتمل، فتأتي الإجابة مخيبة لآمالهم . ومن هنا يصبح من الضروري للمعلم أن ينوع فيمستويات الأسئلة التي يوجهها لطلابه . والمقصد من هذا تشجيع الطلاب جميعاً علىالإسهام في الإجابة على الأسئلة .

·
ومن حيث الفروق الفردية في الشخصية فنجدأن كل إنسان متميز بذاته ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا اختلف عن الآخرين ، وتعتمدمقاييس الشخصية على ظاهرة الفروق الفردية في الكشف عن العوامل الرئيسية في تحديدمستويات نجاح الأفراد ، حيث أن النجاح يعتمد في أبعاده ليشتمل على كل مكوناتالشخصية وفي تفردها من فرد لآخر . ولاختبارات الشخصية تنبؤات علمية يمكن بها توجيهالفرد توجيهاً صحيحاً للتعليم الذي يناسبه أو المهنة التي يصلح لها طبقاً لقدراتهواستعداداته التي يتفرد بها عن غيره .

·
توجيه الفرد للدراسة أو العمل المناسب له بعد التعرفعلى قدراته واستعداداته وميوله ، يساعده على أن يحقق ذاته فيها ويتوافق معها ومعزملائه وأصدقائه وأسرته مما يحقق له الصحة النفسية .

كذلك فإن معلوماتنا عن الفروقالفردية تساعدنا في توجيه اهتمام فردي لطلابنا ، من حيث ترتيب جلوس التلاميذ فيالفصل ( قصير القامة في الإمام وطويل القامة في الخلف – طويل النظر في الخلف وقصيرالنظر في الإمام – شديد السمع في الخلف ومتوسط السمع في المنتصف وضعيف السمع فيالإمام – مساعدة من لديه اضطراب في الكلام بتزويده بالكلمة في الوقت المناسب فيحالة تكرار الحرف مثل ك .. ك .. كتاب – علاج المتخلفين عقلياً ووضعهم في فصول خاصةبهم ورعاية المتفوقين عقلياً ) .

ومعنى ذلك أن دراسة الفروق الفرديةتساعد كلاً من المعلم والإعلامي التربوي على فهم تلاميذه فهماً أعمق ، وتسهل عليهتدريبهم وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف التربوية ، حيث أن لكل طفل حاجاته التربويةالخاصة التي يختلف فيها عن بقية زملائه وتزداد هذه الحاجات على سبيل المثال في مجالالفن خاصة بعدة اعتبارات :

لعل من أهمها أن التعبير الفنيذاته استجابة فردية تتسم بالطابع الشخصي للمتعلم ، وتعتمد على ما يبديه من أصالةوتفرد وتجديد وخروج عن المألوف ، ولكن الفن يعتمد على التفكير التباعدي ووفقاً لهذاالنمط من التفكير ، فإنه لا توجد استجابة تعبيرية صحيحة واحدة محددة سلفاً لأيموضوع يقدمه المعلم لتلاميذه ، وإنما تتعدد الاستجابات للموضوع الواحد بتعدد تلاميذالفصل ، مما يعني أن كل تلميذ يحتاج إلى توجه ومعالجة خاصة ، أفراداً وجماعات داخلالفصول الدراسية وقاعات النشاط المدرسي .

وهناك عدة أمور يجب أن يضعها كل منالمعلم والإعلامي التربوي في اعتباره حتى يستطيع أن يوجه تلاميذه التوجيه السليموهي :

‌أ- إن وجود فروقفردية بين التلاميذ ( جماعة الفصل – جماعة الصحافة أو الإذاعة أو المسرح المدرسي ) ، كأمر طبيعي وهي تشمل جميع الصفات الجسمية والعقلية والوجدانية ، فكما أن التلاميذيختلفون في صفاتهم الجسمية مثل الطول أو الوزن أو السمع أو البصر ..الخ فإنهميختلفون في الصفات العقلية كالذكاء والقدرات المتخصصة ، وفي النواحي المزاجيةوالوجدانية مثل الميول والاتجاهات والسمات المزاجية مثل الانبساط والانطواء والتوترالنفسي والقلق .

‌ب- يعتمد مفهومالفروق الفردية على مفهومي التشابه والاختلاف بين الصفات المختلفة ، بمعنى أن أفرادالجنس البشري يتشابهون في أن لهم صفات معينة ، إلا أنهم يختلفون في درجة وجود هذهالصفة بينهم ، ومعنى هذا أن الفروق الفردية بين التلاميذ لا تدل على أن بعضهم يمتلكصفات معينة ، والبعض الآخر لا يمتلكها ، ولكنها تدل على أن كل الصفات موجودة لدى كلمنهم ، ولكن بدرجات متفاوتة حيث إن في المجنون عقلاً ، فالذكاء صفة عقلية توجد لدىالجميع ولكن بدرجات متفاوتة ، ومعنى أن الصفات المختلفة يمكن تحديدها على طول مقياسمستمر ، وأي صفة إنما تمثل درجة على هذا المتصل ( المقياس المستمر ) .

‌ج- نظراً لأهمية الفروق الفردية ، فانه يجب علىالمعلم أن يتعرف على هذه الفروق بين التلاميذ داخل جماعة الفصل وجماعات النشاطالمختلفة ( الصحافة والإذاعة – المسرح المدرسي – جماعة التربية الفنية – جماعةالتربية الموسيقية – الجماعة العلمية الجغرافية – التربية الرياضية ) .. الخ . ويحاول الكشف عن مواهبهم واستعداداتهم ويعمل على تنميتها إلى أقصى حد ممكن ، وبذلكيكشف الجوانب التي يبدع فيها التلاميذ سواء كانت علمية أو فنية أو موسيقية أو صحفيةأو تمثيل مسرحي ، ويحاول تنميتها وهذا يفيد مجتمعنا كثيراً في رعاية الموهوبين .

‌د- وقد دلت نتائج دراسات الفروق الفردية وعلم النفسالتجريبي أنه لا مبرر مطلقاً لافتراض أن هناك طريقة مثلى لمختلف الشخصيات كأسلوبالعمل الفني أو الصحفي أو الموسيقي ، فالطريقة المثلى لصغار السن في المهنة لابد أنتختلف عن الطريقة المثلى للمسنين ، كما إن الطريقة المثلى لمتوسطي الذكاء لابد أنتختلف عن الطريقة المثلى للأذكياء وعن الطريقة المثلى لمتخلفي العقل ، فمن الأفضلأن نجعل أسلوب العمل يتناسب مع الفرد بدلاً من أن نجعل الفرد يتباين مع أسلوب العلم .

مدى الفروق الفردية :

إن المدى يمثل الفرق بين أكبر درجة وأصغر درجة على متصل السمات أوالخصائص المقاسة ، وعلى ذلك يمكن الوصول إلى نسبة المدى من خلال قسمة أكبر درجة أوالقياس الأقصى على أصغر درجة أو القياس الأدنى على النحو التالي الذي توضحهالمعادلة التالية :

ويتأثر مدى الفروق بعدد من العوامل هي :

(1) العمر الزمني :

يؤثر العمر الزمني على مدى الفروق الفردية ، فيميل هذا المدى إلىالزيادة مع تزايد العمر الزمني فتصبح الفروق الفردية في كل من الخصائص العقليةوالخصائص الانفعالية أكبر ، ويصبح التباين في هذه الخصائص في مرحلتي المراهقةوالشباب أكبر منه في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطى ، ولذا يقاس الذكاء كمفهوم عامفي مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطى ثم يحدث تمايز في النشاط العقلي فيما بعد سن (12) وهذا يعني أن الذكاء يتغير في تنظيمه مع تزايد العمر الزمني من عامل عقلي عامأو قدرة عقلية عامة إلى مجموعة من العوامل أو القدرات المتمايزة ، الأمر الذي يترتبعليه اختلاف أساليب قياس الذكاء تبعاً لتزايد العمر الزمني .

(2) طبيعة السمة أو الخاصية أو الصفة المقاسة :

ويختلف مدى الفروق الفردية باختلاف طبيعة السمة فالسمات التي تنتميإلى التنظيم الانفعالي في الشخصية تختلف في مداها أكبر من مدى الفروق الفردية فيالسمات أو الخصائص العقلية ، كما أن مدى الفروق الفردية في السمات أو الخصائصالعقلية أكبر من مدى الفروق الفردية في المهارات الحركية .

(3) الممارسة أو الخبرة في التدريب :

تؤثر المهارة ، الخبرة ، أو التدريب على مدى الفروق الفردية فيزيدهذا المدى بزيادة الممارسة ، بمعنى أن الجرعات المتساوية من الممارسة تؤدي إلىزيادة الفروق الفردية بين الأفراد نظراً لاختلاف السمات أو الخصائص المختلفة فيالوصول إلى مرحلة الثبات .

(4) النوع :

يختلف مدى الفروق الفردية باختلاف الجنس بمعنى أن مدى الفروق الفرديةبين الذكور أكبر منه بين الإناث من نفس المدى العمري ، ويترتب على هذه الحقيقة أن :

·
نسبة المتفوقين عقلياً من الذكور أكبر من نسبةالمتفوقات عقلياً من الإناث من نفس المدى العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوبإليها .

·
نسبة المتخلفين عقلياً من الذكور أكبر من نسبةالمتخلفات عقلياً من الإناث من نفس المدى العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوبإليها .

·
هناك بعض الخصائص أو السمات يحرز فيها الذكور تفوقاًنسبياً على الإناث مثل : القدرة العددية ، والقدرة الرياضية ، والميل الميكانيكي ،والميل الحسابي.

·
هناك بعض الخصائص أو السمات التي تحرزفيها الإناث تفوقاً نسبياً على الذكور مثل : القدرة اللغوية ، والميل الأدبي ،والميل إلى الخدمة الاجتماعية .

 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 11:22 AM.