مقـدمـه:-
ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات بالقدرة علي الكلام و استخدام الكلمات في التعبير عن الآراء و الأفكار و المشاعر، و يتواصل الفرد مع من حوله عن طريق اللغة ، و إذا حدث اضطراب في الكلام أو النطق فانه يعطل عملية التواصل فتصبح الرسائل التي تصدر من الفرد غير كاملة أو يصيبها نوع من التشويه و من أكثر اضطرابات النطق شيوعا التلعثم ،هناك عبارة شهيرة تقول:" If you stutter, you are in a goodcompany "
وتعني اصطلاحا ً :إذا كنت تتلعثم ، فهناك الكثير من عظماء التاريخ كانوا يشاركونك في نفس المشكلة و هو معروف منذ القدم حيث عاني منه الفيلسوف الشهير: أرسطو ،كما لاحقت براثن التلعثم العديد من العلماء المعروفين مثل عالما الفيزياء الشهيرين إسحاق نيوتن و روبرت بويل ، وعالم الأحياء الشهير تشارلز دارون ، وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تـُـقاد بشخصين متلعثمين هما الملك جورج السادس ورئيس وزرائه ونستون تشرشل .
وقد ورد في القرآن الكريم أن نبي الله موسى عليه السلام كان يعاني من صعوبة في الكلام: (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون) (الشعراء:13)، }قال( رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي). (طه:25-28).
يسبب التلعثم الضيق و الحرج للفرد المصاب به ، كما يمثل التلعثم في الكلام مشكلة للطفل الذي يعانيها وكذلك بالنسبة لوالديه ،حيث تسبب له لحرج أمام زملائه ومدرسيه ، نظرًا لما يمكن أن يتعرض له من سخرية و استهزاء من جانب بعض أقرانه.
وتتفاوت نسبة المصابين بالتلعثم من دولة إلى أخرى، حيث تصل هذه النسبة إلى 1% بالولايات المتحدة ، بينما تبلغ 9% في بعض مناطق إفريقيا. وتتساوى النسبة بين الأولاد والبنات ، في حين أن عدد الرجال الذين يعانون من التلعثم يبلغ أربعة أضعاف النساء .
تعتبر النماذج الحديثة في تفسير ظاهرة التلعثم و التي دمجت بين الذاكرة العاملة و التلعثم و أثبتت أن هناك اضطراب في عملية التخطيط اللغوي لدي المتلعثمين ، و التي تشكل بدورها احد مراحل عملية المعالجة اللغوية التي تتم من خلال بعض مكونات الذاكرة ، أصبح جليا أن المشكلة لم تعد نفسية و لم تعد التوجهات العلاجية التي تنصب علي تخفيف مصاحبات التلعثم مجدية ، و هذا هو السبب في حدوث النكوص في العديد من الحالات التي بعد أن يتم شفائها تعود للتلعثم من جديد ، لذا ان التوجه إلي تحسين التذكر و القدرة علي الاستدعاء المباشر للمعلومات و تنمية مهارات التخطيط اللغوي لدي المتلعثمين أصبحت من الأهمية بمكان لكي تأخذ مكانها بين الأبحاث التي تهتم بظاهرة التلعثم .
مشكله الدراسة :-
تتلخص مشكله الدراسة في الإجابة علي بعض الاسئلة و هي :
1- هل يؤدي تدريب الأطفال المتلعثمين علي البرنامج التدريبي لخفض المصاحبات ( الانفعالية ، المعرفية ) إلي تحسين الاستدعاء المباشر ؟.
2- هل يؤدي تدريب الأطفال المتلعثمين علي البرنامج التدريبي لخفض المصاحبات ( الانفعالية ، المعرفية ) إلي خفض شده التلعثم ؟.
3- هل يؤدي تدريب الأطفال المتلعثمين علي البرنامج التدريبي لخفض المصاحبات ( الانفعالية ، المعرفية ) إلي تحسين التخطيط اللغوي لدي الأطفال المتلعثمين ؟.
أهداف الدراسة :-
تهدف الدراسة إلي تصميم برنامج تدريبي لتحسين الذاكرة العاملة لدي الأطفال المتلعثمين و معرفه تأثير البرنامج علي متغيرات الدراسة الأساسية و هذه المتغيرات هي (شده التلعثم - الاستدعاء المباشر - التخطيط اللغوي) .
أهميه الدراسة :-
1- تقديم علاج لظاهره التلعثم- التي ساد الاعتقاد لعقود طويلة أنها ترجع لعوامل نفسيه أو عوامل بيئيه في ضوء الاتجاه العلمي الحديث و الذي يهتم بالجوانب العقلية المعرفية في تفسير الظواهر المختلفة و التي يكون فيا العوامل النفسية ناتج أو مصاحبات و ليست أسباب كامنة وراء حدوث الظاهرة .
2- الوقوف علي اثر البرنامج المقدم و ما يحتوي عليه من التدريبات الموجهة لتعديل بعض الاضطرابات في الذاكرة لدي المتلعثمين مما ينتج عنه علاج التلعثم و إنتاج لغة تتسم بالطلاقة و رفع قدراتهم العقلية و قدرتهم علي التذكر و التي تساعدهم في حياتهم بصفه عامه وليس في مواجهه و علاج التلعثم فقط .
3- ضرورة أن يتم تقديم برامج متكاملة تهتم بالأبعاد النفسية والعضوية و المعرفية عند التعامل مع المتلعثمين و السيطرة علي جميع الجوانب التي يمكن إن تكون أدت إلي ظهور هذا الاضطراب و الجوانب الاخري التي صاحبته، و العوامل التي ظهرت بعده أو نتجت عنه والبرنامج التدريبي المستخدم في هذه الدراسة يتبني هذا الاتجاه المتكامل
4- تكمن أهميه البحث أيضا في سهوله تطبيقه و من هنا يمكن للوالدين أن يستخدموه بكل سهوله و يسر في معالجه الأبناء المصابين بالتلعثم
مصطلحات الدراسة :-
- التلعثم .
- الذاكرة .
- الذاكرة العاملة .
فروض الدراسة :-
تفترض الدراسة الحالية فرضا رئيسيا و هو يؤثر البرنامج التدريبي المقدم في خفض شدة التلعثم و تحسين الذاكرة العاملة لدي الاطفال ،
تتمثل فروض الدراسة الحالية في:
1- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبه و الضابطه في التلعثم .
2- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبية و الضابطة في الاستدعاء المباشر.
3- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبه و الضابطه في التخطيط اللغوي .
4- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في التلعثم .
5- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في الاستدعاء المباشر .
6- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في التخطيط اللغوي .
عينه الدراسة :-
تكونت عينه الدراسة الأساسية من (24) طفل متلعثم منهم
( 18) ذكور ، ( 6 ) إناث ، تتراوح أعمارهم بين ( 8 – 12) سنه ، و تم تقسيمهم علي النحو التالي :
1- مجموعه تجريبية : و تتكون من(12) طفل متلعثم (9) ذكور ،(3) إناث.
2- مجموعه ضابطه : و تتكون من(12) طفل متلعثم(9) ذكور ،(3) إناث .
أدوات الدراسة :-
1-البرنـامج التدريبي لخفض شدة التلعثم و تحسين الذاكرة العاملة لدي الأطفال . (إعـداد الباحثـة)
2- أداه قياس شده التلعثم SSI . إعداد سيد احمد البهاص (2005)
3- قائمه الاستدعاء المباشر للأعداد المقترنة بالكلمات (صورتان أ، ب ).
إعداد محمد علي كامل (2001)
4- مقيــاس حـل المشـكلات اللفظـية و الاسـتدعاء المباشـر مـن
الذاكرة العـامـلة ( صورتان أ ، ب ).
إعداد محمد علي كامل (2003)
5- اختبارات القـدرة العقليـة .
إعـداد فـاروق عبـد الفتـاح مـوسـي (2002)
6-استمـارة المـقابلة الشـخصية . (إعداد البـاحثـة )
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :
تم تحديد الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة بناءا علي مشكله و فروض و أهداف الدراسة و ذلك من اجل الإجابة علي تساؤلات الدراسة و اختبار فروضها و تلك الأساليب هي :-
1- المتوسطات و الانحرافات المعيارية .
2-معامل الارتباط Correlation Coefficient .
3-اختبار "مان ويتني " للكشف عن دلاله الفروق بين متوسطات درجات العينات المرتبطة و غير المرتبطةMann-Whitney Test .
4- اختبار "ولكوكسون Wilcoxon " لقياس دلاله الفروق بين العينات المرتبطة .
و قد استخدمت الباحثة حزمه البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية ((SPSS في تقنين الأدوات و تحليل النتائج .
نتائج الدراسة :-
1- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبية و الضابطة في التلعثم .
2- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبية و الضابطة في الاستدعاء المباشر.
3- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين المجموعتين التجريبية و الضابطة في التخطيط اللغوي .
4- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في التلعثم .
5- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في الاستدعاء المباشر .
6- توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي الرتب بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي الأول والبعدي الثاني (التتابع) في التخطيط اللغوي .