يوما إحتفاليا بمناسبة عيد الام بمشاركة اكثر من 30 مركزا من مراكز الإعاقة الذهنية وذوي الاحتياجات الخاصة بولاية الخرطوم بمدينة الطفل امس، وشرف الاحتفال وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية هباني، ورئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم سيد هارون،واقيم الاحتفال بعيد الام هذا العام تكريما لأمهات المعاقين ذهنيا وذوي الاحتياجات الخاصة في بادرة هي الاولى على مستوى السودان لهذا التجمع الكبير من امهات واسر المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ، وصاحب الاحتفال معارض للمراكز المشاركة والرعاية الاجتماعية بالاضافة إلى برامج ترفيهية فرق غنائية وفرق لألعاب الاطفال،و مناشط رياضة للأطفال المعاقين، وعيادات مجانية وتم عرض لمساهمات الاطفال من رسومات واعمال فنية وندوات تثقيفية.
وعن هذا اليوم قالت الامين العام للمجلس القومي للطفولة اميرة الفاضل (للاحداث) أن الاحتفال الذى درج المجلس على إقامته كل عام بمناسبة عيد الام خصص هذا العام لأمهات المعاقين ذهنيا وذوي الاحتياجات الخاصة، للتركيز على هذه الشريحة وامهاتهم في المجتمع، وتسليط الضوء عليهم وعلى قضاياهم، وحث الدولة للاهتمام أكثر بهم وإقامة مراكز متخصصة لهم تتوفر فيها كل المعينات حتى يندمجوا في المجتمع اكثر لان معظم المراكز الموجودة الان هي مراكز قامت على الجهد الذاتي ومن افراد خيرين لهم اهتمامات بقضايا الاعاقة الذهنية وذوي الاحتياجات الخاصة.
واضافت الامين العام لمجلس الطفولة ان سعى المجلس لتحسين الخدمات للمعاقين مستمر وانه تم البدء اولا بتشكيل لجنة والتى عقدت ورشة بمشاركة كافة المراكز وخرجت بتوصيات وان الاحتفال هذا يأتي من ضمن التوصيات التى سيبدأ العمل بها قريبا وذلك بعد ان استطاعت الوزارة ان تحصر المراكز العاملة في هذا المجال في ولاية الخرطوم وايضا ولاية النيل الازرق.
واكدت على اهتمام المجلس بهذه الشريحة وانهم يأملون باهتمام أكثر من الدولة وقطاعات المجتمع المختلفة نسبة للزيادة في عدد الاطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ، مشيرة إلى ان هذا الاحتفال تم بجهد وعمل طوعي وشعبي، وان من اولويات المجلس هو ان يدمج هؤلاء الاطفال في التعليم لينالوا حظهم ويبرزوا امكانياتهم ويتواجدوا في المجتمع بشكل أكبر وبصورة افضل ،وأشادت بالدور العظيم الذى تقوم به أمهات المعاقين في تربية وتنشئة ابنائهن.
من جانبه قال سامر حسن محمد عثمان رئيس منظمة اميرة كرار الخيرية للأطفال المعاقين ذهنيا (للاحداث) ان فكرة الاحتفال بامهات المعاقين جاءت من خلال توصيات ورشة العمل لجميع المراكز، وان الاحتفال بالامهات له فوائد عظيمة فهي ترفع الروح المعنوية للامهات تقديرا لدورهم العظيم في تربية ابنائهم ذوى الاحتياجات الخاصة وتكريمهم تعبير عن كل الحب والتقدير لهم .
واوضح سامر حسن ان الاحتفال بهذا الشكل يؤدي إلى تجمع الامهات مع بعضهم والذى بدوره يخلق علاقات انسانية بين الامهات ويقوى الروابط بين الاسر، واننا نسعى لان تكون هذه نقطة الانطلاق نحو إقامة جمعيات صداقة للمعاقين ذهنيا وذوي الاحتياجات الخاصة وهي بذرة لعمل انساني كبير.وأضاف انهم اختاروا ان يكرموا كل امهات الاطفال المعاقين ذهنيا دون إستثناء فهم جميعا امهات مثاليات يستحققن ان يكرموا.
وعن الاحتفال والدعم المالي قال الاستاذ سامر انهم واجهتهم مشاكل عدة في التمويل ولكن بفضل اهتمام مجلس الطفولة ، والدعم من قبل اسر الاطفال وبعض الشركات (دال ،الخيام، شركة الجاهز،ومدينة الطفل) ومشاركة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واتحاد الفنانين، استطعنا ان نقيم هذا الاحتفال ونتمنى في المستقبل مشاركة كل قطاعات المجتمع بصورة اكبر حتى نتمكن من ان نقدم المساعدة المثلى لهؤلاء الاطفال.
اما انتصار كرار مسئولة العلاقات العامة بمنظمة اميرة كرار قالت (للاحداث) ان هذه هي المرة الاولى التى يتم فيها احتفال بهذا المستوى، ففي السابق كان كل مركز يحتفل بمناسبة عيد الام لوحده وغالبا تكون في شكل رحلات او حفلات محدودة الحضور، على العكس من هذا العام الذى يشارك فيه الجميع ومن مناطق ولاية الخرطوم المختلفة مما ادى إلى خلق نوع من التواصل وهذا هو المهم ،وبذلك يمكن ان تتعاون المراكز في المستقبل فيما بينها لتقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير مجال العمل الطوعي والانساني للأطفال.
التقت (الاحداث) بعدد من الامهات المكرمات في الاحتفال فقالت الام سعاد طه انها مناسبة مبهجة ومفرحة للأولاد، ودعوة لكل الامهات ان تقوم كل ام بدورها نحو ابنها المعاق وان تراعه وتساعده ليتجاوز إعاقته، وعبرت عن سعادتها وفرحتها بهذا التكريم فقالت انها سعيدة للتكريم وسعيدة اكثر لأن إبني استطاع ان يتجاوز اصابته (بالتوحد) والتى إحتجنا لوقت طويل حتى نستوعبها فقد كانت معرفتنا بإصابته صدمة ولكن الحمدلله تجاوزنا ذلك، فاصبح ابني عامر ابوعبيدة شخص منتج يشارك في المجتمع بإيجابية وفعالية بعد سنوات من المعاناة مشيرة إلى ان ابنها صار يشارك في المعارض الداخلية والخارجية برسوماته واعماله الفنية و هي فرحة به وبما يقدمه.
اما الام بثينة محمد حسن والدة الطفل مصعب تحدثت عن صعوبة الامرعندما اكتشفت إصابة ابنها (بالتوحد) ولكن بقوة العزيمة تجاوزنا العديد من الصعاب وبمساعدة مركز التوحد حتى وصلنا لما نحن عليه اليوم، فاصبح مصعب مشارك وله اصدقاء واشخاص في المركز يعتنون به ، واضافت انا فخورة اليوم بابني وهو فخور بي وبنفسه، ولا تسعني الفرحة بالتكريم وبابني مصعب الذى يشارك في معرض مركز التوحد في الاحتفال برسوماته.
وفي جانب آخر التقينا بثريا ميرغني جمال الدين وهي اعتنت بابن اخيها حتى جلس لإمتحان الشهادة الثانوية السودانية ،وهي ستكرم مع الامهات تقديرا لدورها الكبير في رعايته قالت ثريا ان تربيته لم تكن صعبة فهو ذكي ويفهم بسرعة لكن ظروف إعاقته التى جعلته غير قادر على الحركة او ان حركته محدودة، حالت دون نجاحه وانه جلس لإمتحان الشهادة السودانية من قبل ولكن نسبة لضعف في يديه لم يؤدي الامتحانات بشكل جيد ولكن بعد التحاقه بالمراكز الذى سهل عليه الكثير من الصعاب التى واجهته،وهو الان مشارك ومقبل على الحياة. وانها سعيدة بالاحتفال الذى يجعل الاطفال مندمجين مع بعض اكثر ، والامهات قريبات من بعض.
وشهد اليوم حضور كبير قدرته اللجنة المنظمة بأكثر من 2000 شخص، ومشاركة 32 مركزا عاملا في مجال الاعاقات الذهنية بولاية الخرطوم والتى يبلغ عدد الاطفال فيها حوالي 35 طفلا كمتوسط بالمركز الواحد،بالاضافة إلى دور الرعاية والحماية حوالي 300 طفل. وهنالك 500 طفل معاق ذهنيا تم دمجهم في المدارس.
وتفاعل الاطفال المعاقين ذهنيا مع الاحتفال ومع البرامج الترفيهية التى قدمت وتجاوبوا مع الحاوي الذى قدم فقرات متنوعة وجميلة ادخلت الفرحة إلى قلوب الأطفال المعاقين. وعلت البسمة وجوه الامهات لفرحة ابنائهم ولتكريمهم الجميل من قبل المراكز ومنظمة اميرة كرار والمجلس القومي لرعاية الامومة والطفولة.