دور الحاسوب في العملية الأكاديمية لذوي الاحتياجات الخاصة
د. علي بن محمد بكر هوساوي
إن لاستخدام الحاسوب في العملية التعليمية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة أهمية قصوى ودور فاعل في زيادة تحصيلهم الأكاديمي وتفاعلهم الاجتماعي وتنمية ثقتهم بالنفس والنظرة الإيجابية للذات، ولكن إذا أريد لهذه العملية أن تنجح في تغيير حياة هؤلاء التلاميذ إيجابياً فيجب أن تكون هذه الأداة " الحاسوب" متوفرة بشكل كاف ويمكن استخدامها بصورة سهلة وغير معقدة. وهناك العديد من الأدلة المؤكدة على قدرة الحاسوب في التأثير إيجابياً في حياة الأفراد المتخلفين عقلياً وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (Dattilo,1993) .
وقد ازدهر استخدام الحاسوب في مجال التربية الخاصة، ولكن يمكن استخدامه كوسيلة أو أداة فعالة في التعليم إذا توفرت أساليب تعليمية ناجحة مع استخدام استراتيجيات صحيحة في بيئة تربوية سليمة (Behrman,1994). إضافة إلى ذلك فقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن هناك علاقة إيجابية بين إنجاز التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية الأكاديمية المتمثلة في استيعاب المنهج الدراسي والتفاعل معه بصورة كبيرة واستخدام المعلمين للحاسوب مع هؤلاء التلاميذ، حيث يتفاعلون معهم بصورة تثير الإعجاب والدهشة أحياناً أخرى
((Fitzegerald, & Koury,1996, Goldenberg, & Russell,1994,Male,1994 وقد ذكر Chidsey,2000)) أن الحاسوب أداة فعالة لعملية التواصل بين التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم، وأنه أكثر فائدة للتلاميذ في التعليم بالمقارنة بالطريقة العادية. كما أشار Bork,1997)) بأن معلمو التربية الذين يستخدمون الحاسوب في تعليمهم للتلاميذ المعاقين يعترفون بأن استخدام تلك الأداة كانت أكثر فعالية في عملية التواصل وتبادل الآراء والأفكار فيما بينهم.
إن استخدام الحاسوب مفيد لجميع التلاميذ ذوي الإعاقات المختلفة حيث يمكن أن يساعدهم في الرفع من كفاءتهم التعليمية وتلافي بعض جوانب القصور لديهم. حيث أشار كل من:
Choi,1995,Holzberg,1996,Milon,1997)) بأن الحاسوب قد استخدم لرفع كفاءة القدرة السمعية للتلاميذ ذوي العجز السمعي، وفي تحسين القدرة الكلامية "النطق" والمهارة الكتابية للتلاميذ الذين يعانون من قصور في تلك العمليات.