الفصل الثاني
الإطــــــار النظــــــري
- تعريف المراهقة
- مطالب النمو في مرحلة المراهقة
- حاجات المراهقين .
- مشكلات المراهقين .
- المشكلات النفسية .
- التفوق الدراسي .
- التأخر الدراسي .
يتناول هذا الفصل عرضاً لمتغيرات الدراسة , فيعرض الباحث بهذا الفصل تعريف المراهقة ومطالب النمو فيها , وكذلك حاجات المراهقين ، ثم عرض موجز للمشكلات النفسية وكذلك عرض للتفوق الدراسي وحاجات المتفوقين دراسياً ومشكلاتهم وكذلك لأقرانهم المتأخرين دراسياً:
تعريف المراهقة:
المراهقة بمعناها الدقيق هي المرحلة التي تسبق مرحلة الرشد, وتصل بالفرد إلى اكتمال النضج , وهي بهذا المعنى عند الجنسين حتى يصل عمر الفرد إلى 21 سنة , فهي تمتد من البلوغ إلى الرشد وكلمة مراهقة تفيد معنى الاقتراب أو الدنو من الحلم ويؤكد علماء فقه اللغة هذا المعنى بقولهم رهق بمعنى غشى أو لحق أو دنا من .. والمراهق بها المعنى هو الفرد الذي يدنو من الحلم واكتمال النضج .
والمراهقة بمعناها العام هي المرحلة التي تبدأ من البلوغ وتنتهي بالرشد فهي لهذا عملية بيولوجية حيوية عضوية في بدئها , اجتماعية في نهايتها . (فؤاد البهي 1998)
مطالب النمو في مرحلة المراهقة :
يقصد بمطالب النمو تلك الأهداف الارتقائية التي يسعى الفرد لبلوغها في مرحلة من مراحل نموه والتي تؤثر في مجرى هذا النمو , ويؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد , ويسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى في نفس المرحلة أو في المراحل التالية . ومطالب النمو في مرحلة المراهقة هي : ( حامد زهران 1999, 80ـ81)
• نمو مفهوم سوي للجسم وتقبل الجسم .
• تقبل الدور في الحياة (ذكرـ أنثى ) .
• تقبل التغيرات التي تحدث نتيجة للنمو الجسمي والفسيولوجي والتوافق معها .
• تكوين المهارات والمفاهيم العقلية الضرورية للإنسان الصالح .
• استكمال التعليم .
• تكوين علاقات جديدة طيبة ناضجة مع رفاق السن .
• نمو الثقة في الذات والشعور بكيان الفرد .
• تقبل المسئولية الاجتماعية , والقيام ببعض المسئوليات الاجتماعية .
• امتداد الاهتمام إلى خارج الذات .
• اختيار مهنة والاستعداد لها ( جسمياً , وإنفعالياً , وعقلياً , واجتماعياً ).
• الاستعداد لتحقيق الاستقلال اقتصادياً .
• ضبط النفس بخصوص السلوك الجنسي .
• الاستعداد للزواج والحياة الأسرية .
• تكوين المفاهيم والمهارات اللازمة للاشتراك في الحياة المدنية للمجتمع .
• معرفة السلوك الاجتماعي المعياري المقبول الذي يقوم على المسئولية الاجتماعية وممارسته .
• نمو القيام بالدور الاجتماعي الجنسي السليم .
• اكتساب قيم دينية وأخلاقية ناضجة تتفق مع الصورة العملية للعالم الذي يعيش فيه .
• إعادة تنظيم الذات ونمو ضبط الذات .
• بلوغ الاستقلال الانفعالي عن الوالدين وعن الكبار .
حاجات المراهقين
الحاجة افتقار إلى شيء ما ، إذا وجد حقق الإشباع والرضا والارتياح للكائن الحي، والحاجة شيء ضروري إما لاستقرار الحياة نفسها (حاجة فسيولوجية) أو للحياة بأسلوب أفضل (حاجة نفسية) . فالحاجة للماء ضرورية للحياة نفسها وبدون الماء يموت الفرد ، أما الحاجة للحب والمحبة فهي ضرورية للحياة بأسلوب أفضل ، وبدون إشباعها يصبح الفرد سيء التوافق ، والحاجات توجه سلوك الفرد سعياً لإشباعها .
ويكمن أن تصنف حاجات المراهقين إلى الأشكال التالية
الزراد 1997, 57)
1- الحاجات الفسيولوجية أو الأولية :
وهي حاجات تنبع من طبيعة التكوين العضوي والجسمي لدى الفرد ، وهي حاجات غالباً ما تكون مشتركة مع الحيوان ، وغير متغيرة إلى حد ما ، وسهلة الإشباع أو التحقيق ، لكنها قوية من حيث التأثير والإلحاح ، وهذه الحاجات تسعى إلى نمو الجسم ونضجه ، وإلى تحقيق التوازن الوظيفي والعضوي في الجسم . ومن هذه الحاجات :
1. الحاجة إلى الطعام .
2. الحاجة إلى الشراب .
3. الحاجة إلى الهواء .
4. الحاجة إلى النوم .
5. الحاجة إلى الراحة من التعب .
6. الحاجة إلى طرح الفضلات .
7. الحاجة إلى المحافظة على حرارة أو برودة معينة للجسم .
8. الحاجة إلى المحافظة على ضغط معين للجسم .
9. الحاجة إلى حماية الجسم من الإصابات والتخلص من الألم .
10. الحاجة إلى النشاط والحركة واللعب .
11. الحاجة إلى استخدام الحواس .
12. الحاجة إلى استخدام الجنس .
2- الحاجات النفسية الوجدانية :
وهي حاجات تعمل على تحقيق التوازن النفسي لدى الفرد . ومما لا شك فيه أن التوازن النفسي يرتبط بالتوازن العضوي وبالعكس ، وهذه الحاجات تشير إلى التكامل النفسي لعمليات الإنسان النفسية والعقلية والوجدانية والاجتماعية ... والصحية . ومن هذه الحاجات :
1. الحاجة إلى الأمن والطمأنينة .
2. الحاجة إلى التقدير واحترام الذات .
3. الحاجة إلى الحب .
4. الحاجة إلى الإحساس بالحرية .
5. الحاجة إلى إشباع الدوافع والميول والرغبات لدى الفرد .
6. الحاجة إلى توفير السرور والراحة والتخلص من الألم .
7. الحاجة إلى التنافس .
8. الحاجة إلى التفوق أو السيطرة .
9. الحاجة إلى التعاون .
10. الحاجة إلى الإخلاص والصدق .
11. الحاجة إلى حب المعرفة والاستطلاع .
12. الحاجة إلى التملك .
13. الحاجة إلى احترام القيم والمثل .
14. الحاجة إلى النظام في الحياة .
15. الحاجة إلى التطوير .
3- الحاجات الاجتماعية :
وهي متعلقة بالمجتمع والبيئة المحيطة بالفرد ، وهي حاجات تتأثر بعملية الاكتساب والتعلم ، وتكون متغيرة حسب المجتمعات والحضارات ، وتختلف حسب الأفراد ، وهي حاجات كسابقتها (الحاجات النفسية) صعبة التحقيق ، ولكنها تخدم الحاجات العضوية . ومن هذه الحاجات :
1. الحاجة إلى الاجتماع مع الغير وتكوين علاقات اجتماعية حسنة .
2. أن يكون الإنسان محبوباً من قبل الآخرين .
3. الحاجة إلى القيام بالواجبات وتحمل المسؤولية تجاه الغير .
4. الحاجة إلى الانتماء إلى الجماعة .
5. الحاجة إلى تكوين أصدقاء .
6. الحاجة إلى المحافظة على الأخلاق والعادات الاجتماعية والتراث .
7. الحاجة إلى المحافظة على النظم والطقوس الدينية السائدة .
ويقسم النغيمشي (1422, 38) لحاجات المراهقين قسمها إلى ثلاثة أنواع(شكل رقم 1)
1- الحاجات النفسية : وتشمل الحاجة إلى العبادة ، والحاجة إلى الأمن والحاجة إلى القبول.
2- الحاجات الاجتماعية : وتشمل الحاجة إلى الرفقة والحاجة إلى الزواج والحاجة إلى العمل والمسؤولية .
3- الحاجات الثقافية : وتشمل الحاجة إلى الاستطلاع والحاجة إلى الهوية الثقافية .
شكل رقم (1) يوضح تقسيم النغيمشي لحاجات المراهقين
مشكلات المراهقين
يعيش المراهقون في هذا العصر أزمة نفسية واجتماعية ، ويتخذون موقفاً رافضاً أو مجاملاً للكبار . ومن أمثلة مشكلات المراهقين الشائعة )النغيمشي1422, 3)
- فقدان الشهية للطعام .
- موقف الشك والرفض من الكبار .
- الابتعاد عن مجالس الكبار .
- الغضب والغيرة الشديدان .
- العناية البالغة بالشكل والهندام .
- أحلام اليقظة .
- التقلب والمزاجية .
- الاستمناء (العادة السرية) .
- السيطرة والاستقلالية البالغة .
- الحساسية للنقد .
- عدم الثقة بالنفس .
- ضعف الطموح وهبوط الإنتاجية .
- زيادة الطموح وهبوط الإنتاجية .
- سرعة التقمص والتقليد في محيط الرفقة .
- الانحرافات الجنسية والجنسية المثلية .
- اليأس والحزن والألم الذي لا يعرف له سبب .
- الشعور بالخجل والقلق والاكتئاب .
وقد تكون المشكلات أشد مما ذكر ، حيث تصل أحياناً إلى درجة المرض والشذوذ النفسي مثل :
- الهروب من البيت أو المدرسة .
- السرقة والجنوح .
- توهم المرض والوساوس .
- الإدمان على الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية .
- العزلة والانطواء ورفض المجتمع .
- الاكتئاب (الحزن الشديد) والشك .
- الشذوذ والانحراف الخلقي .
- الحزبية والتعصب .
الصراعات التي يواجهها المراهقون :
من الصراعات التي يواجهها المراهقون ما يلي :
- صراع بين مغريات الطفولة والرجولة .
- صراع بين شعوره الشديد بالذات وشعوره الشديد بالجماعة .
- صراع جنسي بين الميل المتيقظ وتقاليد المجتمع ، أو بينه وبين ضميره .
- صراع ديني بين ما تعلمه من شعائر وبين ما يصوره له تفكيره الجديد .
- صراع عائلي بين ميله إلى التحرر من قيود الأسرة وبين سلطة الأسرة .
- صراع بين مثالية الشباب والواقع .
- صراع بين جيله والجيل الماضي .
المشكلات النفسية
تعريف المشكلات النفسية :
على الرغم من شيوع الحديث عن المشكلات النفسية بين المراهقين إلا أنه لا يوجد تعريف مطلق لكلمة مشكلة . ومن هذه التعـريفات :
- تعريف روس (1974) : أن هناك اضطراباً نفسياً أو مشكلة نفسية إذا ما صدر عن المراهق سلوك ينحرف في درجة شدته أو تكراره عن المعايير الاجتماعية النسبية ، والمتروك تقديرها للفرد بحسب المواقف ، وإذا ما أعتبر الآخرين المسئولون في بيئة الفرد أن مثل هذا السلوك كان أكثر أو أقل مما هو متوقع في الموقف . (الغفيلي1410, 34) .
- تعريف بنجهام (1968) بأنها "عقبة تسد الطريق أمام القدرات التي تكونت عند المراهق لتحقيق هدف مرغوب فيه " (الغفيلي1410, 35) .
- تعريف منيرة حلمي (1979, 15) بأن المشكلة النفسية " هي شيء يشعر به الفرد ، ولكنة لا يجد حلاً مباشراً له " .
- تعريف عبد السلام عبد الغفار (1979, 2) بأنها " هي كل ما يعوق المراهق عن النمو المتكامل " .
- تعريف عثمان فراج (1985, 51) بأنها " حالة الاختلال الداخلي أو الخارجي التي تترتب على حاجة غير مشبعة ، أو عائق يحول دون إشباع حاجات المراهق " .
- تعريف حامد زهران (1977, 444) بأنها " حالة تكون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو النقصان ، فالخوف الشديد كاستجابة لمثير مخيف فعلاُ لا يعتبر اضطراباً انفعالياً بل يعتبر استجابة انفعالية عادية وضرورية للمحافظة على الحياة أما الخوف الشديد من مثير غير مخيف فأنة يعتبر اضطراباً انفعالياً وتتفاوت المشكلات في حدتها وخطورتها ، فبعضها سهل الحل وبعضها عسير الحل ، وبعضها يتناول موقفاً محدداً ، وبعضها يتعلق بمستقبل حياة الفرد .
- تعريف علي كمال (1967, 39) بأنها " المشكلات التي تتعلق بالنفس وانفعالاتها ، وقد تنعكس أثار المشكلات على المراهق وتسبب له اضطرابات انفعالية تختلف شدتها باختلاف حدة المشكلات واختلاف طبائع الأمور .
- تعريف التل وآخرون (1997, 463) هي تلك المشكلات التي تظهر لدى المراهقين مثل مشاعر القلق والاكتئاب والحزن والحساسية الزائدة والغضب لأسباب بسيطة أو التعبير عن الغضب بالاعتداء على الآخرين ، والشعور بالخجل وضعف الثقة بالذات ، وتدني مفهوم الذات ، والمخاوف المرضية مثل الخوف من التحدث مع الآخرين أو أمام الصف الدراسي ، والتردد وصعوبة اتخاذ القرارات .
ويتضح من هذه التعاريف أن المشكلة تتضمن الأشياء المعوقة أو العقبات ، وكذلك إحساس المراهق وشعوره ، أو مشكلته وحيرته .
ويلخص زهران المشكلات النفسية التي تواجه الطالب مثل القلق ، والتوتر وعدم السعادة والشعور بتأنيب الضمير والشعور بالنقص والخجل والارتباك ، وضعف الثقة بالنفس ، والخوف من النقد ، والعناد وعدم الاستقرار ، والعصبية والحساسية الانفعالية ، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ، والإهمال ، وضعف العزيمة والإرادة ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، والأحلام المزعجة والكوابيس .( زهران 1977, 464) .
إن المراهق العادي قد يعاني من بعض المشكلات النفسية في حياته اليومية لاتصل إلى درجة المرض النفسي ، ولكن يجب الاهتمام بحل وعلاج هذه المشكلات قبل أن يستفحل أمرها وتتطور وتحول دون النمو النفسي السوي ، ودون تحقيق الصحة النفسية ، وكثير من الناس يدركون في وقت من أوقات حياتهم أن سلوكهم أو سلوك أولادهم مضطرب بدرجة تخرج عن السلوك العادي بما يعوق حياتهم العادية ، ويؤثر في حياتهم الاجتماعية ، وهؤلاء يكونون في حاجة إلى مساعدة في حل مشكلاتهم النفسية .ويجب أن يتأكد هؤلاء انهم ليسو الوحيدين الذين يعانون من مشكلة ، وأن المشكلات ليست قاصرة عليهم وحدهم ، وأن علاج مثل هذه المشكلات سهل وميسور، فكم من أشخاص عانوا من مشكلات نفسية وعن طريق الاستشارة والتوجيه والإرشاد والعلاج النفسي حلت مشكلاتهم و عاشوا في سعادة وهناء. فالفرد القوي هو الذي يواجه مشكلاته مواجهة علمية واقعية، ولا يهرب منها ولا يتجاهلها، بل يطلب المساعدة في حلها. وإن مفتاح الصحة النفسية هو أن يواجه الفرد نفسه بصراحة و يعرف مشكلاته و يحددها و يدرسها و يفسرها و يضبطها ويحولها من مشكلات تسيطر عليه إلى مشكلات يسيطر هو عليها.( زهران 1977, 487).
وتختلف المشكلات النفسية باختلاف المجتمعات الإنسانية، فما يعتبر مشكلة في مجتمع معين لا يعتبر كذلك في مجتمع أخر و تختلف المشكلات النفسية، باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان، فقد يقوم الطفل بسلوك معين فنقبله منه وقد يقوم بنفس السلوك إنسان راشد فلا نقبله منه، أي أن مشكلات الأطفال تختلف عن مشكلات المراهقين، و مشكلات المراهقين تختلف عن مشكلات الشباب ، و مشكلات الشباب تختلف عن مشكلات كبار السن... و هكذا فإن لكل مرحلة عمرية مشكلات خاصة بها، فبعض المشكلات تنشأ لمجرد أننا نعيش ونكبر وكلما كبرنا دخلنا في مشكلات جديدة تحتاج لحلول مختلفة، كما أن المشكلات النفسية تختلف باختلاف المستوى التعليمي والمستوى الاقتصادي ، والمستوى الاجتماعي الذي ينتمي إليه الفرد، كما أنها تختلف باختلاف الجنس فمشكلات الذكور النفسية تختلف عن المشكلات النفسية للإناث، كما يتوقف نوع المشكلة وحدتها إلى حد ما على نوع الشخصية، فالشخصية تحدد مدى أهمية أو تعقيد المشكلة.
إن معظم المشكلات النفسية التي يعاني منها الطلاب المراهقون مرجعها يعود إلى الصعوبة التي يواجهها المراهق في التكيف مع معطيات مرحلة المراهقة، و ظروف الحداثة، فالفتي المراهق الذي يتمتع بقدر مناسب من المرونة في قدرته على تكيف سلوكه و مشاعره و حاجاته لمستجدات المرحلة، يجد نفسه قادراً على اتخاذ قراراته الهامة واعتماد مواقفه المناسبة بدون أن يعاني من الوقوع في تناقضات مع ذاته أو محيطه، إن قدرة الإنسان على التكيف تعتمد على عناصر أساسية في تكوينه النفسي وفي البيئة الأسرية والاجتماعية المحيطة به ، ومن أبرزها العناصر الأساسية في شخصيته، و تفكيره و عواطفه و سلوكه إضافة إلى أسلوب إعداده و تربيته الأسرية في طفولته الأولى، و لا شك أن النمط السائد في السلوك والتعبير عن الانفعال والتفكير في المجتمع ذو أثر على ما يعتمده المراهق من سلوك في تعامله مع الناس، و في مواجهته لمشكلاته و همومه و متاعبه اليومية، و بالرغم من اختلاف بعض القيم والاعتبارات بين جيل و جيل،بين الآباء والأبناء,ولكن تبقي قواسم مشتركة، وقواعد متبعة، وضوابط مقبولة ، وحدود معروفه للسلوك والتفكير لا تحيد عنها الأجيال ولا تقفز فوقها أو تتجاوزها.(العظماوي1988, 32) .
معايير وجود مشكلة لدى الفرد :
يشير جلال (1992, 83) إلى أنه ليس هناك فرد في هذه الحياة إلا و لديه مشكلاته و لا يقاس التكيف السليم بمدى خلو الفرد من المشاكل إنما يقاس بمدى قدرته علي مجابهة هذه المشكلات وحلها حلاً سليماً، أي أن وجود المشاكل في حياة الأفراد أمر عادي و لكن الأمر غير عادي هو الفشل المستمر في مواجهة هذه المشكلات أو العجز في التكيف معها إذا استعصى على الفرد حلها ، و يذكر جلال (1992, 84) بأنه يمكن التعرف على أن الفرد يعاني من مشكلات إذا انطوى سلوكه على واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
1. التوتر الزائد عن الحد.
2. فقدان الحماس والاهتمام بعمله.
3. التناقض بين سلوك الفرد والمعايير الاجتماعية والخلقية.
4. محاولة الفرد جذب انتباه الآخرين.
5. السلوك العدائي المستمر.
6. الانشغال الزائد بهواية معينة أو ميول معينة.
7. عدم الاتفاق بين الأهداف التي يضعها الفرد لنفسه مع قدراته وإمكانياته.
8. عدم الثقة في النفس واعتماد على الغير.
9. التغيرات المفاجئة في سلوك الفرد بما يناقض ما هو معروف عنه.
10. العجز التعليمي الذي لا يرجع لعوامل أخرى كالضعف العقلي
أو السن.
11. الحزن والتعاسة بدون سبب واضح.
12. ظهور أعراض عضوية كاستجابة متكررة مصاحبة للتوتر.
تصنيف المشكلات النفسية:
يمكن تصنيف المشكلات النفسية بصفة عامة إلى :
• المشكلات النفسية الخاصة بعلاقة المراهق بذاته ، مثل: الخجل و عدم الثقة بالنفس، الحساسية الزائدة، القلق، الاكتئاب، انشغال البال، والوساوس، والمخاوف النفسية، الأفكار القهرية، عدم السعادة، عدم الاستمتاع بالحياة ، الضيق ، التوتر.
المشكلات النفسية المتعلقة بالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، مثل الخجل الاجتماعي، الانسحاب الاجتماعي، الخوف الاجتماعي، العدوان تجاه الآخرين.
بعض المشكلات التي تواجه الطلاب في المدرسة:
يواجه الطلاب في المدارس وضمن المراحل الدراسية المختلفة مشكلات عديدة قد تعيق عملية تعلمهم و بالتالي فهي تحتاج إلى حلول جذرية و هذه المشكلات تختلف من طالب لأخر ومن مدرسة لأخرى( سمارة و نمر1992في الخليفة1416, 21) ، ويمكن تحديد أنواع من المشكلات كما يلي:
أولاً: مشكلات القلق و عدم الشعور بالأمن:
وترتبط هذه المشكلات بالمراهقين الذين تسيطر عليهم مخاوف بدرجات مختلفة إضافة إلى عدم الشعور بالثقة بالنفس و من أهم هذه المشكلات ما يلي:
1- القـلـق: و من أعراضه في هذه المرحلة : عدم الانتباه والتركيز أثناء الدرس ، عدم التفاعل والانطواء ، الحركة الزائدة في الفصل، قضم الأظافر، السرحان والنسيان، قلة الأكل والنوم .
2- الخوف: و من أعراضه: الخوف من الامتحانات، والنقد من الآخرين، والخوف من الظلام، والرعد ، والمطر.
3- الخجل: و يظهر في الأعراض التالية: عدم القدرة على التحدث أمام الآخرين والارتباك أثناء المناقشة داخل أو خارج الفصل، عدم سؤال المدرس عن بعض المواضيع التي يستطيع فهمها، الجلوس في الصفوف الخلفية داخل الفصل.
ثانياً: مشكلات العلاقة مع مجموعة الرفاق:
وهي تلك المشكلات التي تنتج بسبب الخلافات والتنافس بين الأفراد ومن أهمها:
1- العدوانية : ويأخذ العدوان بين المراهقين أشكالاً شتى منها ارتكاب المخالفات أو التحريض على ارتكابها ، الخرج على طاعة المدرس، تعطيل الدروس بالمقاطعة وإثارة الشغب ، الاعتداء على الزملاء بالإهانة أو الضرب و تحطيم أثاث المدرسة.
2- الانطواء: والطالب المنطوي هو الذي يميل إلى العزلة والانسحاب من النشاط المدرسي، والميل إلى الوحدة و عدم رغبته في مصاحبة الآخرين و يلاحظ وحيداً بالفصل أو أثناء فترات الراحة والفسح .
أسباب المشكلات:
يذكر زهران (1978, 488) أن المشكلات يمكن ترجع للأسباب التالية :
أ- الأسباب الحيوية ( البيولوجية ) والفسيولوجية : و منها ما يلي :
- ا لبلوغ الجنسي دون التهيؤ له نفسياً.
- الشعور بالتعب الزائد بسرعة.
- التغذية غير مناسبة.
- الشعور بألم في الأسنان أو ضعف النظر.
- النمو غير الطبيعي للفرد مثل كبر الحجم أو صغره عن العادي.
ب- الأسباب النفسية : و منها ما يلي:
- الإحباطات المتعددة أمام مطالب البيئة و نقص الإمكانيات.
- المعاناة من الحرمان و عدم إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية .
- عدم النضج الانفعالي و تذبذب الروح المعنوية بين الارتفاع والانخفاض .
- عدم القدرة على تحمل المسؤولية و نقص الثقة في النفس.
- الشعور بالنقص، والخجل.
ج- الأسباب الاجتماعية والبيئية : و منها ما يلي:
- كثرة الخلافات الأسرية التي قد تنتهي إلى حالات من التفكك والطلاق.
- عدم التوافق بيت الوالدين أو الأخوة.
- الضغوط الأسرية والاجتماعية و قلة الرعاية في الأسرة والمدرسة والمجتمع بصفة عامة.
- سوء التوافق الشخصي والاجتماعي والانطواء و نقص الاهتمامات الاجتماعية و غيرها.
- الاندفاع والمخاطرة و مخالفة القانون والعرف بسبب نقص الخبرة والمهارة لدى بعض المراهقين.
- الرغبة القوية للارتباط برفاق السن و تكوين شلل و نواد مما قد يتعارض مع المسؤوليات في المدرسة والأسرة.
د- أسباب مدرسية : و منها ما يلي:
- نقص الإرشاد التربوي .
- عدم قدرة بعض المعلمين على توصيل المعلومات للتلاميذ بطريقة فعاله .
- عدم تفهم بعض المعلمين بطبيعة مرحلة المراهقة و حساسيتها .
- القلق والخوف من الامتحانات .
- عدم تشجيع المدرسين للتلميذ على الاستذكار والنجاح .