#1  
قديم 06-09-2009, 12:35 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي رياض الأطفال المؤسساتية في دوائر الدولة

 

رياض الأطفال المؤسساتية في دوائر الدولة

د. غالب الاسدي
مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية / جامعة بغداد

تعد رياض الأطفال اللبنة التربوية المؤسساتية الأولى التي ينضم الأطفال إليها في أعمار صغيرة والتي عادة ما تكون بين عمر 4-5 سنين في اغلب دول العالم ، يتلقى فيها الأطفال معلومات عامة عن أساسيات في التربية لها أهمية كبيرة في أعمارهم الصغيرة والتي تتضمن أساسيات اللغة والحساب والدين والرياضة والنشيد .
وتكون المناهج التربوية التي يتعلمها الأطفال إما مفتوحة وغير مركزية أو مركزية بإشراف من مديريات التربية التي تتبع لها الروضة ، وتعد للامركزية في التربية في هذه المرحلة العمرية عاملا مهما لأنه يسمح للمربيات والعاملات في تلك الرياض أن يقدمن المعلومات العلمية والمعرفية البسيطة بأسلوب خاص ربما يختلف من روضة إلى أخرى وفق توجهات الإدارة ، لذلك نجد اختلافا بينا أحيانا بين روضة وأخرى في المنطقة التربوية الواحدة وفق طبيعة إدارة تلك الروضة والتربية التي يتلقها الأطفال فيها ، كما أن الملاك التربوي في تلك الرياض عادة ما يكون مربيات متخصصات حاصلات على شهادات متخصصة بتربية الأطفال أو معلمات مرحلة ابتدائية تابعات لمديريات التربية لاسيما في الرياض الحكومية التي تتبع منهج تربوي مركزي ، وأيضا الرياض الخاصة أو الأهلية في بعض البلدان ذات المركزية التربوية التي يتطلب منها أن تكون ضمن مواصفات معينة كي تجاز من قبل وزارة التربية .
إن انتشار رياض الأطفال وزيادة عددها في أيامنا هذه يعود إلى عدة أسباب: منها الاهتمام التربوي بتلك الفئة العمرية المهمة والأساسية تربويا، ، وحاجة المجتمعات الحديثة إلى إعداد أجيالها تربويا وعلميا بشكل مبكر، و متطلبات الحياة الضرورية التي رافقت انتقال المرأة إلى ميدان العمل وبالتالي فان غيابها عن البيت يتطلب وجود أطفالها في مؤسسات تربوية ترعاهم وتعتني بهم وتلقنهم الأساسيات التربوية التي تعد أساس للمراحل الدراسية الابتدائية أو اللاحقة . كذلك التخطيط التربوي لبعض البلدان التي ترى أن الفلسفة التربوية التي تؤمن بها لابد أن تبدأ بنقلها للأجيال في مراحل عمرية مبكرة جدا حتى لو في اعمار 4 أو 5 سنين . لاسيما وان الدراسات المختصة في هذا المجال أثبتت أن الأطفال الذين يدخلون في رياض الأطفال ومن ثم يلتحقون بالمدارس الابتدائية أفضل من الأطفال الذين لا يلتحقون برياض الأطفال وإنما يلتحقون في المدارس الابتدائية مباشرة في اعمار 6 سنوات في عدة جوانب منها التكيف للمرحلة الابتدائية والتكيف الاجتماعي فضلا عن أساسيات القراءة والكتابة المهمة للمراحل الدراسية اللاحقة .
وإذا كانت متطلبات الحياة العصرية فرضت ظروف عمل متساوية بين الرجال والنساء فان الأبناء يجب ألا يكونوا ضحايا لهذه الظروف ، ولا باس من البحث عن وسائل تربوية تواكب هذه الحالة الحضارية الجديدة وتحقق الغرض التربوي الذي تسعى التربية بمؤسساتها المختلفة لتحقيقها ،ومنها إيجاد رياض أطفال في داخل المؤسسات الحكومية يمكن أن تكون على شكل بناية مستقلة أو جناح ضمن المؤسسة الحكومية ولكن ببنايات أو أجنحة معزولة تمكن العملية التربوية والعاملين في تلك الرياض من أداء أدوارهم وأعمالهم بشكل فعال لا يفرق عن رياض الأطفال التابعة لوزارة التربية المستقلة .
أن السعي إلى إيجاد رياض أطفال داخل المؤسسات الحكومية التي تعمل فيها المرأة له فوائد جمة يمكن أن تتضمن الآتي :
1- وجود الأطفال قرب الأمهات في أماكن العمل يقلل من تكلفة النقل المادية الملقاة على عاتق الأسرة لاسيما إذا كانت روضة الأطفال بعيدة نسبيا عن مكان سكن العائلة .
2- وجود الأطفال في رياض الأطفال الملحقة تلك يمنع من وجود بعض الأطفال مع أمهاتهم في داخل أماكن العمل في مؤسسات الدولة، مما يعد مخالفة لشروط عمل الأمهات وربما يعيق العمل وسيره بشكل أو آخر، وتلك مشكلة ربما تتحول مستقبلا إلى معضلة لاسيما في بعض البلدان التي لم تصل إلى معالجات لتلك الظاهرة المستجدة ومنها العراق .
3- تكلفة إنشاء تلك الرياض يمكن أن توجد دخلا ماديا ايجابيا للمؤسسة لاسيما إذا كانت المؤسسة تعمل ضمن مؤسسات التمويل الذاتي .
4- وجود الأطفال في رياض الأطفال من بيئة اجتماعية واحدة بسبب عمل الأمهات في مؤسسة واحدة ربما يحد كثيرا من مشكلات التكيف لهولاء الأطفال ويتغلب على مشكلات أخرى عديدة تخص الأطفال أنفسهم أو أمهاتهم .
5- تعد مثل هذه الرياض إحدى وسائل العلاقات الاجتماعية للعاملين في مؤسسات الدولة التي ربما تؤسس لعلاقات اجتماعية أخرى مستقبلية مثل الأندية الاجتماعية المؤسساتية أو صندوق التسليف المؤسساتي وغيرها من الأفكار التي يمكن أن يكون لها غطاء قانوني وتساهم في زيادة العمل وتحسينه فضلا عن ما توفره تلك الرياض من ميدان بحثي للباحثين المتخصصين لإجراء الدراسات والبحوث المختلفة و المتخصصة بمرحلة الطفولة المبكرة
وإذا كانت التربية مرنة في ابتداع الأفكار التربوية والطرائق التي تنقل للأجيال فما الضير من إيجاد وسائل تربوية تحل المشكلات المستجدة التي تظهر في المجتمعات لاسيما وان من أهم أهداف التربية العامة هي خدمة متطلبات المجتمع المتجددة ، وإنا نرى أن أي حلول علمية وموضوعية لأي مشكلة تمس التربية لابد من التعامل معها من وجهتين : الأولى اكتشافها بأساليب علمية وثانيا وضع الحلول التربوية لها ، فإذا تمكن التربويون من القيام بدوهم بشكل فعال ومؤثر فهم في الحقيقة يؤدون دورهم التربوي المطلوب منهم ، وهي في ذات الوقت إجراءات تندرج ضمن الإستراتيجية التربوية التي يعمل عليها التربويون للوصول إلى أفضل خدمة يمكن لهم تقديمها للمجتمع الكبير الذي هم جزء منه .

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 01:59 AM.