العيد يوم العلم- مداحي العيد
قد أحبت نفـسي دروس الهبات
متـجـــــــددة كمــــــثـل الحـياة
وأجوب كل الميــــــــادين مثل
نحــلةٍ قـد رعـت زهور النبات
مَن يــــــروم علـما عليه بصبرٍ
به يبـــلـغُ مجــــــــــــد الكــماة
لا يُفيد العــــــلم الذي ليس فـيه
بذرة الإخلاص التي في النيات
ما فوائد العــــــــلم إن لـم نبـلغْ
في الحـــيـاة معـاشـر الكائـنات
ليس من عــلمٍ حشو ذاكــرةٍ قد
ملئــوها بــــدون فـهـمِ الغايات
هجّنوها مثل البـــــذور ولـكـن
هل ستنمو بـذورهم في الفرات
أبدا لن تنمو بـذور اللــــــدائن
حول نهرٍ عذب مدى السنوات
أوجــدوه بعـد الفــــراغ لـمـلئ
ســـــاحةٍ بهــــــيـاكل كالرفات
لـيـت ثــرثــرة الفــــراغ تُـفـيـد
أحـــــــــدا ولـكـــنّـها كالشّتات
عــمـلُ العامليـن يُثــري فـؤادا
مـتأثــــرا بـعـد دفـــــع الهبات
فإذا ما تجــــــــرّد العـلـم قدرا
من خـلاقٍ يـنفـكّ في الهاويات
وإذا خلا العـلـم مـن عـمـلٍ لن
نستطيـع بـلـوغ سـقــف الحـياة
ما العـلــوم التي نــلاحـقها في
منشآتٍ قـد رسـت في الكائنات
عَبـرَتْ دونــهم بـدون رقـيـبٍ
قد يُــشـــوِّهُ صـــورةَ الرائعات
أيّها المشتكي الذي لم يجدْ من
مـنـفــذٍ في مـن كـلام العابسات
لقد انقـلبتْ أمـــورٌ قد أعــادت
لفلاســـــــــــفةٍ شـــؤون الدعاة
فحذار من أن يـــروك خلاف
ما تقــوله بعـد وعــــــظ البنات
النفـوس مــــدى هواها تراك
دائما متشــــــــــــبّثا بالصفات
فإذا لـم يُـشاهـدِ الناسُ بِـِـــرا
صـــادرا مـن دعاتـــنا بالهبات
لن يُؤثر ذلك القـــولُ فـــــينا
والفـعــالُ تجــمّــدت كالموات
سيخيبُ ظنّ الورى في حياةٍ.
إنتعـاش أفـــــــــرادها كالنبات
فالحياة بـــــلا قواعــدِ ضـبطٍ
تضمحلُّ بسُـــــــــرعةٍ بالأفات
فضمير الأنـا يراقــــــب كـل
متغـــيــــرةٍ نــــــــأت بالذوات
هل سيـنفع العـلم دون خـلاقِ
مُـثـلٍ عُـلـيا قـد نـمـتْ بالفرات
لن نـنال ســـرَّ الحــياة بيأسِ ِ
متخاذلٍ قـد جـــرى في الهنات
فــشـل المـتخـــاذلــون الذيـن
خالـفـوا نواميـسها فـي الحــياة
فإلى متى نعـكـس الأمرَ فيها
بتـــــــــرددٍ لم يــقــمْ بالصّـِلاة
وإذا لم تـكنْ عـزيــــمة قـلبٍ
كجـِــمالٍ قد أغـدقتْ في الفـلاة
فغدا لن تـُكـوـِِّنَ الحلمَ طــبعا
فـي حـــياة مضبـــوطة اللبنات
وإذا لـم تـُحــي لـيالـيـك دهـــرا
كيـف تجْـني من غَــلّة البسمات
هل تحوز دون النـشاط إلى مـا
يطمحُ القلبُ قبل جهدِ الحركات
كلُّ مجدٍ قد نيل بعد الضّنى في
كلّ عصرٍ فعــــــلٌ من الوثبات
كل شــيءٍ بالماء صار نضيرا
بعد جـدبِ خــــزي من النكبات
وإذا مـا تــــراحــم الناس كلا
لن تـرى في الدنيا شقيَّ الرواة
يحمل الأسى في فؤادٍ رهيف
قد تمـاسـك رغـم نبـــــذ الجفاة