فعالية برنامج مقترح للتدريبات المهنية في أحدى الصناعات الحرفية لتعديل السلوك التكيفي لدى عينة من المتخلفين عقلياً بمحافظة الوادي الجديد
رسالة ماجستير مقدمة من
وليد فاروق حسن سيد
للحصول على درجة الماجستير في التربية ( صحة نفسية )
تخصص دقيق التربية الخاصة إعاقة عقليــة
إشراف
أ.د / صابر حجازي عبد المولى
أستاذ الصحة النفسية المتفرغ
بكلية التربية – جامعة المنيا
د/ شعبان حسين محمد خليفة
أستاذ الصحة النفسية المساعد
بكلية التربية – جامعة المنيا
2007-2008
المقدمة :
تمثل قضية الإعاقة العقلية Mental retardation ورعايتهم مبدأ إنسانياً وحضارياً نبيلاً يؤكد على ضرورة مراعاة حقوقهم ,وعلى هذا الأساس يعد توفير الرعاية النفسية والتأهيلية للأطفال المعاقين عقلياً تأهيلاً مهنياً RehabilitationVocational ,وذلك من خلال تقديم برنامج تدريبي مهني في إحدى الصناعات الحرفية ,وذلك من أجل تعديل سلوكهم التكيفي Adaptive Behavior .
ويذكر كل من بندر العتيبي ( 1991 ) , أمجد عبد الله (2000 ) إن الأطفال المعاقين عقلياً يعانون من قصور واضح في مهارات السلوك التكيفي والتي تتمثل في عدم القدرة على تحمل المسئولية إلى جانب القصور في المواقف والتفاعلات الاجتماعية وبالتالي ظهور السلوك الإنسحابي أو الانعزالية والإنطواء والاندفاعية ,والإدراك ,وقصور في الانتباه والتذكر ,وهو ما يدفعهم إلى السلوك العدواني , أما فيما يتعلق بنموهم العقلي فهناك نقص في القدرة العقلية العامة بحيث تكون أقل من 70 درجة على أحد مقاييس الذكاء .
وكذلك توصلت كل من هناء الحويدي (2001 ) ,وفيج Vig وآخرون (1995) إلى أن التخلف العقلي من الإعاقات التي تكون مصاحبة لبعض المشكلات أو الاضطرابات السلوكية المضادة للمجتمع والتي تتمثل في النشاط الحركي المفرط Hyperactivity أو النشاط الزائد , وعدم الاستقرار الانفعالي فيثورون ويغضبون مما ينجم عن ذلك تخريب وهروب من المدرسة ,وعدم الثقة بالنفس .
ومما لا شك فيه أن أوجه القصور هذه تؤثر سلباً على السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً الأمر الذي يدفعني إلى تقديم برنامج تدريبي مهني يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم وهو ما يسهم في الحد في السلوك الغير مرغوب فيه .
فقد كشفت نتائج دراسة جولد Gold (1997 ) إلى أن برامج التدريب أو التأهيل المهني تعتبر من أحدث الاستراتيجيات التي تعمل على تربية وتأهيل ومن ثم تأهيلهم اجتماعياً ومهنياً ونفسياً , ويجعلهم قوة منتجة في المجتمع .
ويذكر مكتب العمل الدولي للتأهيل المهني للمعاقين International Labour Office for Vocational Rehabilitation (1997 ) هو إحدى الخدمات التي يمكن استخدامها مع الأطفال المتخلفين عقلياً بشكل عملي وعلمي ,والتي تتمثل في عمليات مترابطة البعض كالاختيار التقويم والتوجيه والتدريب والتشغيل المهني ثم المتابعة بحيث تسير وفق خطوات منهجية على مجموعة من الأنشطة والمهارات المهنية ( الصناعات الحرفية ) والتي يتضمنها فنيات المنحنى السلوكي أو تعديل السلوك .
وهنـاك أهـداف عديدة يمكن أن نحققها من خلال استخدام التأهيل أو التدريب المهني للمتخلفين عقليـاً كمـا يرى كل من نهيرا Nihira (1999 ) وميلر وأوبرمان Miller & Oberman (2001) ومنها تدريبهم على مجال أوسع لاختيار الأنشطة المهنية التي يقومون بأدائها ,ومن خلال تقديم المثيرات المختلفة لهم سواء باستخدام الصور والأشكال والألوان أو الدهانات أو النماذج المتنوعة أثناء تدريبهم مهنياً قد أدى إلى التحسن في مهارات السلوك التكيفي .
ومما سبق يتضح أن السلوك التكيفي Adaptive Behavior هو قدرة الطفل على أداء أو اكتساب المهارات المهنية والاجتماعية المختلفة وتسمح له بالمشاركة والتعاون والاعتماد على النفس ,ويمكن تحديد السلوك التكيفي من خلال قياسه قبلياً وبعدياً على أداء المعاقين عقلياً في برامج التدريب على المهارات Skills Training وهو ما يذكر فاندرشي Vandershie (2003 ) أنه يمكن إكساب المعاقين عقلياً العديد من المهارات المختلفة التي تقدم في صورة أنشطة أو برامج تأهيليه تحتوي على فنيات أو أساليب تعديل السلوك مما يساعدهم على تعليمهم وتدريبهم مختلف المهارات وتعديل سلوكهم التكيفي .
مشكلة الدراسة :
تنبثق مشكلة الدراسة الحالية في ضوء ما انتهت إليه البحوث والدراسات الأجنبية والعربية السابقة حيث توجد ندرة من الدراسات العربية والأجنبية في مجال برنامج التدريب أو التأهيل المهني في إحدى الصناعات الحرفية لتعديل السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً ,ورغم ما سبق الإشارة إليه من أهمية التدريب أو التأهيل المهني كإطار مرجعي لبناء استراتيجيات ناجحة في تعديل السلوك التكيفي للأساس النظري والتجريبي القوي الذي يعتمد عليه ,وهنا تبدو الحاجة إلى تجريب هذا الأسلوب في تعديل السلوك التكيفي ,وإكسابهم العديد من المهارات المهنية اللازمة للتفاعل الاجتماعي المقبول .
وبذلك تتبلور مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيسي التالي :
- ما مدى فعالية برنامج مقترح للتدريبات المهنية في إحدى الصناعات الحرفية لتعديل السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً ؟
أهمية الدراسة :
يمكن النظر إلى أهمية الدراسة الحالية من خلال اتجاهين هما :-
1- الأهمية النظرية ( العلمية ) :-
من المعروف أن المعاق عقلياً يكون أكثر عرضة للمشكلات السلوكية أو الاضطرابات الانفعالية , فبالتالي أن التدريب المهني له تأثير واضح على النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي وتنمية سلوكهم التكيفي .
3- أهمية التطبيقية ( العملية ) :-
فهو يفيد المهتمين في مجال التأهيل المهني للمعاقين عقلياً سواء كانوا معلمين أو دارسين أو مؤسسات ومراكز التأهيل المهني والورش المحمية , والتعرف على بعض فنيات تعديل السلوك التكيفي الذي يسهم في تنمية المهارات المهنية لدى الأطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتدريب .
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلى :
تقديم برنامج تدريبي مهني في إحدى الصناعات الحرفية لتعديل السلوك التكيفي لدى عينة من الأطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتدريب في مدارس التربية الفكرية .
حدود الدراسة :
تتحدد هذه الدراسة بخصائص العينة المستخدمة فيها , كما تتحدد هذه الدراسة بالمتغيرات موضوع الدراسة ,والتي تقاس بالاختبارات والمقاييس المستخدمة .
عينة الدراسة :
تتكون عينة الدراسة الحالية من (40) طفلاً من المتخلفين عقلياً القابلين للتدريب أو متوسطي الإعاقة العقلية والتي تم أخذها من المتخلفين من مدرسة التربية الفكرية بمحافظة الوادي الجديد ,ويتراوح العمر الزمني ما بين ( 12 – 16 ) عام وتنقسم إلى مجموعتين :-
( أ ) مجموعة ضابطة تتكون من (20) طفلاً .
(ب) مجموعة تجريبية تتكون من (20) طفلاً .
الأدوات المستخدمة :
1- مقياس وكسلر للذكاء . ( إعداد لويس كامل مليكه 1993 )
2- مقياس السلوك التكيفي (الجزء الثاني) . ( إعداد فاروق صادق 1985 )
3- بطاقة الملاحظة التقييمية لاستجابات الأطفال المفحوصين . ( إعداد الباحث )
4- استمارة أو مقياس تحليل العمل (المهن) . ( إعداد الباحث )
5- برنامج التدريب المهني لتعديل السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً . ( إعداد الباحث )
نتائج الدراسة :
1- بالنسبة للفرض الأول والذي ينص على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في تعديل السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً وأبعاده في القياس أو التطبيق البعدي لصالح المجموعة التجريبية .
" تحققت صحة هذا الفرض حيث أثبتت النتائج تفوق أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي (أي بعد إجراء البرنامج) على مقاييس الدراسة وأبعادها الفرعية عما قبل البرنامج .
2- وبالنسبة للفرض الثاني والذي ينص على "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في تعديل السلوك التكيفي للأطفال المتخلفين عقلياً وأبعاده في القياس القبلي والبعدي لصالح القياس أو التطبيق البعدي" .
" تحققت صحة هذا الفرض حيث أثبتت النتائج أن هناك فروق دالة إحصائياً بين المجموعة التجريبية وأفراد المجموعة الضابطة في القياس البعدي ,وكانت هذه الفروق لصالح أفراد المجموعة التجريبية".
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة في تعديل السلوك التكيفي وأبعاده في القياسين القبلي والبعدي "تحققت صحة هذا الفرض حيث أن المجموعة الضابطة لم تتعرض لأي تجريب أو تدريب سواء قبل البرنامج أو بعده " .
4- وبالنسبة للفرض الرابع والذي نص على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في تعديل السلوك التكيفي وأبعاده في التطبيق أو القياس البعدي والتتبعي بعد فترة من انتهاء البرنامج "قد تحققت صحة هذا الفرض حيث أثبتت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات المجموعة التجريبية بعد الانتهاء من البرنامج التدريبي المهني ودرجاتهم بعد فترة من التتبع" .