خصائص حالات صعوبات التعلم
صعوبات التعلم :
تعتبر الصعوبات التعلمية إعاقة محيرة بسبب الغموض يكتنف تعريفها وأسبابها وتزخر الأدبيات التربوية الخاصة بالتسميات التي استخدمت للإشارة إلى هذه الإعاقة في العقود الماضية، ومنها: متلازمة، النشاط الزائد، الإعاقة التعليمية، الإعاقة الإدراكية، اضطراب العجز عن الانتباه، التلف الدماغي البسيط، الديسلكسيا (عسر القراءة)، وفي الحقيقة ، فإن كتب التربية الخاصة قدمت حوالي أربعين مصطلحاً مختلفاً للإشارة إلى صعوبات التعلم واقترحت ثمانية وثلاثين تعريفاً مختلفاً لها.
إن التعريف الأكثر قبولاً واستخداماً لصعوبات التعلم هو ذاك الذي قدمته اللجنة الأمريكية الوطنية الاستشارية للمعوقين عام 1968م و ينص هذا التعريف على أن الصعوبات التعلمية هي اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم اللغة أو استخدامها سواء كانت شفهية أو كتابية، وهذا الاضطراب يظهر على شكل عجز عن الاستماع أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب.
ويبين التعريف أن الصعوبات التعلمية لا تشمل المشكلات التعلمية التي تعود أساساً إلى الإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية أو السلوكية أو الحركية أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي أو الثقافي.
وتتمثل المشكلة الرئيسية لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلمية في التباين الملحوظ بين القابلية والإنجاز الفعلي.
- تصنف أسباب صعوبات التعلم إلى خمس فئات عامة هي:
1- الأسباب الجينية: فالدراسات العلمية التي أجريت حول التوائم المتطابقة والأقارب من الدرجة الأولى تقدم بعض الأدلة على أن العوامل الجينية تلعب دوراً سببياً في صعوبات التعلم.
2- الأسباب البيولوجية: يفترض الباحثون أن التلف الدماغي البسيط يشكل أحد الأسباب الأساسية المحتملة لصعوبات التعلم، إلا أنه لا يتوفر دليل علمي قوي يدعم هذا الافتراض.
3- الأسباب البيوكيماوية: ثمة اعتقاد بين بعض الباحثين حالياً أن صعوبات التعلم قد تنتج عن ردود فعل كحسسية لبعض المواد الغذائية أو أنها تنتج عن خلل في وظائف الناقلات العصبية أو في سرعة إيصال السيالات العصبية.
4- الأسباب البيئية : إضافة إلى ما سبق، يؤكد بعض الباحثين أن صعوبات التعلم ترتبط بعوامل خطر بيئية مثل الإشعاع أو التدخين والكحول والعقاقير.
5- الأسباب النمائية: يعتقد أن صعوبات التعلم تنجم عن تأخر نضج الجهاز العصبي المركزي وإن كانت أسباب هذا التأخر غير معروفة.
* تصنف الصعوبات التعلم إلى فئتين رئيسيتين هما:
أ- صعوبات التعلم الأكاديمية .
ب- صعوبات التعلم النمائية ، ترتبط بضعف القدرة على الانتباه أو الإدراك أو حل المشكلات.
* الخصائص المميزة لصعوبات التعلم:
1- اضطراب مستوى النشاط الجسمي ( زيادة أو انخفاض النشاط ).
2- نقص الانتباه والتشتت.
3- اضطرابات السلوك قد تتمثل في التهور أو العدوانية.
4- اضطرابات عمليات الإدراك البصري أو السمعي أو الحركي أو اللمسي.
5- اضطراب الذاكرة.
6- اضطراب الكلام واللغة.
التباين الملحوظ بين القابلية والإنجاز الفعلي.
* خصائص الطلبة ذوي صعبات التعلم:
1) الاستيعاب السمعي والتذكر:
أ- استيعاب معاني الكلمات : يكون مستوى نضجه في استيعاب معاني الكلمات متدنٍ.
ب- إتباع التعليمات: يكون غير قادر على إتباع التعليمات، مرتبك.
جـ- استيعاب المناقشات الصفية: غير قادر على متابعة النقاش واستيعابه.
د- تذكر المفردات: غالباً ما لا يتذكر شيئاً، ذاكرته ضعيفة.
2) اللغة المحكية:
أ- المفردات: يستخدم في كلامه مفردات ذات مستوى متدنٍ من النضج.
ب- القواعد: يستخدم في كلامه جملاً ذات أخطاء قواعدية.
جـ- تذكر الكلمات: غير قادر على تذكر الكلمة المناسبة.
د- رواية القصص: إعادة السرد و الخبرات الخاصة .غير قادر على سرد قصة بشكل مترابط ومفهوم.
و- التعبير عن الأفكار: غير قادر على التعبير عن حقائق متناثرة.
- التوجه في الزمان والمكان:
أ- تقدير الوقت: يفتقر إلى إدراك الوقت فهو دائماً متأخر أو مشوش.
ب- التوجه المكاني: يبدو مشوشاً ويضل مكانه إذا تجول حول المدرسة والأماكن المجاورة.
جـ- تقدير العلاقات:
( صغير ، كبير ، كثير ، قليل، بعيد ، قريب، ثقيل، خفيف ) أحكامه على مثل هذه العلاقات غير دقيقة.
د- معرفة الجهات: مشوش بدرجة كبيرة لا يميز اليمين من اليسار والشمال من الجنوب.
3) التآزر الحركي:
أ- التآزر الحركي العام : (المشي ، الركض، الحجل، التسلق)، ضعيف في تناسق حركاته.
ب- الاتزان الجسمي: غير متزن.
جـ- المهارات اليدوية: مهاراته اليدوية في مستوى ضعيف.
4) السلوك الشخصي والاجتماعي:
أ- التعاون: يعكر جو الصف باستمرار، وغير قادر على كبح تصرفاته.
ب- الانتباه: لا يستطيع الانتباه لفترات طويلة، يتشتت ذهنه بسهولة.
جـ- التنظيم: غير منتظم، لا مبالي.
د- السلوك في المواقف الجديدة: (الحفلات، الرحلات، تغير الروتين) ينفعل ولا يستطيع كبح جماح نفسه.
هـ- التقبل الاجتماعي: يتجنبه الآخرون.
و- تحمل المسؤولية: يرفض المسؤولية ولا يبادر أبداً بأي نشاط.
ز- انجاز الواجبات: لا يكمل واجباته أبداً حتى مع التوجيه.
حـ- اللباقة: لا يكترث بمشاعر الآخرين.
5) قصور في الإدراك البصري:
- يخلط بين بعض الحروف أو الأرقام المتشابهة شكلاً مثل (ب، ت، ث، ج، ح) .
- يقلب بعض الحروف والأرقام مثل (ب، ن) ، (٧ ، ٨).
- يتثاءب أثناء القراءة.
- يشكو من حرقة أو حكة في عينه، يحك عينه .
- يفقد بشكل متكرر الموقع الذي يصله أثناء القراءة .
- يرتكب أخطاء كثيرة في النسخ.
- يعيد قراءة بعض السطور أو يقفز عن بعضها.
- تتحسن قراءته باستخدام حروف كبيرة، أو إذا كان المحتوى قليلاً على الصفحة أو بتغطية السطور التي لم يصلها في القراءة.
- لا يدرك الفكرة الرئيسية في الصور وإنما بعض التفاصيل الصغيرة.
- لا يكثر من المحي أثناء الكتابة.
6) قصور في الإدراك البصري الحركي:
1- لا يترك مسافات مناسبة بين الحروف والكلمات.
2- لا تقع الحروف على استقامة واحدة على السطر.
3- يكتب الحروف بأشكال غريبة.
4- يكتب كما تظهر الكتابة في مرآة (عكسي) اللغة العربية (من اليسار إلى اليمين).
5-لا يحصر الألوان في إطار الشكل عندما يلون أشكالاً.
6- يكتب بخط غير مقروء.
7- لا يستطيع القص أو القطع.
8- لا يرتب أوراقه أو أشياءه (ملقاة بشكل فوضوي).
7) قصور في الإدراك السمعي:
1- يعاني قصوراً في المعالجة السمعية، لا يستوعب محادثة أو درساً يلقي بالسرعة العادية، ولكنه يستوعبه إذا أعيد إلقاؤه ببطء شديد.
2- يعاني من قصور في التميز السمعي، ولا يميز الفروق بين حركات المدة القصيرة والطويلة أو الحروف المتشابهة في النطق (س،ص،ظ،ذ ).
3- لا يستطيع تحديد الاتجاه الذي يأتي منه الصوت.
4- لا يستطيع التميز بين أصوات الأشياء والكائنات المألوفة.
5- لا يستطيع إتباع التعليمات.
6- لا يستفيد من التعلم الشفهي.
8) القصور في المفاهيم:
1- لا يعي طبيعة المواقف الاجتماعية، معبراً عنها بالهيئات (الأوضاع) الجسمية.
2- لا يستطيع المقارنة بين الأشياء المتشابهة أو المختلفة أو يجد صعوبة في تصنيف الأشياء.
3- لا يدرك العلاقات الزمنية مثل (الأمس، اليوم، الغد ، وبعد قليل) .
4- لا يستطيع أن يربط بين الفعل ونتائجه المنطقية التي يترتب عليه.
5- يعاني من قصور في التصور.
6- تصدر عنه في الصف تعليقات في غير مكانها وتعليلات مستغربة.
7- يخطئ في نطق الكلمات الشائعة الاستعمال.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار، أن مثل هذه الخصائص قد تظهر لدى جميع الناس وكافة الفئات العمرية، ولكنها تكون بصورة عارضة وليست دائمة، ولا تلفت الانتباه، بعكس مما يعانون من صعوبات التعلم، مع التأكيد على أن هذه الخصائص ليست شرطاً أن تظهر جميعها في كل حالة " شخص " ، وقد أثبتت البحوث التطبيقية أن هذه الخصائص لا يمكن أن تجتمع في طفل أو شخص واحد.(القبالي،2005
*أيضا من خصائص صعوبات التعلم:
1) اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: لكي تكون هذه الأعراض أعراضاً لاضطراب حقيقي يجب أن تتوفر فيها أربعة محكات هي:
1- أن تكون الأعراض أكثر شدة وتكراراً وتنوعاً مما يظهر عادة على الأطفال من نفس العمر.
2- الظهور المبكر للعرض، حيث لا بد أن تكون بعض الأعراض قد ظهرت قبل السابعة من العمر بالرغم من أن نقص الانتباه لا يصبح مشكلة ظاهرة إلا عند الحاجة إلى تركيز الانتباه في النشاطات العقلية.
3- من ظهور العرض، إذ لا بد من استمرار ظهوره مدة ستة شهور على الأقل.
4- ألا ينسب العرض إلى اضطرابات عقلية أو انفعالية أخرى أو جسمية.
* أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط:
** قصور الانتباه:
- يفشل في صرف انتباه وثيق إلى التفاصيل ويقع في أخطاء أساسها عدم الاهتمام.
- يواجه صعوبة في المحافظة على الانتباه.
- لا يظهر عليه أنه يصغي.
- لا يتبع التعليمات ولا ينهي المهمات.
- يواجه صعوبة في تنظيم المهمات والنشاطات.
- يتجنب أو يكره المهمات التي تحتاج إلى تركيز الانتباه.
- يتشتت انتباهه بسهولة بالمنبهات الخارجية .
- ينسى على الأغلب نشاطاته اليومية.
** فرط النشاط والاندفاعية:
- يحرك بعصبية يديه أو قدميه ويتململ باستمرار في مقعده.
- يترك مقعده في الصف أو في المواقف الأخرى.
- يفرط في الركض حول الأشياء أو صعودها.
- يجيب قبل اكتمال السؤال.
يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم. (الوقفي ،2003 )