برنامج تدريبي لتنمية الكفاية الاجتماعية وخفض السلوك العدوانـي لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (صعوبات التعلم، وبطىء التعلم، واضطراب السلوك)
د. سـامر عدنان عبد الهادي
إن الأطفال ذوي الكفاية الاجتماعية المتدنية (الاضطراب الانفعالي) غالباً ما تنقصهم المعرفة لما هو متوقع منهم في المواقف الاجتماعية، فقد يكونون مندفعين، أو مزعجين وغالباً ما يستجيب لهم الأقران بالابتعاد، أو الرفض، أو الاستهزاء. ويترتب على ذلك مشكلات داخلية، مثل: الوحدة، أو مشكلات خارجية، مثل: العدوان. ويكون لديهم تقدير ذات متدن، ويصبحون أكثر حساسية لتعليقات الأقران وملاحظاتهم، ويظهرون ثقة أقل في القدرة على التحدث مع الآخرين، وينسحبون في مواقف التفاعل الاجتماعي والنشاطات الاجتماعية (Webster-Stratton, 1999).
هدفت الدراسة الحالية إلى التحقق من فاعلية برنامج تدريبي مستند إلى منحى تعديل السلوك المعرفي في تنمية الكفاية الاجتماعية لدى عينة من طلبة الصف الثالث الأساسي (الاضطراب الانفعالي) في المدارس الحكومية الابتدائية المختلطة في منطقة عمّان الأولى والبالغ عدد أفرادها (56) طالباً وطالبة موزعين إلى (27) من الذكور، و(29) من الإناث.
تم اختيار عينة الدراسة وفقاً لثلاثة معايير هي: تقدير معلمات الصفوف للكفاية الاجتماعية بتطبيق مقياس واكر- ماكونيل للكفاية الاجتماعية والتكيف المدرسي، وقبول الأقران من خلال تطبيق نموذج تقدير الأقران "اللعب مع"؛ وترشيح المعلمات للطلبة الذين يظهرون مستوى منخفضاً من الكفاية الاجتماعية (الاضطراب الانفعالي)، ولديهم صداقات قليلة، أو أنه لا يوجد لديهم أصدقاء. وقد تم توزيع الطلبة عشوائياً إلى مجموعتين، هما: المجموعة التجريبية؛ والمجموعة الضابطة. وطبق البرنامج التدريبي لتنمية الكفاية الاجتماعية على أفراد المجموعة التجريبية فقط. تم تطبيق مقياس واكر- ماكونيل، ونموذج تقدير الأقران على جميع أفراد الدراسة قبل تنفيذ البرنامج التدريبي وبعده.
أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على الدرجة الكلية لمقياس واكر- ماكونيل للكفاية الاجتماعية والتكيف المدرسي ولصالح المجموعة التجريبية مما يؤكد فعالية البرنامج التدريبي.
كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على نموذج تقدير الأقران، الذي يدل على قبول الأقران، ولصالح المجموعة التجريبية.