فعالية برنامج تدريبى لتنمية التواصل الاجتماعى لدى الأطفال المعاقين بصرياً وأثره فى خفض السلوك العدوانى لديهم
د/ عبد الرحمن أحمد عبد الغفار سماحة
لقد نال مجال الإعاقة فى السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً، سواء من الناحية الطبية، أو البحثية، أو البرامج الإرشادية؛ حيث إن إعداد الطفل المعاق لمواجهة الحياة بمتغيراتها تتطلب إكسابه أكبر قدر ممكن من الخبرات، والمهارات، من خلال تفاعله مع مختلف مواقف الحياة لكى تؤهله للعيش فى المجتمع والاندماج معه0
لقد ميز الله الإنسان بأن جعله كائناً اجتماعياً وزوده بقدرات هائلة تمكنه من التواصل مع الوسط الاجتماعى الذى يعيش فيه، ويتبادل الأفكار والآراء والمشاعر مع الآخرين، ويعبر عن حاجاته المختلفة، وحيث إن عملية التواصل تتم لدى كافة الكائنات الحية؛ حيث تتواصل الطيور، والحيوانات، والحشرات على اختلاف أنواعها، وهناك لغة مشتركة بين كل منها، ومع ذلك يبقى الإنسان يمثل أرقى وأوضح أنماط التواصل، والتى تميزه عن غيره من الكائنات 0
ومما لاشك فيه أن تعطل أو قصور حاسة من حواس الإنسان تؤثر على الحالة النفسية والاجتماعية لديه بدرجة أو بأخرى، وأن قصور مهارات التواصل الاجتماعى لدى الفرد نذير خطر على نموه النفسى والاجتماعى والتعليمى، حيث تعد تلك المهارات ذات طبيعة مدمرة للشخصية حال فقدانها؛ فلكى نسترسل فى الحديث مع الطفل الكفيف، فإنه يعول كثيراً على الرسائل التى تصل إليه منا، بما يسهم فى استمرار التواصل بيننا وبينه0
ويعد كف البصر من الإعاقات التى تؤثر تأثيراً مباشراً على الطفل الكفيف سواء فى المجال التعليمى أو الاجتماعى خاصة فى مرحلة الطفولة، كما أن حاسة البصر تلعب دوراً هاماً فى حياة الإنسان؛ حيث إنها تنفرد دون غيرها من الحواس بنقل بعض جوانب العالم الاجتماعى والواقع البيئى للإنسان إلى العقل، كما أنها تؤثر على الكفاءة الإدراكية للفرد، كما تحد من معرفته بمكونات بيئته، مما يؤدى إلى اضطراب حركته، وشعوره بالخوف وعدم الأمن، كما تؤدى الإعاقة البصرية إلى مشاكل نفسية منها الانفعالية، والميل إلى الانفراد، والإصابة بالأمراض العصابية وعدم الانتماء، وعدم الشعور بالحرية، والإحساس بعدم القيمة0