اثر مرض التوحد :
ان المريض الذي يتم تشخيصه باعتباره مصاب بالتوحد لا يتأثربنفسه فقط بذلك التشخيص وانما يتعدي الاثر الي دوائر متعددة تشمل اسرة المريض ومدرسته والاطباء والملمين والاصدقاء وكامل المجتمع الذي يعيش فيه، وبرغم المشكلات المتعددة التي يسببها المريض لنفسه ولمن حوله فانه مع قبول المحيطين للمريض لحقيقة انه مريض والتعمق في فهم طبيعة المرض واثاره علي المريض يمكنهم ان يتلافوا الكثير من المشكلات وان تتحسن احوالهم وحالة المريض بدرجة خيالية
فيما يخص الطفل المريض فانه يصطدم بعوائق كبيرة تتطلب عناية اكاديمية عندما يلتحق بالمدرسة ويتطلب عناية سلوكية قبل الالتحق بالمدرسة وعناية اجتماعية تساعده في فهم الاخرين وتفهيم الاخرين به حتي يمكن تحقيق نوعا ما من التواصل المتبادل واكتساب الاصدقاء والمشاركة في المجتمع، والاهم من كل ذلك ان تلك العناية تساعدالمريض علي اكتساب مهارة مهنية عندما يصل سن البلوغ ، تساعده تلك المهارة علي ان يكون له عمل او وظيفة تؤمنه ماديا وتمول متطلباته الكثيرة.
اذا تم اهمال تلك الرعاية فان المريض سيصبح معاق جسديا وسيظل منعزلا عن المجتمع ويصبح عالة علي الاخرين الذين قد يملوا من رعايته او قدلا يتوفرون اصلا لرعايته فيصبح عبء علي المجتمع ككل، ان اهمال المريض بالتوحد سيجعله يحس كأنه غريب قادم من كوكب اخر، لذلك ان فهم المريض والمحيطين به لطبية مرضه ومتطلباته هو الجزء الاكبر من حل مشكلة المريض.
كلما اسرعنا في تشخيص المرض والبدء في تأهيل المريض كلما كان مآل المري افضل، ان اهمال التشخيص المبكرللمرض يضيع فرصة تأهيل المريض حتي يصبح اكبر سنا فتتعقد المشكلة وتكاد لايمكن حلها.
ان التقدم الطبي الحالي يتيح لمرضي التوحد فرصة اكبر ممن كانوا قبلهم ليحيوا حياة اكثر هدوءا واكثر انسانية وتقلل من تعرضهم للعذابات التي تعرض لها من سبقوهم مع امل كبير في تحسن حياتهم في المستقبل حتي تقترب من حياة الانسان الطبيعي
علي مستوي الاسرة نجد ان التوحد يدفع الوالدين الي التضحية بجزء كبير من وقتهما وكذلك من دخل الاسرة لرعاية الطفل المصاب بالتوحد، وهذا يؤدي الي ضغط عصبي علي الوالدين مما كان سببا في تمزق الاسر وارتفاع نسب الطلاق في الاسر التي لديها طفل مصاب بالتوحد عدة مرات عن الاسرالعادية، كذلك يؤدي ارهاق الوالدين الي اثار سلبية علي وظيفتهما وكذلك الي ضغوط داخل الاسرة علي بقية الابناء .
وفيما يخص نظام التعليم فان الارتفاع الصاروخي لمعدل الاصابات بالتوحد شكل ازمة داخل نظام التعليم الذي كان يتعامل مع التوحد باعتباره حالة نادرة ولم تكن داخل المنشأت التعليمية حتي وقت قريب متخصصون او اعتمادات لمواجهة هذا الطوفان من حالات التوحد، تطلب الامر زيادة الاعتمادات واعادة تدريب المعلمين والاستعانة بمتخصصين داخل المدارس مما شكل ايضا ارهاقا للنظام التعليمي للمجتمع، ورغم ذلك فان عدد من المؤسسات الاجتماعية اتيحت حاليا لتقديم النصائح والخدمات للمرضي واسرهم علي الرغم من ان الارتفاع الحاد في عدد الحالات لم يتم مقابلته بارتفاع مماثل في ميزانيات تلك الجمعيات مما يعوق عملها.
ان النظام الصحي للمجتمع لم يسلم من اثار مشكلة التوحد،فحاليا يتم اعادة برمجة اجزاء من المنظومة الصحية وانشاء مؤسسات متخصصة للتعامل مع المرض وتدريب العاملين بالمؤسسات الصحية علي مواجهة تلك الحالات.
ان تشخيص المرض اصبح امرا يسيرا داخل الولايات المتحدة مما يعني عدم اضاعة فرص العلاج المبكر امام المرضي، هناك مشروع مجتمعي يتم تشكيله حاليا لمواجهة شاملة للمجتمع بكامل مكوناته لذلك المرض ويشمل نشر الوعي بالمرض عن طريق المؤتمرات واجهزة الاعلام والكتب واعلان شهركامل باعتباره الشهر السنوي لمواجهة مرض التوحد وتحسين احوال المرضي واشياء اخري مفصلة داخل الكتاب.
ان للتوحد اثر شامل ضاغط علي كل المجتمع بافراده واسره ومؤسساته ويجب مواجهته بشكل مجتمعي شامل، واهم وسائل المواجهة هو محاولةايجاد وسيلة لمنع المرض ، فهذا الحل الامثل بدلا من مواجهة جيش من المصابين بالمرض يزداد يوما بعد يوم