مواطن يقاضي «التربية» بتهمتي «الإهمال» وإلحاق أضرار نفسية بابنته

[فوزيه الخليوي]

 

الرياض - محمد الجمعي الحياة - 01/06/08//

لم يكن قرار إعادة الطفلة بسمة عبدالرحمن إلى الصف الخامس الابتدائي، بعدما قطعت شوطاً كبيراً في دراستها بالصف السادس، هو ما أثار استياء والدها عبدالرحمن عقاب، ودفعه إلى مقاضاة وزارة التربية والتعليم، بل كان الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه - على حد قوله - هو الطريقة التي حاولت فيها المدرسة معالجة «خطأ اعترفت به رسمياً».
يقول والد بسمة في حديثه إلى «الحياة»: «على رغم صعوبة تقبل الأمر، إذ كيف تقبل المدرسة طالبــة وتسمح لها بالانضباط في مرحلة ما وتلقي دروســها، وبعد أكثر من ثلاثــة أشهر على تـاريـخ قبولها تقوم بإعادتها إلى المرحلة السابقة بســبب نقص في ملفها»، مشيراً إلى أنه كان من الممكن معالجة الأمر بطرق أفضل من التي اختارتها المدرسة».
وأضاف: «ما جعلني أقاضي وزارة التربية، وأتمسك بمطالبتي بتعويض كبير هو ما لحق بابنتي من ضرر نفسي كبير، جراء قيام إدارة المدرسة بإخراجها من داخل فصلها أمام زميلاتها والتحقيق معها وإجبارها على توقيع إفادة خطية، توضح علمها برسوبها في المرحلة الخامسة وتحريض والديها لها على الادعاء بنجاحها لتتمكن من الالتحاق بالصف السادس»، وهو ما اعتبره عقاب مخالفاً للأنظمة.
من جهته، أكد المحامي والمستشار القانوني بندر المحرج لـ «الحياة» عدم جواز أخذ إفادة الأحداث من دون الرجوع إلى أولياء أمورهم. وقال: «النظام واضح وصريح في ما يتعلق بأخذ إفادة الأحداث، وينص على ضرورة حضور ولي أمر الحدث أو مشرف من دار رعاية الأحداث خلال أخذ إفادة الحدث».
وعلى رغم عدم إدلاء المحرج برأيه الشخصي في ما يتعلق بالقضية لعدم اطلاعه على تفاصيلها، إلا أنه أكد عدم جواز أخذ إفادة الطفلة بسمة كمستند للبت في القضية.

ممثل الوزارة: الخطأ وقع بسبب الثقة في ولية أمر الطالبة

أوضح ممثل وزارة التربية في خطابه لرئيس ديوان المظالم، أن ملف انتقال الطفلة بسمة إلى المرحلة السادسة سلم عن طريق «المناولة»، مشيراً إلى أن الخطأ الإداري الذي سمح لبسمة بالانتظام في المرحلة السادسة وقع من باب الثقة في ولية أمر الطالبة، إلا أنها لم تسلم سوى شهادة اجتياز بسمة للفصل الدراسي الأول فقط، إذ لم يتم التأكد من عدم وجود ما يثبت اجتياز الطالبة الدورة الثانية إلا بعد مرور بعض الوقت.
ولفت إلى أنه بعد تحقيق «الإشراف التربوي» في الأمر، تأكد رسوب الطالبة، «وهو ما دعا إلى إعادتها إلى الصف الخامس للإعادة».
وعلى رغم استجابة ديوان المظالم إلى مطالبة ممثل وزارة التربية برفض الدعوة، إذ أفادت الطالبة خلال التحقيق معها بعلمها برسوبها، وأن والدتها من طلب منها الادعاء بأنها ناجحة، إلا أن والد الطفلة رفض الاقتناع بالحكم ولجأ إلى حقه في الاستئناف.
وقال: «تم رفض دعواي بحجة أن رسوب ابنتي في المرحلة الخامسة لا يمنحها الحق في البقاء في المرحلة السادسة، ومقاضاتي للتربية لم تكن من أجل إبقائها في المرحلة السادسة، بل كان اعتراضي على أسلوب معالجة التربية لخطأها الإداري الذي اعترفت به، وترويع طفلة لم يتجاوز عمرها 11 عاماً، من خلال التحقيق معها وإجبارها على كتابة اعتراف تم إملاؤه عليها، والتوقيع على ذلك الاعتراف على رغم أنها لا تعرف معنى التوقيع أو كيفية التوقيع، ووقّع بجانب اعترافها المزعوم مساعدتان في المدرسة، إضافة إلى معلمتين ومديرة المدرسة، وأعتقد أن التربية لا تعلم بما ألحقته بطفلتي من أضرار نفسية كبيرة».