الأوبئة الفيروسية الحالية التي تنطلق موجاتها من الصين خلال السنوات الأخيرة (حيث 70% من خنازير العالم) تتكتم عنها الدول والمنظمات بسبب الفساد وغياب واضح من مراكز الأبحاث العلمية العربية. لأنه يجب علينا رفع الغطاء العلمي والأكاديمي والكشف عن حقيقة وباء أنفلونزا الطيور وأنه وباء ناجم عن مزارع الخنزير أصلاً وهذه من حكمة المولى عز وجل في تحريم الخنزير.
وبدأ انتشار فيروس h1n2 في الخنازير في أوروبا عام 1957 ، الذي كان مزيجا من فيروسي أنفلونزا الطيور والإنسان، وكذلك انتشار فيروس h3n2 في أمريكا، الذي مزج بين ثلاثة فيروسات للأنفلونزا من كل من الطيور والخنازير والإنسان، حيث يعتبر الخنزير مستودعا أو مخزنا طبيعيا لفيروسات الأنفلونزا.
أما سبب انتشار أنفلونزا الطيور هو من الدواجن التي كانت تربى مع الخنازير في الصين، وأن الطيور التي كانت تعيش معها في الأماكن نفسها: علفت وأكلت وتغذت على فضلات وبراز وبول ولعاب الخنازير، ودخلت الفضلات إلى تركيب البيض الذي تنتجه هذه الطيور فأصيبت جميعها بالمرض الذي انتشر لبقية العالم.
ففي السنوات الأخيرة تم التخلص من أكثر من 200 مليون من الطيور.. قتلت ظلماً وعدواناً لحماية صناعة الخنزير المهلكة للجنس البشري وعدم فضح حقيقة المذنب (الخنزير) متمثلة من أعلى المستويات العلمية والمنظمات الأكاديمية فتارة تسمى زوراً بأنفلونزا الطيور وتارة تتهم القطط كما في السارس وتارة يتهم القردة بأنها الأصل فيها كما في الايدز، وتتهم هذه المخلوقات ظلما وبهتانا فتكون النتيجة القتل أو الإعدام شنقا.
ليس لأنها متهمة بالوباء بل لأنها فقط ناقلة له من مزارع الخنازير!! والأدهى والامر من ذلك أن يوضع الديك المشرف بالآذان ورؤية الملائكة على قائمة المطلوبين المعلنة عن المرض وكأنه الرأس المدبر أو مجرم حرب مطلوب حيا أو ميتا. (وهو بريء براءة الذئب من دم يوسف).
وهنا أنادي الأطباء والباحثين ومراكز أبحاثهم الأكاديمية والعنصر الصحي المفقود وفي ظل قلة الأطباء البيطريين، بأهمية البحث في هذه الأوبئة ومحاربتها وذلك لما تسببه من خسائر بشرية واقتصادية.
حيث تم التحذير مراراً وتكراراً من مصيبة أنفلونزا الخنازير التي وصفت بالخطيرة على حياة البشر خصوصاً في ظل إمكانية حمل الخنازير لعدوى فيروس أنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية، وقدرتها على المزج والتلاحم بينهما، وأنَّه من الممكن أن ينتج عن الفيروسين السابقين فيروس جديد قادر على مهاجمة الإنسان وإصابته!!
وهناك أمثلة كثيرة على جرائم الخنزير يشهد لها التاريخ: ففي عام 1976م أصيب أحد الجنود الأمريكيين بأنفلونزا الخنازير، وتوفي على الفور، وانتشرت على الفور حالة من الهلع لأن مسؤولي الصحة بأمريكا توقعوا أن ينتشر الأنفلونزا على شكل وباء قاتل كما حدث عام 1918م، ولكنها تنبؤات لم تقع, أدت إلى استقالة كبار المسؤولين في الصحة الأمريكية، وأضعفت من مصداقية الولايات المتحدة في الصحة العامة، ونالت آنذاك من سمعة الرئيس الأمريكي جيرالد فورد.
وفي مطلع عام 1977م صحيفة (نيوزداي) الأمريكية تقول فيها إن الجماعات الكوبية المناوئة لكاسترو والتي تعيش في أمريكا قد أدخلت بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية فيروس (حمى الخنازير الإفريقية) إلى كوبا عام 1971م، وأضافت: إن الفيروس قد وضع في علبه وأرسل عن طريق أحد المسافرين إلى كوبا, هذا ولم يؤثر ذلك الفيروس في الإنسان ولكنه قتل حوالي خمسين ألف خنزير, وقد كشفت هذه القصة أثناء التحقيق مع عضو في المجموعة الكوبية التي تعيش في المنفى بتهمة ممارسة الإرهاب, وقد كشف هذا العضو بدوره عن تورط المخابرات الأمريكية في عملية نقل الفيروس بدفعها مبالغ كبيرة لتنفيذ العملية.
وفي إحدى المعارك في إفريقيا وشبه جزيرة ايبريا حيث تسممت لحوم الخنازير مما دمر الصناعات المرتبطة به وصلت إلى شمال أوربا أيضاً!! لذلك نجد في بعض الدول الغربية إجراءات شديدة الصرامة في هذا الإطار عند استيرادها لأي حيوان من دولة أخرى, على سبيل المثال تتطلب إنجلترا فترة حجر صحي للكلاب تصل إلى ستة أشهر, قبل أن تدخلها في العمل العسكري لضمان خلوها من الأمراض وهو كما هو حاصل اليوم في أنفلونزا الطيور, وفي الولايات المتحدة تشترط أن تنقى التربة من تحت البضائع المستوردة من أوروبا بإزالتها وإتلافها تماماً.
حيث لا زلنا نخشى من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير وسرعة انتشارها ونخاف من أن يصبح هذا المرض الوافد إلينا وباء يهدد الصحة العامة وبالتالي حياتنا.