د.العليان: خمسمائة مولود سنوياً.. ونسبة الوفيات كبيرة
كبار العلماء يجيزون عدم إنعاش «خدج» أقل من 6 أشهر
الرياض - محمد الحيدر:
أنهت هيئة كبار العلماء جدل أطباء تخصصي «حديثي الولادة» و«النساء والولادة» في انعاش مواليد الاطفال الخدج الاقل من 6 أشهر حملية.
وقرر مجلس هيئة كبار العلماء بنص فتوى صادق عليها 18 من أعضائه وحصلت«الرياض» عليها أن من ولد قبل أن تبلغ مدة الحمل ستة أشهر فحينئذ ينظر طبيبان مختصان في حالته، فإن غلب على ظنهما انتفاعه بالإنعاش، فإنه ينعش وتبذل الأسباب لإنقاذه.
وأوضح الدكتور صالح العليان استشاري طب الاطفال حديثي الولادة وعالم أبحاث سريري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الرياض في اتصال هاتفي مع «الرياض» أمس أن قرار عدم إنعاش الأطفال الخدج الذين لم يكملوا ستة أشهر حملية كان موضوع جدل بيننا كأطباء حديثي الولادة أو أطباء في النساء والولادة ويعود السبب الأبرز إلى عدم وجود تعريف صريح وواضح للعمر الذي يلزم الأطباء أن يبذلوا قصارى جهدهم لإنعاش هؤلاء الأطفال.
واضاف: «نتج عن ذلك انعاش أطفال خدج أقل بكثير من العمر القادر على ابقائهم أحياءً ثم ادخالهم الى العنايات المركزة للمواليد وهم يصارعون الموت ونسبة كبيرة منهم يتوفاهم الله بعد معاناة قاسية من قبل الأطباء وطاقم التمريض وكذلك الأهل. وبين ان نسبة المواليد الخدج في المملكة تصل الى 12% من مجموع الولادات في حين ان نسبة من تقل اعمارهم الحملية عن 6 اشهر لا تتجاوز 1%، وبالتالي يصل عدد المواليد الاقل من 6 اشهر سنوياً في المملكة نحو 5 الاف مولود والكثير منهم لا يدرج ضمن الإحصاءات الحيوية ونسبة بقائهم على قيد الحياة لا تتجاوز 15% في المراكز الطبية المتطورة.
وزاد: «جهود كبيرة بذلت في ايصال هذه المعاناة وبصورة واضحة الى الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) ليدرسوا هذا الموضوع وقد تحقق هذا بعد الاطلاع على جواب الجهات المختصة في الجامعات السعودية والمستشفيات والرجوع الى النصوص القرآنية (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) وقوله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) التي تثبت بلا شك ان العمر المفترض للبقاء هو ستة أشهر فالآية الأولى حددت مدة الحمل والرضاع بثلاثين شهراً والآية الثانية تدل على أن مدة الرضاع عامين أي أربعة وعشرين شهراً فبقي لمدة الحمل ستة أشهر، ولذا أصدرت هيئة كبار العلماء فتوى تقرر أن من ولد قبل أن تبلغ مدة الحمل ستة أشهر فحينئذ ينظر طبيبان مختصان في حالته، فإن غلب على ظنهما انتفاعه بالإنعاش، فإنه ينعش وتبذل الأسباب لإنقاذه. واعرب الدكتور العليان عن شكره لهيئة كبار العلماء على توضيح هذا الأمر لما فيه من رفع لمعاناة الأطباء والأهل وكذلك الأطفال الخدج.