الأساليب المعرفية , أساليب التعلم , أساليب التفكير
ماهية الأساليب:
تشير الدراسات في علم النفس المعرفي إلى أن الأفراد يختلفون في الطرق التي يستخدمونها في معالجة المعلومات التي يتلقونها والتي يستخدمونها في التفاعل مع المواقف و الإشكالات الحياتية التي يواجهونها .
وللأسف لاقت الأساليب القليل من الاهتمام عما تستحقه , وبيان أهميتها ودورها في ما يوظفه الفرد من خبرات , والتي تشير العديد من الدراسات إلى أن كل من النجاح والفشل والذي يعزى غالباً إلى القدرات يرجع في قسم كبير منه إلى الأسلوب أو التفضيلات الفردية .
ويستخدم مصطلح الأسلوب للدلالة على مجموعة من الأنشطة و الخصائص و السلوكيات التي تظهر بشكل ثابت لفترة من الزمن. ومع زيادة الفرد ووعيه بأسلوبه فان ذلك سيؤدي إلى تحسين أداءه وتشكيل حس ذاتي لا يمكن للفرد أن يتجاهله عند التعامل مع مواقف الحياة المختلفة.
وظهر مفهوم التمييز للفرد أول مرّة عام 1920, وتلاه عام 1931 ما سماه أدلر بأسلوب الحياة (Life Style) ’ حيث افترض أدلر أن أسلوب الحياة هو مبدأ النظام الذي تمارس الشخصية الفرد بمقتضاه وظائفها , ويرى بأنها الكل الذي يأمر الأجزاء , كما يرى بان أسلوب الحياة هو المبدأ الأساس الفردي , وهو المبدأ الذي يفسر لنا تفرد الشخص , وبأن لكل شخص أسلوب حياة إلا أنه لا توجد شخصيتان لهما نفس الأسلوب.
أولاً : الأساليب المعرفية:
مع تطور الدراسات النفسية وظهور علم النفس المعرفي، ازداد الاهتمام بالفروق الفردية في مجال تناول المعلومات ومعالجتها. وقد أدى هذا إلى اكتشاف مجال آخر للفروق بين الأفراد هو الأساليب المعرفية.
للأساليب المعرفية أهميتها في حياة الأفراد، إذ تصف وتميز الطريقة التي تتم بها العمليات العقلية؛ فأسلوب الفحص والتدقيق ييسر على الفرد فحص المعلومات وتحديد العلاقات بينها، وأسلوب التروي ـ الاندفاع يعبر عن مدى تأمل الفرد وفحصه للمعلومات، ومن ثم اتخاذه القرارات.
وتقوم الأساليب المعرفية بدور المنظم لبيئة الإنسان، بما فيها من مثيرات ومدركات، إذ إنها ترتبط بتناول المعلومات وتجهيزها. فأسلوب التركيب التكاملي يحدد الطريقة المميزة للإنسان في التمايز والتكامل، بين أبعاد المعلومات والعلاقات المتضمنة في الموقف أو المجال الإدراكي.
وثمة علاقة قوية بين الأساليب المعرفية والتحصيل الدراسي؛ إذ إنها تتعلق بأشكال النشاط المعرفي للإنسان وليس محتواه، أي يستطيع الأسلوب المعرفي أن يجيب عن الطريقة التي يفكر بها الإنسان. كما تعبر الأساليب المعرفية عن طرق تفضيل الإنسان لاستقبال المعلومات وإصدارها، على النحو الذي يدل على تعلقها بعمليات تناول المعلومات وتجهيزها. وفضلاً عن ذلك، فإن الأساليب المعرفية تُعد جزءاً من مجال واسع، هو أساليب التعلم. ويُعرف أسلوب التعلُم ـ في المجال المعرفي ـ بأنه تفضيل الفرد لنمط ما من أنماط معالجة المعلومات.
وتشكل الأساليب المعرفية طريقة الفرد في التعامل مع غيره. فقد تبيّن ـ مثلاً ـ أن المدرسين التجريديين يراعون مشاعر تلاميذهم وآمالهم أكثر من المدرسين العيانيين. وأن المدرس التجريدي يعامل تلاميذه بطريقة مرنة ويشجعهم على تحمل المسؤوليات، ما يتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وفرص الإبداع والاكتشاف. كما بينت الدراسات أن المدرسين التجريديين أكثر حذقاً وأقل عقوبة لتلاميذهم، بل وأقل استبداداً داخل الفصل من المدرسين العيانيين. كذلك بينت الدراسات أن الأفراد المندفعين يميلون إلي إبداء استجابة سريعة في المواقف الغامضة، ويرتكبون عدداً أكبر من الأخطاء. أما المتروون، فإنهم يميلون إلى إعطاء استجابة متأنية تستغرق قدراً من الوقت، في تأمل البدائل المتاحة في الموقف الغامض. ويتسم المتروّن بالقلق المصحوب بالشك من الوقوع في الخطأ، بينما يتسم المندفعون بأن قلقهم يكون ناتجاً من عدم قدرتهم على الأداء بكفاءة في أي مهمة. ويوُصف الأطفال المندفعون بأنهم أكثر عدوانية من المتروين. ويشير ذلك إلى أن المندفعين ليس لديهم تحكم معرفي فحسب، بل تحكم في السلوك أيضاً.
وتلعب الأساليب المعرفية دوراً في عمليات الاختيار والتوجيه المهني. فرواد الفضاء والطيران ـ مثلاً ـ يتميزون بالاستقلال عن المجال الإدراكي كأسلوب معرفي؛ ورجال القضاء يتميزون بالتريث (في مقابل الاندفاع)، ورجال البحث الجنائي يتميزون بالأسلوب المعرفي المرتبط بتحمل الغموض. ويميل الأفراد الذين يعتمدون على المجال (أي يتميز إدراكهم للمواقف بأنه إدراك كلي يعتمد على درجة تنظيم المجال) إلى الاجتماع مع الآخرين، ويفضلون العمل وهم قريبون حسياً ومادياً معهم. كما يهتمون برأي الجماعة في سلوكهم، ويفضلون المهن التي تتطلب قدراً من الاندماج والتفاعل مع الآخرين. أما الأفراد المستقلون عن المجال (أي يدركون عناصر المجال بطريقة تحليلية، ويدركون أجزاءه بوصفها عناصر منفصلة عن بعضها) فلا يهتمون بآراء الآخرين فيهم، ولا يهتمون باختيار المهن التي تتطلب اندماجاً أو تفاعلاً مع الآخرين، ويفضلون المهن ذات الطبيعة التكنولوجية والعلمية.
تعريف الأساليب المعرفية
تُعرّف الأساليب المعرفية على أنها العمليات التي يستخدمها الفرد في تصنيف إدراكاته للبيئة وتنظيمها، أو الطرق التي يستجيب بها للمثيرات، والنهج الذي يسلكه في السيطرة عليها وتوجيهها.
كما تُعرّف بأنها الطرق التي يفضلها الفرد في تصور وتنظيم المثيرات التي يتعرض لها. أي أنها الطريقة التي يرشح ويُعِدُّ بها الفرد المعلومات والمثيرات في البيئة المحيطة.
وتُعرّف الأساليب المعرفية بأنها خطة أو برنامج داخلي لاختيار أنواع محددة من المعلومات لمعالجتها، أو لأداء عمليات عقلية محددة في المعلومات فُرِغ من معالجتها. ويأتي التعريف التالي ليعبّر عن الأسلوب المعرفي بأنه "الكيفية التي يكون عليها سلوك الفرد، وأن لهذه الكيفية صفة العمومية والاستمرار، على الرغم من اختلاف المحتوى".
وثمة تعريف آخر ينظر إلى الأساليب المعرفية على أنها "تكوينات فرضية تتوسط بين المثيرات والاستجابات"، وتشير إلى الطرق المميزة التي ينظم بها الفرد البينة.
وأخيراً، جرى تعريف الأساليب المعرفية تعريفاً على درجة كبيرة من العمومية، بحيث يستغرق الشخصية كلها، فتُعرف بأنها "الفروق بين الأفراد ليس فقط في المجال الإدراكي المعرفي والمجالات المعرفية الأخرى، كالتذكر والتفكير وتكوين المفاهيم وتناول المعلومات؛ ولكن كذلك في المجال الاجتماعي ودراسة الشخصية".
يرجع اختلاف تعريف الأساليب المعرفية إلى عدة عوامل، منها:
1. أن الأساليب المعرفية تكوينات فرضية لا تُدرك مباشرة، بل يستدل عليها بآثارها ونتائجها. تلك الآثار والنتائج قد تكون معرفية، كالتذكر والتفكير ومعالجة المعلومات. وقد تكون وجدانية، كما تظهر في التروي والدقة وتحمل الغموض. وقد أدى هذا إلى أن تُعد متغيرات وسيطة تقف بين المثيرات واستجابات الأفراد وتنظم مدركات الفرد.
2. تفاوت النظرة إلى درجة عمومية الأساليب المعرفية: هل هي قاصرة على الجوانب المعرفية في الشخصية، أم تشتمل أيضاً على الجوانب الوجدانية؟ وهل هي قدرات عقلية معرفية، أم ضوابط معرفية؟ أم الاثنان معاً؟ (إذا كانت القدرات العقلية تتناول محتوى النشاط العقلي ومستواه، فإن الضوابط تدل على صورة هذا النشاط أو طريقة أدائه، وهي نزعة عامة لدى الفرد تشبه الأداء المميز للفرد).
3. تنوع أسس تصنيف الأساليب المعرفية؛ فمنها أساليب معرفية في جمع المعلومات (بصري ـ لمسي، تصور بصري ـ تلفظ)، وأساليب معرفية في تنظيم المعلومات (تسلسلي ـ إجمالي، تحليلي ـ علاقي).
4. تباين وجهات النظر تجاه الأساليب المعرفية. فقد يُنظر إليها مظاهر للفروق الفردية في الأبنية المعرفية، أو طرقاً لإدراك المعلومات واستقبالها وإعدادها، أو وظائف معرفية تنظيمية تنفيذية، أو طرقاً فردية في حل المشكلات.
5. تعدد التفسيرات النابعة من النظريات النفسية، مثل نظرية التحليل النفسي، والنمو المعرفي، والنظرية المجالية. ومن التفسيرات أيضاً التفسيرات الفسيولوجية القائمة على عمل نصفي المخ.
6. التداخل بين "طبيعة" الأساليب المعرفية "ووظائفها"، لذلك رأى بعض الباحثين أنها "الكيفية" التي يكون عليها سلوك الفرد، أو أنها "العمليات" التي يستخدمها الفرد لتصنيف إدراكاته البيئية. كما رأى آخرون أنها "الطرق" التي يرشح بها الفرد معلوماته، أو "الخطة" الداخلية، التي يستخدمها الفرد لمعالجة معلوماته.
بناءً على ما سبق، يمكن تعريف الأسلوب المعرفي بأنه أسلوب شخصي يُعبّر عن تفضيلات الفرد عند تناوله وإعداده للمعلومات. ويمتاز هذا الأسلوب بالاتساق النسبي، ويفسر تباين البنى المعرفية لدى الأفراد، ويعمل على تنشيط القدرات العقلية والسمات الانفعالية المرتبطة بالمهمة.
الخصائص العامة للأساليب المعرفية
يتفق عدد من الباحثين في مجال الأساليب المعرفية على وجود خصائص عامة تميزها، منها:
1. تتعلق الأساليب المعرفية بشكل النشاط المعرفي الذي يمارسه الفرد أكثر من محتوى هذا النشاط، أي يستطيع الأسلوب المعرفي أن يجيب عن الكيفية التي يفكر بها الفرد ـ مثلاً ـ وليس عمّا يفكر فيه.
2. الأساليب المعرفية من الأبعاد المستعرضة في الشخصية، والتي لها صفة العمومية. وهي تتخطى الحدود الفاصلة التقليدية بين الجانب المعرفي والجانب الوجداني في الشخصية.
3. تتصف الأساليب المعرفية بالثبات النسبي لدى الفرد، ولا يعني أنها غير قابلة للتعديل أو التغيير. فقد تتغير هذه الأساليب ولكن ليس بسهولة وبسرعة، ويعني هذا إمكان استخدامها في التنبؤ بسلوك الأفراد.
4. تُعد الأساليب المعرفية أبعاداً ثنائية القطب، ويُصنف الأفراد وفق ذلك على متصل يبدأ بقطب وينتهي بقطب آخر، ويوجد بين القطبين خط متصل يقع عليه الأفراد، قرباً أو بعداً من أحد القطبين.
5. الأساليب المعرفية أبعاد مكتسبة من خلال تفاعلات الفرد مع بيئته الخارجية، أكثر منها صفات أو خصائص موروثة.
6. تمر الأساليب المعرفية بمراحل نمو مماثلة لمراحل النمو المعرفي؛ فيميل الأفراد إلى الاستقلال عن المجال الإدراكي في مرحلة العشرينيات، بينما يميلون إلى الاعتماد نسبياً على المجال في مرحلة الرشد المتأخر وما يليها.
7. تتداخل الأساليب المعرفية وتتفاعل دينامياً مع بعضها في تأثيرها على السلوك، حتى إنه يمكن الاستدلال على أساليب الفرد المعرفية من خلال معرفة موقعه النسبي على امتداد أسلوب ما، ويتضمن هذا الإشارة إلى أن لدى الفرد أكثر من أسلوب معرفي.
8. أدت قابلية الأساليب المعرفية للتعديل إلى إخضاعها لبرامج معينة تغير من سلوك أصحابها. ولعل أكثر الأساليب تعرضاً لتلك البرامج هو أسلوب التروي ـ الاندفاع، والمخاطرة ـ الحذر.
نماذج للأساليب المعرفية
أحصت دراسة تسعة عشر أسلوباً معرفياً، وعرضتها بإيجاز على النحو الآتي:
1. الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي:
ويرتبط هذا الأسلوب بالطريقة التي يُدرك بها الفرد الموقف أو الموضوع وما به من تفاصيل. فهو يتناول بالدراسة قدرة الفرد على عزل أو انتزاع الموضوع المدرك منفصلاً ومستقلاً عن المجال المحيط كله، أي يتناول قدرة الفرد على الإدراك التحليلي.
فالفرد الذي يتميز بالاستقلال عن المجال الإدراكي يدرك أجزاء المجال في صورة منفصلة أو مستقلة عن الأرضية المنظمة له، في حين يخضع الفرد الذي يمتاز بالاعتماد على المجال الإدراكي بالتنظيم الشامل (الكلي للمجال)، أما أجزاء المجال فيكون إدراكه لها مبهماً.
2. التبسيط المعرفي في مقابل التعقيد المعرفي:
ويرتبط هذا الأسلوب بالفروق بين الأفراد في ميلهم لتفسير العالم وترجمته بطريقة معقدة وكثيرة الأبعاد.
فالفرد الذي يتميز بالأسلوب المعرفي المعقد أقدر على التعامل مع متغيرات الموقف الاجتماعي المتعددة، وعلى إدراك ما حوله بصورة تحليلية، وبإيجاد التكامل بين هذه المتغيرات، وهو أكثر قدرة على التعامل مع المجرد. أما من يمتاز بالأسلوب المعرفي البسيط، فهو أقل قدرة في هذا المجال، ويحتاج إلى التعامل مع المحسوس والعياني.
وهذا الأسلوب يتداخل مع أسلوب التركيب التكاملي؛ لأن كلاً من الأسلوبين يُصنِّف الأفراد إلى من يستطيع التعامل مع المجردات، ومن لا يستطيع التعامل إلاّ مع المحسوسات والأشياء العيانية.
3. الاندفاع مقابل التأمل (التروي):
يرتبط هذا الأسلوب بميل الأفراد إلى سرعة الاستجابة مع التعرض للمخاطر، فغالباً ما تكون استجابات المندفع غير صحيحة لعدم دقة تناول البدائل المؤدية لحل الموقف، في حين يمتاز الأفراد، الذين يميلون إلى التأمل بفحص المعطيات الموجودة في الموقف، وتناول البدائل بعناية، والتحقق منها قبل إصدار الاستجابات.
4. المخاطرة في مقابل الحرص (أو الحذر):
يتضمن هذا الأسلوب مدى مخاطرة الفرد أو حرصه وحذره عند اتخاذ القرارات وتقبل المواقف غير التقليدية وغير المألوفة. فالفرد الذي يمتاز بأسلوب "المخاطرة"، يميل إلى المغامرة ويقبل المواقف الجديدة ذات النتائج غير المتوقعة. أما الفرد الذي يمتاز بأسلوب "الحرص والحذر"، فإنه لا يقبل بسهولة التعرض لمواقف فيها مخاطرة، حتى ولو كانت نتائجها مؤكدة. ويرتبط هذا الأسلوب إلى درجة كبيرة بعامل الثقة بالنفس.
5. البأورة في مقابل الفحص:
يتناول هذا الأسلوب الفروق بين الأفراد في سعة الانتباه وتركيزه، حيث يمتاز بعض الأفراد بالتركيز على عدد محدود من عناصر المجال، في حين يمتاز آخرون بالفحص الواسع لعدد أكبر من عناصر المجال، بحيث يشتمل انتباههم على قدر أوسع من المثيرات المحيطة بهم، أو التي يتعرضون لها.
6. تحمل الغموض أو الخبرات غير الواقعيةمقابل عدم التحمل :
يتضمن هذا الأسلوب قدرة الأفراد على تقبل المدركات التي تختلف عن الخبرة التقليدية؛ كذلك تقبل الأفراد ما يحيط بهم من متناقضات وما يتعرضون له من موضوعات أو أفكار أو أحداث غامضة غير واقعية. فبعض الأفراد يستطيعون التعامل مع الأفكار غير الواقعية أو الغريبة عنهم، في حين لا يستطيع آخرون تقبل ما هو جديد أو غريب، ويفضلون التعامل مع ما هو مألوف وواقعي.
7. التسوية مقابل الشحذ أو الإبراز:
يتناول هذا الأسلوب الفروق بين الأفراد في كيفية استيعاب المثيرات المتتابعة في الذاكرة، ومدى إدراك الفرد لتمايز مثيرات المجال المعرفي، ودمجها مع ما يوجد في الذاكرة من معلومات أو البقاء عليها منفصلة. فالأفراد الذين يميلون عادة إلى التسوية يصعب عليهم استدعاء ما هو مختزن بالذاكرة بصورة دقيقة، حيث يصعب عليهم تحديد الاختلافات الموجودة بين المعلومات المختزنة بدقة، في حين يمتاز الأفراد الذين يميلون إلى الشحذ أو الإبراز بأنهم أقل عرضة للتشتت، ويسهل عليهم إبراز الفروق بين المعلومات المختزنة بالذاكرة.
8. الضبط الضيق في مقابل الضبط المرن:
يتضمن هذا الأسلوب الفروق بين الأفراد في تناول المجال المثير الذي يحتوي على تداخل وتناقض معرفي. كما يتضمن القدرة على الانتباه الانتقائي، بحيث يكون بعيداً عن المشتتات غير ذات العلاقة، ويركز على العمل الرئيسي.
أي أن بعض الأفراد يكون لديهم القدرة على الانتباه إلى الخصائص المرتبطة بالموقف، واستبعاد المشتتات، في حين لا يستطيع آخرون إدراك هذه المشتتات بدرجة كبيرة، ما يجعل استجاباتهم تتأثر بالتداخل والتناقض.
10. الانطلاق في مقابل التقييد:
يرتبط هذا الأسلوب بالفروق بين الأفراد في الميل إلى تصنيف المثيرات ومواقف الحياة التي يتعرضون لها. فبعض الأفراد يصنفون المثيرات والمواقف بطريقة أكثر شمولية، كما أنهم يكونون أكثر قدرة على التعامل مع المثيرات المتعددة؛ بينما يميل آخرون إلى تصنيف هذه المثيرات تصنيفاً يتسم بالضيق وقصر النظر، كما أنهم لا يتحملون المواقف غير الواضحة التي تمتاز بتعدد المثيرات.
11. أساليب تكوين المدركات:
يرتبط هذا الأسلوب بالفروق بين الأفراد في تكوين مدركاتهم عن العلاقة الوظيفية الموجودة بين المثيرات. فبعض الأفراد يميلون إلى تكوين مدركاتهم من طريق تحليل الخصائص الوظيفية الظاهرية للمثيرات والتعامل معها على أساس خصائصها الظاهرية، بينما يعتمد آخرون في تكوين مدركاتهم على قدرتهم في استنباط مستويات للعلاقات بين المثيرات المختلفة.
12. التفكير التقاربي في مقابل التفكير التباعدي:
يمثل هذا الأسلوب درجة اعتماد الفرد النسبية على التفكير التقاربي، والتي تشير إلى النهايات المنطقية الصحيحة، في مقابل التفكير التباعدي، والذي يشير إلى إنتاج معلومات متعددة ومتنوعة، دون أن يكون هناك اتفاق مسبق على محكات الصواب والخطأ.
13. تمييز الشكل الحسي:
يشير هذا الأسلوب إلى ما يكوّنه الأفراد معتمدين نسبياً على الأشكال الحسية المختلفة المناسبة للخبرات الخارجية. وتتمثل الأنماط الحسية في تفاعلها مع البيئة فيما يلي:
أ. النمط الحسي العضلي: وهو ما يؤدي إلى ما يُسمى بالتفكير الطبيعي أو الآلي.
ب. النمط الحسي المرئي: وهو ما يؤدي إلى التفكير العددي أو الملموس.
ج. النمط الحسي السمعي: وهو ما يؤدي إلى التفكير اللفظي.
والخبرات التي يمكن أن تنتج عن هذه الأشكال الحسية، كما لو كان العقل في اليد أو في العين أو في الأذن، ويُشار إليها بالأنماط الحسية والسمعية والبصرية.
ويختلف الأفراد فيما بينهم بصورة ملحوظة في اعتمادهم على أحد الأنماط الحسية الثلاثة، ما يؤدي إلى إيجاد فروق مميزة في أساليب التعلم والتفكير.
14. الآلية القوية في مقابل الآلية الضعيفة:
يُشير هذا الأسلوب إلى قدرة الفرد النسبية على أداء أعمال أو مهام تكرارية بسيطة، بالمقارنة لما هو متوقع منه بناءً على المستوى العام لقدرته.
15. أسلوب تشكيل المجال:
يُشير هذا الأسلوب إلى نوعين مستقلين من دوافع الإدراك، أحدهما عنصر التشكيل، ويشتمل على تشكيل مميز للخلفية العامة، والآخر شكل التشكيل، ويشتمل على أشكال عريضة مقابل الخلفية العامة للشيء المدرك.
16. السيادة التصورية في مقابل السيادة الإدراكية ـ الحركية:
يشير هذا الأسلوب إلى أن الأفراد الذين يتصفون بالتصورية في المهام الصعبة أو الجديدة، يظهرون سلوكاً نظرياً تصورياً، كما يظهرون عدم كفاية نسبية في السلوك الإدراكي الحركي، في حين يظهر عكس ذلك الأفراد الذين يتصفون بالسيادة الإدراكية الحركية.
17. أسلوب التقسيم:
يُشير إلى طريقة الفرد في تناول المعتقدات والأفكار واعتناقها. وينقسم الأفراد من خلال هذا التقسيم إلى: أفراد يتناولون هذه الأفكار بعقلية ونظام متفتح؛ وآخرين يتناولونها بعقلية ونظام مغلق.
18. التركيب التكاملي:
يُشير هذا الأسلوب إلى قدرة الفرد على تحويل ودمج العلاقات والمعلومات المقدمة إليه بصورة مركبة ومعقدة.
ويُقسم الأفراد من خلال هذا الأسلوب إلى: تجريديين، تكون الأفكار والعلاقات لديهم منفصلة عن الأشياء والأحداث في العالم الخارجي؛ وعيانيين، تكون الأفكار لديهم غير منفصلة عن الأحداث في العالم الخارجي.
19. مدى الفئة:
يدل اتساع نطاق الفئة على مدى التكافؤ بين العناصر، التي تؤلف فئة معينة من الأشياء أو الأفكار أو الأشخاص أو الموضوعات... إلخ. كما يدل على مدى شمول هذه الفئة لعناصر مختلفة متنوعة، ومدى مرونة أو جمود متصل التداخل والتخارج المستخدم في التصنيف.
وفي هذا يتفاوت الأفراد في اتجاههم نحو توسيع أو تضييق نطاق التصنيف؛ فأصحاب النطاق الضيق يميلون إلى المحافظة، حيث يستبعدون العناصر التي يحتمل أن تكون غير ملائمة باستخدام أسلوب الإفراط في التمييز، ويميلون إلى المخاطرة باستبعاد بعض الأمثلة الموجبة الصحيحة الدالة على الفئة. أما أصحاب النطاق الواسع، فيفضلون المخاطرة بإدخال عناصر غير ملائمة، والأمثلة السالبة في الفئة باستخدام أسلوب الإفراط في التعميم.
ثانياًً : أساليب التعلم Learning Styles :
يتكون أسلوب التعلم من السلوك المميز الذي يعمل كمؤشر على كيفية تعلم الفرد من بيئته و التكيف ويعطي تلميحات عن كيفية عمل الدماغ. , ويعرف مالكوم و آخرون 1981 أسلوب التعلم بأنه طريقة معالجة للمشكلات التربوية و الاجتماعية بالاعتماد على الخبرات التي تتوافر في مخزون الفرد المعرفي و البيئة الخارجية المؤثرة في المتعلم , وكما يتضمن الأسلوب الذي يستخدمه الطلبة في حل أي مشكلة تواجههم خلال المواقف التعليمية , أما غريغورك فيرى أن أسلوب التعلم يتكون من مجموعة من الأداءات المميزة للمتعلم , والتي تعتبر الدليل على طريقة تعلم المتعلم , وكيفية استقباله للمعلومات التي يواجهها في البيئة بهدف التكيف.
(1) نموذج انتوستل Entwistle ,1981:
ويقوم هذا النموذج علي أساس العلاقة بين أساليب تعلم الفرد ومستوي نواتج التعلم ، حيث يحتوي هذا النموذج علي ثلاثة توجهات ترتبط بدوافع مختلفة ، وينتج عنها أساليب تعلم معينة يستخدمها الفرد في مواقف التعلم المختلفة أثناء عملية تعلمه ويؤدي إلي مستويات مختلفة للفهم ، و أهم التوجهات التي ينتج عنها أساليب التعلم المختلفة هي : التوجه نحو المعني الشخصيPersonal Meaning Orientation ، والتوجه نحو إعادة الإنتاجية Reproducing Orientation ، والتوجه نحو التحصيلAchievement Orientation وبناء علي هذه التوجهات يري انتوستل وجود ثلاثة أساليب للتعلم هي :
(أ) الأسلوب العميق Deep Style : ويتميز أصحاب هذا الأسلوب بقدرتهم ورغبتهم في البحث عن المعني واستخدام التشابه والتماثل في وصف الأفكار بصورة متكاملة ، علاوة علي ربطهم للأفكار الجديدة بالخبرات السابقة ، ويميلون إلي استخدام الأدلة والبراهين في تعلمهم 0
(ب) الأسلوب السطحي Surface Style : ويميز القادرين علي تذكر بعض الحقائق في موضوع ما ، والتي ترتبط بالأسئلة في هذا الموضوع ، ويعتمدون في دراستهم علي التعليمات الواضحة والمناهج المحددة ، والحفظ ، والأسلوب المنطقي في الوصول إلي الحقائق تفصيلاً 0
(جـ) الأسلوب الاستراتيجي Strategic Style : ويميز غير القادرين علي تنظيم أوقات استذكارهم للدروس واتجاهاتهم السلبية نحو الدراسة ، ودافعيتهم الخارجية للتعلم بغرض النجاح فقط ، ويحاولون دائماً الحصول علي بعض التلميحات والمؤشرات من المعلم في موقف التعلم 0
وأجريت دراسات كثيرة حول صدق نموذج انتوستل لأساليب التعلم سواء في البيئة العربية أو الأجنبية وأشارت جميعها إلي تمتع النموذج بدرجة مرتفعة من الصدق وقدرته علي التنبؤ بالتحصيل الدراسي للطلاب في المراحـل التعليمية المختلفة ، حيث أجمعت النتائج علي اختلاف مستوي تحصيل الطلاب باختلاف أساليب التعلم ( يمكن الرجوع إلي : عوض الله ، 1986 ، الشرقاوي ، 1996 ، أبو هاشم ، 2000) 0
(2) نموذج كولب Kolb , 1984 :
وضع كولب نموذجاً لتفسير عملية التعلم يقوم علي أساس نظرية التعلم التجريبي Experiential Learning Theory ، ويري فيه أن التعلم عبارة عن بعدين الأول : إدراك المعلومات والذي يبدأ من الخبرات الحسية وينتهي بالمفاهيم المجرد ، والثاني : معالجة المعلومات ويبدأ من الملاحظة التأملية وينتهي يالتجريب الفعال 0 ومن خصائص هذا النوع من التعلم أنه من أفضل أنواع التعلم كمعالجة للمعلومات ، وهو تعلم متصل أساسه الخبرة ، وعملية ديناميكية تعمل علي تكيف الفرد مع البيئة المحيطة به ، وأنه يتضمن ما وراء الأفعال بين الشخص والبيئة وأن هذا يتم في أربع مراحل متتالية هي :
(أ) الخبرات الحسية Concrete Experience: وتعني أن طريقة إدراك ومعالجة المعلومات مبنية علي الخبرة الحسية ، وأن هؤلاء يتعلمون أفضل من خلال اندماجهم في الأمثلة ، كما أنهم يميلون إلي مناقشة زملائهم بدلاً من السلطة التي تتمثل في معلميهم أثناء عملية التعلم ، ويستفيدون من مناقشتهم مع زملائهم وكذلك التغذية الراجعة الخارجية ، وهم ذوو توجه اجتماعي إيجابي نحو الآخرين ، ولكنهم يرون أن الأساليب النظرية في التعلم غير فعالة 0
(ب) الملاحظة التأملية Reflective Observation: حيث يعتمد الأفراد في إدراك ومعالجة المعلومات علي التأمل والموضوعية والملاحظة المتأنية في تحليل موقف التعلم ، ويفضلون المواقف التعليمية التي تتيح لهم الفرصة للقيام بدور الملاحظ الموضوعي غير المتحيز ، ولكنهم يتسمون بالانطواء 0
(جـ) المفاهيم المجردة Abstract Conceptualization: ويكون الاعتماد هنا في إدراك ومعالجة المعلومات علي تحليل موقف التعلم والتفكير المجرد والتقويم المنطقي ، والأفراد الذين يميلون إلي ذلك يركزون علي النظريات والتحليل المنظم والتعلم عن طريق السلطة والتوجه نحو الأشياء في حين يكون توجههم ضعيفاً نحو الأشخاص الآخرين 0
(د) التجريب الفعال :Active Experimentation ويعتمد الأفراد هنا علي التجريب الفعال لموقف التعلم من خلال التطبيق العملي للأفكار والاشتراك في الأعمال المدرسية ، والجماعات الصغيرة لإنجاز عمل معين ، وهم لا يميلون إلي المحاضرات النظرية ولكنهم يتسمون بالتوجه النشط نحو العمل 0
ويري كولب أن أسلوب التعلم يحدد بناء علي درجة الفرد في مرحلتين من المراحل السابقة ، و تنتج هذه الدورة أربعة أساليب وصفها كل من (McCarthy,2005 Kolb,1984, Loo , 2004 , Duff, 2004 ,Kolb& الكناني و الكندري ، 1992 ، قطامي وقطامي ،2000) علي النحو التالي :
(أ) الأسلوب التقاربي :Converger Style ويتميز أصحاب هذا الأسلوب بقدرتهم علي حل المواقف والمشكلات التي تتطلب إجابة واحدة 0 وهؤلاء الأفراد في العادة عاطفيون نسبياً ويفضلون التعامل مع الأشياء إذا ما قورنوا بغيرهم ، واهتماماتهم في العادة ضيقة ويميلون إلي التخصص في العلوم الطبيعية والهندسية 0
(ب) الأسلوب التباعدي iverger Style ويتميز أصحاب هذا الأسلوب باستخدام الخبرات الحسية والملاحظة التأملية ، وكذلك اهتماماتهم العقلية الواسعة ، ورؤية المواقف من زوايا عديدة ، ويؤدون أفضل في المواقف التعليمية التي تتطلب إنتاج أفكار عديدة وبخاصة مواقف العصف الذهني ، ويتسمون كذلك بالمشاركة الوجدانية الفعالة مع الآخرين ، ويهتمون بدراسة العلوم الإنسانية والفنون 0
(جـ) الأسلوب الاستيعابي Assimilator Style: ويتميز أصحاب هذا الأسلوب باستخدام المفاهيم المجردة والملاحظة التأملية ، وكذلك قدرتهم علي وضع نماذج نظرية إلي جانب الاستدلال الاستقرائي ، ويستوعبون الملاحظات والمعلومات المتباعدة في صورة متكاملة ، ولا يهتمون بالتطبيق العملي للأفكار ، ويميلون للتخصص في العلوم والرياضيات 0
(د) الأسلوب التكيفي Accommodators Style: ويتميز أصحاب هذا الأسلوب باستخدام الخبرات الحسية والتجريب الفعال ، وقدرتهم علي تنفيذ الخطط والتجارب والاندماج في الخبرات الجديدة وحل المشكلات عن طريق المحاولة والخطأ معتمدين علي معلومات الآخرين ، ويميلون إلي دراسة المجالات الفنية والعملية 0
ويبين الشكل التالي نموذج أساليب التعلم عند كولب :
الخبرات الحسية
التباعدي التكيفي
الملاحظة التأملية التجريب الفعال
الاستيعابي التقاربي
المفاهيم المجردة
(3) نموذج بيجز :Biggs ,1987
ويفسر هذا النموذج أساليب التعلم علي أنها طرق تعلـم الطلاب ، ويري بيجز وجود ثلاثة أساليب للتعلم لكل منهم عنصرين " دافع ، استراتيجية " ويؤدي الاتحاد بين الدافع والاستراتيجية إلي أسلوب التعلم ، وأجري بيجز دراسات كثيرة حول هذا النموذج (Biggs, 1987-2001) ، ويمكن القول بوضوح ثلاثة أساليب للتعلم فيها وهي :
(أ) الأسلوب السطحي :Surface Style وأصحاب هذا الأسلوب يرون أن التعلم المدرسي هو طريقهم نحو غايات أخري أهمها الحصول علي وظيفة ، وهدفهم الأساسي هو إنجاز متطلبات المحتوي الدراسي من خلال الحفظ والتذكر 0
(ب) الأسلوب العميق eep Style ويتميز أصحاب هذا الأسلوب بالدافعية الداخلية والفهم الحقيقي لما تعلموه ، والقدرة علي التفسير والتحليل والتلخيص ويهتمون بالمادة الدراسية وفهمها واستيعابها ، ويقومون بربط الأفكار النظرية بالخبرات الحياتية اليومية ، ولديهم اهتمامات جادة نحو الدراسة ،
(ج) الأسلوب التحصيلي Achieving Style: وينصب تركيز أصحاب هذا الأسلوب علي الحصول أعلي الدرجات لا علي مهمة الدراسة ، ويتميزون بامتلاكهم لمهارات دراسية جيدة وتنظيم الوقت والجهد 0
ويري الباحثان وجود قدر كبير من التشابه بين نموذجي انتوستل وبيجز وهذا ما أكدته العديد من الدراسات العاملية التي قارنت النموذجين 0
(4) نموذج دن و دن Dunn, Dunn 1987
يعرف دن ودن وبراس Dunn,Dunn&Price,1987 أسلوب التعلم بأنه طريقة تأثير عناصر معينة في المجالات البيئية والانفعالية والاجتماعية والجسمية أو الفسيولوجية علي تمثل الطلبة واستيعابهم للمعلومات والمهارات المختلفة واحتفاظهم بها 0أوأنه نتاج لأربعة مثيرات هي " البيئية – العاطفية – الاجتماعية – المادية أو الطبيعية " تؤثر علي قدرة الفرد لأنه يتمثل ويحتفظ بالمعلومات أو القيم أو الحقائق أو المفاهيم0 واستخدم دن وآخرون Dunn & et al , 1995 التحليل البعدي Meta – Analytic للتحقق من صدق نموذج دن لأساليب التعلم ، وذلك بحصر عدد كبير الدراسات المنشورة حوله في مدة زادت عن عشر سنوات وأظهرت النتائج تمتع النموذج بدرجة مرتفعة من الصدق ، بالإضافة إلي وجود علاقة إيجابية بين أساليب التعلم ومستوي الأداء الأكاديمي لدي الطلاب باختلاف العينات والمراحل التعليمية التي أجريت فيها الدراسات 0
وقد توصلت الدراسات التي أجراها كل من "دن ودن" إلي أن الاختلاف في أساليب التعلم لا يكون فقط بين الطلبة من ذوي الأعمار والقدرات العقلية المختلفة ، بل وبين طلبة متكافئين في العمر والقدرات العقلية ، فقد وجدا أن المقررات التعليمية وطرق تدريسها التي تناسب بعض الطلبة ، كانت عائقاً أمام تعلم طلبة آخرين ، وكذلك أظهرت نتائج دراسة Dunn& et al ,2001 وجود تأثير إيجابي لأساليب التعلم في ضوء نموذج دن بمكوناته المختلفة علي التحصيل في الدراسات الاجتماعية وكذلك الاتجاه نحوها لدي طلاب المدارس المتوسطة 0
(5) نموذج فلدار وسيلفرمان:Felder and Silverman, 1988
يعرف فلدار وسيلفرمان أساليب التعلم بأنها مجموعة من السلوكيات المعرفية والوجدانية والنفسية ، والتي تعمل معاً كمؤشرات ثابتة نسبياً لكيفية إدراك وتفاعل واستجابة الطالب مع بيئة التعلم 0 ويشتمل هذا النموذج علي أربعة أساليب ثنائية القطب Bipolar هي :
(أ) الأسلوب العملي – التأملي Active – Reflective Style: وأصحاب هذا الأسلوب يتعلمون من خلال التجريب والعمل في مجموعات في مقابل التعلم بالتفكير المجرد والعمل الفردي 0
(ب) الأسلوب الحسي – الحدسي :Sensing – Intuitive Style والتعلم هنا من خلال التفكير الحسي أو العياني مع التوجه نحو الحقائق والمفاهيم في مقابل التفكير التجريدي والتوجه نحو النظريات وما وراء المعني 0
(ج) الأسلوب اللفظي – البصري :Visual – Verbal Style يميلون إلي الأشكال البصرية للمادة من صور ورسوم بيانية مقابل التفسيرات الشفهية والمكتوبة0
(د) الأسلوب التتابعي – الكلي :Sequential – Global والتعلم هنا من خلال خطوات دقيقة تتابعية مقابل التفكير الكلي أو الشمولي للموقف 0
ويري الباحثان تشابه هذا النموذج مع نموذج كولب وبخاصة في المراحل الأربعة " الخبرات الحسية – الملاحظة التأملية – التجريب الفعال – المفاهيم المجـردة " التي اعتمد عليها كولب في استنتاج أساليب التعلم 0 ويؤكد ذلك دراسة Zwanenberg & et al , 2000 حيث أظهرت نتائجها وجود تداخل بين النموذجين من خلال وجود ارتباط موجب بين أساليب التعلم في النموذجين ، وكذلك قدرتهم علي التنبؤ بالأداء الأكاديمي لطلاب الكليات الهندسية ، ووجود فروق بين الذكور والإناث في اساليب التعلم 0
ثالثاً: أساليب التفكير Thinking Styles :
يعتبر التفكير عملية ذهنية يتطور فيها المتعلم من خلال عمليات التفاعل الذهني بين الفرد وما يكتسبه من خبرات بهدف تطوير الأبنية المعرفية والوصول إلى افتراضات وتوقعات جديدة (قطامي ، 2001 : 120) 0 أو عملية عقلية معرفية راقية تنطوي علي إعادة تنظيم عناصر الموقف المشكل بطريقة جديدة تسمح بإدراك العلاقات أو حـل المشكلات ، ويتضمن التفكير إجراء العديد من العمليات العقلية والمعرفية الأخرى كالانتباه والإدراك والتذكر وغيرها وكذلك بعض المهـارات العقلية والمعرفية كالتصنيف والاستنتاج والتحليل والتركيب والمقارنـة والتعميم وغيرها (أبو المعاطي ، 2005 : 378)0
ويلخص جروان (1999) خصائص التفكير في أنه : سلوك هادف ، فهو لا يحدث في فراغ أو بلا هدف 0 وإنما يحدث في مواقف معينة ، وسلوك تطوري يتغير كماً ونوعاً تبعاً لنمو الفرد وتراكم خبراته ، ومفهوم نسبى فلا يعقل لفرد ما أن يصل إلى درجة الكمال في التفكير أو أن يحقق ويمارس جميع أنواع التفكير 0
وتشير أساليب التفكير Thinking Styles إلى الطرق والأساليب المفضلة للفرد في توظيف قدراتهم ، واكتساب معارفهم ، وتنظيم أفكارهم والتعبير عنها بما يتلاءم مع المهام والمواقف التي تعترض الفرد 0 فأسلوب التفكير المتبع عند التعامل مع المواقف الاجتماعية في الجوانب الحيايتة قد يختلف عن أسلوب التفكير عند حل المسائل العلمية مما يعنى أن الفرد قد يستخدم عدة أساليب في التفكير وقد تتغير هذه الأساليب مع الزمن (Sternberg , 1992 : 68) 0
ويرى العتوم (2004) أن لكل فرد أسلوبه الخاص في التفكير ، ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بطرق تفكير الآخرين ، كما أن أسلوب التفكير يقيس تفضيلات الأفراد اللغوية والمعرفية ومستويات المرونة لديهم في العمل والتعامل مع الآخرين 0
وهناك بعض التصورات النظرية لأساليب التفكير والتي تختلف عن بعضها البعض من حيث عدد وطبيعة هذه الأساليب أو الطرق التي يفضلها ويتبعها الأفراد في تعلمهم ، ومن هذه التصورات والنماذج ما يلي :
(1): نموذج بايفيو Paivio , 1971:
ويقوم هذا التصور الذي وضعه " بابفيو" علي نظريته المسماة بنظرية التشفير الثنائي Dual Coding Theory التي تفترض وجود نظماً لتشفير أو تمثيل وتجهيز المعلومات تعرف باسم نظم التمثيل الرمزية وهي متخصصة في التعامل مع المعلومات سواء كانت هذه المعلومات إدراكية أو وجدانية أو سلوكية ، ومن أهم مسلمات هذه النظرية وجود نظامين فرعيين مستقلين لتمثيل أو تجهيز المعلومات ، يختص أحدهما بالتعامل مع الموضوعات أو الأحداث غير اللفظية والآخر متخصص في التعامل مع اللغة ، ووفقاً لذلك يوجد نوعين من أساليب الأفراد في التفكير هما : الأسلوب اللفظي Verbal والأسلوب غير اللفظي أو التصوري Imagery ، ويطلق "بابفيو" علي ميل الفرد وأسلوبه المفضل في التفكير مصطلح العادة المعرفية Cognitive Habit ويميزها عن القدرة المعرفية Cognitive Ability التي ترتبط بكفاءة الأداء علي مهام معرفية معينة 0
(2): نموذج هاريسون وبرامسون Harrison & Bramson , 1982:
ويقترح وجود خمسة أساليب يفضلها أو يتعامل بها الأفراد مع المعلومات المتاحة حيال ما يواجهوانه من مشكلات ومواقف ، ويُبني هذا التصنيف علي أساس السيطرة النصفية للمخ ( النمط الأيمن والنمط الأيسر) فكل منهما نمطاً مختلفاً عن الآخر في معالجة وتجهيز المعلومات ، حسب نوع الأداء (منطقي – غير منطقي )ومحتواه ( لفظي – تصوري) وينتج عن ذلك خمسة أساليب للتفكير هي :
أ- الأسلوب التركيبي Synthesitic Style: ويتصف الأفراد الذين يفضلون هذا الأسلوب من أساليب التفكير بالتواصل لبناء أفكار جديدة وأصيلة مختلفة تماماً عما يفعله الآخرين ، والقدرة علي تركيب الأفكار المختلفة ، والتطلع لوجهات النظر التي تتيح حلولاً أفضل ، والربط بين وجهات النظر التي تبدو متعارضة ، وإتقان الوضوح والابتكارية وامتلاك المهارات التي توصل لذلك ، ولا يهتم الفرد التركيبي بعمليات المقارنة والاتفاق الجماعي في الرأي ، أو الموافقة علي أفضل الحلول لمشكلة ما ، ويعتبر التأمل هو العملية العقلية المفضلة لدي الفرد التركيبي كما يتصف بالتحدي والمغامرة والنظرة التكاملية للمواقف والأحداث ، وتعتبر الجدلية هي الإستراتيجية الرئيسية لديه 0
ب- الأسلوب المثالي :Idealistic Style ويتصف الفرد المثالي التفكير بتكوين وجهات نظر مختلفة تجاه الأشياء ، والميل إلي التوجه المستقبلي والتفكير في الأهداف والاهتمام باحتياجات الفرد ، وما هو مفيد بالنسبة له ، وتركيز الاهتمام علي ما هو مفيد للناس والمجتمع ، وتمثل القيم الاجتماعية محور اهتمامه ، ويبذل أقصي ما يمكن لمراعاة الأفكار والمشاعر والانفعالات والعواطف ، كما يتصف بتكوين علاقات مفتوحة والانبساط والاستمتاع بالمناقشات مع الآخرين ويميل للثقة بهم ، ويعتبر التفتح والتقبل هو العملية العقلية المفضلة لديه ، كما يعتبر التفكير التمثيلي هو الاستراتيجية الرئيسية المميزة للفرد المثالي 0
جـ - الأسلوب العملي :Pragmatic Style ويتصف الفرد ذو التفكير العملي بحرية التجريب وتناول المشكلات بشكل تدريجي والبحث عن الحل السريع والقابلية للتوافق والاهتمام بالجوانب الإجرائية في العمل ، والتفوق في إيجاد طرق جديدة لعمل الأشياء ، والاستراتيجية الأساسية للفرد العملي هي المدخل التوافقي 0
د- الأسلوب التحليلي :Analytic Style ويتصف الفرد ذو التفكير التحليلي بالتخطيط والعقلانية والتنظير والدقة والاستنتاج والمثابرة وجمع المعلومات مع عدم تكوين نظرة شمولية ، ومواجهة المشكلات بحرص وطرق منهجية والاهتمام بالتفاصيل ، وعدم المرونة والقابلية للتنبؤ ، والاستراتيجية الرئيسية للفرد التحليلي هي البحث عن أفضل الطرق ، والعملية العقلية المفضلة لديه هي النصح والإرشاد0
هـ- الأسلوب الواقعي :Realistic Styleويتصف الفرد ذو التفكير الواقعي بالاعتماد علي الملاحظة والتجريب والاهتمام بالنتائج الملموسة ، ويعتبر الاكتشاف التجريبي هو الاستراتيجية الرئيسية المفضلة لديه ، ويتشابه ذوي أسلوب التفكير الواقعي مع ذوي أسلوب التفكير العملي من حيث محاولة الفهم الجيد للأشياء بينما يتخلفان من حيث الفروض والاستراتيجية المستخدمة 0
(3) : أسلوب تعلم وتفكير الاطفال لدى تورانس Learning and Thinking Style :
ان اول من استخدم أسلوب التعلم والتفكير لدى الاطفال هو بول تورانس و اعتبره مرادفاً لاسلوب معالجة المعلومات , ويرى في ذلك ان الافراد يميلون إلى استخدام احد نصفي الدماغ في معالجة المعلومات , ويرى في ذلك ان الافراد يميلون إلى استخدام احد نصفي الدماغ في معالجة المعلومات , وقد وجه تورانس الاهتمام إلى وظائف نصفي الدماغ : الايمن و الايسر في عملية التعلم والتفكير , وقد ظهر هذا الاهتمام في اواخر السبعينات , وبدأت تعنى به الدراسات في بداية الثمانينات.
تالف اختبار تورانس (أسلوب التعلم والتفكير ) من 36 فقرة , وكل فقرة تتألف من ثلاث عبارات : عبارة تشير إلى الوظيفة المرتبطة بالنصف الايمن , واخرى تشير إلى وظيفة مرتبطة بالنصف الايسر , وعبارة ثالثة تشير إلى الوظائف التي يتكامل النصفان فيها.
(4) :اسلوب التفكير لدى غريغورك Gregorc:
بعد إحدى عشرة سنة من البحث والتجريب وبالاستعانة بنظرية القدرات الوسطية توصل غريغورك إلى تصميم أداة لتخطيط أسلوب التفكير تستخدم في عملية تحليل الذات. وتستند نظرية القدرات الوسي على أن للعقل قنوات channels يستخدمها في تلقي المعلومات ثم تحليلها عبر قنوات أخرى أكثر كفاءة وفاعلية.
وقد حدد غريغورك أربع قنوات للتفكير وقل بأن البيئات والميول الطبيعية هي التي تملي على المتعلم توظيف واحد أو أكثر من أساليب التفكير الآتية:
1- الأسلوب المحادي التتابعي Concrete Sequential.
2- الأسلوب المحادي التتابعي Concrete Random.
3- الأسلوب التجريدي التتابعي Abstract Sequential .
4- الأسلوب التجريدي العشوائي Abstract Random .
وفيما يلي تفصيل القول في هذه الأساليب:
1- أسلوب التفكير المادي التتابعي:
والمتعلم الذي يفكر بهذا الأسلوب:
أ- يميل إلى الهدوء والنظام، يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها بمعايير دقيقة.
ب- ينظر إلى الأشياء من حوله بطريقة منهجية واضحة منظمة ومتصلة الحلقات، ويلمس العلاقات بين الأحداث ومسبباتها معتمداً على ذاكرة قوية دون اهتمام بالنظريات التجريدية.
ج- يحسن الاستفادة من أفكار الآخرين لإنتاج أشياء جديدة أو في تطوير الأشياء الجديدة لتصبح أكثر كفاءة وأقل كلفة.
2- أسلوب التفكير التتابعي التجريدي:
والمتعلم الذي يفكر بهذا الأسلوب:
أ- هادئ في تصرفاته عادل في أحكامه.
ب- واقعي يعتمد على الحوار الموضوعي.
ج- يفكر بطريقة منطقية.
د- يحدد أهدافه بوضوح ويعمل على تحقيقها بجد واجتهاد.
هـ- متعطش للعلم وينهل من موارد العلم بشغف، ويوظف المعرفة في اتخاذ القرارات.
و- ينفق وقته في ما يعود عليه بالنفع.
ز- يفضل العمل في بيئة منظمة خالية من العوامل التي تشتت الذهن.
ح- يقصر جل جهده على العمل الذي يقوم به.
ط- يميل إلى الاستقلالية في العمل.
ي- يعتمد على التأليف والتحليل في سعيه لتوليد أفكار جديدة أو الكشف عن حقائق جديدة.
3- أسلوب التفكير المادي العشوائي:
يعتمد صاحب هذا التفكير على الغريزة، يهتم بالمثل العليا ويستطيع أن يستشف أفكار الآخرين، دائم التردد بين النظرية والواقع ويهتم بالمواقف أكثر من اهتمامه بالحقائق، ويتعامل مع الواقع المادي بكفاءة عالية، ميّال للبيئة المنظمة العامرة بالحركة، ويكره الأماكن المغلقة، مولع بالمغامرة، ويتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، وابتكاراته خارقة وفريدة من نوعها.
4- أسلوب التفكير التجريدي العشوائي:
صاحب هذا المزاج حسّاس، قلق، يتأثر بالبيئة التي يعمل فيها ويتأقلم مع الآخرين بسهولة ويقيم معهم علاقات صداقة، ويتمتع بذاكرة قوية وخياله واسع، يميل لتجميع الأشتات، ولا يهتم بتوليد أفكار جديدة، لكنه يصاب بالإحباط لأتفه الأسباب.
وقد حدد الباحث نمطين من القدرات التي تمكّن المتعلم من استخدام قنواته العقلية بكفاءة عالية وهما:
1- الإدراك Perception: وبه يتلقى المتعلم المعلومات فيتفكّر بها ويستوعبها سؤاءً أكانت هذه المعلومات مجرّدة Abstractness أو محسوسة Concreteness .
2- التنظيم Ordering : وهو قدرة المتعلم على ترتيب المعلومات التي يلتقطها والتعامل معها على هيئة تتابعية Sequential أو عشوائية Random.
أساليب التفكير عند الباحثين فيشر لويس وفيشر بري:
حدد هذان الباحثان عشرة أساليب واقعية وأنماط من التعلم تغطي جميع فئات الطلاب، وقد يجمع طالب أكثر من أسلوب واحد في وقت واحد.
1- المتعلم المتنامي The Incremental Learner :
حيث يكتسب هذا النوع من الطلاب المعارف تدريجياً فيضيف إلى حصيلته المعرفية المعلومة تلو المعلومة كما يضع المهندس المعماري اللبنة فوق اللبنة ليبني بناءً ضخماً، وهؤلاء الطلبة تعلمهم سليم وراسخ.
2- المتعلم الحدسي The Intuitive Learner:
هذا النوع من الطلبة لا يتعلمون وفق المنطق التقليدي ولا يخضعون أنفسهم للتوالي الزمني وإنما يحصلون على المعلومات والخبرات بطريقة غير منظمة معتمدين على الحدس فينتقلون من مكان إلى مكان آخر ومن مرجع إلى غيره جرياً وراء تخمينات غريبة فيقعون في أخطاء تتطلب تدخلاً من المعلم.
3- المتخصص الحسّي The Sensory Specialist:
يوظف هذا النوع من الطلاب واحدة من حواسهم وخصوصاً السمع والبصر بشكل رئيسي لفهم ما يتعلمونه، فهم يوظفون البصر لفهم ما يقرأون ويوظفون السمع للتعامل مع ما يسمعون.
4- المتخصص بالحواس عامة The Sensory Generalist:
يميل هؤلاء الطلاب لتوظيف جميع حواسهم في جمع المعلومات، وهم يجتنبون الأماكن التي يمكن أن تشوش على تعلمهم، ويكون جل اهتمامهم موجه للحصول على المعلومة.
5- المندمج عاطفياً The Emotionally Involved:
يميل هذا الصنف من الطلاب إلى تحصيل المعلومة عن طريق المناقشات الحيوية خصوصاً بين المعلم وتلميذه وتتعدد وجهات النظر وصولاً إلى الحقيقة، وتميل هذه الفئة من الطلاب لسماع الأشعار والمشاركة في الحوارات.
6- المحايد عاطفياً The Emotionally Neutral:
يعتمد هذا الصنف من المتعلم على العقل بعيدأ عن العاطفة والمشاحنات والصراعات الشخصية، لذلك فإنّ معلمهم يتحاشى السلوك العاطفي ويعتمد على الأساليب الموضوعية في التدريس التي تستند على التحليل المنطقي، وبذلك فإنّ التعلم يكون أفضل.
7- واضح البناء Explicitly Structured:
يتطلب هذا النوع من التعلم وضوحاً في الأهداف والأساليب ويكون تعلم الطلاب أفضل عندما يشعرون بالأمن والطمأنينة، والمواقف الصفية المشوشة تعيق تعلمهم.
8- البناء مفتوح النهاية Open- Ended Structure :
الطالب الذي يتعلم بهذا الأسلوب:
- يربط بين ما يتعلمه وبين قضايا الحياة.
- يميل للبيئة التعليمية المفتوحة.
- يميل للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة.
- يكره اتباع الخطوات التقليدية وتوظيف الأنشطة المحددة في إنجاز عمله.
9- المتعلم التالف The Damaged Learner:
- يكره التعلم.
- يعتمد على غيره في تنفيذ الأنشطة والواجبات.
- ليس لديه أسلوب تعلم إيجابي.
- غير قادر على فهم ذاته.
- يحتاج لعون المعلم في تعديل أسلوبه في التعلم.
10- المتعلم الانتقائي Eclectic Learner:
- قادر على تكييف نفسه.
- يميل لتوظيف الأسلوب الذي يلائمه والذي يرى أنه أكثر فائدة له.
- يتعلم بطريقة مفيدة وبناءة.
يتفاوت الناس في طرائق تفكيرهم وفي قدرتهم على التعلم وفي الأساليب التي يوظفونها في التعلم، وهذه الحقائق تملي على المعلم أن يدرس أنماط سلوك طلبته وأن يفكر في الطريقة الملائمة لتعليم كل طالب يتتلمذ عليه.
والأسلوب الذي يعتمده المتعلم يؤثر في عملية تعلمه وهو يستند على مجموعة من العوامل المتكاملة وهي:
- مدى فهمه للقضية المثارة ودوافعها.
- التفكير في جوانب هذه القضية المطروحة.
- الاستجابة الانفعالية للقضية المطروحة.
- القيام بالعمل الملائم بناءً على الفهم.
(5) : نظرية أساليب التفكير لدى ستيرنبرغ:1997 Sternberg, Robert J.
يري ستيرنبرغ أن هناك ثلاثة عشر أسلوباً للتفكير تندرج تحت الفئات الخمس : الشكل ويشمل أساليب التفكير ( الملكي ، الهرمي ، الفوضوي ، الأقلى ) ، والوظيفة وتشمل ( التشريعي ، التنفيذي ، الحكمي ) ، والمستوي ( العالمي ، المحلي ) ، والنزعة (المتحرر ، المحافظ ) ، والمجال ( الخارجي ، الداخلي ) 0 ويضيف إننا نميل عادة نحو أسلوب واحد فقط داخل كل فئة من الفئات الخمسة 0 ويمكن توضيح خصائص الأفراد في ضوء أساليب التفكير عند ستيرنبرغ كما عرضها كل من :
أولاً : أساليب التفكير من حيث الشكل :
1- الأسلوب الملكيMonarchic style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بالتوجه نحو هدف واحد طوال الوقت ، يعتقدون في مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، تمثليهم للمشكلات مشوش ، متسامحون ، مرنون ، لديهم إدراك قليل نسبياً بالأولويات والبدائل ، يفضلون الأعمال التجارية ، والتاريخ ، والعلوم ، منخفضون في القدرة علي التحليل والتفكير المنطقي 0
2- الأسلوب الهرمي Hierarchic style :
ويميل أصحاب هذا الأسلوب غلي عمل أشياء كثيرة في وقت واحد ، يضعون أهدافهم في صورة هرمية علي حسب أهميتها وأولويتها ، ولا يعتقدون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ويبحثون دائماً عن التعقيد ومرنون ومنظمون جداً ومدركون للأولويات ، ويتميزون بالواقعية والمنطقية في تناولهم للمشكلات 0
3- الأسلوب الفوضوي Anarchic style :
يتصف هؤلاء الأفراد بأنهـم مدفوعون من خلال خليط من الحاجات والأهداف ، يعتقدون أن الغايات تبرر الوسائل ، عشوائيين في معالجتهم للمشكلات ، من الصعب تفسير الدوافع وراء سلوكهم ، مشوشون ومتطرفون في مواقفهم ، ويكرهون النظام 0
4- الأسلوب الأقلي Oligarchic style :
يتصف هؤلاء الأفراد باندفاعهم خلال أهداف متساوية الأهمية ، متوترون ، مشوشون ، لديهم العديد من الأهداف المتناقضة 0
ثانياً : أساليب التفكير من حيث الوظيفة :
1- الأسلوب التشريعيLegislative style :
وأصحاب هذا الأسلوب يفضلون الابتكار ، التجديد ، التصميم والتخطيط لحل المشكلات ، وعمل الأشياء بطريقتهم الخاصة ، ويفضلون المشكلات التي تكون غير معدة مسبقاً ، ويميلون لبناء النظام والمحتوي لكيفية حل المشكلة 0 ويفضلون المهن التي تمكنهم من توظيف أسلوبهم التشريعي مثل : كاتب مبتكر ، فنان ، أديب ، مهندس معماري ، سياسي أو صانع سياسة 0
2- الأسلوب التنفيذي Executive style :
ويميز الأفراد الذين يميلون لإتباع القواعد الموضوعية ، واستخدام الطرق الموجودة والمحددة مسبقاً لحل المشكلات ، ويميلون إلي تطبيق القوانين وتنفيذها ، والتفكير في المحسوسات ، ويتميزون بالواقعية والموضوعية في معالجتهم للمشـكلات ، ويفضلون المهن التنفيذية مثل : المحامي ، مدير ، رجل الدين 0
3- الأسلوب الحكمي Judicial style :
وأصحاب هذا الأسلوب يميلون إلي الحكم علي الآخرين وأعمالهم ، وتقييم القواعد والإجراءات ، وتحليل وتقييم الأشياء ، وكتابة المقالات النقدية ، ولديهم القدرة علي التخيل والابتكار ويفضلون المهن المختلفة مثل كتابة النقد ، وتقييم البرامج ، والإرشاد والتوجيه 0
ثالثاً : أساليب التفكير من حيث المستوي :
1- الأسلوب العالميGlobal style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بتفضليهم للتعامل مع القضايا المجردة ، والمفاهيم عالية الرتبة ، والتغيير والتجديد والابتكار ، والمواقف الغامضة ، والعموميات ، ويتجاهلون التفاصيل 0
2- الأسلوب المحلي Local style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بتفضيل المشكلات العيانية التي تتطلب عمل التفاصيل ، ويتجهون نحو المواقف العملية ويستمتعون بالتفاصيل 0
رابعاً : أساليب التفكير من حيث النزعة :
1- الأسلوب المتحررLiberal style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بالذهاب فيما وراء القوانين والإجراءات ، والميل إلي الغموض والمواقف غير المألوفة ، ويفضلون أقصي تغيير ممكن 0
2- الأسلوب المحافظConservation style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بالتمسك بالقوانين ، ويكرهون الغموض ، ويحبون المألوف ، ويرفضون التغيير ، ويتميزون بالحرص والنظام 0
خامساً : أساليب التفكير من حيث المجال :
1- الأسلوب الخارجيExternal style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بأنهم يميلون إلي الانبساط ، والعمل مع فريـق ، ولديهم حس اجتماعي ، ويكون علاقات اجتماعية ، ويساعدون في حل المشكلات الاجتماعية 0
2- الأسلوب الداخلي Internal style :
يفضلون العمل بمفردهم ، منطوون ويكون توجههم نحو العمل أو المهمة ، يتميزون بالتركيز الداخلي ، يميلون إلي الوحدة ، ويستخدمون ذكائهم في الأشياء وليس مع الآخرين ، ويفضلون المشكلات التحليلية والابتكارية 0
المصادر:
1. أبو جادو,صالح محمد علي ـ نوفل , محمد بكر,( 2007 ) ,(تعليم التفكير النظرية و التطبيق),الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمّان , الأردن.
2. الأحمد , أمل ,( 2001), ( بحوث و دراسات في علم النفس) , الطبعة الأولى , مؤسسة الرسالة , بيروت.
3. جابر , جابر عبد الحميد ,( 2008 ),(أطر التفكير و نظرياته ـ دليل للتدريس و التعلم و البحث ) الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمّان, الأردن.
4. الدردير , عبد المنعم احمد , (2004 ),( دراسات معاصرة في علم النفس المعرفي) , الجزء الأول , الطبعة الأولى , عالم الكتب , القاهرة.
5. الدردير , عبد المنعم احمد , (2005 ),( دراسات معاصرة في علم النفس المعرفي) , الجزء الثاني , الطبعة الأولى , عالم الكتب , القاهرة.
6. الشرقاوي , أنور محمد ,( 2006), ( الأساليب المعرفية في علم النفس و التربية ) , مكتبة الأنجلو مصرية , القاهرة.
7. العتوم , عدنان يوسف , (2004), (علم النفس المعرفي ـ النظرية و التطبيق) , الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمّان, الأردن.
شلبي, أمينة إبراهيم , (2002) , ( بروفيلات أساليب التفكير لطلاب التخصصات الأكاديمية المختلفة من المرحلة الجامعية ) , المجلة المصرية للدراسات النفسية , العدد (34) , المجلد (12) , ص – ص 87ـ 142.
الشهري , حاسن رافع ,( 2006 ) ,( أساليب التفكير لدى طلاب و طالبات المستويات الأولية و النهائية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة ) , مجلة جامعة الملك سعود للعلوم التربوية و الدراسات الإسلامية(2) , المجلد التاسع عشر , الرياض, ,ص - ص 833 ـ 888.
8. Grigorenko, E, & Sternberg ,R, (1997) , ( Style of Thinking , abilities , and academic performance ) , Exceptional Children , 63 , (3) , p p 295-312
9.Sternberg ,R,& Wagner,R, (1991),(MSG Thinking styles inventory : manual ) , Unpublished test Yale university , New Havan : CT.
10.Sternberg ,R, (1997), (Thinking styles) , Boston : Cambridge university press .
11. أبو هاشم , السيد محمد . كمال , صافيناز أحمد ,(2008) , (أساليب التعلم والتفكير المميزة لطلاب الجامعة في ضوء مستوياتهم التحصيلية وتخصصاتهم الأكاديمية المختلفة ).
www.faculty.ksu.edu.sa
و في ختام هذا البحث النظري والذي أتمنى أن يكون قد نال إعجابكم , أسأل الله أن أكون قد أفدتكم , وأرجو أن لا تنسونا من صالح دعائكم .
لمزيد من الاستفسارات حول هذا الموضوع يمكنكم المراسلة على العنوان الالكتروني التالي :
ayham-2008-8@hotmail.com