فاعلية برنامج تدريبي مستند إلى الأنشطة الفنية في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وخفض السلوك النمطي لدى أطفال التوحد في الأردن
إعداد: نادية صالح البلوى
إشراف: أ.د. أحمد أحمد عواد
نوقشت بجامعة عمان العربية ، الأردن، ديسمبر 2010
ملخص
مشكلة الدراسة:
إن الغرض من هذه الدراسة استقصاء فعالية برنامج تدريبي مستند إلى الأنشطة الفنية في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وخفض السلوك النمطي لدى عينة من أطفال التوحد في الأردن.
فرضيات الدراسة:
1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.05= &) بين متوسطات درجات أطفال التوحد فى المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.05= &) بين متوسطات درجات أطفال التوحد فى المجموعتين التجريبية والضابطة على قائمة ملاحظة السلوك النمطى تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.05= &) بين متوسطات درجات أطفال التوحد فى المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى فى التطبيقين البعدى والمتابعة تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.05= &) بين متوسطات درجات أطفال التوحد فى المجموعة التجريبية على قائمة ملاحظة السلوك النمطى فى التطبيقين البعدى والمتابعة تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
مجتمع الدراسة:
يتكون مجتمع الدراسة من جميع أطفال ومؤسسات التربية الخاصة المعنية بالتوحد في مدينة عمان، والتى تم تطبيق أدوات الدراسة على أفرادها (مركز تواصل للتوحد، مركز ادراك للتربية الخاصة، المركز الأردنى التخصصى للتوحد) والبالغ عددهم (46) طفلاً وطفلة، فى المرحلة العمرية من (4: 6) سنوات.
عينة الدراسة:
تكونت العينة النهائية للدراسة من (15) طفلاً تم اختيارهم بطريقة قصدية (جميع أطفال المركز يعانون من التوحد) من بين (16) طفلاً ومن المشخصين في مركز تواصل للتوحد بمدينة عمان وهم يمثلون كل أطفال التوحد بالمركز، وتتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (4: 6) سنوات، حيث تم استبعاد طفل واحد فقط لعدم استكما تطبيق جلسات البرنامج، وتم تقسيم أفراد العينة عشوائياً الى مجموعتين إحداهما تجريبية وعدد أفرادها (7) أطفال، طبق عليهم البرنامج التدريبي المستند على الأنشطة الفنية لتنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى لأطفال التوحد، والآخرى ضابطة وعدد أفرادها (8) أطفال وكانت تتلقى البرنامج العادى المطبق عليهم في المركز، وتم استبعاد أحد أفراد المجموعة التجريبية لعد استكمال جلسات البرنامج لظروف السفر مع الأسرة، وبالتالى أصبح العدد النهائى لأفراد العينة (7 تجريبية، 8 ضابطة).
شروط اختيار أفراد العينة:
1. أن يكون الطفل مشخصاً على أنه يعانى من التوحد وفقاً لنتائج أدوات التشخيص المستخدمة فى المركز وذلك بالرجوع الى ملف الطفل.
2. ألا يعانى الطفل من إعاقات مصاحبة للتوحد، وذلك بعد الاطلاع على ملف الطفل.
3. موافقة ولى الأمر على تطبيق أدوات الدراسة على الطفل وذلك بالنسبة لأفراد المجموعتين التجريبية والضابطة.
4. موافقة ولى الأمر على حضور الطفل جلسات البرنامج التدريبى والالتزام بها، وذلك بالنسبة لأطفال المجموعة التجريبية فقط.
5. أن يتراوح عمره الزمنى ما بين (4: 6) سنوات.
وتم مجانسة أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة فى مهارات التفاعل الاجتماعى والسلوك النمطى وذلك من خلال إيجاد دلالة الفروق بين رتب المتوسطات الحسابية لدرجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى وقائمة ملاحظة السلوك النمطى باستخدام اختبار مان ويتنى Mann-Whitney للمقارانات البعدية للأعداد الصغيرة، وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال التوحد فى المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى، وقائمة ملاحظة السلوك النمطى قبل تطبيق البرنامج. وبالتالي فإن المجموعتين التجريبية والضابطة متكافئتان في مهارات التفاعل الاجتماعى والسلوك النمطى قبل البدء بتطبيق البرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
أدوات الدراسة:
1. مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد (إعداد: الباحثة)
هدف المقياس:
يهدف المقياس الى التعرف على مهارات التفاعل الاجتماعى لدى الطفل التوحدى، والمتمثلة فى: التواصل غير اللفظى مع الآخرين، تكوين الصداقات والمحافظة عليها، المشاركة الاجتماعية للأقران، و التبادل العاطفى وفهم مشاعر الآخرين.
إعداد الصورة الأولية للمقياس:
تم إعداد الصورة الأولية للمقياس بعد الرجوع للأدب النظرى المرتبط بموضوع الدراسة والبحوث والدراسات السابقة والتى اهتمت بدراسة التفاعل الاجتماعى والتواصل اللفظى وغير اللفظى والمهارات الاجتماعية والسلوك الاجتماعى لأطفال التوحد وتضمنت مقاييس لهذه الخصائص، بالإضافة الى الاطلاع على قائمة تقدير السلوك التوحدى (الزارع، 2005)، ومقياس الطفل التوحدى (محمد، 2003)، وفى ضوء ذلك تم إعداد القائمة فى صورتها الأولية مكونة من (40) فقرة موزعة على أربعة أبعاد بالتساوى، وهى:
- التواصل غير اللفظى مع الآخرين، الفقرات (1-10).
- تكوين الصداقات والمحافظة عليها، الفقرات (11-20).
- المشاركة الاجتماعية للأقران، الفقرات (21-30).
- التبادل العاطفى وفهم مشاعر الآخرين، الفقرات (31-40).
صدق مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد:
للتحقق من صدق محتوى مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد، بعد إعداد الصورة الأولية تم عرضه على مجموعة من المحكمين في مجال التربية الخاصة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات في تخصص التربية الخاصة وبعض من الأخصائيين ذوى الخبرة العاملين مع أفراد التوحد في مؤسسات ومراكز التربية الخاصة المعنية، بلغ قوامها (10) محكمين، وذلك للتحقق من مدى ملائمة فقرات المقياس لتحقيق الهدف الذى وضعت من أجله وملائمتها لأطفال التوحد، ووضوح الفقرات وشموليتها في التعرف على مهارات التفاعل الاجتماعى للطفل التوحدى، مع الأخذ بملاحظات المحكمين على فقرات وأبعاد المقياس. وفي ضوء أراء لجنة المحكمين تم حذف بعض الفقرات وإعادة صياغة البعض الآخر منها، وتم الإبقاء على الفقرات التى حازت على نسبة اتفاق بين المحكمين مقدارها (80%). وفى ضوء أراء المحكمين أصبح عدد فقرات المقياس (39) فقرة موزعة على الأبعاد الأربعة الرئيسة وتم حذف فقرة من البعد الرابع.
وقد صيغت فقرات المقياس فيما بين الإيجابية والسلبية، وكان عدد الفقرات الإيجابية (28) فقرة، أما عدد الفقرات السلبية فكان (11) فقرة.
ثبات مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد:
تم التحقق من ثبات مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد بطريقتين:
1. طريقة التطبيق وإعادة التطبيق Test-Retest:
تم تطبيق المقياس للمرة الأولى على عينة استطلاعية قوامها (30) طفلاً وطفلة يعانون من التوحد، من مجتمع الدراسة ومن خارج أفراد العينة، تم اختيارهم من مركز إدراك للتربية الخاصة والمركز الأردنى التخصصى للتوحد، ثم أُعيد تطبيق المقياس على نفس أفراد العينة الاستطلاعية بعد مضى أسبوعين على التطبيق الأول، وتراوحت قيم معاملات الثبات فيما بين التطبيقين ( 864،. : 921،.).
2. طريقة الاتساق الداخلى حسب معادلة كرونباخ ألفا
وذلك بعد تطبيق المقياس على أفراد العينة الاستطلاعية والبالغ قوامها (30) طفلاً وطفلة يعانون من التوحد من المركز الأردنى التخصصى للتوحد ومن مركز ادراك للتربية الخاصة، وتراوحت قيم معاملات الثبات للمقياس الكلى والأبعاد ما بين (887،. : 954،.).
2. قائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى (إعداد: الباحثة)
هدف القائمة :
تم إعداد القائمة بهدف تحديد السلوك النمطي لأطفال التوحد، حيث أن أفراد التوحد يظهرون العديد من السلوكيات المشكلة وغير التكيفية، ومن هذه السلوكيات، مايطلق عليه السلوك النمطي و الذى يتباين في شكله و طريقة أدائه، البعض من هذه السلوكيات يكون لفظياً والبعض الآخر منها يكون غير لفظياً، كما أن البعض من هذه السلوكيات قد يكون بسيطاً والبعض قد يكون معقداً، تلك التى تكون على شكل طقوس و روتين، و ربما تتضمن هذه السلوكات إيذاء الذات أو الآخرين أو قد لا تتضمن ذلك، و ربما تمارس هذه السلوكات مع استخدام بعض الأدوات والألعاب و ربما بدونها، لذلك كان من الأهمية ولتحقيق هدف الدراسة بمكان إعداد قائمة ملاحظة السلوك النمطى لأطفال التوحد، والتى من خلالها يمكن الحكم على فعالية برنامج الأنشطة الفنية من عدمه في خفض تلك السلوكيات.
إعداد الصورة الأولية للقائمة:
تم إعداد القائمة بعد الاطلاع على الأدب النظري المرتبط بموضوع الدراسة، وكذلك نتائج البحوث والدراسات السابقة والتى أجريت في مجال السلوك النمطي لأطفال التوحد، و في ضوء ذلك تم إعداد الصورة الأولية لقائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى، مكونة من (28) فقرة، بحيث تتضمن مجموعة من السلوكيات النمطية والروتينية لدى أطفال التوحد.
صدق قائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى:
للتحقق من صدق قائمة ملاحظة السلوك النمطى لأطفال التوحد، بعد إعدادها في صورتها الأولية بعرضها على مجموعة من المحكمين في مجال التربية الخاصة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات في تخصص التربية الخاصة وبعض من الأخصائيين ذوى الخبرة العاملين مع أفراد التوحد في مؤسسات ومراكز التربية الخاصة المعنية، بلغ قوامها (10) محكمين، وذلك للتحقق من مدى ملائمة فقرات القائمة لتحقيق الهدف الذى وضعت من أجله وملائمتها لأطفال التوحد، ووضوح الفقرات وشموليتها في التعرف على السلوك النمطى، مع الأخذ بملاحظات المحكمين على فقرات وأبعاد القائمة، والابقاء على الفقرات التى تحقق نسبة اتفاق بين المحكمين تعادل (80%).
- وفي ضوء أراء لجنة المحكمين تم حذف بعض الفقرات وإعادة صياغة البعض الآخر منها، وتم الأخذ بالفقرات التى حازت على نسبة اتفاق بين المحكمين مقدارها (80%)، وفى ضوء أراء المحكمين أصبح العدد الكلى لفقرات القائمة (22) فقرة لقياس السلوك النمطى للطفل التوحدى.
ثبات قائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى:
تم التحقق من ثبات قائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى بطريقتين:
1. طريقة التطبيق وإعادة التطبيق Test-Retest:
تم تطبيق القائمة للمرة الأولى على عينة استطلاعية قوامها (30) طفلاً وطفلة يعانون من التوحد، من مجتمع الدراسة ومن خارج أفراد العينة، تم اختيارهم من مركز إدراك للتربية الخاصة والمركز الأردنى التخصصى للتوحد، ثم أُعيد تطبيق القائمة على نفس أفراد العين الاستطلاعية بعد مضى أسبوعين على التطبيق الأول، وحسب معامل الثبات فيما بين التطبيقين، وكان معامل الثبات بطريقة الإعادة (0.647).
2. طريقة الاتساق الداخلى حسب معادلة كرونباخ ألفا
وذلك بعد تطبيق القائمة على أفراد العينة الاستطلاعية والبالغ قوامها (30) طفلاً وطفلة يعانون من التوحد من المركز الأردنى التخصصى للتوحد ومن مركز ادراك للتربية الخاصة، وبلغت قيمة معامل ألفا للثبات (0.802).
وتُعد معاملات الثبات التى تم الحصول عليها لأدوات الدراسة مقبولة لأغراض الدراسة.
البرنامج التدريبي المستند على الأنشطة الفنية لتنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى لأطفال التوحد (إعداد: الباحثة)
الهدف العام من البرنامج:
يهدف البرنامج الى تنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى لدى عينة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد.
الأهداف الخاصة للبرنامج:
1) تنمية مهارة تكوين الصداقات مع أقرانه في نفس المرحلة العمرية من ذوى التوحد والعاديين.
2) تنمية مهارة المشاركة الجماعية مع الأقران.
3) تنمية مهارات التواصل اللفظى وغير اللفظى مع الأفراد الآخرين المحيطين به.
4) تنمية مهارة التبادل العاطفى والاجتماعى مع الأقران.
5) خفض السلوكيات النمطية لدى أطفال التوحد.
6) خفض السوكيات الروتينية والمتكررة لدى أطفال التوحد.
هذا وقد تكون البرنامج في صورته الأولية من (36) جلسة موزعة على ثمانية أنشطة فنية (التلوين، الطباعة، الرسم، الموسيقى، التشكيل، ومسرح العرائس)، وبواقع (6) جلسات لكل نشاط فنى، وعلى أن تكون مدة الجلسة الواحدة (45) دقيقة ، واستمر تطبيق البرنامج على أفراد المجموعة التجريبية لمدة شهرين وبواقع (10) جلسات كل أسبوع. بالإضافة الى عمل بعض الأنشطة الخارجية في الملاهى والمنتزهات بمدينة عمان، وكل ذلك بهدف تنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى لدى أطفال التوحد.
صدق البرنامج:
1. صدق محتوى البرنامج
للوقوف على مدى ملائمة محتوى البرنامج وماتضمنه من أنشطة وتدريبات لتحقيق الهدف الذى وضع من أجله وملائمته للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، فقد تم عرض البرنامج فى صورته الأولية على مجموعة من المحكمين من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات فى تخصص التربية الخاصة والارشاد النفسى والتربوى وبعض الخبراء فى المجال، بلغ عددهم (10) محكمين، .
وقد أوصى المحكمون بما يلى:
- تصويب بعض الأخطاء اللغوية.
- زيادة عدد الأنشطة الفنية وتنويعها.
- تقليل زمن الجلسة الواحدة.
- التقليل قدر الإمكان من الاعتماد على فنيات تعديل السلوك.
- زيادة عدد جلسات البرنامج.
2. التجربة الاستطلاعية للبرنامج:
تم تطبيق تجربة استطلاعية لعدد (3) من الأطفال الذين يعانون من التوحد، قامت بها الباحثة بمساعدة المعلمة وذلك فى مركز الأردنى التخصصى للتوحد، على مدى يومين، تطبيق فردى فى اليوم الأول وتطبيق جمعى فى اليوم الثانى، وذلك بالنسبة لنشاط من الرسم ونشاط من التلوين، وكان هدف الباحثة التعرف على مدى تقبل الأطفال لأنشطة البرنامج وتفاعلهم معها.
وقد كانت هذه التجربة مفيدة جداً للباحثة بالاضافة الى أراء أعضاء لجنة التحكيم من الأخصائيين والخبراء فى مجال التوحد، وكان الرأى بضرورة تقليل زمن الجلسة، وتنويع الأنشطة وخاصة مايرتبط بالتشكيل والرسك والتلوين، ومن خلال تلك التجربة تعرفت الباحثة على طبيعة الأنشطة الملائمة لأطفال التوحد من وجهة نظر الأحصائيين.
محتوى البرنامج فى صورته النهائية:
فى ضوء أراء المحكمين ونتائج التجربة الاستطلاعية للبرنامج فقد تم تنويع الأنشطة الفنية فى البرنامج، وأصبح عدد الجلسات (68) جلسة موزعة على أنشطة التلوين، الرسم، الطباعة، التشكيل، تزيين الفخار، التلوين، القص واللصق، الغناء، الرقص، الدراما، و الأنشطة الترفيهية، وتقليل زمن الجلسة الواحدة بحيث تكون (30) دقيقة، والجدول رقم (5) يوضح محتوى البرنامج.
تطبيق البرنامج:
بدأ تطبيق البرنامج بتاريخ 2/5/2010م وانتهى بتاريخ 1/7/2010م، ولمدة شهرين، على مدار (9) أسابيع متصلة (ذلك بخلاف جلسات التطبيق القبلى والبعدى والمتابعة لمقياس مهارات التفاعل الاجتماعى للطفل التوحدة وقائمة ملاحظة السلوك النمطى على أفراد العينة) على أطفال المجموعة التجريبية وعددهم (7) أطفال يعانون من التوحد، بمركز تواصل للتربية الخاصة بمدينة عمان، وتعاون مع الباحثة فى تطبيق البرنامج فى جلساته الفردية والجمعية إثنتان من المعلمات لأطفال التوحد بالمركز، وذلك بعد أن قامت الباحثة بشرح محتوى البرنامج لهما وجلساته والأنشطة التدريبية التى يجب أن تقدم للأطفال، وتم اعطاء المعلمات نسخة كاملة من جلسات البرنامج ومواعيد التطبيق والوسائل التعليمية المطلوبة فى الجلسات، وكان التدريب يتم بالتعاون فيما بين الباحثة والمعلمتين.
نتائج الدراسة :
أسفر التحليل الإحصائى للبيانات عن النتائج التالية:
- وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى ( 0.05= &) فى نمو مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد بين أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة وذلك لصالح المجموعة التجريبية تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
- كما وجدت فروق دالة إحصائياً عند مستوى ( 0.05= &) فى خفض السلوك النمطى لأطفال التوحد بين أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة وذلك لصالح المجموعة التجريبية تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
- كما أشارت النتائج الى عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى ( 0.05= &) فى نمو مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد فى المجموعة التجريبية فى التطبيقين البعدى والمتابعة تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
- عدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى عند مستوى ( 0.05= &) بين أفراد المجموعة التجريبية فى خفض السلوك النمطى فى التطبيقين البعدى والمتابعة تعزى للبرنامج التدريبى المستند الى الأنشطة الفنية.
وفى ضوء نتائج الدراسة قُدمت مجموعة من التوصيات التربوية لمعلمى وأخصائيى وأباء أطفال التوحد يمكن الاستفادة منها فى رعاية أبنائهم وتحسين مستواهم، إضافة الى بعض من البحوث والدراسات المقترحة فى المجال، ومنها :
1. الاهتمام بتقديم الأنشطة الفنية (الرسم، التلوين، الطباعة، التزيين، التشكيل، الزخرفة، التمثيل، الغناء، والرقص) لأطفال التوحد لما لها من أثر فعال فى تنمية التفاعل الاجتماعى لديهم وخفض السلوك النمطى.
2. الاهتمام بتقديم الأنشطة الفنية بأنواعها المختلفة والمحببة الى نفوس أطفال التوحد والتى تسهم فى تحسين مستواهم والحد من المشكلات السلوكية التى يعانون منها.
3. الاهتمام بتقديم الأنشطة الفنية الملائمة لقدرات وعمر الطفل التوحدى والمتوفرة فى البيئة المحيطة والمحببة لكل من أطفال التوحد وأقرانهم من العاديين وبما يُسهم فى تفاعلهم معاً ومشاركة بعضهم البعض فى الأنشطة المتنوعة.
4. التأكيد على أن علاج أطفال التوحد من خلال الأنشطة الفنية يُسهم فى تحويل السلوكيات المضطربة لدى الطفل التوحدي إلى سلوكيات بناءة هادفة، ويصبح أكثر فاعلية في تحقيق الاتزان السلوكي والتفاعل الاجتماعي.
5. اجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية على عينات مماثلة لعينة الدراسة من أطفال التوحد للحكم على مدة ملائمة أدوات الدراسة فى الكشف المبكر عن الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالتوحد، والمتمثلة فى مقياس مهارات التفاعل الاجتماعى لأطفال التوحد، وقائمة ملاحظة السلوك النمطى للطفل التوحدى.
6. اجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية على عينة من أطفال التوحد فى نفس المرحلة العمرية (4- 6) سنوات للحكم على مدى فعالية البرنامج التدريبى المستند على الأ،شطة الفنية فى تنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى للطفل التوحدى.
7. اجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية على عينات من أطفال التوحد فى مراحل عمرية مختلفة، وتشمل كل من الذكور والإناث لبيان أثر الجنس فى تنمية مهارات التفاعل الاجتماعى وخفض السلوك النمطى.