تحديات تواجه الأسرة الخليجية
بقلم الباحث / عباس سبتي
نتيجة للتطور التكنولوجي والعولمة أصبحت آثارهما كبيرة على الأسر في شرق الأرض وغربها شمالها وجنوبها ، وبالذات على الأسر في الخليج ، فأصبحت الأسرة العربية المسلمة تواجه التحديات التي تهدد كيانها ، لذا أولى المسئولون في الدول على المحافظة على ثوابت الأسرة من أجل المحافظة على أفرادها ، وقد شعر مجلس الأمة الكويتي بخطورة هذه التحديات فاقترحت إحدى اللجان في المجلس إنشاء المجلس الأعلى للأسرة في الأيام الأخيرة من سنة 2006 ومن أهداف هذا المجلس متابعة التحديات التي تواجه الأسرة الكويتية مثل الطلاق وقضايا الحضانة والأم ذات العائل الوحيد وتشجيع الأسرة للمحافظة على أبنائها وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والاستشارية لها وعقد الندوات والمؤتمرات لقضايا الأسرة
قدم احد الباحثين الأكاديميين ورقة عمل وذكر بعض التحديات التي تواجه الأسرة الخليجية : غلاء المهور وانتشار العزوبة والعنوسة والمربية الجنبية والزواج من الأجنبيات وانحراف الأحداث والطلاق استحداث قيم وسلوكيات في الأسرة بعد تراجع العادات والتقاليد وظاهرة الانتحار والإدمان على الكحول والمخدرات
شعر المسئولون بفقدان هوية الأسرة العربية والخليجية بسبب العولمة
هذه بعض التحديات التي تواجه الأسرة الخليجية :
الفضائيات :
أصبح لكل فرد رغباته في مشاهدة القناة التي يحبذها خاصة فئات الشباب الذين يفضلون المسلسلات المثيرة والمريبة للأخلاق والعادات الاجتماعية لكنهم يتأثرون بها ويعيشون عالماً غير عالم الواقع وعالم المسئولية ، وتصبح الفضائيات أداة تدمير لهوية الأسرة خاصة عنصر الشباب الذين هم نواة الأسرة في المستقبل
ويصبح تفكير الشاب العربي المسلم نفس تفكير الشاب الأوربي لا يهتم بالقيم وأخلاقيات الأسرة المحافظة
المواقع الاكترونية :
وهي من الكثرة والتعدد منها المفيد ومنها الضار التي تفسد أخلاق الشباب ، وتأخذ هذه المواقع جل أوقات الشباب وطلاب المدارس وتقتل فيهم الرغبة إلى الدراسة وتشكيل المسار الوظيفي المستقبلي
المراهقة :
مرحلة تحتاج إلى فهم ودراسة لكي نخلق إنساناً سوياً ، واستغلال طاقات المراهق في خير من خلال فتح الحوار ومعرفة احتياجاته وله إرادة وعزيمة فيجب احترامها
لكن قد تصبح مرحلة المراهقة أداة تدمير ليس للمراهق فقط بل للأسرة ، أظهرت الدراسات بهذا الشأن إلى أن من أسباب انحراف الأحداث هو تقاعس الوالدين عن تربية أبنائهم خاصة المراهقين الصغار
ظاهرة الطلاق وآثارها الخطيرة :
تكون هذه الظاهرة بين الشباب وخلال الخمس السنوات من عمر الزواج
في إحدى احصائيات لوزارة العدل بالكويت أن 34% من النساء مطلقات حسب آخر إحصاء سنة 2007م ، وفي التعرف على بعض أسباب الطلاق التي رصدتها بعض الجهات المهتمة بظاهرة الطلاق بالكويت تتمثل أسباب نفسية واقتصادية فقدان وضعف الحوار وعدم الإنجاب وتدخل الخدم والخيانة الزوجية وعدم تحمل أحد الزوجين للآخر وسوء معاملة أحد الزوجين للآخر وتدخل الأهل والشك والغيرة بين الزوجين وشكوى الزوجة من إهمال الزوج لرعاية الأبناء أو الإنفاق عليهم والضرب ليس فقط ضرب الزوج لزوجته بل سجلت حالات ضرب الزوجة لزوجها وخروج الزوجة للعمل وعدم الالتزام احد الزوجين بالشروط التي اتفقا عليها كعدد الأبناء وتعدد الزوجات مع تفضيل زوجة على زوجة أخرى
وقد يعاني أبناء المطلقين من الاكتئاب والقلق والإحساس بالدونية وعدم الثقة بالنفس إلى جانب الانحراف الأخلاقي والتأخر الدراسي والرسوب
نظرة الرجل إلى المرأة :
بعض الرجال يريد أمرأة تقليدية كعمل الخدمة في البيت مع وجود الخدم مما أدى إلى كثرة أعباء المرأة فهي تأتي منهوكة القوى نتيجة العمل في الخارج ويطلب منها الزوج القيام بأعباء المنزل فتظهر الخلافات بين الزوجين نتيجة هذه النظرة
ظهور تيارات مخالفة للدين :
منها ظاهرة " البويات " والجنس الثالث وعبدة الشيطان ، صحيح أن وراءها أفراد قلة جداً من المجتمع إلا وأن ذلك يشكل تحدياً للأسرة بل ويسهم على مسخ هوية الأسرة المسلمة ، وبكشف كيف أن رب الأسرة فقد دوره في رعاية الأبناء
وتركهم فريسة الانترنت والمواقع المشبوهة بل والجماعات اللادينية المنتشرة في الغرب
حياة الترف :
تشكل حياة الترف والغنى السمة البارزة في المجتمعات الخليجية ، وأفرزت هذه الحياة تحديات للأسرة منها الميوعة والدلال الزائد والاتكال او الاعتماد على الغير والإسراف والاستهلاك غير الرشيد وظهر مفهوم إدمان عادة الاستهلاك ، وأصبح كل شيء حق مكتسب للأبناء ، وأصبحوا يأخذون ما يريدونه ولا يعطون شيئاً
28/3/2012