ملخص الدراسة باللغة العربية
تمهيـــد :
تعد الإعاقة السمعية للطفل المصدر الرئيسى للضغوط النفسية لدى الوالدين عامة والأمهات خاصة ، والتى تظهر فى العديد من ردود أفعالهن كالصدمة والإحباط والغضب والإنكار، وإهمال الطفل أحيانا ، كما أن معظم الأمهات ينخفض تقديرها لذاتها ، ويحسون بالوحدة والعزلة عن المجتمع ، وكثيرا ما ينتقدون أنفسهن ولديهم إحساس كبير بالذنب 0
حيث يواجه الوالدان ضغوطاً وتحديات عديدة ترتبط بإعاقة طفلهما وهى ضغوط مرتبطة (بنشاط الطفل ،وبالنواحى الاجتماعية للأسرة ،وبالنواحى العاطفية للأسرة ،وبزيادة مطالب رعاية الطفل المعاق فى الأسرة ،و بالمتاعب الانفعالية للوالدين ،و باليأس والإحراج من سلوك الطفل 0
وتعتبر اللغة المنطوقة من أهم وسائل الإتصال بين البشر ، وبذلك يتضح الدور الرئيسى لحاسة السمع .
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية :
1- هل توجد فروق دلالة إحصائيا بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم قبل وبعد تطبيق برنامج الاتصال الأدائى ؟
2- هل توجد فروق دلالة إحصائيا بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم بعد تطبيق برنامج الاتصال الأدائى مباشرة وبعد مرور (15) يوما ً من تطبيقه (التتبعى الأول) ؟
3- هل توجد فروق دلالة إحصائيا بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم فى القياسين التتبعى الأول ، والتتبعى الثانى لبرنامج الاتصال الأدائى ؟
أهمية الدراسة :
تتضح أهمية الدراسة الحالية فى النقاط التالية :
1- تطبيق البرنامج التدريبى على أمهات أخريات فى حالة إثبات فعاليته فى نتائج الدراسة الحالية .
2- تأتى أهمية الدراسة الحالية فى ندرة الدراسات العربية ( فى حدود إطلاعات الباحث ) فى ميدان تدريب الأمهات على الاتصال مع أطفالهن الصم من عمر ( 4 - 6 ) سنوات ما قبل سن الإلتحاق بالمدرسة ، كما أنها تفتح المجال للعديد من الدراسات الأخرى على تلك الفئة .
3- تعد المرحلة من ( 4-6 ) سنوات من أهم المراحل فى حياة الطفل وخاصة الأصم حيث تُبنى فيها خصائصه النمائية المختلفة ، ويتضح فى هذه المرحلة أهمية الدور الوالدى للأم فى تنشئة طفلها ، ويؤدى صمم الطفل إلى ضعف قدرة الأم على الاتصال مع طفلها الأصم ، فيتصف دورها بالقصور الشديد ، ويظهر هذا فى العديد من الخصائص النمائية الغير متزنة لطفلها الأصم .
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلى :
الكشف عن فعالية البرنامج التدريبى القائم على الاتصال الأدائى فى خفض الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم .
فروض الدراسة :
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم قبل وبعد تطبيق برنامج الاتصال الأدائى لصالح القياس البعدى ( فى الوضع الأفضل) .
2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم بعد تطبيق البرنامج مباشرة وبعد مرور (15) يوما من تطبيقه ( القياس التتبعى الأول) .
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم ( المجموعة التجريبية ) بعد (15) يوما من تطبيق البرنامج التدريبى للاتصال الأدائى وبعد (15) يوما أخرى ( القياس التتبعى الثانى ) .
عينة الدراسة :
أجريت الدراسة على عينة من الأمهات (عاديات السمع ) لديهن أطفال ولدوا صما و يتراوح فقدان السمع لديهم من (71 - 90) ديسيبل وهم بذلك ينتون إلى فئة الفقدان السمعى الشديد Sever ، وتتراوح أعمارهم من (4- 6) سنوات ،وتكونت العينة النهائية من (5) أطفال وأمهاتهم ،و تتراوح أعمارهن من (30- 45) سنة ، كمجوعة تجريبية واحدة فقط واللاتى يطبق عليهن البرنامج المقترح فى الدراسة الحالية .
وقد تمت المجانسة بين أفراد المجموعة فى متغيرات : العمر الزمنى ، الذكاء ، المستوى الاجتماعى الاقتصادى الثقافى ، وذلك بالتقارب فى بياناتهم والمسجلة بسجلات مؤسسة الصم البكم ، التابعة لجمعية التأهيل الإجتماعى للمعوقين بمحافظة بورسعيد .
أدوات الدراسة :
استخدم الباحث الأدوات الآتية :
أ - أدوات ضبط العينة :
- استمارة بيانات خاصة بالطفل ( إعداد الباحث )
ب- أدوات القياس : وتتمثل فى :
- مقياس الضغوط النفسية لأولياء أمور المعاقين .
( إعداد عبدالعزيز الشخص و زيدان السرطاوى : 1998)
جـ - البرنامج التدريبى القائم على الاتصال الأدائى لأمهات الأطفال الصم
(إعداد الباحث )
خطة تدريبية لأمهات الأطفال الصم لتحسين اتصالهن مع أطفالهن الصم عن طريق الاتصال الأدائى ، والذى يعتمد على تدريب الأمهات لاستثارة المهارات الحسية الحركية لأطفالهن مع عدم إهمال البقايا السمعية لديهم إن وجدت ، واستغرق البرنامج ( 23 ) جلسة بواقع ( 6 ) جلسات فى الأسبوع ، لمدة شهر،واستخدم الباحث الفنيات التالية : المحاضرة ،و المناقشة ،و النمذجة ،و الواجبات المنزلية .
الأساليب الإحصائية المستخدمة :
- المتوسط الحسابى والانحراف المعيارى كأساليب إحصائية وصفية .
- معادلة ويلكوكسون Wilcoxon لحساب الفروق بين الرتب .
نتائج الدراسة :
يمكن إيجاز نتائج الدراسة فيما يلى :
1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبى للاتصال الأدائى لصالح القياس البعدى ( فى الوضع الأفضل) ، حيث كانت قيمة (Z) داله عند مستوى (0.5) .
2- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم بعد تطبيق البرنامج مباشرة وبعد مرور (15) يوما من تطبيقه ، حيث كانت قيمة (Z) غير دالة إحصائيا ً.
3- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى درجات الضغوط النفسية لدى أمهات الأطفال الصم بعد مرور(15) يوما من تطبيق البرنامج (القياس التتبعى الأول ) وبعد مرور (15) يوما أخرى ( القياس التتبعى الثانى ) ، حيث كانت قيمة (Z) غير دالة إحصائيا ً.
وانتهت الدراسة إلى وضع مجموعة من التوصيات التربوية التى يمكن الاستفادة منها فى مجال التربية الخاصة ، بالإضافة إلى توصيات للأسرة و المجتمع ، كما تمت صياغة مجموعة من البحوث المقترحة التى يمكن أن تستكمل ما بدأته الدراسة الحالية.
توصيـــات الدراســـــة
فى ضوء النتائج التى أسفرت عنها الدراسة الحالية ، يقدم الباحث بعض التوصيات التى من شأنها أن تسهم فى تحسين اتصال الأمهات مع أطفالهن الصم ، بما يؤدى إلى خفض الضغوط النفسية الواقعة علين نتيجة إعاقة أطفالهن ، كما تسهم فى تطوير أساليب رعاية هؤلاء الأطفال قبل سن المدرسة .
· توصيات خاصة بالجتمع :
- تدعيم المراكز الطبية بأجهزة القياس السمعى الحديثة ، وتوفير الفحوصات الطبية اللازمة والتى تعمل على الاكتشاف المبكر لضعف السمعى وتقديم الخدمات العلاجية المناسبة .
- إرفاقها الإرشادات الصحية التى تدل على وجود مشكلات السمع لدى الأطفال ضمن البطاقة الصحية لكل طفل ، كأسلوب لتوعية الوالدان .
- الاهتمام بالطعوم الثلاثية ضد الحصبة الألمانية و الغدة النكفية و الحصبة ، مما يؤدى إلى الإقلال من حالات الإعاقة السمعية فى المستقبل قدر المستطاع .
- توفير الفحوصات الطبية اللازمة و الضرورية للمقبلين على الزواج وخاصة الأقارب لأخذ الطعوم و العلاجات عند الحاجة ، لتلافى انجاب أطفال معاقين سمعيا .
- نشرالوعى الصحى من خلال وسائل الإعلام للحد من التلوث و الضوضاء التى تؤثر على السمع لدى أفراد المجتمع بصفة عامة والأطفال خاصة .
· توصيات خاصة بالأسرة :
- تقبل الإعاقة السمعية للطفل و البحث عن حلول لها ، ومعرفة أسباب حدوثها لتفادى إنجاب أو إصابة أطفال أخرين بهذه الإعاقة داخل الأسرة .
- إظهار الحب و الحنان للطفل مع ترك الفرصة له للإعتماد على نفسه .
- الإهتمام باستثارة جميع حواس الطفل وتشجيعه على الاتصال اللفظى وعدم تجاهله .
- تشجيع الطفل على اللعب الجماعى مع السامعين المحيطين به .
- تشجيع الطفل على ارتداء المعين السمعى وكيفية صيانته بنفسه .
· توصيات للتربية الخاصة :
- تفعيل دور الحضانة بمدارس الصم وضعاف السمع على مستوى الجمهورية مع تدعيمها بالوسائل التعليمية والأجهزة السمعية المناسبة .
- إقامة دورات تدريبية وتطويرية لمدرسى الصفوف الأولى بهذه المدارس والتى تهدف إلى زيادة خبراتهم وقدراتهم على استثارة المهارات الحسية الحركية لدى الأطفال الصم وضعاف السمع ، بما ينمى مهارات الاتصال لدى هؤلاء الأطفال .
- تأسيس علاقة قوية مبنية على التفاهم والاحترام وتبادل الرأى بين المعلمين وأولياء أمور الأطفال المعوقين سمعيا ، لضمان توفير فرص تربوية حقيقية لتنشئة وتنمية مهارات اللغة والاتصال لدى الوالدين مع هؤلاء الأطفال .
- استغلال غرفة الوسائط المتعددة فى تعليم اللغة للصم وضعاف السمع .
بحوث مقترحة
بناء على ما أوضحته الدراسة من نتائج ، يمكن اقتراح بعض المشكلات التى يمكن أن تكون موضوعا لبحوث أخرى فى مجال الإعاقة السمعية .
1- فعالية برنامج تدريبى قائم على الاتصال الأدائى لأمهات الأطفال الصم فى مرحلة الرضاعة .
2- استخدام غرفة المصادر بمدارس الصم وضعاف السمع فى تنمية الاتصال لدى هؤلاء الأطفال .
3- الضغوط النفسية للأمهات وخصائص أطفالهن الصم ]دراسة سيكومترية - كلينيكية [.
4- فعالية برنامج تدريبى للعب الموجه فى تنمية الاتصال لدى الأطفال ذوى الضعف السمعى .
5- فعالية برنامج إرشادى لأسر الأطفال الصم فى خفض الضغوط النفسية .