الاعتبارات التأهيلية لحالات الإعاقة السمعية
عملية التأهيل لاتختلف في مجال الإعاقة السمعية عنها في المجالات الأخرى من حيث الخطوات، وإنما يأتي الاختلاف في حاجات الأفراد الذين يتم تأهيلهم وفي المهارات التي يحتاجها القائمون على هذه العملية وخاصة في مجال الإرشاد وسوف نتتبع فيما يلي خطوات عملية التأهيل للمعوقين سمعياً بصورة عامة.
1- مرحلة الدراسة(التقويم):
المعوق سمعياً لديه حالة قصور في حاسة السمع، ولهذا فهو بحاجة إلى استخدام الأساليب المناسبة للحصول على المعلومات اللازمة عن حالته وبشكل دقيق.
أ- الدراسة الطبية:
يهمنا هنا التعرف على حالة السمع لدى الفرد، وكذلك حالة الكلام ويقاس السمع باستخدام عدة وسائل من أهمها أجهزة قياس السمع (الأوديوميتر Audimoeter) وبعضها يقيس السمع للصوت النقي، والبعض الآخر يقيس السمع للكلام، وينتج عن هذا القياس إعداد تخطيط لمستوى السمع عند ذبذبات مختلفة وعند شدة صوت مختلفة أيضاً.
كذلك من الأمور الهامة بالنسبة للمعوقين سمعياً أن يجري تقدير لطاقاتهم البدنية ولسلامة أجهزة الجسم المختلفة، مثل الجهاز الدوري والتنفسي والعصبي الحركي والهضمي وغيرها بجانب التأكد من سلامة الحواس الأخرى، وبصفة خاصة حاسة الإبصار وتحديد مدى الحاجة إلى تدخل جراحي أو إلى أجهزة تعويضية مثل المعينات السمعية أو البصرية.
ب- الدراسة النفسية:
وتهدف أساساً مع المعوقين سمعياً إلى التعرف على مدى وجود نقص في الأداء الذهني، ويراعى في هذه الحالة استخدام الاختبارات النفسية المناسبة، وهي بصفة عامة الاختبارات غير اللفظية مثل الجزء العملي في اختبارات وكسلر، وكذلك اختبار المصفوفات وغيرها.
جـ) الدراسة المهنية:
وتتم من خلال عملية التقويم المهني على النحو الذي سبق توضيحه عند الكلام عن هذا الموضوع.
د) الدراسة التعليمية:
وتهدف إلى التعرف على المستوى التحصيلي للعمل، وكذلك على إمكانية استخدامه للمهارات اللغوية مثل قراءة الشفاه والنطق.
2- التشخيص والإرشاد:
يجب أن يقوم على إرشاد المعوقين سمعياً مرشدون متخصصون ولديهم القدرات المناسبة على التخاطب مع العملاء باستخدام أكثر من طريقة مثل الكلام والكتابة ولغة الإشارة والأبجدية اليدوية وغيرها. كما يجب أن تعد خطة التأهيل بإشراك العميل، وقد يلجأ المرشد في بعض الأحيان إلى استخدام أسلوب إرشاد الرفقاء حيث يستعين ببعض المؤهلين السابقين لإرشاد زملائهم.
3- مرحلة الخدمات:
تشتمل الخدمات التأهيلية التي تقدم في مجال الإعاقة السمعية على:
أ- خدمات الإعداد البدني:
وتشتمل هذه الخدمات على:
1- التحويل إلى المستشفيات لإجراء الجراحات في الأذن الخارجية مثل ترقيع طبلة الإذن، والأذن الوسطى مثل استبدال العظيمات السمعية أو إحداها.
2- وصف المعينات السمعية المناسبة لحالة السمع لدى العميل، وذلك لمساعدته على تكبير وتوصيل الأصوات بالصورة المناسبة.
3- التدريب السمعي.
4- التدريب الكلامي، وذلك بتدريب النطق.
ب- الخدمات التعليمية:
وتشتمل على تدريب العملاء بصفة خاصة على التخاطب بإحدى الطرق الآتية أو مجموعة منها حسب الحالة:
الكلام وقراءة الشفاه. Speech and Reading
استخدام لغة الإشارة. Sign Language
استخدام الأبجدية اليدوية. Manual Alphabetics
القراءة والكتابة. Writing and Reading
ويعتبر هذا الجانب تأهيلاً على التخاطب ويضاف إليه تعليم القراءة والكتابة والحساب كمتطلبات أساسية تساعد على دخول الفرد إلى سوق العمل وعودته إلى الحياة الاجتماعية.
جـ- الخدمات المهنية:
وتشتمل على الإرشاد المهني ومساعدة الفرد الأصم على دخول العمل المناسب، وتزويده بالمعلومات المناسبة عن العمل من خلال قيامه بزيارات لمواقع العمل أو استخدام المؤهلين السابقين لإرشاد زملائهم، وكذلك تزويد المعوق سمعياً بالأدوات والوسائل التي تساعده على القيام بالعمل وتعديل الأعمال وبيئات العمل بشكل مناسب. كذلك تشتمل هذه الخدمات على تدريب المعوقين سمعياً مهنياً على الأعمال المناسبة لهم، وتزويدهم بعادات العمل المناسبة ليزداد توافقهم مع الأعمال التي يلتحقون بها، وأخيراً يأتي الجهد المطلوب لمساعدة هؤلاء الأفراد على الالتحاق بالعمل المناسب ومتابعتهم إلى حين استقرارهم فيه.
ومما هو جدير بالذكر أن المعوقين سمعياً يمكنهم العمل في مجموعة كبيرة من الأعمال مثل: الرسم، والتصوير، والزخرفة، والنقش، وأشغال الحديد، وصناعة الحلوى، والنسيج والغزل، وأشغال الجلود، وأعمال النجارة، وصناعة الأثاث، وصناعة المكرونة، وصناعة الصابون، والصناعات الزراعية، وتربية الماسية والدواجن وغيرها كثير.
وقد أعدت وزارة الشئون الاجتماعية المصرية من خلال أحد مشروعاتها قاموساً للغة الإشارة الدارجة في مصر يمكن للمرشدين والأخصائيين الاجتماعيين والمدربين والمدرسين الاستفادة منها لتحسين قدراتهم على التخاطب مع المعوقين سمعياً.
بعض الإرشادات الخاصة بالتعامل مع المعوقين سمعياً:
1- حاول أن تتعرف منذ البداية على الطريقة المفضلة للتخاطب، ولاتلتزم بطريقة واحدة في تخاطبك مع المعوق سمعياً، وإنما حاول استخدام كل الطرق التي توصل رسائلك إليه.
2- عندما تستخدم أسلوب الكلام المنطوق اعتماداً على قدرة العميل على قراءة الشفاه فيجب أن يكون مصدر الضوء مقابلاً لوجهك لتساعد العميل على ملاحظة حركة الشفاه ومخارج الحروف، ولاتجعل الإضاءة خلفك.
3- تجنب أن تهمس كثيراً إلى أشخاص من غير الصم عند وجود أحد المعوقين سمعياً حتى لاتتبادر الشكوك إلى نفسه أنك تتحدث عنه.
4- تجنب أن تنظر إلى المعوقين سمعياً على أنهم فئة واحدة لها خصائص واحدة، وتجنب تعميم الصفات عليهم، كأن تقول مثلاً إن الأصم شخص عدواني أو سريع الإنفعال. فهناك فروق فردية كبيرة.
5- الإعاقة الأساسية لدى الصم هي إعاقة اجتماعية نتيجة وجود حاجز التخاطب، وكل جهد يبذل لإسقاط حاجز التخاطب إنما هو جهد هام ومثمر في طريق تأهيلهم.
6- من المهارات الأساسية التي تزود بها المعوق سمعياً مهارة كتابة طلب للتوظيف، وكذلك العادات الطيبة في العمل، مثل المحافظة على المواعيد واتخاذ احتياطات الأمن الصناعي، وطريقة التعامل مع الزملاء.