انتصار وأروى..إبداعات فنية تجاوزت الإعاقة وتنتظر الدعم
الرياض فاطمة الغامدي
تميزت بموهبتها وتجاوزت اعاقتها ولفتت نظر كل من حولها، وطالبتهم بالمساعدة لتجاوز معاناتها.. انها قصة كل طفلة موهوبة لكنها معوقة تمتد لهم يد العطاء أحيانا لكنهم يظلون بحاجة للمزيد..
تحكي لنا الاستاذة "دينا فطاني" احدى معلمات التربية الخاصة، قائلة: من خلال خبرتي كمعلّمة تربية فنية للاحتياجات الخاصة (تحديات عقلية) لاحظت أن لديهن عددا من مختلف المواهب التي تحتاج الى رعايتها واحتضانها ومن تلك المبدعات الطالبة "انتصار محمد العنزي" التي تخرجت من معهد التربية الفكرية العام الماضي، وتميزت بموهوبتها في الرسم، فكانت ذات خيال خصب، وتستخدم الألوان القوية الفرحة، ودقيقة، وتهتم بالنظافة والتفاصيل، وأسلوبها مميّز وممتع للنظر، وحصلت على عدّة جوائز على مستوى التربية الخاصة في المملكة.
تقول الاستاذة "دينا": "لن أنسى حرقة بكاء والدتها يوم حفل التخرج؛ لأن ابنتها تخرجت بالشهادة المتوسطة وهي تعلم أن خريجات معهد التربية الفكرية خياراتهن محدودة بعد التخرج، واغلبهن يلتحقن بمركز التأهيل الشامل"، مشيرة إلى أن "انتصار" الموهوبة الآن جليسة المنزل، وقد عبرت عن حزنها بلوحة رسمت فيها الطالبات يذهبن بالباص إلى المدرسة الثانوية وصورت نفسها وهي سعيدة معهن وتحمل كيس قرطاسية تعبيراً عن الأدوات الفنية التي ستستخدمها في المدرسة، ثم صورت واقعها في ركن اللوحة جالسة على كرسي وهي تبكي لعدم ذهابها إلى المدرسة.
كما تعرفنا الأستاذة "دينا" إلى التلميذة "أروى الزميع" -12 سنة- ذكاء طبيعي، حالتها شلل رباعي، وكانت في جمعية الأطفال المعوقين ثم معهد التربية الفكري، والآن هي في مدرسة دمج.
وقالت: أروى قارئة، متحدّثة، لبقة (على الرغم من أن لديها صعوبة في النطق)، تؤلّف قصائد وقصص، ناضجة في تفكيرها، وحكيمة، تحب التأمل في ملكوت الله، وتتميّز بقوّة الشخصية والثقة بالنفس، لديها ابتسامه هادئه تبعث الأمل في نفوس من حولها.
وتعلق قائلة "أروى موهبتها التأليف وانتصار موهبتها الرسم، وفكّرت في جمع الموهبتين في عمل من خلال أن ترسم انتصار ما تؤلّفه أروى، وقد بدأنا بالفعل، فقد رسمت انتصار قصة أروى "المعوق له مقدرة"، بالاضافه الى قصيدة أروى في رثاء جدها، وختاماً، قالت "دينا" عندما أقابل نماذج مثل أروى وانتصار يتبادر لذهني سؤال: من المعلّم ؟ أنا أم هم؟.
http://www.alriyadh.com/2010/06/17/article535575.html