التواصل غير اللفظي للطفل المعوق سمعيا
د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية كلية التربية – جامعة الزقازيق
تفرض الإعاقة السمعية قيوداً علي الطفل الأصم من أهمها : فهم اللغة المنطوقة ، والتحدث فالصمم أول ما يؤثر علي السمع والكلام لكنه لا يؤثر علي الرغبة في التواصل ، أن الصم سوف يستخدمون أيديهم،وجوههم،إيماءاتهم،تعبيراتهم،للتواصل مع المجتمع من حولهم .
إن الشخص الأصم يكون أكثر خبرة في فهم لغة الجسم ويكون أكثر استعدادًاً للتعامل مع هذه اللغة من أجل التواصل ،فمشكلة فهم الكلام تعد مشكلة أكثراً تعقيداً لهؤلاء الأطفال من أقرانهم الذين يسمعون.
لغة الجسم لدى الأطفال
عندما يتعلم آباء الصم قراءة لغة جسم الطفل فإنهم يقتربون خطوة نحو المشاركة المستمرة في المحادثة الصادقة والمفيدة مثل التبادل اللفظي،فللوالدين أسباب خاصة للتركيز بقوة علي معني الإيماءة والتعبيرات التي يقدمها الطفل وبذلك بتم إعداد الطفل منذ الميلاد للتواصل بحركة الجسم وتعبيرات الوجه والصور .
ومن المعروف إن سوء فهم حالة الطفل وعدم التواصل معه يمزق مشاعره بالأمان في بداية حياته وحتى يكون قوياً ومستقلاً فإن الطفل في حاجة للإحساس بالتقبل .، والرغبة الشائعة بين والدي الأطفال الصم هي عدم تشجيعهم علي استخدام لغة الجسم واستخدام التواصل اللفظي فقط ، ولذلك تأثيره السلبي فيعوق الرغبة الطبيعية للطفل في تعلم المزيد عن بيئته والمكان الذي يعيش فيه.
إن الفشل في تعلم لغو الجسم لدي طفل مرحلة ما قبل المدرسة يرجع لإلي الاعتماد علي ذلك لمعرفة رسائلهم ولكن حتى تعرف ما الذي يردي الطفل أن يقوله أفتح عينيك .
تطــــوير لغـــة الجــسم
إن التواصل غير اللفظي لا يحل محل الكلام أو لغة الإشارة ولكنه يتممها، والتواصل يغذي الفضول وينشط الوعي بالذات وعلي هذا لابد من التواصل مع الأصم بأي طريقة ممكنة ،وتأخر قدرة الطفل علي التواصل حتى يتمكن من اكتساب اللغة تجعله عرضة لعدم نمو تلك السمات الأساسية لديه .
ولا الطفل الأصم فقد سمعه كطريقة للتواصل فمن المهم أن نداوم علي التواصل بالعين في ل مرة نتواصل فيها معه وإلا فأننا سوف نمنع البديل البصري للصوت ، وعندما يفشل الآباء في تلبية احتياجات عيون الطفل الأصم فلا يكون لديه أي وسيلة لاستكشاف مزاج والديه وفي أصعب الحالات قد يشعر الأطفال أنهم لا يعرفون أبائهم علي الإطلاق.
ونفس الدافع يجعل الوالدين لا يشجعان استخدام أطفالهما الصم للغة الجسم هو رغبتهما في التركيز علي المهارات اللفظية وهو الذي يجعلهما يحجمان عن استخدام لغة جسمهما كوالدين، ولذا فيجب تشجيع الوالدين علي تشجيع أطفالهما الصم وإكسابهم مهارات اللغة ولا يقمعان تعبيرات الوجه ويحرمان الطفل من التلميحات البدنية لمعني رسائلهم اللفظية لأنهم بهذا يحرمون الطفل من نسبة كبيرة من المحادثة الاجتماعية الطبيعية .
أساليب التواصل مع الطفل الأصم من خلال لغة الجسم
هناك نقاط خاصة عند استخدام لغة الجسم للأطفال الصم : -
(1)من المهم أن تكون الرسالة واضحة (2)تذكر أن جميع تلميحات العين هامة لأنها تحمل معاني دقيقة للرسالة (3)كن مستجيباً قدر الإمكان بالوجه والجسم لكل رسائل الطفل ولا تقيد استخدامك للغة الجسم للرسائل التي يجري لها التواصل(4)استخدام الإيماءات بشكل طبيعي قدر الإمكان ل تقيدها لا تبالغ فيها (5)كلما تقدم الطفل عي العمر كن مستعداً لتعديل لغة جسدك واستخدامها بمستوي أكبر مع الطفل (6)كن حذراً من حقيقة أن كل أصم يقوم بالتقليد في فترة واحدة من مرحلة الطفولة المبكرة تحدث ما بين3 , 5 أعوام فيتعلم الطفل فهم الآخرين وإدراك أنه قادر علي إرسال الرسائل.
إن الهدف من التدريب علي التواصل البدني هو إرسال رسائل واضحة ومتناسقة لا يمكن إساءة تفسيرها
أشكال التواصل
التواصل ألشفاهي مقابل التواصل الكلي
إن الجدل الأصلي في تعليم الصم كان بين علماء الشفاه الخالصة(الذين يرون أن الصم ينبغي أن يتعلموا التواصل من خلال الكلام وقراءة الشفاه فقط)وبين الذين ينادونا بالتواصل من خلال المهارة اليدوية . ونظراً لأن الوالدين لا يعرفون شيئاً عن هذا الجدل فأنهم يتبعون نصيحة أول مهني يقابلونه دون معرفة البدائل الموجودة ولذلك يجب أن يدرك الوالدين إنهما هم الذين سوف يحددون وسائل التواصل وع طفلهم لأن الأسرة وحدها سوف تعيش بهذا القرار والطفل هو الذي سوف يستفيد أو يعاني منه.
إن الفكرة تتمركز حول هل نسمح للطفل الأصم أن يستخدم لغة الإشارة أو لا؟؟والاختلاف يتمحور حول كل من :-
**الشفاهيون :- ويؤكدون أن تعلم الكلام هو أنسب طريقة لجميع الأطفال الصم وبدونه ينعزل هؤلاء الأطفال عن المجتمع .
**أنصار التواصل الكلي :- يرون أن تعلم لغة الإشارة هي حق جميع الأطفال الصم .
التواصل ألشفاهي مقابل التواصل الكلي : الاتجاه الثقافي.
يري البعض أن اللغة المسيطرة علي عالم الصم هي لغة الإشارة ومن يعرف تلك الفكرة يري إن المشكلات التي تسيطر علي الصم والذين يسمعون ترجع إلي هذه الفكرة التي تقسم الناس واتجاهاتهم لنصفين ولذلك فهذا الاختلاف يوضح التناقض بين كلا من الشفاهيون وأنصار التواصل الكلي.
يؤكد الشفاهيون أنه حتى يتم فهم ثقافة الذين يسمعون والمشاركة فيها فإن الصم يجب أن يتعلموا شكل تواصل الذين يسمعون وهو اللغة المنطوقة وبدونها فهم ممنوعون من الاستفادة من المشاركة في المجتمع، أما أنصار التواصل الكلي يردون عليهم بأنهم بهذه الطريقة ينكرون لهوية الصم لأن لغة الإشارة تسهل نمو وتطور الكلام وقراءة الكلام وتربط الصم مع بعضهم وتمكنهم من الإحساس بالتقبيل الاجتماعي والانفعالي.
اللغة المنطوقة والتغذية الراجعة
أول مكون لبرامج الشفاه الجيد يجب أن يكون التدريب المكثف علي الكلام من خلال الأتي :-
• قراءة الكلام :- أفضل وصف لبرنامج الشفاه هو تعليم الأطفال الكلام من خلال قراءة الكلام ، إن الأطفال يتعلمون فهم كلام الذين يسمعون ومتحدثي الشفاه من الصم ويستخدمون مجموعة من قراءة الكلام والتخمين ذي المستوي الرفيع للغة ، إن التقييد الوحيد لقدرة العديد من مستخدمي الشفاه للتواصل مع أي شخص يسمع أو أصم هو كفاءتهم في اللغة إن برنامج الشفاه القوي يعتبر برنامج قوياً
• التدريب السمعي :- يؤمن العلماء بأن أغلب الصم لديهم سمع متبقي وإن مكبرات الصوت من الممكن أن تؤثر علي ذوي الصمم،ولذلك فإن استخدامها له أهمية لأنه يقدم القياس الدقيق لمستوي الصمم لدي الرضع والأطفال وعلي ذلك إن أفضل برامج الشفاه هي التي ليست شفاهية خالصة ولكنها سمعية شفاهية.
تعـــــــلم اللــــــغة
إن الأطفال الصم جميعاً لديهم مهارات ضعيفة عن تعلم القراءة ولا يتحسن بمرور الزمن ، وحتى نفهم سبب مشكلة الأطفال الصم يجب توضيح التعريفات التالية:-
**اللغة:- هي طريقة رمزية لنقل الأفكار والمشاعر .
**الكلام:-هي اللغة المسموعة التي تخرج من الفم واللسان وصندوق الصوت والنفس.إن الكلام هو ناقلة اللغة والإشارة والكتابة تنقل اللغة أيضاً
***اكتساب اللغة يتطلب \"المفردات والقواعد \":-
**تعلم معاني الكلمات
**تعلم المعني المقبول لتجميع الكلمات وعمل رسائل يفهمها مستخدمي تلك اللغة.
ونطق الكلمات برغم أهميته للأصم يعتبر اتجاهاً واحداًُ أو مطلباً واحداً للتواصل ألشفاهي وإن هناك مطالب شاقة مرتبطة بفهم اللغة وأن تعلم القراءة والكتابة يعتمد علي فهم اللغة.
آراء غير المستخدمين لمهاراتهم الشفاهية
إن العديد من الصم المدربين شفاهياً برغم نجاحهم في معايير برامجهم المدرسية إلا أنهم يشعرون بالخجل عند استخدام كلامهم مع الذين يسمعون إنهم يعرفون أن كلامهم أصم أن الذين يسمعون يواجهون مشكلات لفهمهم .
آراء المستخدمين لمهارتهم الشفاهية
إن الصم المستخدمين لمهارتهم الكلامية بحرية في عالم الذين يسمعون بسبب قدرتهم علي التواصل معهم لا يعانون الإحساس بالدونية ولذلك يرون أن مستخدمي الشفاه يكونون أكثر نجاحاً في حياتهم.
آراء غير القادرين علي استخدام مهارات الشفاه
أعترف الخريجين أو المتسربين أنع علي الرغم من نوات التدريب علي الشفاه إلا أنه فشلوا في اكتساب مهارات الكلام وجعل ذلك أغلب الطلاب يعيشون دون وسيلة تواصل مع الآخرين .
التــــــــــــواصـــل الــــــكلي
يؤكد علماء التواصل الكلي أن طريقتهم لها ميزتان وهما (1)أنه يمكن توصيل المعلومات إلي الأطفال بسرعة أكبر بسبب سهولة تعلم لغة الإشارة عن الكلام(2)أنه يمنع من الفشل حتى إذا فشل الطفل في تحصيل قدر كاف من المهارات الشفاهية فإن الطفل سيبقي معه لغة الإشارة.
المشـــــــاركة الوالـــــدية
يجب علي الوالدين أن يتعلموا لغة الإشارة ولقد أكد جميع معلمي التواصل الكلي علي أهمية استخدام الوالدين للغة الإشارة والكلام معاً في البيت .
ما الذي يحدث بشكل حقيقي في المدرسة
يستخدم المعلم في المدرسة الكلام والإشارة لنقل كل الرسائل وهم بذلك يدعمون مهارات التواصل باليد والشفاهي والمهارات السمعية .إن قدرة المعلم في الفصل هي فصل احتياجات كل طفل عن الآخر ليكونون شبكة من التواصل وينغمسون في اللغة .
أشــــــــكال آخري للـــــتواصل
الطريقة السمعية
أصبحت البرامج الشفاهية تؤكد بقوة علي أهمية التدريب السمعي ويتم استخدامها لتحديد قدرات الطفل الخاصة ويجب استخدام برامجها من البداية ويتم تقييمها بأفضل تقييم سمعي
طريقة Rochester
تعني استخدام الكلام وهجاء الأصابع وهو نوع من لغة الإشارة يتم فيه استخدام الإصبع لتقديم الحروف الهجائية وأهم مميزة لها أنها وسيلة سهلة للوالدين والآخرين أن يتعلموها في ساعات قليلة .
الكلام بالتلميح
لقد حصلت هذه الطريقة علي شعبية كبيرة حتى بين الشفاهيين الذين يرفضون أي مكون يدوي في تواصلهم، هذه الطريقة يدوية من حيث الإحساس لأنها تستخدم حركات اليد مع الكلام
**عيوبها :- (1)أنه يجب تقسيم الكلمة فيها إلي مكوناتها الصوتية ومقاطعها .(2)كما أن هناك صعوبة في تعليم الأطفال الصم كيفية التلميح بدقة لنقل رسائلهم.
تقديم اللغة في صورة مرئية
نقصد بها أن اللغة يمكن أن تتوفر للصم بطريقة واحدة هي أعينهم لأن الأطفال الصم يتلقون معلومات عن اللغة من خلال العينين فالنسبة للصم فالكتابة لها أهمية كبيرة مثل إي إشارة بصرية، ولسوء الحظ فإن أغلب بيوت الصم لا تقدم هذه المساعدة لتعلم اللغة ونري أن السبب هو عدم علم الوالدين بمفهوم اللغة المرئية .
وهناك إشارات يمكن أن يتبعها الوالدان لتنمية اللغة المرئية منها:-
1-تسمية الأشياء
2-الكلمة المكتوبة
3-ألعاب الصور
4-قراءة القصة
5-سجل القصاصات
6-كتابة المهام
7-ألعاب مرحلة ما قبل المدرسة
8- بناء الوعي باللغة
9-الأنشطة التي تتطلب اللغة
10-النتائج التقويمية والخرائط
11-جمع الأشياء
12-تأليف القصص والعمل علي تصديقها
13-الألعاب الصوتية والأغاني
14-ألعاب الكلمات
مشكــــــلات الآبـــــــــاء فـــــي الـــــــــتواصــــــل
نظراً لأن اللغة ضرورية لمهارات تواصل الطفل ونظراً لأن تعليم اللغة للصم لا يزال حتى الآن ضعيفاً فأننا نعتقد أن تعميق الفهم من جانب الوالدين من الممكن أن يزيد من إجادة الأطفال الصم للغة، ومن المهم أن نؤكد أن الوالدين ليسا معلمين أن لهما وظيفة كبيرة ولكنهما ليسا متخصصين في اللغة وإنه يمكن للوالدين توفير أدوات اكتساب اللغة لأطفالهما ومن المشكلات التي تواجه الوالدين :-
**التوسع في الرسالة:- أن التوسع في الرسالة من الممكن أن يزيد من قدرة الطفل وليس من الضروري أن يتم تقييده علي تصحيح الأخطاء .
**الأفـــــــــــــــــــعال :- أن الأشكال المتعددة للأفعال وهي الكلمات الدالة علي الأداء تتسبب في صعوبات لأن الأشكال ذات عدد كبير.وأسباب تغير شكل الفعل كثيرة .
**الكـــــــــــــــــــــلام:- معلوم مقابل مجهول.إن الكلام إما يعبر عن فاعل قام بأداء الفعل ويكون معلوماً أو شخص آخر بعمل الفعل له ويكون مجهولاً وعادة ما يفشل الصم في إدراك الاختلاف بين هذين النوعين.
**الأسماء و الضمائر:- إن الأشخاص الذين لم يحصلوا علي خبرة تعلم اللغة تواجههم مشكلة استخدام الضمائر ومشكلة من يشار إليهم بالضمائر .
**الروابط في الأسماء المركبة :- إن العديد من الصم يواجهون مشكلة تناول الروابط وأدوات الربط بين الأسماء وعادة يسقطونها من رسائلهم
**توافق الاسم والفعل :- إن حاجة الطفل لممارسة توافق الاسم والفعل وجعل هذا التوافق صحيحاًُ لا يعتمد علي الذات ولكن يعتمد علي الخبرات المكتسبة.
**الجمـــــــــــــــــــــــع :- إن الصم ضعيفي مهارات اللغة يفشلون في استخدام الأشكال الجمعية للأسماء
**ترتيب الكـــــــــــلمات:- الأطفال الأصم في حاجة لمزيد من التوجيه الواضح لمعرفة تراكيب الجمل بشكل صحيح ولذلك يجب أن يتسامح الوالدان في الأخطاء طالما أم المعني واضح .
**أشكال الجــــــــمل :- إن المشكلة المرتبطة بمشكلة ترتيب الكلمات هي التمييز بين أشكال الجمل التي تؤدي وظائف محدودة فتختلف العبارات عن التساؤلات والأوامر.
المقارنات ودقة اللغة
إن الصم تواجههم كثيراً صعوبة التعبير عن درجات الصفة وبذلك فإن أهم دور يلعبه الوالدان في توجيه الطفل هو مساعدته علي الحصول علي خبرات ذات معني دقيق عن الكلمات والتراكيب الخاصة .
المقيدات النحوية ( الصفات والظروف )
إن إدراك تعلم معني المقيدات النحوية يتطلب مزيداً من الخبرة ويساعد في ابتكار ألعاب تعرف الطفل في البداية علي الصفات المستخدمة بنجاح واستخدام الصفات والظروف هو لإثراء خبرة الطفل اللغوية بوجه عام ، أما دور الوالدين هو توجيه لغة أطفالهم الصم لمساعدة هؤلاء الأطفال علي إحياء لغتهم من خلال استخدام المحددات النحوية والصفات والظروف.