استراتيجيات حديثة في مواجهة العنف الممدرس
د. عدوية السوالمة
مقدمة :
مع تزايد العنف في المدارس حول العالم , والتطور الكبير الكمي والنوعي الذي شهدته البحوث النفس تربوية , تراجع الاعتقاد بالنظرية التقليدية المدعمة لفكرة التأديب العنيف كعلاج لسلوك الطلبة غير المرغوب فيه , بهدف تحقيق الانضباط المدرسي , تمهيدا لخلق بيئة صفية ملائمة تتيح انجاز المهام التعليمية التعلمية بيسر .
فالواقع النفسي للطلبة يؤكد على ضرورة الالتزام بتقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية . وهو ما يتطلب قدرة , وجهد كبيرين من المعلم لفهم واقع الدعم الذي يرتبط بتحقيق رؤية الطالب بقدرته على التواصل , والانفتاح , والمشاركة انطلاقا من استخدام استراتيجيات متنوعة من قبل المدرس تمكنه من خلق تأثيرات مهمة على الممارسة في الصف وعلى حل المشاكل .
وإذ يلعب الاحباط الدور الرئيس في تحديد مدى تقدم الطلبة عبر تحكمه في تثبيط قدراتهم , وتوليده لطاقة العنف المتفجر كنتيجة للاحساس بالغضب , ندرك تماما أهمية دوره في هدم الجهود المبذولة لتحقيق ما تصبو إليه السياسات التربوية .
ومع الممارسات السلوكية غير الصحيحة للطلبة , تتفاقم الاشكالية بتبني استراتيجيات تأديب تحمل نفس الشحنة الانفعالية السلبية من قبل الجهاز التعليمي , مما يعني أننا أمام ضغط مزدوج يتعلق الأول بوضعية الاحباط , والثاني بالاجراءات القمعية التي تحد من عملية التطهير الانفعالي مما يعني أننا أمام قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة .
اذا , الاشكالية تكمن بالتفاعلات الصفية غير المنصفة في احيان كثيرة والتي تعكس عدم تمكن المعلم من خلق بيئة صفية مناسبة متفهمة وديمقراطية .
حقيقة , نلاحظ أن الوعي السيكولوجي والتربوي المتزايد نتيجة الجهود البحثية الحثيثة في هذا المجال , قد مكن واضعي السياسات التربوية من تبني مقاربات نفس تربوية أكثر ملائمة لحاجات الطالب والمجتمع معا. آخذة بعين الاعتبار أهمية اشباع الحاجات كمتغير أساس في كبح مسببات توليد العنف لدى الطالب والمدرس معا . على اعتباره عملية تفاعلية تبادلية مثبطة وكافة للجهود التربوية المبذولة. بحيث تتيح هذه المقاربات فرصة الاهتمام بجوانب متعددة من شخصية الطالب لضمان صقلها , مستفيدة مما لديه . وهو ما يجعل السياسة التربوية تبتعد عن تبني مقاربات بيداغوجية غير ملائمة . تارة تتجه نحو الاهتمام بالجانب العاطفي , وتارة تسعى للانماء الفكري لدى الطالب. في حين تمكن الكثير من الطروحات النظرية والامبيريقية النفس تربوية من دمج الاهتمام بالجانبين معا خاصة وان دراسات الدماغ والتعلم أشارت إلى أهمية اشباع الجانب العاطفي أثناء التعلم .
نتساءل هنا هل يمكننا الحديث عن حلول عملية حقيقية بمعزل عن فهم حقيقي لماهية العنف ونشوئه وتطوره لنتمكن من صياغة صحيحة لاستراتيجيات مواجهة العنف ؟
من المؤكد أن الانطلاقة الصحيحة لعلاج أي ظاهرة يمر عبر فهم كنهها وأسبابها وبالتالي فإن فهم العنف ومبرراته سيمنحنا القدرة على التوجيه المناسب ومن هنا يمكن أن تكون الانطلاقة عبر تسليط الضوء على الغضب أولا والذي خلافا للرأي الشائع فان شدته لا تؤدي بالضرورة للعنف. فقط الأشخاص المستعدين للعنف . ومن المستحيل التخلص من الغضب فهو جزء من الذخيرة الأساسية للحياة العاطفية بل هو العاطفة الطبيعية شأنه شأن جميع العواطف هو صحي في حد ذاته مثل غيره من المشاعر إلا أنه من الضروري توجيه الغضب كطاقة لجعله ابداعيا ودون ان يكون مدمرا .
كيف يتحول الغضب الى عنف
تعتبر الخبرات المؤلمة كموقف مشقة مولدات احباط يستتليها خوف يتبعه غضب والاشياء المخيفة مصدر تهديد يؤدي إلى زيادة التوتر والاستنفار العصبي . وتشكل مشاعر الخوف والغضب والتوتر مع الخبرة المؤلمة ومترتباتها اتجاهات عدائية نحو المتسبب في كل هذا . أي مصدر التهديد , وقد يترجم الفرد هذه الاتجاهات الى فعل عنيف إذ يحول اصطدام تلبية الحاجات النفسية أو الجسدية بعائق دون عودة العضوية لحالة الراحة التي يؤمنها حل الاشكاليات , وبالتالي يمكننا تخيل مدى فعل احباطات الموقف الصفي في سلوك الطالب وما يستتلي منطقيا ردات فعل من قبل الأقران أو المعلم قد تفاقم الوضع السلوكي السيء للطالب بحيث تحول هذه الأوضاع دون استفادته مما يقدم داخل غرفة الصف من نصب اساسات تمكنه من انجاز مهامه وتحقيق ما يصبو اليه من تقدم هو والنظام التعليمي .
لما يسيء الطلبة السلوك ؟ :
بالحديث عن التفاعل بين المتغيرات لهذه الظاهرة نجد أن التحليل الدقيق لها يشير إلى مجموعة كبيرة من المتغيرات التي تعد المسؤول الأساس عن هذه الظاهرة . جزء منها يتعلق بالطالب نفسه وجزء يتعلق بالمعلم وجزء يتعلق بالتنشئة الاجتماعية وجزء آخر له علاقة بالاطار المدرسي ككل ويمكن ان شئنا المزيد من التوسع أن نحلل تأثير الثقافة , المجتمع , السياسة , الاقتصاد , باعتبارها تشكل في نقاط معينة منها مأزما احباطيا يعكس ظلاله على حياة الأفراد .
فيما يتعلق بالطالب نفسه نجد أن سوء التصرف قد يكون نابعا من عدم معرفته بالسلوك الصحيح . فالمتنمرون مثلا لا يعرفون كيف يحصلون على أصدقاء لذا فإنهم يلجؤون لسلوكيات غير مرغوبة لجذب الانتباه واكتساب الاحترام . يمكن للمعلم تقديم أمثلة وايضاحات وتذكيرات وتلميحات ونصائح وتحديات وذلك كلما احتاج الطلاب الذين يسيؤون التصرف إلى تجاوز العقبة وإلى تعلم سلوكيات مرغوبة أكثر ومؤدية للمكافأة .
وفي بعض الأحيان قد يكون السبب عدم القدرة على التعبير الصحيح عن المشاعر والأفكار بحيث يسيؤون توصيل رسائل صحيحة للطرف المقابل . وهو ما يتطلب من المعلم وسع عاطفي وفكري يقدم من خلالهما مساعدة حقيقية للطالب تزيد من ثقته بنفسه ومن امتلاك أدوات فكرية مناسبة تمكنه من التعبير الصحيح .
من الممكن ايضا امتلاكه لنماذج ذهنية عن الآخرين غير مشجعة على اجراء تفاعلات معهم باعتبارها تؤكد على عدم الثقة بالآخرين , وأنهم عدوانيين , باردين , مهددين هنا يمكن للمعلم أن يلجأ إلى اقامة علاقة ذات نوعية مرتفعة مع الطلبة كما سنشير إلى ذلك بالتفصيل لاحقا .
أن معظم الأسباب الشائعة لسوء تصرف الطلاب هي عوامل موجودة في الصف مثل :
o شعور الطلاب بالملل والنفور من المدرسة
o وجود معلمين غير منظمين وغير محفزين
o الاعتقاد بأن المعلمين يملكون توقعات منخفضة حول ما بامكان الطلاب فعله وانجازه .
o امتلاك علاقة غير جيدة مع المعلمين والمشرفين
o وهناك سبب آخر لسوء تصرف الطلاب هو أنهم يجدون أنفسهم في بيئات لاتخاطب احتياجاتهم .
وفي الحقيقة نجد أن الطلاب الذين تتم معاقبتهم أغلب الوقت هم من الطلاب ذوي الاحتياجات الدراسية والاجتماعيية والاقتصادية والعاطفية وخصوصا أولئك الذين يعانون من الانجاز المنخفض أو عجز التعلم أو من طلاب الأقليات .
علينا هنا أيضا ألا نغفل أن الاطار التفاعلي الذي تفرضه العلاقة الصفية يرينا التداخل في أسباب العنف الممدرس من خلال الشراكة في هذه العملية . فنرى مثلا أن الطلاب الذين يعانون من صعوبة في التعبير عن العواطف قد يكون لديهم نقص حاد في المساهمة وفي اتخاذ موقف بناء في العلاقة , بينما تتنوع رغبة طلاب آخرين في اقامة علاقات بناءة مع معلميهم . فمثلا قد يتبنى بعض الطلاب موقفا سلبيا مزمنا او قد ينتهج سلوكيات متحدية في الصف وذلك لاظهار عدم رغبته في اقامة علاقة بناءة مع المعلم . وكلما أظهر الطلاب مقاومة أكثر كلما قل ميل المعلمين لتبني استراتيجيات مخفضة للعنف .وبشكل معاكس كلما أظهر الطلاب ايجابية ومشاركة أكثر في قاعة الصف كلما أظهر المعلمون ميلا أكبر لاستخدام تنويعات تتعلق بالتناغم والقرب والتواصلية والدعم والتأديب الرقيق كاستراتيجيات وقائية من العنف .
كيف ينشأ العنف الممدرس :
حين تضع السلوكات غير الصحيحة للطلبة نجاح المعلم والنظام التعليمي في مهمته على المحك والذي بدوره يعتبر موقف مشقة , عندها يتم اللجوء إلى سياسة التأديب كحل لاشكالية التهديد . عندها تستخدم سياسة عدم التسامح أشكال اقصائية من التأديب مثل الفصل وذلك عندما يتصرف الطلاب بطريقة عدوانية , وهي تقدم رسالة مفادها أنه لن يتم التسامح مع أي سلوك عدواني في المدرسة أبدا . ان سياسات عدم التسامح تملك أربع عوائق أساسية أولا : هو أنها تقوض الهدف منها عن طريق هدم دعائم المدنية ضمن المدرسة , والتي تهدف إلى خلق جو من التعاطف والاهتمام مع استخدام العقوبة الملائمة . ثانيا : ان هذه العقوبات تعاقب الطلاب الذين هم أكثر حاجة لعمل روابط عاطفية في المدرسة . ثالثا :ان هذه السياسات نادرا ما تطبق بشكل عادل مع كل الطلاب . وأخيرا ان الطلاب الذين يفصلون نادرا ما يغيرون سلوكياتهم .
تملك سياسة عدم التسامح أبعادا سلبية مثل أي سياسة اخرى مستندة على العقاب . حيث يتحتم على المدرسة القيام بشيء ما لحماية طلابها الذين يتصرفون بشكل ملائم , وهذا ما يدفعها إلى تبني نظرية التفاحة الفاسدة حيث يمكن احلال النظام والسلامة عن طريق ابعاد الأفراد السيئين عن الآخرين الذين يعتبرون جيدين . و بالرغم من وجود بعض الصواب في هذا إلا أنه من العدل أيضا أن نقول أن الطلاب المشاغبين قد يعدلون أحيانا من سلوكهم السيء عند وجود معلمين ذوي كفاءة عالية . في الواقع يعتبر بعض المعلمين أن تطبيق سياسة عدم التسامح أمر فعال لأنهم يؤمنون أصلا بنظرية التفاحة الفاسدة .
وقد يتجلى العنف الممدرس من خلال ممارسات قمعية أكثر شدة تتخذ شكل ممارسات عنيفة ضد الطلبة المسيئين كالعنف الجسدي المتمثل في الضرب بمسطرة أو خرطوم أو قضيب . ضربات على اليد أو أطراف الأصابع , صفع , ركل . وقد تأخذ شكل العنف النفسي : كتابة جملة أو نص عدة مرات، نقص النقط، حرمان من الاستراحة، حرمان من الكلام والتعبير، حمل عبارات مهينة، الوقوف في زاوية القسم، التهميش والإهمال ... التخويف والترهيب والتمييز وهناك أيضا العنف الشفوي : سب وتهديد، إهانات محطة بالكرامة . عنف جنسي .
استراتيجيات عمل مخفضة للعنف :
مع فشل استراتيجيات التأديب في خفض السلوك العدواني للطلبة تراجع الاعتقاد بها ليحل محلها استراتيجيات أكثر فاعلية تؤكد على نوعية العلاقة بين المعلم والطالب لأنها تجعل الطالب راغبا في اعتناق قواعد المعلم وقيمه وطلباته . ويبدو من المنطقي الاستخلاص بأن المعلمين يحتاجون لتطوير استراتيجيات تأديب فعالة تستند إلى منظومة علائقية ذات نوعية عالية مع طلابهم انطلاقا من اعتبارات تتعلق بالنماذج الذهنية للطالب باعتبارها مفتاح العلاقة القائمة مع الذات والآخر , بحيث تتمحور حول الثقة فيما يتعلق بالنموذج حول الآخر , وباحترام الذات فيما يتعلق بالنموذج حول الذات .
ففي الثقة يدرك الشريك في العلاقة على أنه شخص مهتم , محب , موجود عند الحاجة . في هذه الحالة يدرك المعلم على أنه مستجيب لحاجاتهم للرعاية والانتباه والمساعدة . أما في الارتياب يدرك الشريك على أنه مهدد , ويجب توقع خيبة الأمل مما يولد دفقا في الانفعالات السلبية مثل الخوف والغضب والقلق والحزن بقوة , تترافق مع رفض مسبق وقائي لجهود المعلم للدخول في علاقة تناغم وقرب . على المعلم هنا تجنب الانسياق في المساقات الدفاعية للطلبة , وجرهم نحو سياقات نفسية آمنة تمكن من الاستفادة من ميزات علاقة مشبعة تتميز :
o بالتناغم : الذي يمكن من معرفة كيف يفكر ويشعر طلبتهم ويدركون مدى مشاركتهم في نشاط التعلم , بسبب أنهم يقرؤون لغة جسدهم التي تمكن من الاستشعار بما سيفعله الطلبة وتجعل المعلم أكثر حساسية لاحتياجات وانفعالات طلبته .
o القرب والتواصلية : الذي يتضمن الاحساس بالدفء والتقبل والقبول من الشخص الآخر . وتعتبر هذه الخاصية مهمة كونها تعطي الطلبة الاحساس بالأمان تجاه أنفسهم وتجاه وجودهم مع الآخرين . وهو ما من شأنه أن يقوم بتهدئة الانفعالات السلبية التي قد تبرز أثناء الدراسة مثل القلق والاحباط والاكتئاب .
o الدعم : الذي يؤكد على قبول المعلم لطلبته كما هم . فكلما كان أكثر دعما كلما شعر الطلاب بقدرتهم على التحكم بالتعلم بشكل أكبر وكلما زادت مشاركتهم خلال أنشطة التعلم .
o التأديب الرقيق : وهي طريقة تأديب شفهية تعتمد على العلاقة الهادئة تبدأ بمحادثة تجذب الانتباه حول التأثير الضار الذي يسببه سوء تصرف الطفل على الآخرين . ويظهر الأطفال عند استعمال هذا النوع من التأديب تطورا اجتماعيا أعظم مما يظهرونه مع الحزم الشديد .
من الأمور التي تسهم أيضا في تدعيم العلاقة بين الطالب والمعلم قضية :
انماء المقدرة الاجتماعية : أي القدرة على ادارة التجارب المتحدية والمحبطة التي يواجهونها مع الآخرين . فعلى سبيل المثال غالبا ما يولد النزاع مع الأقران غضبا واحباطا . وتعكس المقدرة الاجتماعية القدرة على الاستجابة للنزاع بطريقة مناسبة اجتماعيا حتى مع الشعور بالغضب والاحباط .. هناك عدة عوامل تشرح لماذا يحتاج الطلاب للمقدرة الاجتماعية . حيث يظهر الطلاب القادمون مع مستويات عالية من النزاع والعدوانية من منازلهم عدوانية أكثر ومهارة اجتماعية أقل أثناء الخلاف . وما ينقص هؤلاء الطلاب هو المعرفة والقدرة على ادارة الانفعالات السلبية أو تنظيم الانفعالات من أجل توليد الاستجابات البناءة والمؤيدة للمجتمع خلال النزاع بحيث يمكن من تعديل أو تهدئة النشاط الانفعالي الداخلي المحبط خلال الأوضاع المليئة بالضغوط .
يصبح بامكان المعلمين تعزيز المقدرة الاجتماعية للطلاب وتنظيم الانفعالات بثلاث طرق :
1. الأولى استخدام التأديب الرقيق مثل الشرح وحل المشكلة بدلا من الاستراتيجيات التأديبية القاسية , حيث أظهر الطلاب الذين تم تأديبهم برقة مقدرة اجتماعية وسلوكا مؤيدا للمجتمع بشكل اكبر من الذين تم تأديبهم بقسوة .
2.الثانية . يمكن للمعلمين مساعدة طلابهم على التقليل من غضبهم وعلى تعميق تعاطفهم تجاه الآخرين عن طريق تزويدهم بالأمان وبشبكة علاقات ذات نوعية عالية . وعندما يساعد المعلمون الطلاب على الشعور بالحنو تجاه أقرانهم فان الطلاب يستجيبون باظهار سلوكات أكثر تأييدا للمجتمع وأقل معاداة له .
3. والثالثة هي طريقة غير مباشرة تقضي بتشجيع المشاركة في النشاطات الاجتماعية ويعتبر هذا صحيحا بشكل خاص بالنسبة للمراهقين ذوي المقدرة الاجتماعية الأقل تميزا .
يمكن أيضا الحديث عن بدائل كثيرة للتأديب العنيف من مثل :
التأنيب الشفهي :
وذلك عن طريق استعمال عبارات مثل لا , توقف , عد للعمل . ويعتبر التأنيب المقدم بشكل غير ملفت اكثر احتمالية لكبح التصرف غير المرغوب . وقد يجد الطلاب ان التوبيخ من المعلم هو في الواقع معزز وذلك بسبب الاهتمام الذي يتلقونه منه إلا أن الأغلبية تراه حدثا غير سار .
التعزيز التفضيلي :
يقوم المعلم في هذه الاستراتيجية بتعريف كل من السلوك غير المرغوب والسلوك المرغوب ويقوم بتعزيز السلوك المرغوب فور حدوثه لتشجيع تكراره . ويقوم في نفس الوقت بتجاهل السلوك غير المرغوب .
التفكير الاستقرائي :
يساعد المعلم من خلالها الطلاب الذين يسيؤون التصرف على رؤية الآثار المؤذية لسوء تصرفهم وبحسب هذه الطريقة يجري المعلم حوارا مع الطالب لجعله يرى ويعرف ما يسببه من معاناة للآخر بشكل مقصود أو غير مقصود نتيجة لسلوكه غير المرغوب .
التعلم من خلال المراقبة:
يمكن للمعلمين المتمرسين استباق حدوث سوء التصرف السيء , واذاقام المعلم بتوقع تصرف معين فإنه قد يختار التصرف المناسب في مثل هذه الأوضاع ثم يقدم نموذجا حول السلوك المناسب ويدعو الطلاب لتقليده . ومن خلال التعلم عبر المراقبة يكون المعلم بمثابة القدوة ويتجنب دور المعاقب .
خاتمة :
على الرغم من أن العقاب يؤمن إذعانا مؤقتا ويوقف السلوك غير المرغوب إلا أنه سرعان ما يعود للظهور من جديد في غالب الأحيان, اضافة إلى أنه يعلم العدوانية بحيث يدرك على أنه الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الطرق غير المرغوبة للتصرف . وينتج انفعالات سلبية تقوض العلاقة بين المعلم والطالب ويؤدي إلى تفاقم سوء التصرف بحيث يؤدي إلى التوتر والصراخ والتهديد والاهتياج واستجابات مضادة وانتقام . ولكن خلق بيئة صف تجعل الطلاب يشاركون بالكامل في أنشطة التعلم هي أفضل ترياق لسوء السلوك . وهي أيضا استراتيجية فعالة وحيوية تعزز وتقوي السلوكيات المرغوبة وتعاقب تلك غير المرغوبة . ومن وجهة النظر هذه يعتبر الهدف الأسمى لادارة الصف ليس تحقيق اذعان وسيطرة ولكن تزويد الطلاب بفرص تعلم متكرر.
المراجع :
دونيل,آنجلا_ ريف,جونمارشال_ سميث,جيفري(2009) علم النفس التربوي . ترجمة ,كردي ,محمد. شعاع للنشر والعلوم . سوريا.
شحاته,عبد المنعم(2004) من تطبيقات علم النفس. ايتراك للنشر والتوزيع. مصر .