مقدمة:
لقد باتت ظاهرة الإعاقة العقلية في العالم الشغل الشاغل لبعض المهتمين بها وعلى قمة العمل الاجتماعي، فالإعاقة غالبا ما تؤدى إلى تبعية متعددة الأشكال في شخصية الفرد المعاق عقليا، فنرى المراهق المعاق منذ الصغر يعتمد على من هو أكبر منه، لقضاء حاجاته الحياتية الضرورية لأنه غير قادر على الوفاء بها وإشباعها.
وبهذا تزداد الحماية الزائدة عليه من الأسرة أو من يقومون على رعايته، ويصبح المراهق المعاق عقلياً في تبعية لمن هم أكبر منه، ولذا فان العديد من المنظمات تنادى بإعداد تشريعات للاعتراف بحقوق المعاقين في ميدان الرعاية الصحية والاجتماعية والتأهيلية، وقد احتلت قضايا المعاق عقلياً أولويات الاهتمام في مصر اعترافاً بحقوقهم على المجتمع، وذلك من خلال مساعدته على استغلال إمكانياته وطاقاته المحدودة إلى أقصى حد ممكن حتى يصبح عضوا بناءا في مجتمعه بدلا من كونه عالة عليه، ويختلف حجم مشكلة المعاقين من مجتمع إلى آخر، فإن انتشار حالات الإعاقة بالنسبة لعدد السكان أصبحت أمراً شائعاً وتقدر بعض المصادر في هذا الصدد أن ما نسبته 3% إلى 15% من سكان أي مجتمع يعانون من احد حالات الإعاقة، ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية (1978) إلى أن نسبة الإعاقة في المجتمعات الصناعية تبلغ 15% تقريباً، أما نوبل(Nobel, 1981) يرى أن نسبة الإعاقة في المجتمعات النامية قد تصل إلى 12.3% من مجموع السكان (فاروق الروسان، 2007، 25).
ويرى الباحث أن إعداد برنامج تدريبي لتنمية مهاراة الاستخدام الاجتماعى للغة من شأنه أن يسهم في تحسين قدرة المراهقين ذوي الإعاقة العقلية على خفض سلوكيات إيذاء الذات ، وبالتالي تحسين أدائاتهم على سائر الأنشطة الأخرى.
مشكلة البحث:
ويشير ويلسون وآخرون (1990 ) إلى أن الإعاقة تجعل الطالب ينعزل عن الأفراد فينسحب إلى قوقعة سيكولوجيه فيصبح متباعداً غير متجاوبا مع المحيطين به , وفى الحالات الشديدة قد يحدث الطالب الامتناع عن الكلام أو النكوص كأن يمص إبهامه أو يستسلم لنوبات الغضب، كما أن رفض الآباء لأطفالهم المعاقين أو انسحابهم عن الناس حتى لا يعرف الأصدقاء وزملاء العمل بأن لديهم طفل معاق، يؤدى إلى ظهور أعراض الخجل لدى الأبناء وحرمانهم من رعاية الآباء مما يؤدى إلى الشعور باليأس الانفعالي والاكتئاب. (Wilson. Et all 1990, p. 17)
كما أوضحت نتائج الأبحاث أن الأفراد الذين يعانون من سوء الاستخدام الاجتماعي للغة يمارسون سلوك إيذاء الذات تعويضاً عن الحرمان الذي يشعر به الشخص المعاق عقلياً (طارق عبد الرؤوف، 1994،619)، وأشار كار ودوران (Carr & Durand, 1985) أن سلوك إيذاء الذات ينخفض عندما يرتفع مستوى الاستخدام الاجتماعي للغة لدى المعاقين، كما أوضحت دراسة (عبد الستار إبراهيم وآخرون ، 1993) ودراسة اولفر Olivier (1995) ودراسة ديديى وآخرون ,alDidier, e,t(1996) أن التدعيم وإعطاء الإهتمام والإنتباه لسلوك إيذاء الذات لدى المراهقين المعاقين عقلياً باستخدام الإرشاد والتعزيز وإجراءات تعديل السلوك تؤدى إلى خفض تلك السلوكيات. كما أن دراسة شور Shoreوآخرون (1993) ودراسة عبد الصبور منصور (1994) ودراسة سهير حلمي محمد (1995) ودراسة سهي محمود أمين (1996) ودراسة سميث Smith,el, al (1996) ودراسة كنيدي Kennedy(1996) استخدمت التعزيز السالب في خفض مستوى سلوك إيذاء الذات لدى المعاقين عقلياً.تحاول هذه البحث مدى فعالية البرنامج التدريبي المطبق في تنمية مهارة الاستخدام الاجتماعي للغة وأثره على سلوك إيذاء الذات للمراهقين المعاقين عقليا( القابلين للتعلم ).
كما لاحظ الباحث من خلال عمله في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة – تحديداً فئة الإعاقة العقلية - وجود قصور في التدريب على مهارات الاستخدام الاجتماعى للغة من قبل القائمين على رعاية هؤلاء الأطفال في مؤسسات المجتمع المدني (من جمعيات أهلية وخلافه). وبمراجعة التراث النفسي في هذا المجال ومراجعة الدراسات السابقة حيث تشكل ظاهرة الإعاقة العقلية ما نسبة 2-3 % من السكان ،وهذه النسبة تتأثر بعوامل كثيرة منها المستوى الاجتماعى والثقافى والاقتصادى فى المجتمع وأولوية الخدمات لفئات المواطنين ونظرة المجتمع للمشكلة (كمال مرسى 1999)
قد حدد الباحث مجال دراسته بتنمية مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة ، حيث أن التواصل الاجتماعى يعد من أكبر المشكلات التي تواجه الباحثين عند التعامل مع هؤلاء المراهقين المعاقين عقليا. ولذا فإن الباحث يرى أن التدريب على تنمية مهاراة الاستخدام الاجتماعى للغة يعد ضرورة لهؤلاء المراهقين المعاقين عقليا للتغلب على هذه المشكلة.
وتتحدد مشكلة البحث في محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:
ويحاول البحث الإجابة على الأسئلة التالية :
مافعالية البرنامج التدريبى المستخدم فى تنمية مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة لدى المراهقين المعاقين عقليا ؟
ماالفعالية الداخلية للبرنامج التدريبى فى تنمية مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة ؟
ما الفعالية الداخلية للبرنامج التدربيى فى خفض سلوك إيذاء الذات ؟
ما الفعالية الخارجية للبرنامج التدريبى فى تنمية مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة ؟
ما الفعالية الخارجية للبرنامج التدريبى فى خفض سلوك إيذاء الذات ؟
ما الفعالية الداخلية والخارجية للبرنامج فى خقض كل من سلوك إيذاء الذات ةتحسيت الاستخدام الاجتماعى للغة ؟
ومن كل ماسبق طرحت البحث سؤالها الرئيسى حول الكيفية التى يمكن تحسن مستوى أداء الطلاب المراهقين فى اللغة من حيث المستوى الاجتماعى والحد من ممارسة سلوك إيذاء الذات، وقد تمت صياغة مشكلة البحث فى الأسئلة الآتية :
1- هل توجد فروق بين متوسطى رتب درجات مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة للمجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبى وهذه الفروق لصالح التطبيق البعدى ؟
2- هل توجد فروق بين متوسطى رتب درجات سلوك إيذاء الذات للمجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعد التطبيق وهذه الفروق لصالح التطبيق البعدى ؟
3- هل توجد فروق بين متوسطى رتب درجات مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة للمجموعتين التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج التدريبى وهذه الفروق لصالح المجموعه التجريبية ؟
هل توجد فروق بين متوسطى رتب درجات سلوك إيذاء الذات للمجموعتين ( للمجموعة التجريبية والضابطة ) بعد تطبيق البرنامج التدريبى وهذه الفروق لصالح المجموعه التجريبية ؟
4- هل يختلف متوسط رتب درجات مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة واختبارسلوك إيذاء الذات بعد تطبيق البرنامج التدريبى فى القياس التتبعى ؟
يحاول البحث الحالي:
1- التعرف على مهارات وفنيات الاستخدام الاجتماعى للغة التى يحتاج المواهقين المعاقين إليها فى تلبية احتياجاتهم الحيايتة والمعاشية.
2- تقويم الفعالية الداخلية والخارجية للبرنامج التدريبى فى تنمية مهارة الاستخدام الاجتماعى للغة .
3- تقويم الفعالية الداخلية والخارجية للبرنامج التدريبى فى خفض سلوك إيذاء الذات.
4- التركيز على أهمية جلسات التخاطب بهدف تقويم اللغة على اساس أنها وسيلة الاتصال للمعاق عقليا .
هذا ما جعل الباحث يتساءل ما إذا تم تدريب المراهقين المعاقين عقلياً بمدارس التربية الفكرية على تعديل اضطرابات اللغة وخاصة فى المواقف الاجتماعية , مما يكون له أثر طيب في خفض مظاهر سلوك إيذاء الذات لديهم وتحسين مستواهم التكيفى مع أسرهم وأقرانهم.