تربية الطلبة الموهوبين Education of Gifted Students
المقدمة Introduction:
تعتبر تربية الموهوبين أحد فروع تربية ذويالاحتياجات الخاصة، وهي الفرع المختص بتعليم الطلبة ذوي القدرات العالية بشكلاستثنائي(Callahan, 2003) . وقد تم تعريف الأداء الموهوب لدى البالغين استناداً إلىالسجلات التاريخية. فعلى سبيل المثال، تؤكد السيرة الذاتية للموسيقار النمساوي Wolfgang Amadeus Mozart الذي عاش في القرن الثامن عشر على احترافه التلحينوالتأليف الموسيقي المتميز وهو ما يزال في سن السادسة. ولكن للأسف توجد القليل منالمحاولات المبعثرة لتعرّف الأطفال الموهوبين ودراستهم فيما قبل القرن العشرين (Callahan, 2003). ففي أوائل القرن المنصرم قام عالم النفس الأمريكي Lewis Terman ببعض الدراسات التي تناولت الأطفال الموهوبين بغرض تطوير اختبارات لقياس الذكاء،حيث ابتكر Terman مصطلح نسبة الذكاء intelligence quotient (IQ) ، وطور اختبار Stanford-Binet للذكاء الذي يقيس الذكاء لدى الأطفال والبالغين، كما وشكلت أبحاثهعلى الأطفال ذوي نسبة الذكاء المرتفعة الأساس العلمي لفهم الموهبة، وساعدت علىترسيخ المفهوم السائد بأن الموهبة تقاس بنسبة الذكاء العالية (Callahan, 2003)high IQ.
وفي الخمسينات، دعا التربويون الأمريكيون إلى توسيع مفهوم الموهبة ليشملاعتبارات أخرى من مثل القدرات الأكاديمية العالية، والإبداع، والمواهب الفنيةالأدائية والبصرية. وقد ضمّن المفوض الأمريكي لشؤون التربية Sydney P. Marland هذهالاعتبارات في التقرير الذي رفعه عام 1971 إلى المجلس التشريعي الأمريكي the U.S. Congress حول أوضاع البرامج التربوية المقدمة إلى الأطفال الموهوبين(Callahan, 2003) .
لقد تمخض تقرير The Marland Report عن إقرار أول تعريف اتحاديللموهبة، كما أسفر عن إنشاء مكتب الموهوبين the Office of Gifted and Talented التابع لدائرة التربية الاتحادية The Federal Department of Education ، والذي وفرمنحاً للمدارس الابتدائية والثانوية التي تقدم خدمات تلبي الحاجات الخاصة للموهوبينالصغار. ومن ناحية أخرى رخّص قانون خاص صدر عام 1988 تحت مسمى The Jacob K. Javits Gifted and Talented Students Education Act بمنح القروض الاتحادية لدعم البرامجالإبداعية المقدمة إلى جماعات محددة من الطلبة الموهوبين؛ من مثل طلبة الأقليات،والطلبة الأقل حظاً من الناحية الاقتصادية، والطلبة محدودي الكفاءة في اللغةالإنجليزية. كما أسس القانون نفسه المركز الوطني لأبحاث الموهبة the National Research Center on the Gifted and Talented لتحمل مسؤولية إجراء الأبحاث المتعلقةبالطلبة ذوي القدرات الاستثنائية (Callahan, 2003).
تعريف الموهبة:
تزخر أدبيات رعاية الموهوبين بالعديد منالتعريفات المتمايزة للموهبة .ولكثرتها فإنه يمكن تصنيف تلك التعريفات إلى مجموعاتمنها :
1- تعريفات تعتمد على المقاييس الموضوعية : وهي تعريفات تعتمد أساساًكمياً بدلالة الذكاء أو التوزيع النسبي للقدرة العقلية حسب منحنى التوزيع الطبيعي،وبحيث يمكن ترجمة هذا الأساس الكمي إلى مئينات أو نسب مئوية أو أعداد؛ كأن نقولمثلاً أن الطالب الموهوب هو من كانت نسبة ذكائه 130 فأكثر على مقياس Stanford-Benet ، أو من وقعت علاماته فوق المئين 95، أو ضمن أعلى 5%، أو من بين أعلى 50 طالباً منمجتمع المدرسة أو المنطقة التعليمية أو القطر، على محك معين للقياس أو الاختبار. ويجب التنبيه إلى أن تعريف الموهبة الذي يعتمد على نسبة الذكاء كمعيار وحيد يتعرضللنقد الشديد بالنظر إلى إفراطه في تبسيط مكونات القدرات العقلية (جروان، 1998).
2- تعريفات ترتبط بحاجات المجتمع وقيمه: وهي تعريفات معتمدة رسمياًومنتشرة في مناطق دون أخرى ، حيث تمثل هذه التعريفات الصفات المرغوب فيها في منطقةمحددة، وتنطوي على استجابة واضحة لحاجات المجتمع وقيمه من دون اعتبار يذكر لحاجاتالفرد نفسه. ولما كانت حاجات المجتمع وقيمه السائدة خاضعة للتغير من بلد لآخر ومنعصر لآخر تبعاً لنوع الأيديولوجية السياسية والاقتصادية والعقائدية، فإن هذهالتعريفات أيضاً ليست جامدة وتتأثر بمحددات الزمان والمكان (جروان، 1998). بمعنىآخر انه ليس شرطاً أن تكون صفات الموهبة المرغوبة في منطقة ما ، تلقى نفس الرغبةلدى مناطق أخرى .
3- تعريفات تعتمد على السمات الشخصية و السلوكية للموهوبين : وهي قوائم تشمل عدداً من الصفات السلوكية المرغوبة ، والتي يتم من خلالها تشجيعالفرد على أدائها. وتعتمد هذه القوائم على نتائج العديد من الدراسات التي توصلت إلىأن الموهوبين يظهرون أنماطاً من السلوك أو السمات التي تميزهم عن غيرهم (جروان، 1998)، والتي أوردنا بعضها سابقاً. ولعل من أهم هذه المقاييس مقياس Scales for Rating the Behavioral Characteristics of Superior Students (SRBCSS) المعد لقياسالصفات السلوكية للطلبة المتميزين، وهو يكشف عن الإبداع، والقيادة، والمثابرةوالدافعية، والتعلم، وهذه الأربعة هي الأهم من بين المعايير العشرة التي اقترحها Renzulli ، فيما تقيس الستة معايير المتبقية البراعة الفنية، والموسيقى، والمسرح،ودقة الاتصال، والتعبيرية في الاتصال والتخطيط. ويقوم هذا المقياس في العادة علىجهد المعلم وتعاونه في قياس الصفات السلوكية للطالب المتميز (جروان، 1998؛ السرور، 1998). ومن التعريفات الشهيرة التي تعتمد على السمات السلوكية في تعريف الموهبةتعريف Durr الذي ينص على أن الطفل الموهوب يتصف بنمو لغوي فوق المعدل العام،ومثابرة في المهمات العقلية الصعبة، وقدرة على التعميم ورؤية العلاقات، وفضول غيرعادي، وتنوع كبير في الميول (جروان، 1998).
4- التعريفات التربوية المركبة: وهيجميع التعريفات التي تتضمن إشارة واضحة للحاجة إلى مشروعات أو برامج تربوية متميزةلتلبية حاجات الطلبة الموهوبين (جروان، 1998). وتندرج أشهر التعريفات المقبولةعالمياً ضمن هذه الفئة من التعريفات، ومن أمثلتها:
# تعريف مكتب التربيةالأمريكي:
يعرّف مكتب التربية الأمريكي الموهبة giftedness على أنها الأداءالمتقدم الاستثنائي أو القدرة الكامنة على الأداء المتميز فيما يختص بالذكاء، أوالإبداع، أو القيادة، أو الفنون، أو مجالات أكاديمية محددة، حيث يأتي الطلبة ذويالمواهب المتميزة من جميع البيئات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية (Callahan, 2003). وقد ورد هذا التعريف في تقرير مفوض التربية الأمريكي Marland عن الطلبةالمتميزين الذي رفعه لمجلس الشيوخ الأمريكي في العام 1972؛ وحدد فيه ست خصائصأساسية للطلبة الموهوبين، يندرج تحت كل خاصية منها مجموعة من الخصائص الفرعية التيتوضح سمات هؤلاء الطلبة. ووفق هذا التعريف يعتبر الموهوب هو الفرد الذي يمتلك بعضأو كل القدرات الآتية (جروان، 1998؛ السرور، 1998):
1) القدرات العقليةالعامة: من مثل:
- استنباط الأشياء المجردة.
- معالجة المعلومات بطريقةمعقدة.
- الملاحظة الدقيقة.
- استثارة الأفكار الجديدة.
- الاستمتاعبالفرضيات.
- التعلم بسرعة.
- استخدام المفردات العميقة.
- المبادرة.
- الاهتمام بالبحث.
2) القدرات الإبداعية والإنتاجية؛ من مثل:
- التفكيرالمستقل.
- الأصالة في التفكير والتعبير اللفظي والكتابي.
- إدراك حلولمتعددة للمشكلة الواحدة وعرضها.
- سرعة البديهة.
- الاختراع والابتكار.
- الارتجال.
- عدم الاكتراث بالاختلاف عن المجموعة.
3) الاستعداداتالأكاديمية التحصيلية الخاصة؛ من مثل:
- القدرة على التذكر بشكل كبير.
- الاستيعاب المتقدم.
- سرعة اكتساب مهارات أساسية في المعرفة.
- القراءة بتوسعفي مجال الاهتمام.
- النجاح بتفوق في مجال الاهتمام.
- السعي بحماس ونشاطللاهتمامات الخاصة.
4) القدرات القيادية؛ من مثل:
- تولي القيامبالمسؤوليات.
- التوقعات العالية من قِبل الذات والآخرين.
- الطلاقة بمعنىالقدرة على التعبير عن الذات بشكل مختصر.
- التنبؤ بالنتائج والقراراتالصحيحة.
- اتخاذ القرارات بحكمة.
- النزوع نحو البناء.
- التقبل والمحبةمن قِبل الرفاق.
- الثقة بالنفس.
- التنظيم.
5) الفنون البصرية أوالإدائية؛ من مثل:
- الحس الواضح للعلاقات المكانية.
- القدرة غير العادية فيالتعبير عن النفس والمشاعر والمزاج من خلال الفن والرقص والتمثيل والموسيقى.
- التآزر الحركي الجيد.
- الرغبة في الانتاج الخاص.
6) القدرة المهارية (نفس حركية)؛ من مثل:
- التحدي من خلال أنشطة حركية صعبة.
- الاستمتاعبالمشاركة في الفرص الرياضية المختلفة.
- الدقة البالغة في الحركة.
- البروزفي المهارات الحركية.
- التناسق الجيد.
- براعة في المهارات اليدوية.
- مستوى عال من الدقة.
وقد تعرض هذا التعريف للانتقادات وتم تعديله أكثر من مرة،وتشير الصيغة المعدلة للعام 1981 إلى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الين يعطوندليلاً على اقتدارهم على الأداء الرفيع في المجالات العقلية والإبداعية والقيديةوالأكاديمية الخاصة، ويحتاجون خدمات وأنشطة لا تقدمها المدرسة عادة، وذلك من أجلالتطوير الكامل لمثل هذه الاستعدادات أو القابليات (جروان، 1998).
# تعريفرنزولي (Joseph S. Renzulli):
يعرّف Renzulli الموهبة على أنها محصلة ثلاثمجموعات من السمات الإنسانية وهي (http://www.mohob.net/mrkz/index.php):
أ- القدرات العامة (Above Average Ability):
1. مستوى عال من التفكير التجريدي.
2. التفكيرالمنطقي اللفظي والرياضي.
3. العلاقات المكانية.
4. الذاكرة طويلة الأمد Long Term Memory.
5. الطلاقة اللفظية (الفصاحة)
6. التكيف في المواقف والبيئاتالجديدة.
ب- مستوى عال من الرغبة والحماس والتفاني في أداء الواجب: (High Task Commitment) ولديهم القدرة على مواجهة الصعاب وحل المشكلات ولا يرضون بالقليل بليطمحون إلى الامتياز وجودة وإتقان العمل.
ج- الإبداع (Creativity):
1- الطلاقة (Fluency).
2- المرونة (Flexibilty).
3- الأصالة (Originality).
4- غريزة حب الاستطلاع (Curiousity).
5- التطوير (التفاصيل) (Elaboration).
وعليه؛ يكون الموهوبون وفق هذا التعريف هم أولئك الذي يمتلكون أولديهم القدرة على تطوير هذه التركيبة من السمات واستخدامها في أي مجال قيّم للأداءالإنساني، وهم بذلك يحتاجون إلى خدمات وفرص تربوية واسعة التنوع لا توفرها عادةالبرامج التربوية الدارجة (جروان، 1998). وسيتم إفراد قسم خاص في هذه المقالةلإيراد مزيد من التفاصيل حول إسهامات Renzulli في مجال تربيةالموهوبين.
======================
خواص الموهوبين:
يتصف الموهوبون بالعديد من الخصائص المميزة، بعضها عام، وبعضهاخاص في مجالات محددة. ويمكن إجمال بعض هذه الخصائص كما وردت في العديد من المصادرعلى النحو التالي (جروان، 1998؛http://www.mohob.net/mrkz/index.php؛
؛http://www.jeddahedu.gov.sa/mouhubin..._maohobeen.htm ):
(أ) خواص عامة:
- يتعلمون القراءة مبكراً (قبل دخول المدرسة أحياناً) معحسن الاستيعاب للغة، ويقرؤون بسرعة وسهولة ولديهم ثروة مفردات كبيرة.
- يتعلمونالمهارات الأساسية أفضل من غيرهم وبسرعة ويحتاجون فقط إلى قليل من التمرين.
- أفضل من أقرانهم في بناء الفكر والتعابير التجريدية واستيعابها.
- أقدر علىتفسير التلميح والإشارات من أقرانهم.
- لا يأخذون الأمور على علاتها، غالباً مايسألون كيف؟ ولماذا؟
- لديهم القدرة على العمل معتمدين على أنفسهم من سن مبكرةولفترة زمنية أطول.
- لديهم القدرة على التركيز والانتباه لمدة طويلة.
- غالباً ما تكون لديهم رغبات وهوايات ممتازة وفريدة من نوعها.
- يتمتعون بطاقةغير محدودة.
- لديهم القدرة المتميزة للتعامل الجيد مع الآباء والمدرسينوالراشدين ويفضلون الأصدقاء الأكبر منهم سناً.
(ب) خواص ابداعية (ابتكارية):
- مفكرون سلسون فصحاء قادرون على التصور لعدد من الاحتمالاتوالنتائج والأفكار التي لها علاقة بالموضوع المطروح للنقاش.
- مفكرون مرنونقادرون على طرح بدائل واختيارات واقتراحات عند اشتراكهم في حلول المشاكل.
- تجدلديهم القدرة والابداع والربط بين المعلومات والأشياء والأفكار والحقائق التي تبدووكأن ليس لها علاقة ببعضها.
- مفكرون مجتهدون وجادون في البحث عن الجديد منالخطوات والأفكار والحلول.
- لديهم الرغبة وعدم التردد في مواجهة المواقفالصعبة والمعقدة ويبدون نجاحاً في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة.
- لديهم القدرةعلى التخمين الجيد وبناء الفرضيات أو الأسئلة مثل ماذا لو؟
- يُعرفونبأندفاعيتهم وحدسهم داخل نفوسهم ويبدون حساسية عاطفية تجاه الآخرين.
- يتمتعونبمستوى عال من غريزة حب الاستطلاع والأفكار والمواقف والأحداث.
- عادة مايمارسون المزاح والتخيلات الذكية.
- أنشط ذهنياً من أقرانهم وغالباً ما يظهرونذلك عند اختلاف وجهات النظر.
- عندهم حساسية للمجال ومجذوبون للفنون.
- حبالاستطلاع، والسؤال عن كل شي وباستمرار.
- لديهم أفكار وحلول لمشكلات ومسائلمتعددة ؛ وتتسم إجاباتهم بالذكاء .
- التعبير عن الرأي بجرأة وعدم الخشية منالنقد.
- على قدر عال من حب اكتشاف الغامض.
- سرعة البديهة، وسعةالخيال.
- التمتع بروح الدعابة والطرافة والفكاهة.
- رهافة الحس والعاطفةالجياشة وسرعة التأثر عاطفياً.
- تذوق الجمال والإلمام بالإحساس الفني، والتركيزعلى الوجه الجمالي للأشياء.
- الانسجام مع الآخرين في العمل الجماعي.
- التدقيق في التحاليل و التعاليل قبل قبولها.
(ج) الخواص التعليمية:
- يتصفونبقوة الملاحظة لكل ما هو مهم وكذلك رؤية التفاصيل المهمة.
- غالباً ما يقرؤونالكتب والمجلات المعدة للأكبر منهم سناً.
- يستمتعون كثيراً بالنشاطاتالفكرية.
- لهم القدرة على التفكير التجريدي وابتكار وبناء المفاهيم.
- لهمنظرة ثاقبة لعلاقات الأثر والمؤثر.
- محبون للنظام والترتيب في حياتهمالعامة.
- قد يستاؤون من الخروج على الأنظمة والقواعد.
- عندهم حب الأسئلةلغرض الحصول على المعلومات كما هي لقيمتها الاستعمالية.
- عادة ما يكونون ناقدينمقيمين وسريعين في ملاحظة التناقض والتضارب في الآراء والأفكار.
- عندهم القدرةعلى الإلمام بكثير من المواضيع واسترجاعها بسرعة وسهولة.
- يستوعبون المبادئالعلمية بسرعة غالباً ما تكون لديهم القدرة على تعميمها على الأحداث والناس أوالأشياء.
- لهم القدرة على اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف وكشف ما يشذ عنالقاعدة.
- غالباً ما يقسمون المادة الصعبة ويجزؤونها إلى مكوناتها الأساسيةويعملون على تحليلها وفق نظام معين.
- لديهم القدرة الجيدة على الفهم والإدراكالعام.
- لديهم حصيلة لغوية ومصطلحات يتقنون استخدامها تفوق مستوى عمرهم.
- لديهم حصيلة كبيرة من المعلومات عن مواضيع شتى.
- سرعة البديهة وقوةالذاكرة.
- نفاذ البصيرة والقدرة على تحليل الوقائع وسرعة توقع النتائج، والسؤالعن كيفية حدوث الأشياء وحيثياتها.
- الإلمام ببعض الأنظمة والقواعد والقوانينالتي تساعد على وضع التعاميم واستخلاص النتائج.
- حدة الملاحظة والنظر إلىالأشياء من زوايا مختلفة.
- كثرة القراءة والمطالعة لمواضيع تفوق مستوى سنهم.
(د) الخواص السلوكية:
- لديهم الرغبة لفحص الأشياء الغريبة وعندهم ميلوفضول للبحث والتحقيق.
- تصرفاتهم منظمة ذات هدف وفعالية وخاصة عندما تواجههمبعض المشاكل.
- لديهم الحافز الداخلي للتعلم والبحث وغالباً ما يكونون مثابرينومصرين على أداء واجباتهم بأنفسهم.
- يستمتعون بتعلم كل جديد وعمل الأشياءبطريقة جديدة.
- لديهم القدرة على الانتباه والتركيز أطول من أقرانهم.
- أكثراستقلالية وأقل استجابة للضغط من زملائهم.
- لديهم القدرة على التكيف من عدمه معالآخرين حسب ما تقتضيه الحاجة.
- ذوو أخلاق عالية وتذوق للجمال والإحساسبه.
- لديهم القدرة على الجمع بين النزعات المتعارضة كالسلوك البناء والسلوكالهدام.
- عادة ما يظهرون سلوك أحلام اليقظة.
- يخفون قدراتهم أحياناً حتى لايبدون شاذين بين أقرانهم.
- غالباً ما يكون لديهم الإحساس الواضح والحقيقي حولقدراتهم وجهودهم.
(هـ) الخواص في مجال القيادة:
- الكفاءة في تحملالمسئوليات، وإنجاز كل ما يوكل إليهم من مهمات.
- الثقة الكبيرة بالنفس، والجرأةفي التحدث أمام الجمهور.
- يكونون محبوبين بين زملائهم.
- يألفون ويؤلفون منالجميع.
- التعبير عما يدور في خواطرهم بوضوح.
- التمتع بمرونة التفكير.
- اجتماعيون ولا يفضلون العزلة.
- يديرون الأنشطة التي يشاركون فيها.
- يشاركونفي بعض أو معظم الأنشطة المدرسية والاجتماعية.
(ز) الخواص في مجالالدافعية:
- السعي إلى إتقان أي عمل يوكل إليهم أو يرغبون فيه وتنفيذهبدقة.
- لا يرتاحون إلى الأعمال الروتينية.
- بحاجة إلى قليل من الحث لإتمامعملهم.
- السعي إلى إتمام عملهم، ومراجعة أنفسهم وعملهم قبل تسليمه.
- يفضلونالعمل بمفردهم.
- يهتمون بأمور الكبار التي لا يبدي من هو في سنهم أي اهتمامبها.
- غالبا ما يكونون حازمين ومغامرين.
- يحبون تنظيم الأشياء والعيشبطريقة منظمة.
- يميزون بين الصواب والخطأ، والحسن والسيئ.
وهكذا نرى أنالخصائص المميزة للموهوبين كثيرة جداً، مما يوحي باستحالة وجودها جميعاً في كلموهوب. بالإضافة إلى ذلك دلت الدراسات على أن الخصائص السلوكية لدى الطلبةالموهوبين في البيئات المختلفة تتشابه إلى حد بعيد (السرور، 1998)، فيما خلصت دراسةأجرتها السرور (1989) إلى وجود خمسة أبعاد رئيسة للخصائص السلوكية للأطفالالأردنيين - ولربما العرب؛ هي:
(1) خصائص سلوكية في القيادة: مثل كون الموهوبمحبوباً من زملائه، متحملاً المسؤولية بشكل جيد، مشاركاً ومتعاوناً مع معلميهوزملائه.
(2) خصائص سلوكية في التعلم: مثل الحصيلة العالية من المفردات كماًونوعاً، والطموح الكبير للمعرفة، والاهتمام الكبير بالقراءة.
(3) خصائص سلوكيةفي الإبداع: مثل حب الاستطلاع، وسعة الخيال، وحب المغامرة.
(4) خصائص سلوكية فيالمثابرة: مثل نشدان الكمال، والمشاركة في جميع الأنشطة، والإنتاج.
(5) خصائصسلوكية في مرونة التفكير؛ مثل: الاستجابات السريعة، والقدرة القوية على الحكم علىالأشياء، وعدم الانزعاج من تغيرالروتين.
===================================
أساليب الكشف عن الموهوبين:
تواجه غالبية المجتمعات معضلات معرفية أواجتماعية في تحديد الأساليب التي تعتمدها للكشف عن الموهوبين لديها. فمن الصعبمثلاً تحديد إحصائية دقيقة لأعداد الموهوبين في الولايات المتحدة بسبب الطيف الواسعمن تعريفات الموهبة المعتمدة لدى مدارسها. إلا أن تقرير مجلس مدراء برامج الموهوبينفي الولايات يشير إلى أن اثنتين وثلاثين ولاية أمريكية قد أعلنت تقديمها خدماتالتربية الخاصة لحوالي (2.4) مليون طالب موهوب خلال العام 1990، فيما لم تقدم باقيالولايات التي تناولها التقرير المذكور إحصائيات للمجلس بأعداد الموهوبين لديها. كذلك حددت بعض الولايات نسبة (10%) من طلابها على أنهم موهوبون، فيما حددت ولاياتأخرى نسبة تقل عن (5%) من طلبتها على أنهم موهوبون (Callahan, 2003).
كما ويخطئالكثيرون عندما يعتقدون أنه يمكن التعرف على الموهوب من خلال نتائجه في مقياس واحدفقط ، حيث أن هذا الأسلوب لا يتيح الفرصة لجميع الأفراد للتعبير عن الموهبة التيوهبهم الله إياها ، خاصة تلك المواهب المتخصصة و الدقيقة جداً . لقد أثبتت الأبحاثالعلمية أهمية أسلوب المحكات المتعددة؛ بمعنى استخدام عدد من المقاييس معاً للتعرفعلى جوانب الموهبة لدى الموهوب قبل الحكم على أحقية الطالب لخدمات الموهوب من عدمه. وفيما يلي أبرز أساليب الكشف عن الموهوبين المتداولة عالمياً (جروان، 1998، 2002).
أولا: قوائم الصفات السلوكية :
لقد قام العديد من المختصينبوضع قوائم لأبرز الخصائص السلوكية التي توحي بتميز الطفل في خصائص سلوكية محددة ،و من أشهر هذه القوائم :" مقياس تقييم الصفات السلوكية للطلبة المتميزين " و التيتعرف أيضا باسم :" SRBCSS " وهي من تأليف رنزولي و هارتمان وآخرون ، و لقد ترجمتإلى العربية بواسطة باحثين كثر مثل الدكتورة ناديا سرور حيث تم تقنينها إلى البيئةالأردنية ، و الدكتور عبد الرحمن كلنتن و تم تقنينها في البيئة البحرينية ،والدكتورة فاطمة نذر التي قامت بتقنينه في البيئة الكويتية. و يقيس هذا المقياسصفات عدة لدى الطالب من أبرزها : الصفات الإبداعية ، و الصفات التعلمية ، والصفاتالقيادية، والصفات الدافعية (السرور، 1998).
ثانيا : الاختبارات والمقاييس:
بإمكان الوالدين إخضاع ابنهما لبعض الاختبارات ، و للمعلومية فانهذه الاختبارات تقيس مدى استعداد الابن لهذا الاختبار في ذلك اليوم ، بمعنى أنهيصعب وضع تقرير نهائي نحو الطفل باستخدام نتيجة ذلك الاختبار فقط . ومن أشهرالاختبارات ما يلي:
* الاختبارات التحصيلية : تقيس الاختبارات التحصيليةمقدار ما يعرفه الطالب من المنهج المقرر ، و مقدار ما أتقنه من مهارات المنهجالمقرر . بمعنى آخر إن هذه الاختبارات لا تقيس مدى استعداد الطالب للتعلم بقدر مدىما تعلمه من مهارات معرفية (http://www.mohob.net/mrkz/index.php).
* اختباراتالذكاء : يُعرف بعضها (باختبارات القدرات) ، وضعت هذه الاختبارات لقياس سلوكياتتعلم الطفل و القدرة على التعلم. و معظم هذه الاختبارات تأخذ وسطا مقداره (100) وبذلك يكون كل من يأخذ (90) درجة وأقل يعتبر أقل من المتوسط . هذا وتعتمد العديد منمناطق التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال على اختبارات الذكاء intelligence tests للكشف عن الطلبة الموهوبين، إلا أن غالبية الأدلة الإرشاديةللكشف عن الموهوبين تنصح باستخدام توليفة من الاختبارات المقننة standardized test scores ، وأنظمة التصنيف الأكاديمي rating systems التي تطورها المدارس، وسجلاتالملاحظة الصفية، وتقويم الأداء performance assessments (Callahan, 2003). هذا وقدلعبت اختبارات الذكاء في الغالب دوراً حاسماً في تقرير ما إذا كان على الفردالالتحاق بالدراسة الجامعية، أو بالكليات المتوسطة، أو بالمدارس المهنية، كما ويؤديالآلاف من الأفراد اختبارات الذكاء كل عام، ولكن العديد من علماء النفس والتربويونيشككون اليوم فيما إذا كانت هذه الاختبارات وسيلة موثوقة للتنبؤ بمدى نجاح الفرد أوفشله في حياته الدراسية والعامة. إن واحداً من أهم هؤلاء الباحثين هو Robert J. Sternberg ؛ عالم النفس والأستاذ الجامعي في التربية في جامعة Yale الأمريكيةالعريقة، فقد قدم Sternberg في مقال له نشرته مجلة Scientific American في العام 1988 أدلة بحثية مناهضة لاختبارات الذكاء التقليدية، واقترح طرقاً متعددة لتحسينالاختبارات (Callahan, 2003). إن الاهتمام الزائد بدرجة ذكاء الموهوب دون وعي تامبما تعنيه من حقائق عن الموهوب قد يكون لها مردود سلبي وعكسي و مخالفة للمرجو منها،ولقد حدد بعض المختصين عدة أسباب للحد من الخوض في هذه الدرجات ، ومن هذه الأسبابما يلي (http://www.mohob.net/mrkz/index.php) :
1- أنها لا تقيسالقدرات الإنسانية كاملة ، بل تقيس عددا محدودا من القدرات.
2- أنها لا تراعيالخلفيات البيئية المختلفة ( خاصة الدقيقة منها ) لكافة المفحوصين مهما كانت دقةالباحثين ، فمثلا نلاحظ أن هناك بيئات مختلفة كلية من حيث العادات واللهجات علىالرغم من انتماء هذه البيئات / المحافظات إلى منطقة "سياسية" واحدة .
3- أنهاتركز على استخدام الورقة و القلم ، دون أن تعطي اعتبارا للأوضاع البيئية الخارجيةوالداخلية و الذاتية.
لذا وجب الحرص و الدقة حين اختيار هذه المقاييس، وأن يكونذلك تحت إشراف فريق متخصص ، وعدم إعطاء هذه الاختبارات وزنا مبالغا فيه .
ثالثا التزكيات :
تلجأ أحيانا بعض الجهات المختصة الى اعتماد تزكياتالمعلمين ، والوالدين، والزملاء، وكل من خالط الطالب . حيث يقوم هؤلاء بتعبئة نموذجيصفون من خلاله بعض السلوكيات الهامة و التي تمت ملاحظتها على الموهوب أثناءمعايشتهم له. كما يقومون بإعطاء تقدير مئوي عن هذه السلوكيات يتم من خلالها اتخاذالقرار المناسب تجاه الطالب (http://www.mohob.net/mrkz/index.php).
رابعا : الأعمالالمتميزة:
يفرض عدد من الموهوبين أنفسهم بواسطة أعمالهم المتميزة على الساحةالعملية . وتغطي هذه الأعمال مساحة شاسعة بدءا من الاختراعات العلمية و حتى الأعمالالمهنية البسيطة . الجدير ذكره أنه يجب تقييم هذه الأعمال على أسس منها منطلقالفكرة ، العناء الذي تكبده الطالب ، بساطة المواد المستخدمة، مدى اعتماد الطالبعلى نفسه ، المهارات التي تعلمها الطالب ، الوقت المصروف للعمل ، التكلفة المالية،المستفيدين من العمل ، وما شابه . ويكون هناك تقييم من المعلم المشرف و الوالدينوالمختصين و رأي الطالب نفسه (http://www.mohob.net/mrkz/index.php).
لقد أثبتت نتائجالأبحاث التطبيقية و أدبيات هذا العلم ( الموهوبين / وعلم الإحصاء) على أهميةاستخدام توليفة من المقاييس الموضوعية و التقديرية وذلك لضمان سلامة الاختيار مدمجةفيما يعرف باسم المحكات المتعددة . وهو اسلوب علمي يتم من خلاله الاستناد الى عددمن المقاييس الموضوعية و التقديرية ، متعددة المصادر (كالمعلمين و أولياء الأمور والزملاء و الطالب نفسه) للتعرف على قدرات الطالب في مواقع و أزمنة مختلفة تساهم فيالتعرف على الطالب بشكل أفضل. وفي الغالب تتخذ أساليب الكشف عن الموهوبين أحدطابعين هما (http://www.mohob.net/mrkz/index.php):
أولاً: أسلوبالقُمْع ( التصفية) :
في هذا الأسلوب يقوم المربي باختيار الطلاب على أساساجتياز المقاييس وفق ترتيب يضعه المسؤول . كأن يتم اختيار الطلاب الحاصلين علىتقدير امتياز من طلاب المدرسة ، ثم من هؤلاء الممتازين تتم عملية اختيار الحاصلينعلى تزكيات المعلمين ، ثم يخضع هؤلاء الحاصلين على التزكيات إلى مقياس القدرات، حيثيتم ترشيح أفضل 5% منهم ليجلسوا إلى اختبار (أ) ، الحاصلين على أفضل 5% من اختبار (أ) يتم ترشيحهم إلى اختبار (ب) . وبذلك نحصل على ما يسميه أصحاب هذا الأسلوببالموهوبين.
مزايا هذا الأسلوب :
1- سهولة التطبيق.
2- التصفية بطريقةقد يسميها البعض "علمية" لا مجال للمداخلات فيها.
3- مراعاة الإمكانات .
4- القدرة على التحكم في الاعداد حسب النسب والميزانية المقترحة .
عيوب هذاالأسلوب :
1- عدم مراعاة الفروق الفردية و حالة الطالب النفسية و الاجتماعيةوالاقتصادية قبل وأثناء و بعد الاختبار.
2- إن عدم الترتيب المنطقي للمقاييس قديسبب في فقد مواهب خاصة قد تكون هامة – كأن يكون الطالب مبدعا لكن وجود أسباب معينةقد لا تساعده على اجتياز مقياس القدرات فنخسر مبدعا بسبب هذا الترتيب.
3- احتمالات فقد الطلاب الموهوبين ، خاصة من ذوي المواهب الخاصة أكبر من احتمالاتشمولهم في عملية الكشف و استحقاقهم للخدمة.
ثانيا: أسلوب الجدول:
يقومهذا الأسلوب على أساس جمع جميع البيانات (الموضوعية والتقديرية) عن جميع الطلاب (بيانات متكاملة) يتم من خلاله ترشيح الطالب بموجب نتائج المقاييس المستخدمةللبرامج المناسبة .
مآخذ على هذه الطريقة :
1- انها بحاجة الى تجهيزات كبيرة (كالتجهيزات البشرية المؤهلة ، و المعدات وما شابه)
2- انها بحاجة الى الكثيرمن الوقت مقارنة بالاسلوب السابق.
مزايا هذه الطريقة :
1- بناء قاعدةمعلوماتية عن جميع الطلاب بشكل شبه دقيق .
2- امكانية تحديد جوانب القوة والضعف لدى كل طالب .
3- تخطيط البرامج الاثرائية و الداعمة بشكل دقيق وفاعلللسنة كاملة .
4- ترشيح الطلاب بشكل فاعل للانشطة و البرامج.
5- متابعةالطالب لابراز الاداء الموهوب و تطور ادائه طوال فترة مشاركته ببرامج رعايةالموهوبين.
=================================
رعاية الموهوبين:
أولاً: دور الأسرة في رعاية الموهوبين:
المنزل هوالبيئة الأولى لرعاية الموهوب، والوالدان هما أول من يستطيع التعرف على الموهوبوخدمته . لذلك يجب على كل معني بالموهوبين أن يبذل ما في وسعه في سبيل تبصير أولياءالأمور بما يمكن لهم فعله لرعاية أبنائهم من الموهوبين. ومن المقترحات في هذا الصدد (http://www.mohob.net/mrkz/index.php):
أولاً: تثقيف أولياءالأمور بمفهوم الموهبة، والتعريف بخصائص الموهوبين، وذلك ممكن عن طريق النشراتوالمحاضرات.
ثانياً: تعريف أولياء الأمور بأساليب الكشف عن الموهوبين. ويمكنلتحقيق هذا الغرض إقامة ورشات العمل من قبل الاختصاصيين في الموهبةوالإبداع.
ثالثاً: تعريف أولياء الأمور بالطرق الممكنة لكسب ثقة الموهوب، وتنميةقدراته، ومن تلك الطرق:
*) تخصيص الوقت والمصاريف: تخصيص وقت بشكل يومي أوأسبوعي للتعامل مع الموهوب، والتعرف على حياته بشكل قريب، من حيث الميسّراتلاستفادته من موهبته لدعمها والمعيقات لتجاوزها، مع تحديد مصروف معقول ومدروسلمساعدته على بناء شخصية مستقلة، دون إفراط ولا تفريط.
*) حسن الاصطحاب : نظراًلرجاحة العُمُر العقلي للموهوب على عمره الزمني، فإنه بحاجة ماسة إلى صحبة منيستطيع فهمه ومبادلته المشاعر، وإيضاح سبب تباين المستوى الفكري والعاطفي بينه وبينأقرانه العاديين في مجتمعه المحيط.
*) توفير الخدمة التربوية الخاصة التييحتاجها الموهوب: فبقليل من الجهد قد يستطيع الوالدين توفير تلك الخدمة، خاصة إنكانت تقتصر على توفير بعض الكتب والأجهزة والمواد التعليمية البسيطة في حدودإمكانيات الأسرة، وبعد الحصول على الاستشارة المتخصصة. إن عملية ترك توفير هذهالخدمة إلى مراكز رعاية الموهوبين قد تستغرق وقتاً وجهداً يمكن اختصارهما إن قامالوالدان بذلك.
رابعاً: توعية الوالدين بالمخاطر المترتبة على إلحاق طفلهم غيرالمؤهل بالبرنامج الإثرائي للموهوبين: ففي الغالب تتسبب العاطفة الكبيرة المتبادلةبين الطفل ووالديه في دفع الوالدين لاتخاذ قرار بإلحاقه بمثل ذلك البرنامج علىالرغم من عدم نجاحه في اجتياز عتبة التأهيل لتلك البرامج، مما يتسبب في معاناةنفسية وجسدية واضحة لدى الطفل، ويؤدي إلى نتائج سلبية (السرور، 1998).
خامساً: تعريف الوالدين بطرق رعاية الموهوب في المنزل. ومن هذه الطرق:
1. إعطاء الموهوبمرونة كافية للاستفادة من وقته في المنزل: وذلك عن طريق تنظيم جدول يومي للنشاطاتالمنزلية يتم فيه توزيع وقت الموهوب بين نشاطات التعرف على معارف جديدة، وممارسةالمواهب والهوايات، وتفعيل مهارات التواصل الاجتماعي، وذلك لكسر الروتين اليوميالممل خاصة بالنسبة لشخصية الموهوب التي تسعى إلى التجديد والتطوير دائماً. كما يجبالانتباه لأهمية تجنب الجدول المزدحم الذي يؤدي إلى زيادة الضغوط على الموهوب، بليجب الحرص على تنوع نشاطات الجدول اليومي ومرونتها وملاءمتها لخصائص الموهوبالجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
2. التعزيز الإيجابي: يبالغ معظم الآباءفي التعزيز المادي الملموس لأبنائهم الموهوبين، وبطريقة قد تتجاوز المعقول والمقبولتربوياً أحياناً، مما يؤدي إلى نتائج عكسية. الموهوب بحاجة أكثر إلى المعززات غيرالمادية مثل المعززات النفسية و اللفظية، وإلى إظهار الاحترام لشخصه والتقديرلموهبته. وفي مجتمعنا الإسلامي يطيب لأهالي الموهوبين اللجوء إلى تحصينهم بالدعاء،والمأثور من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة لما لهما من وقع إيجابي وعميق فيالنفس المسلمة.
3. تحاشي العقاب : يتصف الموهوبين في العادة بالحساسية المفرطة. لذا يجب تحاشي استخدام العقاب - بشتى أنواعه كالبدني واللفظي والحركي - في تعديلسلوكهم، واللجوء بدلاً من ذلك إلى أساليب تعديل السلوك المعرفية المتعددة.
4. التربية الأخلاقية: لقد حث ديننا الإسلامي على التزام الأخلاق الحسنة في كل حالوسلوك. ويبدو هذا الأمر هاماً جداً بالنسبة للموهوب الذي قد يجرفه الاعتداد بموهبتهإلى توظيف شيء منها في سلوكات غير مقبولة أو لاأخلاقية. بل قد يتعرض الموهوبأحياناً إلى ضغوطات من أقرانه أو بعض الراشدين لممارسة تلك السلوكات، وينصاع هولهذه الضغوطات خوفاً منهم أو طمعاً في كسب محبتهم. هنا تبرز أهمية تدريب الموهوبعلى السيطرة على نزواته والتزام السلوكات المقبولة شرعاً وعرفاً، وعلى مواجهةالضغوط الاجتماعية السلبية بشكل إيجابي.
5. بناء العلاقة الأخوية المبنية علىالاحترام المتبادل: فالموهوب يحتاج إلى الارتباط والتواصل مع شخصية متفتحة قادرةعلى فهم شخصيته الفريدة، وتقدير مشاعره المتميزة عن أقرانه. ولهذا يجب أن تتخطىعلاقة الأب بابنه الموهوب النمط التقليدي لتصبح علاقة أخوة وصداقة حميمة تسودهاالثقة والمودة والاحترام المتبادل.
ثانياً: دور الموهوب في رعايةموهبته:
حتى تكتمل حلقات الرعاية للموهوب، فلا بد أن يكون للموهوب نفسه دورفيها. فالطالب الموهوب هو أكثر المعنيين برعاية موهبته. ولن يتمكن أحد من تقديم مايلزم له من رعاية ما لم يقدم الموهوب ما يلزم من إيضاحات تتعلق بموهبته واحتياجاته. من هنا يجب على الموهوب أن يتمتع بالمهارات التالية (http://www.mohob.net/mrkz/index.php):
*) القدرة على التعرفعلى نقاط القوة لديه، ودراستها بتمعن، والعمل على تطويرها وتبنيها: فقد يصعب علىالمربين – من أولياء أمور أو معلمين - اكتشاف موهبة الفرد في الوقت المناسب، لذافعلى الفرد العمل على استعراض مواهبه كلما أتيحت له الفرصة، وألا يخجل من ذلك في أيمكان أو زمان متى كان مناسباً. إن تمكّن الفرد من السلوك كموهوب في أي ظرف، وتمرسهفي إظهار مواهبه وبحثه عمن يساعده على تطويرها، يشجع المحيطين به على السعي جاهدينلتشجيعه وتطويره.
*) تعلم كيفية التخلص من نظرة الآخرين وتوقعاتهم: فمن المتوقعأن يضع الكثيرون الموهوب تحت مجهر لمراقبته وإحباطه عفواً و قصداً، وهنا تظهر أهميةحرص الموهوب ولباقته في التخلص من المواقف المحرجة.
*) عدم قتل الوقت في محاولةإرضاء الآخرين: فمن الواجب على الموهوب أن يحرص على التعلم، وإشباع كل ما من شأنهتطوير مواهبه، بدلاً من صرف الوقت والجهد في محاولة إرضاء الجميع من حوله ممن قديؤخره ويضيع وقته سدى، فعملية إرضاء جميع الناس غاية لا تدرك.
*) البحث عنبرامج إثرائية لتعزيز موقف الموهوب وإشباع رغباته: فهناك العديد من المعلمينوالمختصين في المجال الذي يميل إليه الموهوب، لذا فهو بحاجة ماسة للبحث عنهمليتمكنوا من مساعدته.
*) البحث عن مهنة المستقبل: فمن المؤكد أن الموهوب يرغب فيمهنة شريفة يستطيع من خلالها إثبات نفسه وتطوير موهبته، ومن الطبيعي أن يسعىالموهوب طويلاً ليتعرف إلى ما يمكن أن يكون عليه مستقبله المهني. وبالتالي عليه ألايتردد في طلب المساعدة من المختصين للتعرف على مهنة المستقبل بشكل أفضل، وأن يستزيدمن المعرفة بالمهن المتعددة حتى يتمكن من اتخاذ قراره المهني بما يتفق ورغباتهوميوله وإمكاناته وقدراته ومواهبه.
ثالثاً: دور المدرسة في رعايةالموهوبين:
يعتقد التربويون أن الطلبة الموهوبين بحاجة إلى خدمات تربويةخاصة لاختلاف حاجاتهم التعليمية بصورة واضحة عن الحاجات التعليمية للطلبة العاديين؛فهم يتعلمون بسرعة أكبر، ويستطيعون استيعاب الأفكار الأكثر تعقيداً وتجريداً، وهمقادرون أيضاً على تحويل المعرفة الحالية إلى أشكال أخرى جديدة ومفيدة، وأن يبدعوامعرفة جديدة تتميز بالأصالة والتعقيد والطلاقة (Callahan, 2003). هذه القدرات يمكنتعزيزها من خلال خدمات التربية الخاصة والتسهيلات المقدمة للطلبة الموهوبين. علاوةعلى ذلك؛ يحتاج بعض المتعلمين الموهوبين إلى خدمات إرشادية خاصة تساعدهم على التكيفالاجتماعي والعاطفي في مواجهة التعقيدات الناتجة عن قدراتهم الاستثنائية؛ فالطلبةالموهوبون يتقنون المعرفة المقدمة إليهم في وقت أقصر، ويتعلمون بشكل أسرع من المعدللدى الطلبة العاديين، لكن هذه المواهب نفسها هي التي تبقيهم بعيداً عن باقي الطلبة،وتقودهم إلى الشعور بالعزلة والوحدة (Callahan, 2003).
================================================== ===