بحريني مصاب بمتلازمة داون يرزق بمولوده البكر في رابع حالة في العالم
يُعَدُّ فجر السبت الموافق (5 يوليو/ تموز 2014) يوماً استثنائياً بالنسبة إلى الشاب حسين جعفر النكال المصاب بمرض «متلازمة داون»، بعد أن وضعت زوجته في مجمع السلمانية الطبي مولوده البكر «جعفر»، بعد طول انتظار ورحلة علاج دامت 3 سنوات من زواجه.
وعن ذلك الأمر وصف أحد أقرباء حسين المشهد قائلاً: «على مقربة من الركن المخصص للاستعلامات بداخل قسم الولادة في مجمع السلمانية الطبي كان يقف الشاب حسين منتظراً على وجل، حيث على بعد عدة أمتار فقط كان يسمع تأوّهات زوجته الصادرة من داخل غرفة الولادة، إنه ضجيج صاخب ممزوج بالترقب مع حالة الاستنفار المعلنة في تلك اللحظات الصعبة».
وربما تكون قصة الشاب حسين بشارةَ خيرٍ على أصحاب فئة متلازمة داون وعائلاتهم، وهي قصة أمل بلا شك، في حين أن البعض يؤكد أن حالة الشاب حسين تعتبر رابع حالة من متلازمة داون على مستوى العالم يُرزق فيها شخص من أصحاب هذه الفئة بمولود، إلا أن «الوسط» لم تتمكن من التأكد من صحتها لعدم وجود إحصائيات ثابتة ودقيقة في ذلك الأمر.
مواقف تخطف الأبصار
لم تتوقع فاطمة النكال - قط - رؤية ذلك المولود الذي طال انتظاره وهو يضيء منزل العائلة بجزيرة سترة، ففي البداية كان حلم والدها بتزويج شقيقها حسين - من فئة متلازمة داون - وبعد عناء التقدم والرفض شاء القدر أن يرتبط شقيقها بكريمة إحدى الأسر البحرينية.
وامتلأت حياة شقيقها بالحب وغمرها الحنان، وظل هاجس الأمل يراود والدها على أن يرزق حسين بمولوده البكر، إلا أن الموت كان له كلمة قبل الأوان ليتوفى الوالد منذ نحو شهرين دون أن تكتمل فرحته بقدوم مولود ابنه، وهكذا كان رغبة من الجميع ومن شقيقها حسين أن يحمل ولده اسم والده.
وتقول فاطمة النكال: «أنا سعيدة الآن، لقد كان قدوم المولود لشقيقي مصدر فرحنا، وبالرغم من أن الجميع كان يأمل لو أن والدي موجود معنا في هذه اللحظات إلا أنه ليس بيدنا إلا الدعاء له وهو تحت الثرى».
وتحاول فاطمة أن تسترجع بعضاً من تلك المواقف التي تخطف الأرواح قبل الأبصار بالنسبة إلى عائلة النكال، وتحديداً قبل أن يرتبط شقيقها وتقول «شقيقي حسين يبلغ من العمر (27 عاماً) وهو من أصحاب فئة متلازمة داون، ولا تقتصر العقبات التي واجهتنا بدءاً من الأخبار السائدة عن عدم مقدرة ذكور متلازمة داون على الإنجاب، وليس وصولاً إلى العقبة الأهم وهي كيفية إقناع أي فتاة بالموافقة على الارتباط بأحد أصحاب فئة متلازمة دوان، وتلك كانت من أصعب الأمور التي واجهتنا عندما كنا نبحث عن زوجة له، حيث تقدم شقيقي حسين لنحو 4 فتيات وتم الرفض من قبلهن، ولكن والدي رحمه الله كان مقتنعاً بحصول فرج في ذلك الأمر، لذا حاول وكان لديه إصرار وعزم على المواصلة لتزويج ولده حسين، والحمد لله في النهاية كان ارتباطه بزوجته الحالية وهي من عائلة محترمة».
ولم تنتهِ الصعوبات التي واجهها الشاب حسين وعائلته عند هذا الحد كما تقول فاطمة النكال، وتضيف في ذلك قائلة «بعد زواج شقيقي حسين وذلك منذ نحو 3 سنوات مضت، كان حلم والدي أن يرزق شقيقي بمولود، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الأمل في أن يرزق شقيقي بمولود يضيء له حياته، ولقد راجعنا العديد من الأطباء المختصين وبدا لنا أن هناك بصيصاً من الأمل يلوح في الأفق وكان لنا ما أردنا بعد توفيق من الله».
والدنا الأكثر ثقة
يتهافت الجميع بين الحين والآخر على حسين وزوجته لعلّ وعسى أن تكون هناك أخبار مفرحة قادمة في الطريق، إلا أنه ومع بدء تسرب اليأس إلى أغلب أفراد العائلة - ومن بين الجميع - كان لثقة والدي بمشيئة الله أن تتحقق ولو بعد حين.
وفي ذلك تكمل الشابة فاطمة النكال وتقول: «بالفعل فقد كان والدي الأكثر ثقة من بين الجميع على أن حسين سوف يرزق بمولوده البكر، وبالرغم من تحقق هذا الحلم إلا أن الموت كان أسرع من أن يري والدي هذا الحلم بعينيه، فقد توفي قبل نحو شهرين من الآن، وللأسف لم يبقَ بيننا ليرى حلمه قد تحقق».
وتضيف «وقد كان موقف حسين بالمستشفى عندما تم إخباره بولادة زوجته أنْ اختلطت دموع فقد الوالد مع دموع فرحِه بقدوم مولوده، ولهذا أسماه على اسم والدي رحمه الله، فكان لنا «جعفر» من جديد لعلّ وعسى أن يكون براً بوالديه كما كان شقيقي حسين براً بوالديّ».
العدد 4335 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ