#1  
قديم 12-01-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي تواصل الأم مع طفلها ضعيف السمع

 

تواصل الأم مع طفلها ضعيف السمع

د- عطية عطية محمد
استاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية جامعة الزقازيق

التواصل عملية هامة لتفاعل الإنسان ويظهر منذ ميلاد الطفل وتعد علاقة الأم بالطفل هي
العلاقة الأكثر أهمية خلال سنوات حياته الأولى فهي التي تمنحه الحب والدفء وأي حالة تمنع الطفل من هذه العلاقة تسمى بالحرمان الأمومي فالطفل قد يكون محروماً من أمه حتى وإن عاش بجانبها لكونها تكون غير قادرة على منحه الحب الذي يحتاجه.
ففي المراحل الأولى للتفاعل بين الأم والطفل يحدث التبادل الذي ينشأ عن سلوكيات المدح الذي ينشأ بين الأم والطفل فإن كلاً من الأم والطفل يثير بعضهما البعض، ويستجيبا لبعضهما البعض فهذا التفاعل المبكر يقوي الترابط العاطفي بين الأم والطفل ويحدث ذلك التفاعل حينما يبدأ الطفل في تبادل النظرات والألفاظ مع الأم فنجاح التواصل بين الطفل والأم يعتمد على سلوك الطرفين، فالإعاقة السمعية التي يعاني منها الطفل قد تجعله في وضع لا يمكنه من الإحساس بالمؤثرات التي تصدرها الأم أو إدراكها، مما ينعكس سلباً على التفاعل المتبادل بينهما. ففي فقدان السمع يكون الطفل منعزلاً عن المعلومات والاتصال الإنساني عن طريق السمع ، وهذا يعني فقدان العلاقة المبكرة بين الأم والطفل من خلال الصوت. ( فايز قنطار، 1992 : 189 )
ومن ثم تتعرض العلاقة الأسرية بين الأم وطفلها ضعيف السمع للتصدع بسبب غياب اللغة حيث أن الرابطة بين الأم وابنها تتشكل وتتدعم منذ بدايتها الأولى اعتماداً على اللغة المنطوقة، ومن المؤكد أن استمرار عجز الآباء عن التواصل مع أبنائهم الصم أو ضعاف السمع وخاصة خلال السنوات الأولى من عمرهم يعد أمراً ضاراً، لأن تلك السنوات كما يذكر ميدو ( 1984 ) تعتبر أكثر سنوات العمر كثافة في التواصل بين الآباء والأبناء العاديين ويذكر بياجيه ( 1967 ) في وصف تلك المرحلة أن العلاقات المتبادلة بين الآباء والأبناء تظل محدودة في تلك المرحلة حتى يتم إكساب الطفل لغة ما للتفاهم، وإذا لم يتحقق اكتساب لغة مشتركة يصبح البديل هو التقليد والمحاكاة الجسمية.


(
شاكر قنديل، 1995: 3 )
وأن السلوكيات التي يتبعها الآباء تجاه أبنائهم الصم تتمثل في توفير الحاجات الأساسية كأسلوب دال على الإفراط في الحب والتدخل المفرط في أمورهم الشخصية أو النبذ والقلق الذي قد يصل بهم إلى الخجل من الاعتراف بإعاقة ابنهم السمعية ففي كلتا الحالتين لا تتواجد أي وسيلة اتصال بين الآباء وطفلهم الأصم ولا يبذلون جهداً في إيجاد وسيلة اتصال بينهم وبين ابنهم الأصم وضعيف السمع.
ويوضح (Harvey ) بأن الأمهات اللاتي يرفضن قبول حقيقة أن أبنائهن صم يظهرن هذا الرفض في مقاومتهن لاستخدام لغة الإشارة وكما أن قلة الكفاءة والثقة عند الأمهات من غير الصم في القدرات اليدوية للاتصال جعل هؤلاء الأمهات غير مرنات حينما تتوافقن مع احتياجات الطفل ضعيف السمع فهؤلاء يصعب عليهم أن يستخدمن الإشارة حتى لو أتيحت لهن الفرصة ( Marschark, 1997(A), 119, 4 ).
وعلى العكس مما سبق تشير دراسة ( 1993(A), 281 Spencer ) إلى أن استخدام الأمهات الجيد للإشارة مع أطفالهن الصم وضعاف السمع ينتج من قبولها للطفل الأصم ضعاف السمع مما يؤدي إلى قبولها للاتصال معه من خلال لغة الإشارة.
وقد يختلف الاتصال باختلاف البيئة التي يتعلم فيها الطفل اللغة، حيث يستخدم الأمهات المعاقون سمعياً لغة الإشارة مع أطفالهن المعاقين سمعياً، وفي أغلب الأحيان يكون الأطفال معاقون سمعياً ذوي الأمهات الأصحاء سمعياً لا يعرفون لغة الإشارة. ( Messer, 1995: 244 ) ويذكر شاكر قنديل ( 2000 : 498، 516 ) أن أفضل مساعدة يقدمها الآباء لأطفالهم الصم وضعاف السمع هي فهم عالمهم الخاص من خلال توسيع دائرة الاتصال مع أشخاص صم وضعاف السمع، كي يشاركونهم خبرات وهموم ومشكلات الصم وضعاف السمع، وكيف يواجهون صعوبات العزلة، ومن ثم يقدرون أثر الصمم في حياة الفرد، وكلما اكتسب الآباء سهولة في التواصل وخبرة في التعلم كلما حدث التقارب الإيجابي مع أبنائهم.
فالتواصل الجيد يتطلب استمرار الأخذ والعطاء بين الطفل ومن يتعامل معهم، وتكشف الدراسات عن أن الأطفال جميعاً لديهم الاستعداد منذ الميلاد للاستقبال اللغوي والتعبير اللغوي، ونظرات العين تمثل استعداداً للتواصل مع كل ما يدور من حولها فالطفل يتحول من الحلقة في شيء معين يستولى على اهتمامه على استطلاع وجه والديه، ثم التعرف على تفاصيلها وتعبيراتها الدقيقة، ويستطيع الوالدان الاستفادة من هذا الاستعداد الطبيعي للتواصل بتحويل نظر الطفل إلى الشيء الذي يرغبون في تعريفه به ويستطيع الوالدان أن يعلما طفلهما الانتباه إلى أشياء معينة.
كما وتبرز حاجة واضحة الأطفال المعاقين سمعياً وضعاف السمع إلى التفاعل الاجتماعي داخل وخارج الأسرة وهذا يتطلب من الأطفال أن يمتلكوا مهارات تواصلية تمكنهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة مع رفاقهم. وبامتلاك الأطفال لمهارات التواصل فإنه يكون من السهل عليهم المشاركة في الأنشطة المختلفة وبالتالي حصولهم على قبول رفاقهم لهم ويؤدي تفاعل الأطفال الصم وضعاف السمع مع محيطهم ورفاقهم إلى إكسابهم مهارات حياتية مختلفة وتسهيل نموهم المعرفي واللغوي.
أن وجود الطفل الأصم وضعيف السمع في البرامج الإرشادية التدريبية يفرض عليه ضرورة التعامل مع البيئة السمعية وضرورة تطوير المهارات التعويضية لتسهيل عملية التواصل مع رفاقهم من حولهم. أضف إلى ذلك أن الأطفال ضعاف السمع يواجهون مشكلات في هذه البيئة من أبرزها وأهمها هو أنهم يبذلون مجهوداً عالياً أكثر من زملائهم في اكتساب المعلومات والمعرفة ويمرون في سلسلة من العمليات لبناء معنى من المعلومات المتقطعه التي يحصلون عليها. وبدلاً من التركيز على محتوى فهم يقضون وقتهم في تطوير معاني للإشارات المستخدمة من قبل الأم وعندما يطلب الطفل إعادة بعض المعلومات أو ما قيل له فقد يواجه الإحباط والخجل بسبب ربما إدراكه من قبل زملاءه بأنه أقل ذكاء أو لديه مشكلة انفعالية ويعتبر التواصل ضمن بيئة الطفل مشكلة بالنسبة للأم والطفل، فيكون من الصعب على الأم معرفة المعلومات غير المكتملة لدى الطفل أو يكون أحياناً من الصعب على الطفل إظهار ذلك. وعلى العكس من ذلك، فعندما تكون طريقة التواصل مشتركه بين الأم والطفل يكون سهلاً معرفة الجانب المتقن من غيره، كما يفتح ذلك المجال لتعزيز الطفل والثناء عليه وعلى جهوده وبالتالي تطوير مفهوم وتقدير ذات مرتفع.
لقد بدا واضحاً من المناقشة السابقة أن درجة الإعاقة السمعية تؤثر على اكتساب معلومات البيئة المحيطة وهذا يقودنا إلى ضرورة تزويد الأطفال ضعاف السمع بالتكنولوجيا السمعية المناسبة التي تجعل المعلومات التعليمية والسلوكية متوفرة في إطار مرجعي مفيد لهم.
 


 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2010, 12:03 AM
أم صالح نواف أم صالح نواف غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 5
افتراضي

 

جزاك الله خير

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 12:52 PM.