أشترى لى والدى طائر سنونو صغير ووضعه فى قفص قرب الشرفة
أعتدت أن أطعمه كل يوم وأنظر لحركات جناحيه السريعة وهو يحاول أختراق القفص من الصباح حتى المساء ولا ينام الا بعد أن يرتجف من شدة الإجهاد الذى أصابه من المحاولة ..
نهضت من فراشى ببطء وسرت نحو القفص ووقفت أتأمل طائرى الصغير
دخلت أمى من باب الغرفة وصدمها أنى واقف على قدمىّ وبسرعة حملتنى وعات بى لفراشى
وهمست بحنانها الذى أعرف
يا صغيرى ألم يقل الطبيب أنك تحتاج للراحة ..
شردت عنها وقلت بعد لحظات ...هذا الطائر أشتراه أبى للترويح عنى لكنى أشعر أنه محبوس مثلى أنا محبوس فى جسدى المعاق وهو محبوس فى قفصه الحديدى وكلانا يبحث عن الحرية
ألا يكفى يا أمى روحا واحدة محبوسة فى جسد ضعيف يتألم لماذا نختار لهذا العصفور نفس المصير
قرأت أمى الرائعة الفكرة التى تعتمل ببصدرى وقالت لى
هيا تسند على وأنهض ...
وأقتربت من القفص وفتحت الباب للطائر الصغير الذى بدا أنه غير مصدق لمنفذ الحرية الذى يراه ..
وهمست أمى فى أذنى بكل قوة ..يا صغيرى حاول ولا تيأس حتى تبصر الطريق الى الكون الواسع كهذا العصفور الصغير ..
وأنطلق بجناحيه الصغيرين يشق السماء بفرحة ..وحرية
وشعرت أن روحى ترتفع عاليا ..فى أمل وفى حياة ..وصوت بداخلى يؤكد لى
ربما تكون الأجساد فى قفص لكن الأرواح لا بد يوما ستحلق عاليا ...بحدود لا تعرف نهاية ولا مستحيل ..
تمت