الأسبوع العالمي للصم من 21-27 سبتمبر 2015
تحت شعار
حق الأطفال الصم التواصل بلغة الإشارة
يحتفل الاتحاد العالمي للصم، وهو منظمة دولية تمثل ما يقرب من 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، في الأسبوع الأخير من سبتمبر من كل عام بأسبوع الأصم العالمي وهو احتفال بإنجازات مجتمع الصم وثقافة الصم الغنية، وهو أيضا تذكير بالظلم الواقع على هذه الفئة في جميع أنحاء العالم. إنه انذار ينطلق كل عام لتنبيهنا جميعا أن هذه الفئة ما زالت تعاني من التمييز على أساس الفروق اللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية في جميع القارات.
لقد أطلق الاتحاد العالمي للصم اليوم العالمي للصم في عام 1951، وتم اختيار يوم الأحد الموافق 21 سبتمبر للاحتفال بالمؤتمر العالمي الأول للاتحاد العالمي للصم في شهر سبتمبر 1958، وتم وقتها تمديد الاحتفال في وقت لاحق من يوم واحد إلى أسبوع، والآن يحتفل به في جميع أنحاء العالم في الأسبوع الاخير من سبتمبر من كل عام.
الغرض من الأسبوع العالمي للصم هو لفت انتباه المشرعين وصانعي السياسات وعامة الجمهور إلى انجازات الصم واهتمامات مجتمع الصم، ويتم تشجيع منظمات الصم في جميع أنحاء العالم على القيام بحملات لنشر أو زيادة الوعي حول ثقافة الصم ولغة الاشارة، والقضايا القانونية على مستويات متفاوتة، هذا الحدث يزيد من التضامن بين الصم وأنصارهم، ويستخدم كعامل لتحفيز جهود أكبر لتعزيز حقوق الصم في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فقد قامت الرابطة الوطنية للصم الأمريكية في وقت لاحق باضافة يوم دولي للغة الإشارة بالتزامن مع الأسبوع العالمي للصم حتى يتم إدراك أهمية لغة الإشارة في العالم جنبا إلى جنب مع الحقوق اللغوية والإنسانية للأشخاص الصم.
والرابطة الوطنية للصم هي منظمة عضو في الاتحاد العالمي للصم وتمثل الأشخاص الصم في الولايات المتحدة، وقد انضمت إلى العديد من المنظمات الوطنية الأخرى للصم في جميع أنحاء العالم في للاحتفال بالأسبوع العالمي للصم.
وتسعى الرابطة الوطنية للصم للتواصل مع المجتمعات في جميع أنحاء البلاد للاحتفال والاعتراف بالأسبوع العالمي للصم بما في ذلك اليوم العالمي للغات الإشارة، وهي تدعو كل المنظمات التي تمثل مجتمع الصم بما في ذلك جمعيات الصم الأهلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى الانضمام إليها في تعزيز ونشر الوعي حول هذه الأحداث الهامة.
لغة الإشارة
لغة الإشارة هو مصطلح يطلق على وسيلة التواصل غير الصوتية التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة سمعياً (الصم) أو صوتيا (البكم)، رغم أن هنالك ممارسات اخري يمكن تصنيفها ضمن مستويات التخاطب الإشاري مثل إشارات الغواصين وبعض الإشارات الخاصة لدي بعض القوات الشرطية أو العسكرية أو حتي بين افراد العصابات وغيرها وهي تستخدم:
· حركات اليدين: كالأصابع لتوضيح الأرقام والحروف.
· تعابير الوجه : لنقل المشاعر والميول. وتقترن بحركات الأيدى لتعطي تراكيب للعديد من المعاني.
· حركات الشفاه: وهي مرحلة متطورة من قوة الملاحظة إذ يقرأ الأصم الكلمات من الشفاه مباشرة.
· حركة الجسم : كوضع بعض الإشارات على الأكتاف أو قمة وجوانب الرأس أو الصدروالبطن في استعمال إيحائى لتوضيح الرغبات والمعاني وذلك بشكل عام للتعبير عن الذات، وهي تختلف من بلد إلى آخر.
تطورُ لغةِ الإشارة
تواجدتْ لغةُ الإشارةِ مذْ أنْ تواجدَ الصمُّ في العالمِ, حيثُ بدأتْ لغةُ الاشارةِ في القرنِ السابعِ عشرَ في إسبانيا (مدريد في العام 1620م)، نشرَ (جوان بابلو بونيتت) مقالةً بالإسبانيةِ بعنوانِ (اختصارُ الرسائلِ والفنِّ لتعليمِ البكمِ الكلامَ), فاعتُبرَ هذا أولُ وسيلةٍ للتعاملِ معَ علمِ الأصواتِ, ومعالجةِ صعوباتِ النطقِ. كما أنها أصبحتْ وسيلةً للتعليمِ الشفهيِّ للأطفالِ الصمِّ بحركاتِ الأيديَ، والتي تمثلُ أشكالَ الأحرفِ الأبجديةِ؛ لِتسهيلِ التواصلِ معَ الآخرينَ. ومنْ خلالِ أبجدياتِ (بونيت)؛ قامَ الأطفالُ الصمُّ في مدرسةِ (تشارلز ميشيل ديليبي) باستعارةِ تلكَ الأحرفِ, وتكييفها بما يعرفُ الآنَ دليلُ الأبجديةِ الفرنسيةِ للصمِّ, وقدْ نُشرَ دليلُ الأبجديةِ الفرنسيةِ في القرنِ الثامنِ عشرَ، ثمِّ وصلَ حتى زمننا الحاضرِ بدونِ تغييرٍ. لقدْ استُخدمتْ لغةُ الإشارةِ الموحدةِ في تعليمِ الصمِّ في إسبانيا وإيطاليا منذُ القرنِ السابعَ عشرَ, وفي فرنسا منذُ القرنِ الثامنَ عشرَ, استُخدمتْ لغةُ الإشارةِ الفرنسيةِ القديمةِ في مجتمعاتِ الصمِّ في باريسَ قبلَ فترةٍ طويلةٍ منْ قدومِ (آبي تشارلز ديليبي), الذي بدأَ بتدريسِ الصمِّ, ومعَ ذلكَ فإنِّهُ قدْ تعلمَ اللغةَ منَ الصمِّ الموجودينَ هناك, ثمَّ قامَ بإدخالِ واعتمادِ لغةِ الإشارةِ الفرنسيةِ التي تعلمها وعدلها في مدرستهِ, فظهرتْ على غرارِ لغةِ الإشارةِ الطبيعيةِ, والتي تستخدمُ في ثقافاتِ الصمِّ في منطقتِهمُ الأصليةِ، وغالبًا معَ إضافاتٍ لإظهارِ جوانبَ نحويةٍ للغةِ الشفويةِ المحليةِ. وفي العامِ 1755م أنشأَ آبي أولَ مدرسةٍ عامةٍ للأطفالِ الصمِّ في باريسَ, استندتْ دروسُه على ملاحظاتِه للصمِّ وهمْ يؤشرونَ بأيديهمْ في شوارعِ باريسَ, معَ القواعدَ الفرنسيةِ، حتى تطورتْ لتصبحَ لغةَ إشارةٍ فرنسيةٍ. توجهَ (لورانت كليرك – خريج ومدرس سابق في باريس) برفقةِ (توماس هوبكنز قالودينت) للولاياتِ المتحدةِ لإنشاءِ مدرسةٍ أمريكيةٍ للصمِّ في مدينةِ هاردفوردٍ. وقدْ أُنشأتِ المدرسةُ الثامنةَ عشرةَ للصمِّ في هاردفوردٍ في ولايةِ كونيتيكتِ، وتلتها مدارسُ أخرى. وفي 1817م أنشأَ ايضًا كليرك وقالودينت مقرًا تعليميًّا أمريكيًّا للصمِّ والبكمِ، تلكَ التي يطلقُ عليها حاليًا المدرسةُ الأمريكيةُ للصمِّ. ثمَّ في عامِ 1864م تأسستْ كليةٌ للصمِّ في مدينةِ واشنطون. وتمتْ الموافقةُ عليها فعليًا, وتمكينها منْ قِبلِ الرئيسِ (ابراهام لينكون) فأطلقَ عليها: (كليةُ الصمِّ و البكمِ الوطنيةِ)، وغيِّرَ مسماها في 1894م إلى (كليةِ قالودينت)، ومن ثم (جامعة قالودينت) في العامِ 1986م.