#1  
قديم 06-01-2012, 03:01 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة

 

إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة

محتويات البحث
· مقدمة
· مفهوم الإرشاد النفسي
· نشأة الإرشاد النفسي وتطوره
· أهم مجالات الإرشاد النفسي
· أهمية الإرشاد النفسي في التربية الخاصة
· أهداف الإرشاد النفسي في التربية الخاصة تعريف مفهوم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة مفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· تعريف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· ما لمقصود بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· دواعي إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· أهم المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· ديناميات عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· كفايات المرشد النفسي الفعال ومواصفاته
· خطة إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· أهداف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· طرق إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة اقتراحات لتكوين علاقات بناءة بين أسرة ذوي الإحتياجات الخاصة و المرشد النفسي
· وقفة مع الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة
· التوصيات
· الخلاصة
· الخاتـــمة
· قائمة المراجع
· قائمة الملاحق
· نماذج ملاحق الدراسة


مقــــــدمة :
تعتبر الأسرة من أقدم المؤسسات الإجتماعية ، وأكثرها ثباتا ً في تاريخ الإنسان الطويل، فالإنسانية كلها أسرة كبيرة ، وتكوين الأسرة وإستقرارها وسعادتها هو الوضع الذي ارتضاه الله لحياة البشر ، وفي إطار الأسرة ينظر الكثير من الأفراد إلى الطفل بإعتباره الإمتداد الطبيعي لهم ، ويرى البعض أن وجود الأطفال يوفر لهم نوعا ً من البقاء ، في حين يعتقد البعض الآخر أنه لكي تكون انسانا ً طبيعيا ً ، فإنك يجب أن تنجب أطفالا ً
إن قدوم الطفل يعني تغيرا ً في العائلة ، ويعني المزيد من الإلتزامات المالية والأخلاقية ، وهذا يعني المزيد من الضغوط النفسية بصورة أو بأخرى ، وفي جميع الأحوال فإن قدوم الطفل غالبا ً ما يجلب تغيرا ً كبيرا ً في الحياة الزوجية ، كما يضطر الزوجان إلى التضحية بالعديد من الأنشطة الإجتماعية وغيرها في محاولة التكيف على الوضع الجديد ، فإذا كان الطفل العادي يوجد كل هذه التغيرات ، فإن الطفل ذو الإحتياجات الخاصة لاشك سيكون أكثر تأثيرا ً و أشد وطأة .


لاشك إن تعرض الأسرة لإعاقة أحد أبنائها ، يحدث غالبا ً ردود أفعال إنفعالية مختلفة، وتتباين تلك الردود الإنفعالية تبعا ً لشدة الإعاقة ومدى استمراريتها مع الطفل ، مما قد يعوق من قدرتهما على رعاية هذا الطفل والعناية به ، وسرعان مايبدأ لديهما الإحساس بالصدمة ، والذي قد يترتب عليه شعورهما بالأسى والحزن ، ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للأفراد ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم ، ممايؤدي إلى مساعدة الوالدين على التكيف وتقبل الوضع ، والتعامل معه بعقلانية وواقعية .



وغالبا ً ماتواجه أسر ذوي الإحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها التكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وفي الوقت ذاته ، فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة ، وغالبا ً مايفتقر الأختصاصي الذي يحاول مساعدة هذه الأسر إلى المعرفة اللازمة حول هذا الموضوع .


فلاشك أنه عندما ينجب الوالدين طفلا ً غير من ذوي الإحتياجات الخاصة ، يمران بسلسلة من المشكلات الأزمات وردود فعل لم يتوقعاها أبدا ً وليسا مهيئين لها . ولسوء الحظ : فإن أسر هؤلاء الأشخاص بوجه عام والوالدين بوجه خاص ، غالبا ً ماتعاني لأن حاجاتهم النفسية والإنفعالية لاتلبي بطريقة مناسبة

وتعالج هذه الورقة موضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وذلك من خلال بحث في مقومات هذا الموضوع ، بعرض مفهوم الإرشاد بشكل عام ، ومن ثم تركيزنا على موضوعنا الرئيس وهو الخاص بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة .

وتتضمن هذة الورقة ثمانية أجزاء رئيسية :
ــ حيث نتناول في الجزء الأول ، مقدمة استهلالية عن ماهيتة ارشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ولابد لنا في بداية دراستنا هذه ان تكون نظرتنا أكثر شمولية واتساعا ً للمفهوم الأوسع ذاته ، وهو الإرشاد النفسي بشكل عام ، حيث نبين في هذا الجزء ، مفهوم الإرشاد النفسي ، ونظرة سريعة على نشاة هذا العلم وتطوره ، وأهم مجالاته ، وهو جزء ــ كما سيتضح لنا ـــ تعريفي ، استهلالي لبداية هذا البحث وتحديد اسسه ، ثم بعد ذلك نحاول أن نقترب من موضوعنا الرئيس ، وهو ما يختص بفئة ذوي الإحتياجات الخاصة ، فنزداد بذلك اقترابا ً من التربية الخاصة ، فيكون محور حديثنا في هذا الجزء عن ، أهمية الإرشاد النفسي في التربية الخاصة ، ثم سنتطرق إلى أهداف عملية الإرشاد النفسي في التربية الخاصة ؛

ــ ثم يبين الجزء الثاني ، الموضوع الأساسي في بحثنا هذا ، وهو بعنوان : الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، فسنبدأ بتعريف هذا الطفل ذو الإحتياجات الخاصة ، والذي تقوم دراستنا – في معظم بنودها - لبيان مدى تأثير هذا الطفل على حياة والديه ، ثم نتطرق لبيان مفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ثم لابد لنا من تعريف هذا المفهوم ، ومنطويات هذا التعريف لتوضيحه ؛

ــ في حين يعالج الجزء الثالث ، مالمقصود بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وذلك زيادة في التفصيل للوصول للفهم الكامل لهذا الإرشاد وماهيته ، ثم سنتحدث عن دواعي إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة وأسبابه ؛

ــ أما الجزء الرابع ، فسنحاول أن نوضح من خلاله مناقشة أهمية عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وذلك من خلال توضيح أهم المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛ ولابد هنا قبل أن نتعرف إلى أساليب العلاج ووسائله ، لابد أن نتعرف قبلا ً إلى شخصية هذا المرشد ، وكفاياته ومواصفاته ؛

ــ وفي الجزء الخامس ، وهو الجزء العملي لهذه الدراسة ــ فسنستعرض من خلاله خطة الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ثم نحدد أهداف عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛

ــ وفي الجزء السادس ، نستعرض بشيء من التفصيل مانعتقد أنه أهم جزء في دراستنا هذه ، وهو أهم الطرق المستخدمة في إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛ ومن ثم نعرض لمجموعة من الإقتراحات لتكوين علاقة بناءة بين أسرة ذوي الإحتياجات الخاصة والمرشد النفسي ، وفي نهاية الأمر لابد من وقفة مع الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ثم نستعرض سوية ً لأهم ا لتوصيات التي خرجنا بها بعد دراستنا لهذا الموضوع ؛

ــ أما في الجزء السابع ، فنخلص فيه لما استفدناه من تناولنا لهذا المفهوم بالدراسة والتحليل ، فيما وضعناه تحت مسمى الخلاصة ، ثم نعرض في خاتمـةهذا التقرير أهم الدروس التي استفادتها الباحثة ــ شخصيا ً ــ عند عرضها لهذا التقرير ومعالجته، والتجربة التي مرت بها ، والخبرة العملية الميدانية العامة التي اكتسبتها وخرجت بها من هذا الموضوع ؛

ــ وفي الجزء الأخير ، نستعرض قائمتي المراجع والملاحق ، التي تم اعتمادها في هذا التقرير، والكتب والملاحق التي تم الاستعانه بها لإثراء هذه الدرا سة .


ويجب علينا بداية ً التأكيد على أن أي جهد يبذل في رعاية الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة كفرد ، سواء أكان جهدا ً علاجيا ً أو تعليميا ً أم تدريبيا ً أم إرشاديا ً أم تأهيليا ً يعد جهدا ً منقوصا ً محدود الفائدة مالم يصاحبه تدخلا ً موازيا ً مكملا ً له على مستوى أسرته ، ذلك أنه لايمكن لعلاج الطفل أن يكتمل أو أن ينجح إلا إذا وضعنا في الحسبان تلك العوامل التي ترتبط بالأسرة والعلاقات الأسرية ، وإتجاه الآباء نحو الإعاقة ، ودرجة تقبلهم لوجود حالة إعاقة في الأسرة ، وأثرها في حياة الأطفال الآخرين وتأثيرها في حياة الأسرة بوجه عام.

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-01-2012, 03:03 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

مفهوم الإرشاد النفسي :

الإرشاد النفسي أحد قنوات الخدمة النفسية ، التي تقدم للأفراد أو الجماعات بهدف التغلب على بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الفرد أو الجماعة ، وتعوق توافقهم وانتاجيتهم . والإرشاد النفسي خدمة توجه إلى الأفراد والجماعات الذين مازالوا قائمين في المجال السوي ، ولم يتحولوا بعد إلى المجال غير السوي ، ولكنهم - مع ذلك - يواجهون مشكلات لها صبغة انفعالية حادة ، أو تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهة هذه المشكلات بدون عون أو مساعدة من الخارج .

والإرشاد النفسي يتركز على الفرد ذاته أو على الجماعة ذاتها بهدف إحداث التغيير في النظرة ، وفي التفكير وفي المشاعر والإتجاهات نحو المشكلة ، ونحو الموضوعات الأخرى التي ترتبط بها ، ونحو العالم المحيط بالفرد أو الجماعة .

وكذلك يجب أن نتعرف إلى تطور هذا المفهوم والتسلسل التاريخي الذي مر به الإرشاد النفسي ، وهو كما سنوضحه في الفقرة التالية :


نشأة الإرشاد النفسي ، وتطوره :

الإرشاد النفسي بمفهومه العام الواسع قديم قدم العلاقات الإنسانية ، فمن طبيعة الإنسان عندما تواجهه مشكلة شخصية أن يحكي إلى أصدقائه أو والديه أو أقاربه ، فيلقى مشاركة وجدانية وتقبلا ً واحتراما ً لبعض الحلول لهذه المشكلات . إلا أن أصول هذا العلم يمتد إلى القرن التاسع عشر، إلى عام 1850 م أو 1880 م ، أو قد يعود هذا العلم إلى ماقبل هذين التاريخين .

· فقد كان ظهور الإرشاد النفسي استجابة للظروف الإقتصادية والإجتماعية ، وماترتب عليها من مشكلات ، فقد أدت الثورة الصناعية وماترتب عليها من إحلال الآله محل العامل ، إلى استغلال أصحاب الأعمال للعمال ، وإلى عدم المساواة الإجتماعية والإقتصادية ، بالإضافة إلى مظاهر الفقر والظلم والفساد ،
مما دعى المعنيين بالأمر إلى البحث عن علاج العيوب الإجتماعية التي نتجت
عن هذا التحول الصناعي ، ونادوا بضرورة استئصال الأسباب الحقيقية للفقر
والجهل والجريمة .

وكان هذا المناخ الذي أوجدته حركة الإصلاح الإجتماعي قد عمل على نشأة الإرشاد النفسي ، وتيسير نموه .
ويذكر الباحثون أن هناك عوامل عديدة تعد الأسس التي قام عليها الإرشاد النفسي ، وهي :

- التوجيه المهني ؛
- حركة القياس النفسي ؛
- التأكيد على العوامل المعرفية والدافعية للسلوك .

وهذه هي أصول علم النفس الإرشادي التي ذكرتها لجنة التعريف في قسم علم النفس التابعة لرابطة علم النفس الأمريكية ( apa ) .

· أما في القرن العشرين ، فقد ظهر الإرشاد النفسي مرتبطا ً بحركة التوجيه المهني على يد فرانك بارسونز ، الذي أسس في عام 1908 م ، مكتب التوجيه المهني في بوسطن بأمريكا ، وقد كتب بارسونز 1909 م كتابا ً أسماه " إختيار مهنة " ، وكانت مهمته إيجاد وسائل يمكن بها وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، وكانت مهمة الإرشاد جمع المعلومات عن الفرد وعن المهنة والتوافق بينهما .

· وفيما يلي من أعوام تطور هذا العلم ، حيث :
- صدرت في عام 1910 م أول مجلة للتوجيه المهني ؛
- وفي العام 1913م أسست أول جمعية للإرشاد النفسي ؛
- وفي الثلاثينات من القرن الماضي بدأ الإرشاد العلاجي يتمايز عن كل ٍ من الإرشاد المهني والإرشاد التربوي ، حيث أخذ يركز على المشكلات الشخصية ، وأصبح يعرف بإسم الإرشاد الشخصي .

· وكانت البداية الحقيقية لنشأة الإرشاد النفسي ، على يد سيموندز في كتابة:
" تشخيص الشخصية والسلوك " ، وعلى يد ويليامسون في كتابة : " كيف نرشد
الطلبة " ، دخل الإرشاد النفسي إلى المدارس من أوسع أوابها ، وأصبح ينظر
إليه على أنه سلسلة من النشاطات والأفعال تسري من خلاله كل النشاطات
التربوية ، وبذلك دخل الإرشاد النفسي إلى التربية على أساس أن كل شخص له
فرديته ، ومن حقه تلقي التعليم الذي يتفق وتلك الفردية .

· وتعد مرحلة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، مرحلة الولادة والنمو السريع للإرشاد النفسي ، حيث أصبح هذا العلم أكثر تخصصا ً ، وله وسائله المتعددة ومراكزه الخاصة ، كما أصبح للإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط بعد أن كان مجرد خدمات محددة ، وأصبح متمركزا ً حول
المرشد أكثر من تمركزه حول المشكلات .

· واستمر الإهتمام بالإرشاد النفسي بشكل واضح ، وذلك من خلال ازدياد عدد المرشدين ، وإزدياد فرص تاهيلهم ، حيث مكنهم ذلك من شغل المراكز الهامة في حقل الإرشاد ، كما إزداد عدد الدوريات والكتب والدراسات في هذا المجال وماتقدمه من خدمات ، وهكذا استمر الحال بهذا العلم بالتقدم والتطور .

وبعد استعراضنا لمفهوم الإرشاد النفسي بشكل عام ، وللتطور التاريخي لهذا المفهوم وتطوره ، لابد لنا من توضيح لأهم مجالات هذا العلم ، وبيان معظم هذه المجالات ، والتي هي :


أهم مجالات الإرشاد النفسي :

إن موضوع مجالات الإرشاد النفسي موضوع واسع يشمل العديد من جوانب الحياة ، حيث أن بعض وجهات النظر تميل إلى تصنيف مجالات الإرشاد النفسي إلى ثلاثة مجالات رئيسية ، هي :
· الإرشاد العلاجي ؛
· الإرشاد التربوي ؛
· الإرشاد المهني ؛

في حين أن هناك وجهات نظر تميل إلى تقسيم مجالات الإرشاد النفسي إلى أكثر من ثلاثة ، حيث تضم بالإضافة إلى ماذكر:
·الإرشاد الزواجي ؛
· الإرشاد الأسري ؛
· إرشاد الأطفال ؛
·إرشاد المراهقين والشباب ؛
·إرشاد كبار السن ؛
· إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة وذويهم ........ الخ .

وقبل الشروع في مواد دراستنا الرئيسية هذه ، لابد لنا من التنبيه على أمر ذو أهمية خاصة في فهم موضوعنا هذا ، ألا وهو التنبيه على أهمية الإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة ، كمدخل للموضوع الرئيس وهو ، الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة .

 

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-01-2012, 03:05 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


أهمية الإرشاد النفسي في التربية الخاصة :

يعتبر ميدان التربية الخاصة عموما ً أحد الميادين الحديثة التي لاقت إهتماما ً متزايداً من قبل المختصين والعاملين في مختلف المجالات المهنية ، وقد شهد تطور هذا المجال انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعوامل ومتغيرات إجتماعية وثقافية عديدة إنسانية وأخلاقية وتشريعية ، تنادي ضرورة الحقوق الأساسية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة التي تتعلق بالصحة والتربية والعمل على الوصول بهم إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها طاقاتهم وقدراتهم أسوة بأقرانهم العاديين .

هذا فيما يتعلق - بشكل عام - بالأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، ولكن ماذا عن موضوعنا الأساسي ، ألا وهو أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، فكما تؤثر الإعاقة في الطفل فإنها تؤثر في حياة أسرته ، وتؤدي إلى شعور الوالدين بالصدمة وخيبة الأمل والإحباط ، والشعور بالذنب والقلق وعدم السيطرة أحيانا ً - كما سيتضح لنا بالتفصيل أثناء استعراضنا لهذا الموضوع لاحقا ً - ممايؤثر سلبا ً في بناء العلاقات والتفاعلات بين الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأفراد أسرته ، نظرا ً لمحدودية قدرته على النمو والتطبيع الإجتماعي ، أو لصعوبة التفرغ الكامل من قبل الوالدين أو أحدهما لرعايته ، وغالبا ً مايعجز الوالدان عن مواجهة مشكلات طفلهما ذي الإحتياجات الخاصة بطريقة واقعية وموضوعية لعدم معرفتهما الكافية ووعيهما بإحتياجاته وقلة الكفاءات والمهارات اللازمة للتعامل معه ، الأمر الذي يستلزم ضرورة تضمين رعاية الوالدين وإرشادهما ومشاركتها الفاعلة كأهداف أساسية لا ينبغي إغفالها في برامج (( الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة )) وذلك لما لهذه المشاركة من دور هام في حياة الطفل وفي انجاح تلك البرامج ، ويراعي إرشاد الوالدين جنبا ً إلى جنب مع الطفل لتعديل سلوكه الشخصي ، وإزالة عوامل التوتر وعدم الإنسجام في المحيط الأسري وإشراك الوالدين في برامج رعاية الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، يعد أمرا ً لازما ً لتحقيق التكامل والفاعلية لهذه البرامج نظرا ً لما تلعبه من دور هام في التنشئة الإجتماعية للطفل ورعاية جوانب نموه المختلفة .
فبذلك تتلازم عملية ارشاد الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة مع عملية إرشاد والدية وذويه من أخوة وبقية أفراد أسرته ، أو تكون عملية إرشاد الطفل تقتصر عليه ، أو تقتصر على والديه وذويه فقط .


وكما أن لكل عملية هدف معين ، كذلك الحال بالنسبة للإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة ، فلابد لنا فيما يلي من توضيح لأهداف عملية الإرشاد النفسي في هذا المجال المعين والخاص بفئة ذوي الإحتياجات الخاصة.

أهداف الإرشاد النفسي في مجال التربية الخاصة :
تهدف عملية الإرشاد النفسي للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة إلى الآتي :

1. تحسين الظروف البيئية التي يعيش فيها الطفل عن طريق الوالدين وتبصيرهما بخصائص نموه وتدريبهما على كيفية التعامل معه وتشجيعهما على تجاوز مرحلة الأزمة في تقبـّل الطفل ، فكثيرا ً ماتكون الإستجابات الوالدية الشائعة نحو غعاقة الطفل تتصف بالقلق والشعور بالذنب والإحباط واليأس والعجز عن مواجهة المشكلة ثم التشكيك في التشخيص ثم الإعتراف بمشكلة الطفل وقبول إعاقته والسعي إلى تاهيله .
ويجب على المرشد النفسي أن يكون مدركا ً لتلك الميكانزمات التي يسلكها الآباء حتى يسهل عليه إرشادهما وتوجيه الطفل إلى مايتفق مع قدراته وإمكاناته وميوله ؛

2. مساعدة الوالدين على تنمية استعداداتهما النفسية وعلاج مشاكلهما الزوجية والأسرية وغيرها حتى تكون أسرة متماسكة قادرة على رعاية طفلها من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وبالتالي يجب على المرشد النفسي أن يدرك شخصية وقيم ودوافع الوالدين واتجاهاتهما نحو طفلهما حتى يستطيع تحديد حاجاتهما الإرشادية والإسلوب المناسب في تبصيرهما وتقديم المشورة والمعلومات اليهما للقيام بمسؤولياتهما تجاه الطفل وقائيا ً وعلاجيا ً وإرشاديا ً وتعديل اتجاهاتهما نحو الطفل ونحو إعاقته .
وهو ما يعرف بإسم تعليم وتدريب أولياء الأمور Parental Education Training ؛

3. مساعدة أخوة و أخوات الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وإرشادهم نفسيا ً وتربويا ً عبى تقبـّل حالة أخيهم ومطالب نموه وتخفيف مشاعر القلق والتوتر التي تنتابهم وارشادهم بأهمية تعليم وتدريب وتأهيل أخيهم في مرحلتي الطفولة والمراهقة .
وتدريب الأخوة على معاملته معاملة حسنة وتكوين إتجاهات إيجابية نحو أخيهم وزيادة تقبلهم النفسي له ؛

4. مشاركة الوالدين في جماعات آباء الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، مايعرف بإسم الإرشاد الجمعي Group Counselling وله نتائج إيجابية مع الوالدن الذين يشعران بالعزلة عن الآخرين نتيجة مايعانيه طفلهم من المعايير غير السوية .
مثل هذه الجماعات تكون فاعلة ومؤثرة نظرا ً للعون المتبادل الذي يمكن أن يقدمه المشاركون في هذه الجماعات كل منهم للآخر ، بحكم أنهم يواجهون نفس الظروف والمشكلات ؛

5. الكشف المبكر من خلال عملية الفرز والتمشيط Screening والحصر ؛

6. التقيم الشامل للحالة Assessment للتعرف على إمكانات الحالة وأوجه القصور فيها عن طريق مقابلة ولي الأمر ، ثم تصنيف الحالة وتسكينها Placement في مستوى مناسب أو مجموعة مناسبة ؛

7. رسم البرنامج الفردي أو الجماعي وتنفيذه Educational Programming حسب طبيعة الحالة ؛

8. إعادة التأهيل Rehaabititiation والدفاع الإجتماعي Advocacy عنهم في التعليم والتأهيل والدمج في المجتمع .



ومما سبق تتضح أهمية دور الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم في زيادة التوافق النفسي والإجتماعي لهم ، ومحاولة دمجهم في المجتمع ، وحتى يتحقق ذلك لابد من أن يبدا في مرحلة مبكرة بعد الكشف المبكر عن الإعاقة .

ويصاحب الإرشاد النفسي خدمات الإرشاد المتنوعة :

§ كالإرشاد العلاجي ، ويركز على توفير جو نفسي مناسب للنمو السوي وعلاج المشكلات اليومية ؛

§ خدمات الإرشادالتربوي ، وذلك بالتعاون مع المدرسة لرعاية مظاهر النمو العقلي والتعرف على حالات الإعاقة في مراحلها المبكرة وتحقيق التوافق المدرسي ؛

§ خدمات الإرشاد الأسري - وهو مبحثنا الرئيس في هذه الدراسة - وتقدم للطفل والأسرة لتحقيق التوافق الأسري وتقبـّل حالة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ومساعدتهم على كيفية رعاية الطفل ؛


§ خدمات الإرشاد الطبي والتي تشمل رعاية الجنين ورعاية الأم الحامل والرعاية الدقيقة للوليد بعد الولادة . وكذا خدمات النمو المختلفة في كافة النواحي النفسية للأطفال في ضوء معايير النمو .

( ويمكن الرجوع - كمثال تطبيقي - للملحق الخاص بالجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة في دولة قطر ، في الجزء الخاص بالملاحق في هذه الدراسة ) .


ولكن يجب بداية ً تعريف من هو هذا الطفل ، والذي أطلقنا عليه الطفل ذي الإحتياجات الخاصة ، والذي يدور حديثنا فيما يلي بشكل أساسي عن أسرة هذا الطفل وماتعانيه نتيجة حالة هذا الطفل ، والذي يمكن تعريفه بأنه :



تعريف الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة :

الأطفال غير العاديين هم الذين ينحرفون إنحرافا ً ملحوظا ً عن الأفراد العاديين في نموهم العقلي و الحسي و الإنفعالي و الحركي و اللغوي .مما يستدعي إهتماما ً خاصا ً من قبل المربين لهؤلاء الأفراد ، من حيث تشجيعهم ووضع البرامج التربوية وإختيار طرق التدريس الخاصة بهم .

ومن هؤلاء :
· الإعاقة العقلية ؛
· الإعاقة البصرية ؛
· الإعاقة السمعية ؛
· الموهبة والتفوق ..... إلى غيرها من الإعاقات والحاجات الخاصة ، والتي تدور دراستنا حول أسر هؤلاء الأطفال ، والأزمة التي قد تعيشها هذه الأسر بسبب هؤلاء الأطفال ، ومدى إعاقتهم وحاجاتهم الخاصة .



ودراستنا هذه تختص بمجال واحد فقط من مجالات الإرشاد النفسي التي سبق وذكرناها أعلاه ، فمجالنا المختار للدراسة والبحث هاهنا ، هو مايختص بفئة خاصة ومحددة في المجتمع ، يمتد تأثيرها لما حولها ، ويؤثر بالمحيطين بها ، فمجالنا المحدد هو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، حيث سنحاول فيما يلي أن نبحث في هذا الموضوع ، كما سبق وأوضحنا ذلك في مقدمة هذا البحث .

 

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-01-2012, 03:06 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

مفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :
يمكن أن يشير مفهوم الإرشاد النفسي لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرته إلى تلك العملية التي يستخدم خلالها المرشد خبراته وكفاءاته المهنية في مساعدة آباء وإخوة الطفل على الوعي بمشاعرهم نحوه ، وتفهم حالته وتقبلها ، وتطوير واستثمار أكبر قدر مما لديهم من إمكانات للنمو والتعلم والتغيير في اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة المشكلات والضغوط الناتجة عن وجوده بالأسرة والمشاركة بفاعلية في دمجه وتعليمه وتدريبه ، والتعاون المثمر مع مصادر تقديم الخدمات بما يحقق له أقصى إمكانات النمو والتوافق .
تؤثر الإعاقات المختلفة على الجوانب الجسمية والصحية والمعرفية والنفسية والإجتماعية للفرد من ذوي الإحتياجات الخاصة ، ولايقتصر أثر تلك الإعاقات على الفرد من ذوي الإحتياجات الخاصة نفسه ، وإنما يشمل أيضا ً الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه . ولتلبية الإحتياجات الخاصة للأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة بفاعلية ، والوصول بهم إلى أقصى درجة من النمو تسمح به طاقاتهم وقدراتهم ، لابد من تنفيذ برامج متنوعة وبمستويات مختلفة تأخذ بعين الإعتبار الجوانب التي تأثرت بالإعاقة بحيث تشمل برامج التربية الخاصة والتدخل العلاجي وبرامج التأهيل المختلفة ، ويعتمد نجاح تلك البرامج وفاعليتها على مدى ماتحققه للأفراد من ذوي الإحتياجات في النهاية من تكيف وقدرة على العيش بإستقلالية في أسرة متفهمة ومجتمع داعم .
وحيث أن للإعاقات المختلفة آثار نفسية وإجتماعية واضحة تنعكس على الأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة وعلى أسرهم ، فلابد من التعامل مع هذه الآثار عن طريق توفير برامج الإرشاد النفسي والتأهيل الذي لاتقل أهمية عن البرامج التربوية والعلاجية . إن نوع الإعاقة وشدتها له أهمية كبيرة في التعرف على مايمكن أن تحدثه هذه الإعاقة من تأثير في الجوانب النفسية والإجتماعية وا؟لأسرية . كذلك فإن العمر الذي تحدث فيه الإعاقة يؤثر أيضا ً على مدى إستجابة الفرد لتلك الجوانب ، فالإعاقة التي تولد مع الفرد أو تحدث معه في مراحل الطفولة المبكرة ربما يختلف تأثيرها عن تلك التي تحدث عند الفرد في مراحل عمرية لاحقة .
أصبح الإهتمام بتحسين الظروف والأوضاع البيئية والأسرية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة جزءا ً لايتجزأ من خدمات التربية الخاصة ، كما أصبحت البرامج الموجهة إلى الأسرة Family Oriented Programs وبرامج الرعاية المنزلية للطفل Programs – Based – Homeمن أهم استراتيجيات التدخل المبكر سواء كوسيلة للحد من الإعاقة لدى الأطفال المعرضيين للأخطار النمائية ، أو للسيطرة عليها لدى الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .
وتركز برامج التدخل المبكر المتمركزة حول الأسرة عليها ، إما بإعتبارها عميلا ً في حاجة إلى الدعم ، أو وسيطا ً نشطا ً يشارك في تقديم الرعاية Care Giver العلاجية والتعليمية للطفل ، أو كعميل ووسيط في الوقت ذاته .
وتشمل الخدمات الموجهة إلى الأسرة كعميل مختلف أشكال الدعم الأسري Family Support العاطفي والإجتماعي والإقتصادي والإرشادي بهذف تحسين نوعية حياتها ، ومساعدتها على فهم حالة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ومشكلاته وتقبله ، وتحسين أنماط الإتصال والتفاعل المبكر بين الوالدين والطفل ، وتهيئة بيئة منزلية مواتية ومعززة لنموه الصحي والمتكامل .
وفيما يلي سنتعرف إلى تعريف هذا المجال من مجالات الإرشاد النفسي ، وهو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهذا التعريف هو :

تعريف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :
الإرشاد هو علاقة مساندة بين أخصائي مدرب ووالدي طفل غير عادي ، يعملون للوصول إلى فهم أفضل لإهتمامهم ومشاكلهم ومشاعرهم الخاصة .
وهو عملية تعليمية تركز على إستشارة وتشجيع النمو الشخصي الذي عن طريقة يساعد المرشد الوالدين ، لإكتساب وتنمية واستخدام مهارات واتجاهات ضرورية للوصول إلى حل مرضي لمشكلتهم أو إهتماماتهم .
ويساعد الإرشاد الوالدين على أن يصبحوا ذو فعالية تامة لخدمة طفلهم ، وعلى أن يقدروا قيمة العيش المنسجم ، كأعضاء في وحدة أسرية مكتملة التوافق .
وهذا التعريف ينطوي على عدد من الخصائص المميزة والمعبر عنها ، وهي :
1. إن الإرشاد هو علاقة مساعدة بأخصائي لديه مهارات وكفاءات ؛
2. أن المرشد يحاول مساعدة الوالدين في التعرف على المشكلة التي تشغلهم ، كما أنه يساعدهم أيضا ً على فهم هذه المشكلة ؛
3. أن التعلـّم أو التغيير في السلوك ، ضروري للوصول إلى توافق مرضي أو إلى حل المشكلة ؛
4. إن إكتساب وتنمية وإستخدام مهارات مناسبة للتعامل مع المشكلة ، يمكن أن يؤدي إلى قدر اعظم من الثقة بالنفس ؛
5. إن ميلاد طفل معاق له تأثيره على الأسرة بأكملها ، وأن أي تعريف لإرشاد أسر الأطفال غير العاديين يجب ان يبرز هذا الإعتبار العام ؛
6. إنه بينما يمثل العمل مع الوالدين ركنا ً أساسيا ً في علاقة المساعدة ، إلا أن هذا لايستبعد بأي حال من الأحوالالمرشد النفسي لأسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة .

فبذلك تعتبر الخدمات الإرشادية من أهم الخدمات التي تقدمها التربية الخاصة ، حيث أن الإحتياجات الإرشادية للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم تزداد شدة وتنوعا ً عن أقرانهم العاديين ، كما أنها تستمر مع هؤلاء الأشخاص عبر مراحل حياتهم المختلفة .

أما مالذي نعنيه بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، بشكل عملي وملموس ، وهو :

مالمقصود بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

تعتبر خدمات المرشد المتخصص ذات فائدة للآباء ولذوي الإحتياجات الخاصة وبقية أفراد الأسرة المعنيين ، ويطلب الآباء عادة ً المساعدة من أجل التكيف مع إحدىالصعوبات الجسمية المعنية أو الوضع الإنفعالي ، أو ربما مع الحياة الأسرية غير المندمجة نتيجة للضغوط المترتبة على العناية بالفرد من ذوي الإحتياجات الخاصة .

وتبدأ خدمات الإرشاد الأسري لأسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، منذ مجيء الطفل بحيث تقبل الحالة وتعديل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدين بما يحقق للطفل من هذه الفئة ، أقصى إمكانات النمو العادي ، على أساس نظام الإرشاد الدوري مدى الحياة ، ويجب أن يتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسليم بالواقع .
نظرا ً لأن البيئة الأسرية هي الوسط الرئيسي والدائم لنمو الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأن استجابات والديه واستجابات إخوته نحوه ، وتوقعاتهم عن أدائه الوظيفي ، وطريقة معاملتهم له ، والكيفية التي يدرك بها الطفل ذلك كله هو مما يشكل صورته عن ذاته ويحدد مستوى توافقه ايجابا ً او سلبا ً ، فقد أصبح من المستحيل .


لكل مبدأ عدد من المصوغات التي تزيد من أهميته ، وتعطيه القدرة الأكبر على البروز ، والتنفيذ في أرض الواقع ، فهذه المبررات تكون هي الأساس في أي مبدأ مطبـّق ، فكان لابد من توضيح عدد من المبررات الخاصة بعملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، و هي كما يلي :


دواعي إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

يمكننا أن نجمل أهم ضرورات ودواعي الإرشاد النفسي لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم فيما يلي :

1. التأثير العميق للوالدين في التعليم المبكر للطفل :

إن كثيرا ً من آباء الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة أو المعرضين للإصابة ، لايحسنون رعاية أطفالهم ، إما لجهل بحالة الطفل وإحتياجاته ، أو لنقص في الخبرة بتعليم الطفل ، أو لفهم خاطيء لمسئوليات الأسرة ، أو لإهمال أو تقاعس عن الواجبات ، أو لعدم توافر إمكانات الرعاية والعناية بالطفل ، او الإنشغال عن الأسرة والأطفال .

ويمكن النظر في هذا الإطار إلى ان إرشاد آباء وأسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة يجب أن يكون جزءا ً أصيلا ً ضمن برنامج التدخل المبكر لرعاية الطفل ، حيث يسهم
الإسراع بتقديم الخدمات الإرشادية للوالدين والأسرة في التعجيل بتخفيف الآثار النفسية السلبية المترتبة على ميلاد الطفل ، وتحريك الوالدين نحو تقبل الطفل والإندماج معه وزيادة مستوى الرضا الوالدي ، واكتساب الوالدين لمهارات تعامل ونماذج سلوكية أكثر ملاءمة وفاعلية بالنسبة لرعايتة . كما تكفل الخدمات الإرشادية لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم مشاركة الآباء مبكرا ً وبصورة إيجابية في خطة تعليم الطفل داخل البيئة الأسرية مما يضاعف من فرص الإستغلال الأمثل للسنوات التكوينية الأولى في تطوير استعدادات الطفل ، ويقلل من احتمالات تدهورها إلى أبعد مماهي عليه ، كما يقلل أيضا ً من مضاعفات الإعاقة سواء على جوانب النمو الأخرى لدى الطفل ، أو على الحياة اليومية لأسرته ، فضلا ً على أن هذه الخدمات سوف تساعد – في الغالب – جميع أفراد الأسرة بمافيهم الطفل ذاته على مزيد من التوافق مع متطلبات الموقف لصالح نمو الطفل .

2. ردود الأفعال الوالدية والأسرية السلبية إزاء أزمة ميلاد الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة :

يمثل ميلاد طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة حدثا ً مؤلما ً للوالدين ، ويراه بعض الآباء بمثابة كارثة تؤرق حياتهم وتؤزمهم وتستثير فيهم الحسرة والأسى ، ذلك أنه مع كونه " ميلادا ً " إلا أن هذا الميلاد في حقيقته يعني بالنسبة لهم " موت " مفاجيء لحلم ظل يراودهما طويلا ً في الحصول على طفل معافى وسليم وذكي فيفتقدوا مع هذا " الميلاد – الموت " شعورهم بالفخر والإثابة الوالدية المرتبطة بالأبوة والأمومة ، ومن ثم الشعور بالكفاءة والجدارة الذاتية .

ويتعرض آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة إلى عدد من الأزمات لاتقع عند ولادة الطفل فحسب ، وإنما تتجدد وتحدث في اوقات عدة مثلما هو الحال عندما يدخل الطفل المدرسة ولاينجح في الصف العادي ، وحينما تظهر لدى الطفل مشكلات سلوكية غير مألوفة ، وحين يصبح راشدا ً ويتطلب العناية نفسها التي كان يستلزمها كطفل ، كما تحدث عندما يمثل الطفل عبئا ً ثقيلا ً لايحتمل مع افتقار الاباء لمصادر رعايته ، وكذلك عندما يصبح من الضروري وضعه في مؤسسات رعاية خاصة ، وحينما يشار إلى ضرورة وضعه في مؤسسة رعاية خاصة ولايمكن للآباء تنفيذ ذلك خوفا ً من الشعور بالذنب أو المسئولية الكاملة ، وعندما يـُرفض الطفل من قبل المجتمع ، ويـُذكر الآباء مرة أخرى بفشلهم في التصرف كما هو متوقع منهم .
ويستخلص من نتائج البحوث والدراسات ، إن أهم ردود الأفعال و الإستجابات الوالدية الشائعة تجاه أزمة طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، مايلي :

· الشعور بالصدمة والذهول وخيبة الأمل ؛
· التشكيك في التشخيص وعدم تصديقه والإنكار ؛
· الشعور بالإحباط والأسى والحزن ؛
· الخوف الزائد من نواحي عديدة ؛
· الشعور بالإرتباك والتشويش والعجز عن مواجهة المشكلة بواقعية ؛
· الشعور العميق بالذنب ولوم الذات والتأنيب الذاتي ؛
· رفض الطفل ؛
· الشعور بالإكتئاب ؛
· البحث عن علاج لحالة الطفل بأي وسيلة أو ثمن ؛
· إعادة تنظيم الموقف ولوعي التام به ، والتسليم بتخلف الطفل وتقبلـًه ، وتكييف أساليب الحياة وفقا ً للأمر الواقع .

إن وجود الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة من شأنه أن يستثير لدى أبويه استجابات وردود أفعال سلبية تستلزم تدخلا ً إرشاديا ً ، وأن هذه الإستجابات تختلف من أب إلى آخر حسب عوامل مختلفة لعل من أهمها :

o درجة إعاقة الطفل وخصائصه ؛
o نوع جنسه وترتيبه الميلادي ؛
o التسهيلات والمصادر المجتمعية المتاحه لرعايته وتعليمه وتدريبه ؛
o إدراك الأبوين للموقف وتفسيره ؛
o تديـّن الأبوين ؛
o الخصائص الشخصية للآباء مدى نضوجهما النفسي والإجتماعي ؛
o مدى توافق الزوجين وتكامل الحياة الأسرية ؛
o مدى توافر الموارد المالية للأسرة ؛
o اتجاهات الأهل والأقارب والجيران نحو الطفل ومدى مساندتهم ؛
o ردود أفعال الأطباء و الأخصائيين والمعلمين .



3 . الضغوط النفسية التي يتعرض لها آباء وأسر الأطفال من ذوي
الإحتياجات الخاصة ، وافتقارهم إلى كيفية التعايش معها
وإدارتها :

يحيا والدا الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة تحت ضغوط متعددة ، جميعها مرتبطة بالإحتياجات الخاصة لهذا الطفل ، وبالقلق على مستقبله وحياته القادمه ، ومما يزيد من حدة تلك الضغوط على والدي الطفل اعتماديته عليهما ، وما يفرضه وجوده عليهما من أعباء سواء داخل المنزل أو خارجه .

ومن بين أهم الضغوط التي يعيش تجت وطأتها آباء وأسر هؤلاء الأطفال ، مايلي :
· قلة المعلومات بشان طبيعة المشكلة واسبابها وكيفية التعامل معها ؛
· عدم المعرفة بمصادر الخدمات المتاحة ، وببرامج الرعاية العلاجية والتدريبية والتأهيلية المتوافرة ؛
· التوتر والقلق والإنشغال إلى حد الخوف على مستقبل الطفل ؛
· المشكلات السلوكية والصحية لدى الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، مما يستلزم اليقظة والإنتباه المستمرين من الوالدين والأخوة ؛
· ضغوط مادية تتمثل في زيادة الأعباء المالية نتيجة ما تستلزمه رعاية الطفل من كلفة إقتصادية ، وما قد يترتب على ذلك من إستنزاف معظم موارد الأسرة ؛
· شكوك الوالدين في جدوى تعليم الطفل وتدريبه ؛
· الشعور المرير بالحرج والحساسية وعدم الإرتياح في المواقف والمناسبات الإجتماعية ؛
· صرف معظم وقت الوالدين في رعاية الطفل ، وشعورهما بالإرهاق لما تتطلبه حالته من إهتمام مستمر ؛
· ضآلة الوقت المتاح لرعاية بقية الأبناء ، وقلة فرص الشعور بمتعة الحياة الأسرية ، ممارسة النشاطات الترويحية ، و إشباع الإهتمامات والميول الشخصية سواء لدى الوالدين أو بقية الأبناء .

وتشكل هذه الضغوط عبئا ً ثقيلا ً على كاهل الوالدين والأسرة ، كما تلقي بظلال كثيفة على المناخ الأسري ، وهو ما يستلزم الإرشاد النفسي للوالدين وأعضاء الأسرة لمساعدة جميع الأطراف على معايشة هذه الضغوط والصمود أمامها ، والتعامل معها بصورة إيجابية .

فيما سبق حددنا ماهي دواعي / أسباب لجوء أسر ذوي الإحتياجات الخاصة للإرشاد النفسي ، والتي تنتج عنها مشكلات تؤدي إلى ضرورة لجوء هذه الأسر للإرشاد النفسي ، وفيما يلي سنتعرف إلى طبيعة هذه المشكلات وشكلها بصفة عامة .


 

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-01-2012, 03:09 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

أهم المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :


1. اكتشاف حالة الإعاقة لدى أطفالهم ، وإدراك حقيقة عدم قابليتهم للشفاء ؛
2. القيود التي تفرضها الإعاقة على نشاطات الأسرة الإجتماعية والترويحية ؛
3. صعوبة في ضبط سلوك الإبن من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
4. تأثير الإعاقة على استقرار الوضع الأسري وعلى الأخوة بشكل عام ؛
5. مواقف الأقارب أو الأصدقاء أو أفراد المجتمع من الأسرة ؛
6. عدم شعور الوالدين بإستجابة طفلهم لجهودهم .


وكما اتضح لنا أعلاه تنوع المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كانت هذه المشكلات تتميز بإرتباطها بالخصائص الشخصية لأبناء هذه الأسر من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وسيتضح لنا ذلك في الفقرة التالية .

ديناميات عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

ترتبط المشكلات التي تواجهها أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، بالخصائص الشخصية لأبنائهم ، حيث تلعب الديناميات السلوكية في الأسرة دورا ً هاما ً في نمو شخصية الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وتطورها ونظرا ً لإستجابات الحزن والأسى يبدأ الوالدان سريعا ً في إظهار استجابات أخرى تجاه طفلهما من ذوي الإحتياجات الخاصة كا لإعراض ، وفي حالات أخرى الحماية الزائدة المبالغ فيها للطفل بل إن هناك بعض الأطفال لايحصلون على العناية اللازمة من آبائهم .

وتنعكس هذه المشاعر على عملية التنشئة والتطبيع الإجتماعي ، وتعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لتكوين شخصية الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهنا يتوقف سلوك الطفل إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة من سوء التكيف الأسري ويلقي بالتبعية في ذلك على الوالدين ويعتبران هما المسؤولان . وفقدان الحب والرعاية داخل الأسرة هو أحد منابع الإحباط التي تؤدي إلى نمو العدوان عند الطفل ، حيث إن الإفتقار إلى الحب من الوالدين يعتبر مؤشرا ً لإكتساب العدوان وعاطفة الحب عند الوالدين تلعب دورا ً هاما ً في نمو نزعات السلوك المقبول ، ولقد أظهرت العديد من الدراسات بأن الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من مشكلات سلوكية خطيرة تتمثل في الحدة وغياب التحكم الداخلي والإندفاعية والعدوان والعنف وخاصة لأشكال السلطة .

وطبيعي أن يختلف الآباء والأمهات في شعوهم بالقلق تجاه انحراف أطفالهم وكذلك في وجهات نظرهم فيما يتعلق بحاجات هؤلاء الأطفال .

ولاشك أن أعضاء فريق العمل متعدد التخصصات يدركون أهمية برامج الإشاد النفسي، وهنا يؤكد الكثير من المختصين في هذا المجال على أهمية أن يبدأ الإرشاد النفسي للوالدين في وقت مبكر ، حتى لايواجه كل من الطفل والأسرة مشكلات في التوافق .


وفي هذا الصدد لابد ان نشير إلى أن برامج التوجيه والإرشاد النفسي يجب أن توجه أهمية قصوى في تبني استراتيجية أولية ومهارات لدى العاملين بالبرامج ، ومن ثم فإن فرد في فريق التأهيل هو العميل ثم أسرة العميل .

ولكن لابد من لمن ينفذ هذه المهمة ويعمل على المساعدة في تغيير وتعديل سلوك أسر ذوي الإحتياجات الخاصة وحل مشكلاتهم ، حيث سنركز فيما يلي على الخصائص الشخصية والمهارات التي يحتاجها مقدمو المساعدة ( المرشدين النفسيين ) والكفايات الضرورية للمرشد النفسي ، والمواصفات التي يجب ان يتمتع بها هذا المرشد حتى يتمكن من إقامة علاقة مشاركة فعالة مع عملائهم ، وأن يكون قادرا ص على يحقق الهدف من هذه العملية بشكل عام ، وهي مساعدة أسر الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .

كفايات المرشد الفعال ومواصفاته :

حتى يكون المرشد النفسي ناجحا ً يتوقع منه أن يكون قادرا ً على :
1. إعداد برنامج إرشادي ؛
2. تحقيق أهداف البرنامج الإرشادي ؛
3. إدارة الجلسة الإرشادية ؛
4. تكوين الثقة المتبادلة بين المرشد والمسترشد ؛
5. المساعدة في اتخاذ القرارات السلبية ؛
6. تفهم السلوك الاجتماعي .
إضافة إلى الإشارة للجوانب المكونة كفاية المرشد ، فهناك من يتحدث عن مواصفات يجب توافرها في المرشد وشخصيته ، وفيما يلي سنحدد المواصفات الآتيه للمرشد والممثلة فيما يلي :
1) معرفة المرشد لذاته Self - knowledge :
المعرفة الجيدة للذات تتضمن :
· وعي المرشد لحاجاته وإنفعالاته ؛
· التعرف على مصادر توتره في أثناء عملية الإرشاد ، ومحاولة التغلب عليها ومعالجتها ؛
· التعرف على جوانب قوته وضعفه .
2) الكفاءة Competence :
الكفاءة تعني ا متلاك المرشد لمجموعة من المواصفات التي تجعله شخصا ً مفيدا ً في مساعدة الآخرين ، ويمتلك مواصفات عقلية و إجتماعية و إنفعالية و خلقية و بدنية . والمرشد الفعال هو الذي يتمكن من المزاوجة بين معارفه الأكاديمية وسماته الشخصية ، ومهاراته المساعدة في عملية الإرشاد ، وهو الذي يسعى لكي يصبح أكثر كفاءة ويعمل على :
· زيادة معرفته بالسلوك الإنساني وبمشكلاته ؛
· تعريض نفسه لخبرات حياتيه جديدة ؛
· تجريب أفكار وطرائق إرشادية جديدة ؛
· تقييم أدائه الإرشادي بصورة مستمرة .
3) الصحة النفسية Psychological health :
يتصف المرشد بالصحة النفسية عندما يتمكن من :
· الإشباع المناسب لحاجاته النفسية و الإجتماعية و البيولوجية ؛
· تحييد خبراته السابقة و الحالية عن المواقف الإرشادية ؛
· إدراك ووعي تحيزاته ونقاط ضعفه التي يمكن أن تؤثر في المساعدة الإرشادية ؛
· التمتع بحياة هادئة مستقرة .
4) الثقة Trust worthiness :
تعني أن المرشد لا يشكل موضع تهديد للمسترشد في العملية الإرشادية ، والمرشد الثقة هو الذي يتصف بالآتي :
· الثبات والإتساق في أقواله و أفعاله ؛
· سلوكه اللفظي وغير اللفظي يعزز ثقة الطرف الاخر به ؛
· الإصغاء وحسن الإنتباه بدون إصدار أحكام قيمية ؛
· التجاوب مع المسترشد في إطار قواعد العلاقة الإرشادية .
5) الأمانة Honesty :
الأمانة تعني أن المرشد يتصف بالأصالة والصدق والوضوح في علاقته مع المسترشد ؛
6) القوة Strength :
القوة تعني أن لدى المرشد الشجاعة الكافية لعمل مايعتقد بقرارة نفسه أنه يخدم العملية الإرشادية ؛
7) الدف ء Warmth :
الدفء يعني أن يحيط المرشد المسترشد باللطف والعناية والإهتمام ، والذي يظهر من خلال نبرة صوته في أثناء حديثه مع المسترشد ؛
8) الصبر Patience :
المرشد يعطي الفرصة لتطور المسترشد في أثناء العملية الإرشادية بصورة طبيعية تلقائية ، حتى يصبح المسترشد أكثر قدرة على النضج والتعلـّم والإعتماد على الذات ؛
9) الحساسية Sensitivity :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
10) الحرية Freely :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
11) الإدراك الكلي Holistic Awareness :
الإسلوب الكلي في الإرشاد يعني أن يدرك المرشد المسترشد ككل من مختلف جوانبه الشخصية والإجتماعية .

وكما أن لكل عملية منفذّه ويرجى نجاحها ، لابد لها من خطة معينه ، فإن العملية الإرشادية بشكل عام لابد أن تمر من خلال استراتيجية مخطط لها ، وذلك لضمان هذا النجاح ، وكذلك الحال أيضا ً بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ولكن ماهي هذه الخطوات العملية ؟.

خطة إرشــــاد أســر ذوي الإحتياجات الخاصة :

غالبا ً ماتواجه أسر ذوي الإحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها التكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .
وفي الوقت ذاته ، فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة .

هناك ست خطوات فعلية يمكن أن يكون لها دور في وضع خطة لإرشاد أسر الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ، ومساعدتهم على التكيف مع الوضع الذي يعيشونه ، وهذه الخطوات هي :

1. مساعدة الوالدين للنظر للشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقة بصورة موضوعية بقدر الإمكان ؛

2. مساعدة الوالدين على فهم ماهو محتمل أن يكون سلوك الشخص من فئة الإحتياجات الخاصة مستقبلا ً ؛

3. مساعدة الوالدين على التعلم والتعرف على الأساليب التي تساعدهم على التكيف والتأقلم مع الشخص من فئة ذوي الغحتياجات الخاصة ؛

4. مساعدة كافة أفراد الأسرة بمافيهم الأخوة على الفهم بأن الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة لديه نفس الإحتياجات التي لديهم مثل الإحتياجات الجسمية والجنسية والترفيهية والتربوية ؛

5. مساعدة الوالدين التعلم والتعرف على كافة المصادر المتوفرة في المجتمع؛

6. مساعدة الوالدين بالإستمرارية في التعقب أو إقتفاء أثر التحسن ل دى الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة ، نحو الأهداف العامة والأهداف الفرعية التي يجب وضعها من أجل تأسيس جهد الحوار المشترك مابين المرشد والوالدين .

وبعد بحثنا للمشكلة ، أو الموضوع الأساسي ، من حيث المفهوم والتعريف ودواعي العمل به ، والإهتمام بتنفيذ خطة خاصة للإرشاد نسير عليها رغبة في تحقيق أهداف ضرورية لأسرة هذا الطفل ، كنتيجة نتطلـّع إليها في مساعدة أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأداء المرشد النفسي لوظيفته بفعالية .

أهداف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

يمارس المرشد النفسي عمله مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرهم في إطار ثلاث مجموعات من الأهداف ، وغالبا ً مايتم الإقتصار على استخدامها جميعا ً طبقا ً للإحتاجات الوالدية والأسرية ، وذلك في إطار خطوات التخطيط لبرنامج الإرشاد ، وهي :

أ‌- التقييم الواقعي وتحديد المشكلة ؛
ب‌- تحديد الإحتياجات الإرشادية ؛
ت‌- تحديد أولويات الإحتياجات ؛
ث‌- تحديد وصياغة الأهداف ؛
ج‌- تحديد التكنيكات المناسبة للعمل وتخطيط النشاطات اللهزمة لتحقيق الأهداف ؛
ح‌- تقويم النتائج .

وتتلخص تلك الأهداف فيما يلي :
  • الأهداف المعرفية ( خدمات المعلومات ) Information Services :

وتنصب الخدمات في هذا المستوى على توفير الحقائق والمعلومات الأساسية اللازمة لإشباع الإحتياجات المعرفية للآباء فيما يتعلق بحالة الطفل الراهنة ومستقبله والخدمات المتاحه ، أو توجيههم إلى كيفية البحث عن مصادر هذه المعلومات .
  • الأهداف الوجدانية ( الإرشاد النفسي العلاجي ) Affective :

ويهدف الإرشاد في هذا المستوى إلى إشباع الإحتياجات الوجدانية للآباء وافراد الأسرة ، ومساعدتهم على فهم ذواتهم ، والوعي بمشاعرهم و ردود أفعالهم ، و إتجاهاتهم وقيمهم ، ومعتقداتهم بخصوص مشكلة الطفل ، وعلاج ما قد يترتب على ذلك كله من خبرات فشل وصراعات وسوء توافق ومشكلات بالنسبة للوالدين وفي المحيط الأسري بما يكفل استعادة الصحة النفسية .
  • الأهداف السلوكية ( تدريب الوالدين والأسرة ) :

وتختص خدمات الإرشاد في هذا المستوى بمساعدة الوالدين و أعضاء الأسرة على
التحرر من الإستجابات و الأنماط السلوكية غير الملائمة للتعامل مع المشكلة ، وتطوير مهارات أكثر فاعلية في رعاية الطفل سواء بالمشاركة في خطط تعليمه وتدريبه في البيت ، أم بمتابعة تعليمه في المدرسة ، إضافة إلى تمكين الوالدين من اتخاذ القرارات المناسبة وجعلهما أكثر مقدرة على التحكم في الإحتمالات المستقبلية لمشكلة الطفل .

ويمكننا صياغة الأهداف الأساسية لعملية الإرشاد لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة بشكل مباشر على النحو التالي :

· محاولة المرشد مساعدة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في إمكانية ت التغلب على الآثار المباشرة لإعاقته ؛
· محاولة المرشد في مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة على إزالة الآثار النفسية الناجمة عن الإعاقة ، والتي تتمثل في الإنطواء أو السلوك الإنعزالي ؛
· محاولة المرشد في إمكانية تعديل إتجاهات الأسرة ، نحو طفلهم ذو الغحتياجات الخاصة ؛
· مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة في تحقيق ذواتهم وفقا ً لقدراتهم ؛
· تحقيق التوافق والصحة النفسية لذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم .


وقد تكون النقطة التالية في البحث ، هي من أهم مواد هذه الدراسة ، بل قد تكون أهمها على الإطلاق ، ألا وهي الأساليب التي يستطيع المرشد النفسي بإنتهاجها إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي :


طرق إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

لاتوجد طريقة جامعة مانعة للإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، نظرا ً لإختلاف احتياجاتهم الإرشادية ، وأوضاعهم الثقافية والإقتصادية والإجتماعية ، والمراحل التي يتقدمون فيها لطلب المساعدة وتوقيت عملية التدخل الإرشادي .

لذا .... فإنه من الضروري أن يكون المرشد النفسي على دراية بالطرق الإرشادية جميعا ً ، والنظريات التي تستند إليها كل منها ، بحيث يمكنه الإختيار الوظيفي من بينها تبعا ً لمقتضيات الموقف ، و احتياجات المسترشدين ، وغالبا ً ما يتم الجمع بين أكثر من طريقة أو إسلوب واحد إعتمادا ً على عدة مصادر لإشباع احتياجات المسترشد بشكل أفضل ، وهو ما يشار إليه بالإسلوب الإنتقائي Electic Technique .

وفيما يلي عرض لبعض أهم هذه الطرق :

v الإرشاد النفسي الفردي : Individual Technique

يعد الإرشاد الفردي بمثابة نقطة الإرتكاز في عملية الإرشاد وبرامجه ، ويمثل مع الإرشاد الجماعي وجهين لعملة واحدة ، ولاغنى عنهما في أي برنامج متكامل للإرشاد النفسي ، وقد يبدأ الإرشاد الفردي قبل الإرشاد الجماعي ، ويمهد له أو العكس ، كما قد تتخلل جلسات الإرشاد الفردي جلسات أخرى جماعية أو العكس .

ولعل من بين أهم العوامل التي تحتم الإرشاد الفردي كطريقة للعمل مع آباء ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم مايكفله من خصوصية في العلاقة الإرشادية من جانب ، وتنوع الإحتياجات الإرشادية للمسترشدين والفروق الواسعة فيما بينها من جانب آخر ، ذلك أن :

" حاجات الآباء القلقين المتوترين تختلف عن حاجات المتشككين في التشخيص ، وحاجات الآباء غير المتبصرين تختلف عن حاجات المتبصرين بالمشكلة :
· فالفئة الأولى في حاجة إلى المساعدة على التخلص من القلق ومشاعر الذنب واليأس ؛
· والفئة الثانية في حاجة إلى الإقناع والتبصير بالحكمة والموعظة الحسنة ؛
· والفئة الثالثة في حاجة غلى التبصير والحصول على المعلومات ؛
· أما الفئة الرابعة فهي في حاجة إلى تشجيع على الإستمرار في رعاية الطفل " .

ويجب أن يعي المرشد النفسي بأنه لا يتعامل مع مشكلات في فراغ ، بل مع في بشر ،
فقد تتشابه مشكلات الآباء لكنهم يتوزعون في مستويات متفاوته في مواقفهم من تلك
المشكلات قبولا ً أو رفضا ً ، كما أنهم لايستمرون في نفس المواقف من حيث القبول أو الرفض من مرور الوقت ، فالمشكلة الإنسانية تختلف حدة الإحساس بها عبر الزمن .

v الإرشاد النفسي الجماعي : Group Technique

وهو أحد أهم طرق الإرشاد النفسي المكملة للإرشاد الفردي ، حيث تتم العملية الإرشادية في موقف جماعي مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، أو أعضاء أسرهم لمناقشة همومهم وإنفعالاتهم ، وخبراتهم وهمومهم المشتركة بهدف زيادة فهمهم لها وإدراكهم لأنفسهم ، ومساعدتهم على تعديل أو تغيير إتجاهاتهم ، وتطوير قدراتهم على التعامل مع مشكلاتهم على أسس واقعية وبطريقة بناءة . ويتميز الإرشاد الجماعي لآباء ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأسرهم بمميزات عديدة من أهمها مايلي :

أ‌. كسر طوق العزلة الإجتماعية الذي ربما فرضته أسرة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة حول نفسها ، والإنفتاح على الآخرين ممن لهم ظروف مماثلة ، وتبادل التجارب والخبرات معهم ، مما يسهم في تحسين توافقها من جانب ، وتعلـّم إكتساب مهارات و أنماط سلوكية جديدة تزيد من درجة التكيف مع الصعوبات التي تواجهها من جانب آخر ؛

ب‌. الحد من مقاومة الوالدين وأعضاء الأسر ، وطرح مشاعرهم و أحاسيسهم بخصوص الطفل ومشكلته ، ومساعدتهم على التنفيس الإنفعالي عنها في مناخ
يتسم بالود والفهم ، مما يتيح مزيد من الفرص لتخفيض حدة التوتر والقلق
والضغوط الإنفعالية ، ويساعد على عدم الإستغراق في لوم الذات ؛

ت‌. إشعار الوالدين بالمساندة والتأييد والدعم الإنفعالي والطمأنينة من خلال شعورهما المتزايد بأنهما ليسا الوحيدان اللذان يعانيان بمفردهما من مشكلات الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛

ث‌. يتضمن الإرشاد النفسي الجماعي قدرا ً أقل من الشعور بالتهديد لا سيما بالنسبة للآباء الذين يتحرجون من التعبير اللفظي عن مشاعرهم ، ويتجنبون الإرشاد الفردي المباشر ، فضلا ً عن أنه - من حيث الكلفة - يخدم مجموعة من الأفراد في وقت واحد بكلفة أقل من مقارنة بالإرشاد الفردي .

ونلخـّص المباديء الواجب مراعاتها في الإرشاد النفسي الجماعي على النحو التالي :

· مراعاة التجانس في تكوين الجماعة الإرشادية من حيث العمر الزمني ، والإحتياجات الإرشادية ، والمستوى الثقافي والإقتصادي الإجتماعي ؛

· أن يكون المرشد خبيرا ً بدينامية الجماعة ؛

· أن يتم توضيح طبيعة الإرشاد الجماعي للأعضاء ، و أهدافه وفائدته بحيث يعرفوا مسئولياتهم ، وماذا يتوقع منهم ؛

· أن تكون مدة الجلسة ساعة واحدة ؛

· أن يكون حجم الجماعة الإرشادية مابين 6- 7 أو 10 أشخاص على الأكثر بحيث يتيح للأعضاء المشاركين فيها الحديث بحرية ، كما يتيح فرصا ً أوسع للتفاعل اللفظي والتعبير عن الذات والمشاركة التعاونية ؛

· يفضل أن تعقب جلسة الإرشاد الجماعي جلسة على الأقل من الإرشاد الفردي ، حيث يرجح في مثل هذه الحالة أن الأعضاء يحصلون على فائدة أكبر .

v الإرشاد النفسي المباشر ( الموجه ) :
Directive Technique

يطلق على هذه الطريقة أيضا ً الإرشاد المتمركز حول المرشد ، Counselor Centered حيث يتضمن الإفتراض الأساسي لها أن على الناس إتخاذ قرارات غالبا ً معرفة وخبرة يكون المسترشد قادرا ً على إكتسابها ، ولكن لا تتوافر لديه الفرصة لذلك ربما لتوتره أو تعجله وعدم معرفته ، وبإستخدام خبرة المرشد المدرب ، ومعلوماته وكفاءته المهنية يستطيع المسترشد تعلـّم كيفية اتخاذ القرارات واختبارها .

ومهما يكن من شأن القول بأن طريقة الإرشاد الموجه أو المباشر:

o يكون دور المرشد فيها أكثر إيجابية من دور المسترشد ؛

o وأن من شأنها تعزيز الإعتماد على المتخصص ، فإن هذه الطريقة تعد الأكثر جدوى في تحقيق أهداف المستوى العقلي المعرفي من الخدمات الإرشادية ، وفي إشباع الإحتياجات التعليمية والمهارية لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم ، حيث يفترض أنهم يعانون من عدم التأكد وغموض الأفكار، ومن الإعتقادات الخاطئة عن حالة الطفل ، كما يعانون من قصور المعرفة بالأساليب التي تساعدهم على حل مشكلاتهم العملية اليومية التي يواجهونها، وبالطرق المناسبة لتدريب الطفل .

لذا ، فإن أكثر ما يحتاجونه هو المعلومات الأساسية عن معنى الإعاقة ،
ودرجتها ، وقدرات الطفل وإمكاناته الحقيقية ، وحاجاته ، و تأثيرات الإعاقة
على جوانب نموه الأخرى ، وعلى إخوته وحياة أسرته ، وكيفية تعليمه
وتدريبه.

o وعن طريق الإرشاد المباشر يمكن للمرشد استثارة هذه الحاجة إلى المعلومات لدى الوالدين وتزويدهم بالحقائق الموضوعية عن حالة الطفل بأمانة ، وطرح اقتراحات وبدائل فيما يتعلق بأنسب القرارات وطرق العمل ، ويشجعهم على مناقشتها وتمحيصها ، ويستخدم في ذلك كله النصح المباشر ، والشرح والتفسير والإقناع بما يجب عمله من قبل الآباء في ضوء مهاراته وخبراته المهنية .

v الإرشاد النفسي غير المباشر
( غير الموجه ) Non - Directive Technique
ويطلق عليه أيضا ً الإرشاد المتمركز حول المسترشد Client Centered ، ويقوم على افتراض مؤداه أن المسترشد يملك حق تقرير مصيره ، كما يملك بداخله طاقات كافية للنمو الشخصي ، وإمكانات ومصادر ذاتية إيجابية إذا ما أحسن استثمارها واستخدامها في ظروف بيئية مشجعة خالية من التهديد ، فإنه يستطيع إعادة تنظيم نفسه وخبراته ، وتغيير أساليب سلوكه كي يستعيد اتزانه وتوافقه دون اعتماد على مصدر خارجي .

وبناءا ً عليه يتمثل دور المرشد في هذه الطريقة غير المباشرة في :

o تقبـّل المسترشد كما هو ، والإصغاء التام له ، ومساعدته على طرح مشاعره الحقيقية ، وتفهمها كما يدركها المسترشد ، وفي تهيئة مناخ إرشادي يقوم على التسامح والتعضيد دون تدخل مباشر بإعطاء نصائح أو تقديم حلول جاهزة حتى يتسنى للمسترشد اكتشاف ذاته على حقيقتها ، ويخبر شعوريا ً العوامل التي أدت إلى سوء توافقه ، ويصل إلى فهم أكثر لمشكلاته ، ويزداد إعتماده على نفسه في تحمل مسئولياته واتخاذ قرارات مناسبة بنفسه لحل هذه المشكلات .

o ويغلب أن يكون الإرشاد النفسي غير المباشر أكثر فاعلية في تحقيق أهداف المستوى الوجداني من الخدمات الإرشادية بالنسبة لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرهم ، وذلك لما يمكن أن يسهم به في حل مشكلاتهم الإنفعالية ، وتحقيق المزيد من توافقهم وصحتهم النفسية ، وتمكين الوالدين
وأعضاء الأسرة من فهم ماقد يكون لديهم من ردود أفعال ومشاعر سلبية نحو
الطفل وتحريرهم منها ، وزيادة تقبلهم الوجداني له ، ومساعدتهم على عدم
الإستسلام للضغوط ومشاعر الإحباط .

v الإسلوب السلوكي في الإرشاد النفسي :

يركز الإرشاد السلوكي على تعديل السلوك الخاطيء بدلا ً من التركيز على إحداث تغييرات أساسية في الشخصية ، وبدلا ً من سبر غور اللاشعور أو النفاذ إلى أفكار المريض ومشاعره ، فإن المعالج السلوكي يهتم بإستبعاد الأعراض وتعديل الأنماط القاصرة والمعبرة عن سوء التكيف بتطبيق فنيات التعلـّم الأساسية مثل التشريط البافلوفي والتشريط الإجرائي والعلاج التنفيري والكف المتبادل والتحصين التدريجي .

v الإرشاد النفسي الديني :

يعد الإرشاد الديني من أنجح أساليب الإرشاد في مساعدة الوالدين في التخفيف من مشاعر الصدمة ، وتحريكهما صوب الرضا بما أصابهما وتقبل إبنهما من ذوي الإحتياجات الخاصة ، لاسيما وان تدين الوالدين هو احد العوامل الهامة المؤثرة في نمط استجابتهما وطبيعة ردود أفعالهما إزاء أزمة ولاة طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وعلى أساس أن الإيمان بقضاء الله وقدره هو من أهم مصادر السكينة و الطمأنينة والأمن النفسي ، والتكيف مع المتغيرات و الأحداث من حولنا ، والسيطرة على مشاعر القلق والخوف والجزع واليأس التي تولدها المصائب و الأحداث الأليمة والمفجعة في حياتنا ، وذلك بالصبر على المكاره والتحرر من مشاعر الإثم ، والتحلي بروح الأمل والتفاؤل ، و الأخذ بالأسباب وتحمل المسئولية عن طريق العمل الموضوعي في مواجهتها ابتغاء لرحمة الله ومثوبته ، مصداقا ً لقوله سبحانه وتعالى " ...... ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " وقوله عزوجل " من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .

وهذا ينطبق على التدين عند المسلمين والمسيحيين ، حيث يعتقد المسيحيون أن الإعاقة من قضاء الله ، وفيه تكفير عن الخطيئة البشرية بصفة عامة ، أو فيه عقاب
لوالدي الطفل أو أحدهما لتخليصهما من خطيئة ارتكبت في الماضي أو الحاضر ، ولحصولهما على الثواب في الآخره .
أما المسلمون فيعتقدون أن إعاقة أبنائهم ابتلاء من الله لتمحيص إيمانهم ، وعليهم بالصبر والإحتساب ، وطلب الثواب من الله في الدنيا و الآخره ، كما يشير أيضا ً إلى أن
الإرشاد النفسي سوف يكون أكثر تأثيرا ً في تخفيف أزمة الإعاقة ، إذا اعتمد المرشد النفسي على الفسير الطبي على التفسير الديني الذي يرجع الإعاقة إلى مسبب الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى ، الذي يصور مافي الأرحام ويجعل من يشاء سويا ً أو غير طبيعي .

v الإسلوب الإنتقائي في الإرشاد النفسي :

هذا الإسلوب يمثل مايخص الإرشاد بأن الطريقة التي تعالج معها هذه الحالات ، ليس الإرشاد التقليدي أو النظريات الأخرى ، وإنما هو إختيار أنسب الطرق من بين كافة النظم والنظريات والأساليب ، لذلك تعتقد هذه النظرية ، إن الإرشاد التوفيقي أو الإنتقائي ، لاتتبنى إسلوب واحد أو تفضل نظرية على غيرها ، لأنها كما تقول هذه النظرية ، إن إعتماد المرشد على إسلوب أو نظرية ما تجعله محصورا ً ومقيدا ً في نطاق ضيق ، وعليه أن يستخدم المرشد مايلبي حاجات العميل .

وبناءا ً عليه يتميز المرشد الذي يتبنى هذا الإسلوب :

o أن يكون المرشد متبني وجهة نظر علمية عن الإنسان ؛
o أن يكون المرشد ذو مهارة تشخيصية عالية ؛

أن يتميز المرشد بالإنفتاح الذي يتيح له المرونة في الإسلوب الذي يقدمه ، وذلك لأن في تعامله مع حالات المسترشد سوف يأخذ من كل النظريات مايتلائم وطبيعة الحالة ، فتوفر المرونة تعني العلم المسبق بهذه الأساليب ، فيجب أن يكون لديه العلم والدراية والخبرة في النظريات


سنحاول فيما يلي أن نضع عددا ً من الإقتراحات ىالعملية لتفعيل العلاقة بين المرشد النفسي والمسترشد من أسر ذوي الإحتياجات الخاصة .


اقتراحات لتكوين علاقات بناءة بين أسرة ذوي الإحتياجات الخاصة والمرشد النفسي :

الإقتراحات التالية تهدف إلى تشجيع العلاقات البناءة القائمة على التعاون بين الخصائيين و الآباء . هذه الإقتراحات ، في حالة تنفيذها ، يجب أن تحد من المشكلات الحتملة التي وصفت سابقا ً ، وهذه الإقتراحات هي :

· تبادل المعلومات والأفكار بجو مفتوح ؛

· التواصل في المشاعر والحاجات والأولويات دون التخوف من ردود أفعال سلبية من قبل الاخرين ؛

· طلب المساعدة دون الشعور بالضعف و عدم الشعور بالحرج عند قول " لا أعرف " أو " لا أفهم " ؛

· تجنب استخدام المصطلحات أو أية إجراءات تجعل الشخص اآخر يشعر أنه طرف غريب ؛

· يجب على المرشد قبول أعضاء الأسرة على ما هم عليه ، وأن يطوروا مهارة الإستماع لهم وتشجيعهم على التعبير والإنفتاح ، وعليهم أن يقاوموا النزعة نحو إنتقاد اتجاهات الآباء التي تتعارض و إعتقاداتهم الشخصية ؛

· من المفيد في كثير من الأحيان السماح لأعضاء الأسرة بأن يعبروا لفظيا ً عن المشاعر غير البناءة ، لكي يتمكنوا من التعامل معها والتغلب عليها .



وللمرشد عدة نصائح و رسائل مهمة تساعده على أدآء عمله بفاعلية و مهارة ، وهي :

- كن مستمعا ً جيدا ً .......
- ساعد الوالدين لتقبل الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة كما هو ....
- ساعد الوالدين على التخلص من مشاعر الذنب .......
- تذكر ... إنك تتعامل مع أناس يحملون مشاعر الإحباط والألم..
- اللقاء مع الوالدين ..... اجعله مثمرا ً بأقصى درجة ممكنة .....
- تذكر دائما ً إنك إنسان قبل أن تكون مرشدا ً أو أخصائيا ً نفسيا .......


إنه ليس بمقدور جميع أولياء الأمور والمرشديين أن يطوروا علاقات مثالية ، ولكن الإعتقاد بإمكانية و بأهمية تلك العلاقة يساعد على مثالية العلاقة ، وبالتالي فإن تطوير علاقات تقوم على التعاون والتواصل المثمر سيكون ذا فائدة ، من أجل اتخاذ القرارات والتعامل مع المشكلات والإنفعالات الجادة والمعقدة فإن كلا ً من أعضاء الأسرة والمرشديين يحتاج إلى الآخر .

بعد كل ما تم استعراضه وبحثه فيما يخص موضوع الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، كان لابد لنا من وقفة مع هذا الموضوع ، وبحث مدى تطوره في مجتمعتنا المحلي ومجتمعنا العربي بشكل عام .

 

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-01-2012, 03:11 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


وقفة مع الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة :

فيمايلي سنناقش الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة من حيث تأديتها لمهمتها في مجتمعنا المحلي بشكل خاص ، ودورها في المجتمعات الخليجية والعربية بشكل عام .

إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
نظـــــرة عامــــــة
لابد لنا بداية ً من وقفة إكبار و إحترام لذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، و إحترام و إعزاز لأسر هؤلاء الأطفال ، للمعاناة التي يعيشونها سواءا ً الأطفال أنفسهم أو أسرهم من آباء وإخوة ، فلابد من معين لهم ، يعمل على التخفيف ولو قليلا ً من المعاناة التي يعانوها ، وتعتبر الخدمات الإرشادية من أهم الخدمات التي تقدمها التربية الخاصة ، حيث إن الإحتياجات الإرشادية للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة و أسرهم تزداد تنوعا ً عن أقرانهم العاديين ، كما إنها تستمر مع هؤلاء الأشخاص عبر مراحل حياتهم المختلفة ، بدءا ً من مرحلة الطفولة إلى العمل والزواج ، مرورا ً بمرحلتي الدراسة والتأهيل ، يحدث ذلك لأن حالات القصور التي يصاب بها الأشخاص ذو الإحتياجات الخاصة تفرض قيودا ً على سلوكهم ونشاطهم اليومي ، مما يزيد من تعرضهم لظروف معوقة نفسيا ً و إجتماعيا ً ، صحيح إن الإعاقة لاتعني بالضرورة وجود مشكلات أو صعوبات تحتاج إلى خدمات الإرشاد النفسي ، ولكنها تعني زيادة إحتمال تعرض الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة لهذه المشكلات والصعوبات .ضاعف من حدة هذه الظروف المعوقة الإتجاهات السالبة – غالبا ً – لدى أفراد المجتمع نحو الإعاقة وذوي الإحتياجات الخاصة ، إلى جانب ذلك ، فإن نتائج البحوث و الدراسات تشير إلى إرتفاع نسبة الإضطرابات النفسية ومظاهر سوء التوافق النفسي أو الإجتماعي أو المهني بين ذوي الإحتياجات الخاصة مقارنة ً بنسبتها بين العاديين .
وبالرغم من الأهمية الكبيرة للخدمات الإرشادية الخاصة فإنها تعاني من قصور ملحوظ من بين مختلف خدمات التربية الخاصة المقدمة في الدول العربية ودول الخليج العربي على وجه الخصوص .يتبدى لنا هذا القصور في :
· ندرة المتخصصين في هذا المجال ؛
· قلة البرامج الإرشادية الخاصة سواء بالنسبة لذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم .
مع الأخذ في الإعتبار أن هذه الصورة أفضل نسبيا ً في مجال الإرشاد المهني عنها في مجال الإرشاد النفسي .
فلابد والحال هكذا ان يزيد الإهتمام بهذا الفرع الهام من فروع الإرشاد النفسي ، لما له من أهمية ، فخدمات الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة لاتقتصر على ذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، بل تمتد لتشمل الأفراد و الجماعات الذين يتفاعلون معهم . فتأتي الأسرة بكل أعضائها في مقدمة هذه الجماعات ، ثم زملاء الدراسة والمعلمون .





وبعد استعراضنا لمواد هذا البحث ، وتناولنا لموضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، من جوانب عدة ، نتمنى من خلالها أن نكون قد غطينا هذا الموضوع بشكل جيد ، ويستحق عناء قراءته لمن سيطلع عليه، فلابد بعد كل ماسبق ، نضع تصورنا للشكل الذي نتمناه لهذا الجانب من الإرشاد ، بمعنى آخر نضع عددا ً من التوصيات القابلة للتنفيذ ، والتي تخدم هذه العملية في نفس الوقت .

التوصيات :

o عقد ندوة موسعة لمناقشة الإحتياجات الإرشادية لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
o عقد دورات تدريبية وورش عمل لتطبيق هذا الجانب من الإرشاد في مؤسسات التربية الخاصة ؛
o التركيز على الإرشاد الأسري في مجال التربية الخاصة ، وتفعيل دور الأسرة في العملية التربوية و التعليمية ؛
o إيجاد متخصصين للإرشاد الأسري في مؤسسات التربية الخاصة مؤهلين تاهيلا ً عاليا ً لممارسة هذا الجانب من الإرشاد ؛

فطموحاتنا الإرشادية ، قد تكون متعددة وطموحة نظرا ً لأهمية هذا الجانب من الإرشاد وخدمته للكثير من أفراد مجتمعنا الذي نعيش فيه ، لذلك تتعدد طموحاتنا وتتنوع ، فهي :
  • من ناحية عامة :
نطمح بتوجيه عام ، من قبل جهة معينة ، لتبني تعريف المجتمع والأسرة والأفراد ، بجدوى وأهمية الإرشاد والتوعية ، وذلك من خلال بث مشروع برنامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي ، بجميع مقوماته ومصادر الدعم اللازمة لإنجاحه ، وبالتالي إنجاح البرامج الإرشادية والتوعوية المنفذه من خلاله ؛
  • من ناحية خاصة :
نطمح لتوفير مراكز إرشادية وتأهيلية وبرامج متكاملة للإرشاد ، على جميع المستويات ، وتكون إمكانات واعية لمختلف قضايا الإعاقة .


ولابد أن نخلص لعدد من النتائج التي توصلنا لها في نهاية بحثنا هذا ، وقد تمثل المعلومة الأساسية التي وصلت إلينا ، وكانت هي السمة البارزة في هذا المجال ، والتي صغناها بالشكل التالي .


الخلاصـــة :

عالجت هذه الورقة موضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ،واتضح لنا مايلي :

§ إن ضعف هذا الجانب من جوانب الإرشاد في الدول العربية ، لايتناسب مع تلك الأهمية التي يتمتع بها ، فلازالت برامج إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم قاصرة ، ولاتتسم بالفاعلية ، وإن كانت المجتمعات العربية ، والمؤسسات الراعية لفئات التربية الخاصة في الدول العربية ، تعمل جاهدة للتقدم بهذه الجوانب التي تخدم وتساعد هذه الفئات الخاصة ، ومحاولة التقدم بشؤون رعاية الفئات الخاصة وأسرهم مشاركة ً في التنمية الإجتماعية لهذه الدول ؛

§ أما بالنسبة للمجتمع القطري ، نجد كما سيتضح للمطلع على الجزء الخاص بالملاحق ، وهو الخاص بالجمعية القطرية لذوي الإحتياجات الخاصة ، محاولات الجمعية تغطية هذا الجانب الهام للأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي ، وإن كانت هذه المحاولات لازالت في بداياتها ، ونتمنى المزيد والمزيد خدمة ً لهذه الفئة وتنمية إحتياجاتها ، سواءا ً خدمة ً للأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم ، من الوالدين و الأخوة .



الخـــــــــاتمة :

كانت هذه التجربة في اعداد هذه الدراسة ، من التجارب الممتعة ، والمجهدة التي قامت بها الباحثة ، حيث تعرفنا لأول مرة - بالتفصيل - لمفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، ومنها على سبيل المثال :


· توافر المراجع العربية الواسعة في الإرشاد النفسي ، وصعوبة الحصول على مراجع متخصصة في الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ؛

· قد أسعدنا الحظ فاستطعنا الحصول على محاضر المؤتمرات والندوات المتخصصة في مجال التربية الخاصة ، وخصوصا ً مايتعلق منها بالإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ، بل و أحدثها ، حيث استطعنا الحصول على أوراق العمل المقدمة لهذة التجمعات العربية الرسمية في مجال التربية الخاصة ، مما كان له أكبر الأثر في إثراء الدراسة ، وتوثيقها بدراسات من واقع التجارب العربية ؛

· ونهاية لانستطيع القول ، أنه صادفتنا مشكلات صعبة لم نستطع التغلب عليها أثناء اعدادنا لهذه الدراسة ، بل ولله الحمد ، تيسرت لنا أمور البحث والدراسة ، إلا من مشاكل تتعلق بقصر الفترة الزمنية ، وزيادة العبء الأكاديمي في هذا الفصل الدراسي ؛






وكذلك لم نصادف مشاكل وعقبات في تعاون المسئولين عن تنفيذ مثل هذه التجارب في الدولة ، بل وجدنا منهم التعاون الكبير والمثمر .

· وبالطبع فالاستفادة الكبيرة التي عادت على الباحثة ، هي التعرف إلى مفهوم جديد بالنسبة لنا ، ومدى مايمثله هذا المفهوم من أهمية كبيرة وتأثير واضح في حياة المجتمعات بشكل عام ، وليس في حياة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرته فقط .


ونرجو في نهاية هذه الدراسة ، أن نكون قد وفقنا في موادها ، وان يكون اسلوبنا في عرض المعلومات ، إسلوب شيق و صحيح ، وأن يكون اختيار للألفاظ سليم ، وأن تكون معاني كلماتنا صحيحة وفي موضعها المناسب .

فدراستنا هذه اختصت بمفهوم ـ ما زال ـ حديث بالنسبة لنا ، ألا وهو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي ـ كما نعتقد ـ تجربة قابلة للنقد والنقد الكبير ، فلازلنا بعيدين عن الأمور المهنية والمتخصصة في هذا المجال ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور الإيجابية التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، وهي ماذكرناه أعلاه .

وكلنا أمل أن يكتسب المطلع على دراستنا هذه ، القليل من المعلومات في مجال إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأن يستحق بحثنا هذا عناء قراءته وتصفحـّه .

وفي نهاية الأمر ، نتمنى أن نـُعذر إذا جانبنا الصواب ، أو كانت أفكارنا غير منظمة ، أو معلومانتا غير دقيقة ، فمازلنا نحتاج الكثير لنتمكـّن من العلوم الجديدة التي إكتسبناها حديثا ً في مجال التربية الخاصة ، ومازلنا نتعلـّم ـ من أساتذتنا الأفاضل ـ كل يوم الشيء الكثير ، فكلنا أمل أن يكون ماقدمناه يتناسب وما هو مأمول منا ..... مع شكرنا الجزيل لعناء قراءة نتيجة جهدنا في جمع المعلومات وتنسيقنا لها بطريقة نتمنى أن تكون محل قبول ورضى من قبل المطلعين عليها ........... وشكرا ً جزيلا ً للإطلاع والقراءة .

 

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-01-2012, 03:12 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


قائمة المراجع

1. أوراق عمل " ندوة الإرشاد النفسي والمهني من أجل نوعية أفضل لحياة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة" والتي نظمتها جامعة الخليج العربي ، مسقط من 19 – 21 إبريل 1999 م ؛


2. كفافي ، علاء الدين ، الإرشاد والعلاج النفسي الأسري : المنظور النسقي الإتصالي ، القاهرة : دار الفكر العربي ، الطبعة الأولى ، 1999 م ــ 1419 هـ ؛


3. الزعبي ، أحمد محمد ، الإرشاد النفسي : نظرياته – اتجاهاته – مجالاته ، صنعاء : دار الحكمة اليمانية ، الطبعة الأولى ، 1994 م ــ 1415 هـ ؛


4. الإستعانة بمحاضرات مقرر / إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، للدكتور / نادر فهمي الزيود ؛


5. الخطيب و آخرون ، إرشاد أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة : قراءات حديثة ، العين : مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1992 م – 1412 هـ ؛


6. الخطيب و آخرون ، إرشاد أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة : قراءات حديثة ، العين : مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 2002م – 1422 هـ ؛


7. أوراق عمل الندوة العلمية السابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ، " حقوق الأصم في القرن 21 " ، والذي عقد في الدوحة في الفترة من 28 ــ 30 إبريل 2002 م .


8. أوراق عمل الملتقى الثاني للجمعية الخليجية
للإعاقة ، " تقبـّل الإختلاف بين الأفراد ... سلوك
حضاري راق ِ "، والذي تم عقده بالإمارات العربية
المتحدة ، من الفترة من 9 – 11 فبراير 2002 م ؛


9. www. Gulf net. ws / vb / index . php


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 07:17 PM.