الاهتمام العربي بالشخص المعاق ..الى أين ؟
في وقت أصبح العالم لا يفرق بين الشخص المعاق والشخص السليم إلا بالعمل المتقن والتفكير الصحيح ( بالتقوى ) نجد بحمد من الله تنامي الاهتمام العربي بالأشخاص ذوي الإعاقة ، وتسعى الدول والمجتمعات إلى إزالة الحواجز بينهم وبين غير المعاقين ؛ إذ نجد أن العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة (2004-2013 ) الصادر عن جامعة الدول العربية ، كما صدقت معظم الدول العربية على الاتفاقية الدولية الشاملة لحقوق المعاقين وكرامتهم الصادرة عن الأمم المتحدة (2007 ) .
وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بالأشخاص ذوي الإعاقة عربيا وعالميا فلازال الصم العرب يعانون العديد من المشكلات ، ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بتعليمهم وتدريبهم ؛ فقد أشار بعض الباحثين إلى أن تعليم الصم في معظم أقطار الدول العربية يقتصر على مرحلة الإعدادية والتعليم المهني كحد أعلى باستثناء قليل من الدول العربية التي أخذت على عاتقها تطوير مناهجها والتقدم بمستوى التحصيل العلمي لفئة الصم ، وتنص المادة 24 من الاتفاقية الدولية الشاملة لحقوق المعاقين وكرامتهم الصادرة عن الأمم المتحدة (2007 ) على أنه " تسلم الدول بحق المعوقين في التعليم وإعمال هذا الحق دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص تكفل الدول الأطراف نظاما تعليميا جامعا على جميع المستويات وتعلما مدى الحياة كما ينص البند الخامس من نفس المادة على " كفالة الدول الأطراف إمكانية حصول المعوقين على التعليم العالي والتدريب المهني وتعليم الكبار والتعليم مدى الحياة دون تمييز وعلى قدم المساواة مع الآخرين ."
وقد أشارباحث أخر إلى أن الصم الراشدين أو من أكملوا الدراسة الثانوية أو الفنية يواجهون مشكلات وعقبات عديدة ، وأول هذه المشكلات هي إمكانية إكمال هؤلاء الصم لدراستهم الجامعية من عدمه في ضوء اللوائح والقوانين المعمول بها في بعض الدول ، ومعارضة تلك اللوائح والقوانين أو تحفظها أو تجاهلها لموضوع إكمال الصم تعليمهم الجامعي
كما أشار إلى العديد من المفاهيم الخاطئة حول الصم مثل أنهم أقل ذكاء من الذين يسمعون ، وأقل إبداعاً وأقل طموحاً وأقل استعداداً للدراسة الأكاديمية ، و قد شاعت هذه المعتقدات وآمن بها مجتمع العاديين وكذلك الكثير من الأفراد الصم ، مماعزز الاعتقاد بأن الأصم لا يصلح إلا للمهن التي تتميز بالأداء اليدوى ويبتعد عن المهن التي تتطلب قدرات عقلية وأكاديمية .
وأشار إلى بعض المغالطات التربوية التي يعتمد عليها فى تجاهل التعليم الجامعي للصم ؛ فذكر أن من هذه المغالطات في سيكولوجـية الصـم أن الإعـاقة في الكلام تعـنى إعـاقـة القدرات المعرفية وأن الأخطاء في القراءة و الكتابة لدى الصم و ضعاف السمع تنعكس على ذكائهم ، مما ينعكس بالتـالي على قلة الفـرص التعليمية المتاحة أمامهم وأمام ارتقائهم في التعليم الجامعي .
فهل حان الاوان لفتح المجال واسعا أمامهم في شتى المجـــالات وبدون مزايدات ولا حماقات
السعيد بن سديرة