يدخل الطفل منعرجا هاما في حياته بانفصاله عن الأسرة لدخول عالم العلاقات المدرسية محددا بنماذجه الذهنية عن الذات , والعالم والتي سبق وكونها اطاره التفاعالي بالعلاقات الأولية داخل الأسرة , مما يجعله كائنا فريدا , يستجيب بطرق فريدة لمتطلبات التوافق الصفي التي تؤدي به لانتاج سلوكات وفق ما تفرضه التفاعلات الجديدة . وهو ما قد يجعلنا بمواجهة دائمة مع اشكاليات تطرح نفسها بعيدا أو متداخلة مع ما تم تحديده من معايير دقيقة تؤطر اضطرابات بعينها وتشكل هاديات رئيسة في طرق التوجه للطفل , بدءا بالاشكاليات السلوكية وانتهاءا بالاشكاليات الأكاديمية .
عموما يمكن القول بأن المرور بفترات من الصعوبات السلوكية والانفعالية أمر طبيعي , ويشمل جميع الأطفال , ومن كلا الجنسين , وفي أي وقت خلال مرحلة ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية . مع ملاحظة انخفاض في درجة انتشار هذه الصعوبات السلوكية مع التقدم في العمر . فالأطفال من 6-8 سنوات يتفوقون على الأطفال الأكبر عمرا الذين هم ما بين 9-12سنة في عدد المشكلات السلوكية والتي نرصد منها :
السلوك غير الناضج – ضعف الانتباه – شرود الذهن - التهريج - احلام اليقظة – الانفعالية – العدوانية -الفوضوية وعدم الترتيب - سوء استخدام الوقت - الانانية والتمركز حول الذات - الاعتمادية الزائدة - السلوك المرتبط بعدم الأمن- الحساسية الزائدة للنقد - الخجل – التمرد - الكذب - الغش - الكلام البذيء – التخريب - اشعال الحرائق -الهرب من المدرسة - ضعف الدافعية للدراسة .
ما يجب التأكيد عليه هو أنها مجموعة صعوبات قد تتداخل أعراضها , و تظهر بفترات عمرية مختلفة . لتبدو انعكاسا ربما لوضع عائلي تسوده الصراعات , أو حالة انفصال , أو هو صراعات شخصية مع أحد المعلمين , أو نزاع مع الأصدقاء .وقد يكون أحيانا نتيجة اضطرابات صحية مرافقة لها . أو ضعف سمع ترك دون تشخيص .
ويمكننا هنا الاستعانة بأدبيات البحث النفسي للبحث في طبيعة هذه الاشكاليات وأسبابها من خلال تفحص متغيرات ذات علاقة وثيقة بانحراف المسيرة النمائية للطفل . وفي هذا الاطار يكون تفحص عوامل ارتبطت بالمسار النمائي الجسدي , والنفسي , والاجتماعي مبررا باعتبارها عوامل نشطة وفاعلة ومحددة للسلوك الانساني .
أولا – اشكاليات ارتبطت بالمسار النمائي الجسدي :
الانحراف عن المسار النمائي السوي لأسباب فسيولوجية أو لأسباب نفسية , عرضية أو دائمة يخلق معه فرص كثيرة لظهور سلوكات اشكالية لدى الأطفال . ويصبح التعامل معها محددا لديمومتها أو زوالها فنجد مثلا أن الاضطراب في النشاط الهرموني قد يشكل الدور الحاسم في المظهر الخارجي للطفل مصحوبا بأنماط سلوكية تحرف قدرته على الاستجابة لمتطلبات التوافق الصفي . كالعملقة المتأتية من فرط افراز هرمون النمو والمصحوبه بشرود الذهن وسرعة الاستثارة , او القزامة المرتبطة بالعدوانية أو قد يرتبط ذلك بكثرة النسيان وركود الذهن . الاشكاليات هنا تنجم عن عدم تبين المعلم لتأثيرها في السلوك بحيث تدفعه لتوليد استجابات تجعل الطفل يبذل مجهودات توافق مضاعفة . الأولى موجهة نحو التوافق مع الاضطراب الجسدي . والثانية علائقية فرضها الموقف الدفاعي الصفي اللاتوافقي .وهو ما يفاقم السلوك الاشكالي لدى الطفل كالعدوانية والعناد والسلوك المضاد للمجتمع .
إذا , وفي هذه الحالة تشكل المعرفة النفس فيزيولوجية للمعلم اطارا صادا للأزمات التي قد يواجهها نتيجة عدم وعيه بها . فيدرك الارتباط بين حالة الجسد والسلوك العام التوافقي للطفل وانعكاساته على مسيرته الأكاديمية . ويمكننا هنا أن نشمل الأمراض والاضطرابات الجسدية الأخرى التي بامكانها أن تكون وراء العديد من السلوكات الاشكالية للأطفال كأمراض الجهاز العصبي المختلفة التي تؤثر في الجانب الانفعالي , والمعرفي , والاجتماعي للسلوك كالصرع مثلا الذي قد يؤثر على التعلم والذاكرة وتؤدي أدويته إلى فقدان النشاط والحيوية .
يمكننا أن نذكر أيضا اصابات الدماغ المكتسب . فمن أهم أسبابه حوادث السيارات , والدراجات , وانهيارات الأبنية , والمنازل , والضربات على الرأس , والأعيرة النارية ومالها من تأثير على الانتباه قصير المدى , وصعوبات التذكر , والفهم , ومشاكل في التفكير المجرد والتأخر الدراسي وخاصة في مجال القراءة , والرياضيات , واللغة , واكتساب المعلومات الجديدة وما يرافقه من أنماط السلوك غير الملائم .
يمكن هنا أن نذكر الاضطرابات الصحية الأخرى التي يصاب بها الطفل , كالتهاب الأذن الغير مشخص , بحيث يعزل الطفل عن التفاعل مع الآخرين بشكل جيد , ويجعله أقل قدرة على الاستجابة للموقف الصفي بشكل يبدو معه أميل للاستثارة الانفعالية .
ثانيا _ اشكاليات ارتبطت بالمسار النمائي النفسي :
العامل الثاني المرشح للفحص من حيث قدرته على انتاج سلوكات ذات طابع اشكالي هو عامل النماء النفسي الضاغط . بحيث ينعكس بشكل تمظهرات سلوكية , تنبىء عن ظرف اشكالي يوجب التعامل معه خشية تفاقمه .مسببا اضطرابا في التفكير والأحاسيس وتقلبا في المزاج ,
– تدني الأداء – الانعزال – الانسحاب – الاستثارة الانفعالية – البكاء بكثرة .
ويمكن لعوامل عديدة أن تسبب مثل هذه الاشكاليات :
- الاكتئاب لدى الأطفال
- فرط النشاط
- وتدني احترام الذات
- صعوبات التعلم
- الممارسات الأبوية الضاغطة
- الحرمان العاطفي
- رفض الوالدين
يبدو هنا أن تفحص طبيعة الارتباط الوالدي أمر مهم لتبين مدى قدرته على رسم ملامح البروفيل النفسي للطفل . بالنسبة إلى (بولبي ) فإن عدم التأكد من نيل واستجابة موضوع او شخص الارتباط , هو الشرط الرئيس لنشوء شخصية متقلبة قلقة . بحيث نجد أن هناك سببا قويا للاعتقاد بأن الثقة بدون تفكير , في دعم ونيل موضوع الارتباط بلا فشل هو حجر الزاوية الذي تبنى عليه الشخصية المستقرة الواثقة بالنفس . فالخبرة العائلية لهؤلاء الذين ينمون بالقلق والخوف تتميز ليس فقط بعدم التأكد من عون الأبوين ولكن أيضا بضغوط خفية قوية التشويه .كالضغط على الطفل مثلا بأن يقوم بالعناية بأحد أبويه , أو أن يتبنى نماذج الأبوين المزيفة للذات ولعلاقتهما وبالتالي يدافع عنها . وبطريقة مشابهة فالخبرة الأسرية لهؤلاء الذين يصبحون مستقرين وواثقين بالنفس نسبيا , تتميز ليس فقط بدعم وعون الوالدين الناجح عندما يحتاجهما الطفل , ولكن ايضا بتشجيعه الدائم نحو الاستقلال الذاتي المتزايد وبتصريح الوالدين الصادق للنماذج العاملة عن انفسهم وعن الطفل وعن الآخرين. والتي ليست فقط صالحة لحد يحتمل ولكنها أيضا مفتوحة أمام السؤال والمراجعة . لأن الأطفال يميلون لااراديا الى تقمص صورة الوالدين ومن ثم تبنى أنماط السلوك نفسها مع أطفالهم هم أنفسهم فيما بعد عندما يصبحون آباء وأمهات . وتنقل نماذج التأثر والتفاعل بإخلاص كبير أو قليل من جيل لآخر . وهكذا فإن وراثة الصحة العقلية والمرض العقلي خلال الوسط الثقافي المصغر , هي بالتأكيد ليس أقل أهمية , بل وقد يكون أبعد تأثيرا من وراثتهما خلال الوسط الجيني .
بولبي في فهمه للديناميات النفسية للتعلق الوالدي يظهر بحث الطفل عن التقارب والذي عادة ما يكون في شكل مطالب مشحونة انفعاليًا لجذب الانتباه (مثل الصراخ أو نوبات الغضب) أو في شكل سلوك انسحابي شديد. وعندما يتم تلبية هذه المطالب بشكل مناسب لسلوك الرعاية، فإن الطفل يعيش إحساسه بالصحة النفسية والأمان الذي يمكنه من الاندماج في سلوكات "استكشافية " والتي تعد مهمة جدًا لنموه الطبيعي. وهنا لا يتضمن سلوك الرعاية المناسبة الإهمال أو الحماية الزائدة. أما الفشل والإخفاق في معايشة الرعاية المناسبة للطفل فقد يؤدى إما إلى التثبيت على مرحلة نمائية مبكرة ، أو النكوص إلى هذه المرحلة المبكرة. إن مثل هذا التثبيت أو النكوص سوف يأخذ غالبًا شكل سلوك تعلق نمائى غير مناسب باحثًا فيه عن التقارب .
يفترض بولبي أن نظام التعلق يبقى ناظما مركزيا للسلوك الشخصي الداخلي طوال حياة الفرد . إذ تنشأ علاقات التعلق على مدى السنتين الأوليين من حياة الطفل تقريبا ولكن الأهم هو أن هذه العلاقات تحدث في وقت واحد مع تطورات عصبية هامة في الدماغ . إن سلوكيات مثل الإغماء او الجمود او الهرب او الاختباء أو إهانة القائم على الرعاية عند الالتقاء به بعد الانفصال المؤقت تدلل على فشل في نظام التعلق .
فمهمة الطفل هي تأسيس علاقة مع القائم على رعايته تؤكد الحماية من خلال التقارب . و يوفر نظام الأبوة هذا التقارب والتواصل لتأكيد الحماية والبقاء في نهاية المطاف. يحرض التهديد نظام التعلق وهذا بدوره يحفز نظام الرعاية عند البالغ.
(بينديك) بين أيضا كيف أن ثقة الشخص في وجود من يعاونه تأتي من خبرات الاشباع المتكررة في علاقته مع أمه خلال فترة ارضاعة والطفولة ,وكيف أنه نتيجة لهذا , ينمو (أنا) قوي قابل للمحافظة على التكامل وتنظيم الذات أثناء الفترات التي لايكون فيها العون متوفرا . وتخلص ماهلر إلى نتيجة مشابهة وهو أن الثقة بالنفس واحترام الذات والبهجة في الاستقلال كلها تنشأ من الثقة وائتمان آخرين , حيث تظهر هذه الثقة أثناء فترة الرضاعة والطفولة من خبرة الطفل مع الشخص القائم بالرعاية الأمومية والتي تعمل كنقطة ارتكاز لنشاطاته , بينما تعطيه في الوقت نفسه حرية كافية تجعله قادرا على المرور إلى مرحلة النضج التي تسميها ماهلر الانفصال- التفرد .
من الواضح أن الثقة الجيدة بالنفس لاتتفق فقط مع القدرة على الاعتماد على الآخرين , ولكنها تنشأ منها وتكون مكملة لها . علاوة على أن كلا منها نتاج مختلف للعائلة التي تقدم دعما قويا لأبنائها مع احترام طموحاتهم الشخصية , واحساسهم بالمسؤولية وقدرتهم على التعامل مع العالم . فمن المعقول جدا أن تشجع القاعدة الآمنة والدعم الأسري القوي الثقة بالنفس بقدر عظيم .
ثالثا- اشكاليات ارتبطت بالمسار النمائي الاجتماعي :
في قاعة الصف المشكلات بين الطلبة أمر كثير الحدوث . إلا أن البحث فيه يحيلنا إلى تفحص المقدرة الاجتماعية , والشعبية بين الأقران , ومدى الثقة بالآخرين , وتفحص السلوك باتجاه المجتمع .فالنمو الاجتماعي في كثير من مظاهره يعتمد بشكل خاص على نوعية العلاقات المنشأة خلال تجربة الحياة .
فنجد مثلا أنه عندما يشكل أطفال فترة الحضانة علاقات ذات نوعية عالية مع معلميهم , فإنهم يعملون بشكل أكثر ايجابية على الصعيد الاجتماعي والدراسي . وبالاضافة إلى ذلك , إن منافع هذه العلاقة تستمر مع الطفل عبر المرحلة الابتدائية وحتى في سنوات المرحلة الاعدادية.
وتملك العلاقات الايجابية المبكرة تأثيرات ثابتة , بسبب أن الأطفال يستخدمون هذه العلاقات ذات النوعية العالية من أجل تطوير مهاراتهم الاجتماعية ولتعلم كيفية التعاون والتفاعل مع الاحباط , وكيفية تطوير عادات عمل جديدة .
فيما يتعلق بالعلاقات ذات النوعية المنخفضة فإن الطلاب لايجدون سوى اهتماما سلبي الاستجابة . فقد تعلموا من خبرتهم أن مانحي الرعاية لايمكن الوصول إليهم أو الاعتماد عليهم ولايستحقون الثقة وليسوا سريعي الاستجابة ويشعرون بأنهم غير محبوبين ومرفوضين ومتجاهلين .
نلاحظ أن بولبي جعل من ديناميكيات التفاعل الاجتماعي الأول للطفل في الأسرة الأساس في تكوين مثل هذه النماذج الذهنية . ففي حديثه عن التعلق المضطرب أو المشوش يجد أن سوء المعاملة او التهديد بسوء المعاملة يسبب استثارة عالية لنظام التعلق عادة ما يكون مفارقيا بالنسبة للمسيء الذي هو مصدر التهديد والأمل في احتوائه في الوقت ذاته . وهذا بالتحديد لب التعلق المضطرب او المشوش.
وبالنسبة إليه فإن الغضب استجابة طبيعية من الطفل عندما تتعرض توقعاته بالأمن او القرب من القائم على رعايته للخطر . وفي حالة التطور الطبيعي فان لهذا الغضب وظيفة في تمتين العلاقة مع القائم على الرعاية . وعند السنة الثانية او ربما قبلها بقليل يوظف الغضب للحفاظ على تكامل التمثيل الذاتي . تهديد قدرة الصغير على تقرير المصير عادة ما يقود الى نوبة غضب مؤذية تميل الى الخفوت مع نشوء نظام ذاتي ثابت . إن انفجار الغضب عند الصغير لا يكون استدعاء للحماية بالأساس , بل أنها أيضا استجابة وقائية ذاتية على بلادة وبرود القائم على الرعاية . تنفجر هذه الاستجابة لحظة إحساس الطفل بالانتقاص من صورته الذاتية الناشئة . عادة ما تثير ردة الفعل هذه تكثيف فوري لاستجابات تقديم الرعاية مع فرصة اكبر نحو الاعتراف بقصديه الطفل . وعلينا التذكير بان ثورات الغضب هذه شائعة في سياق التعلق.
تتحول استجابة الغضب الطبيعية الى عدوانية عندما يسود البرود والبلادة . يستدعي الطفل درع الغضب الدفاعي مرات عديدة بحيث تصبح استجابة المعارضة متكاملة مع البناء الذاتي للطفل . وعلى الفور يولد التوكيد الذاتي عنفا . وبالرغم من أهمية الغضب ضمن علاقات الارتباط فان العدوان هو بالتأكيد خلل لأنه يهدد بتحطيم علاقة الارتباط , وفي تشكيل بولبي فان العدوان او بالأحرى "اختلال الغضب" يكمن في جذور التعلق القلق .
بالحديث عن العنف لدى الأطفال نجد أنه من غير المناسب تجاهل أثر بعض الممارسات السلوكية للأطفال والتي راجت مؤخرا رواجا كبيرا مثل التعرض لألعاب الفيديو العنيفة والتي لاتقود فقط نحو دفع الأولاد للعنف بل إلى التفكير بشكل عدواني أكبر والشعور بعدائية أكبر وإلى الاحساس العالي بالنشوة وتقوم ايضا بانقاص السلوك الايجابي المؤيد للمجتمع
فالتعرض للعنف يغير طريقة تفكير الطلاب ويعطي المشاهدين توقعات اجتماعية عدوانية – الاخرون سيكونون عدوانيين وغير متعاونين – وسيدعم الأفكار السلوكية العدوانية –عندما أهان يجب أن أثأر – والطلاب الذين يتبنون هذه التوقعات الاجتماعية العدائية السلبية سيصبحون أكثر عدوانية وأقل مساعدة .
هنا يمكننا التعويل على نوعية العلاقة بين الطفل والمعلم والتي لاتكون مؤثرة فقط على انفتاح الطالب على جهود المعلم المجتمعية وانما ايضا على تحديد فاعلية استرتيجيات التأديب الخاصة بمعنى آخر .ان استعمال أي استراتيجية سلبية قد يؤدي لردة فعل عنيفة وسلبية . وتعتبر نوعية العلاقة مهمة لأنها تجعل الطالب راغبا في اعتناق قواعد المعلم وقيمه وطلباته . ويبدو من المنطقي الاستخلاص بأن المعلمين يحتاجون لتطوير استراتيجيات تأديب فعالة والى خلق علاقة ذات نوعية عالية مع طلابهم .
ويصبح بامكان المعلمين تعزيز المقدرة الاجتماعية للطلاب والتي تشيرإلى مدى مهارة الأطفال في ادارة التجارب المتحدية والمحبطة التي يواجهونها مع الآخرين على اعتبار أن لها فائدتان أساسيتان هما القدرة على حل مشاكل النزاع بطريقة سلمية واكتساب الشعبية لدى الأقران . ويتم ذلك من خلال ثلاثة طرق :
الأولى - استخدام التأديب الرقيق مثل الشرح وحل المشكلة بدلا من الاسترتيجيات التأديبية القاسية . حيث أظهر الطلاب الذين تم تأديبهم برقة مقدرة اجتماعية وسلوكا مؤيدا للمجتمع بشكل أكبر من الذين تم تأديبهم بقسوة .
الثانية - يمكن للمعلمين مساعدة طلابهم على التقليل من غضبهم وعلى تعميق تعاطفهم تجاه الآخرين عن طريق تزويدهم بالأمان وبشبكة علاقات ذات نوعية عالية . وبالرغم من حقيقة أن بعض الطلاب يملكون حنوا أكثر من الآخرين فإنه من المعقول أيضا أن الحنو يمكن تعلمه . وعندما يساعد المعلمون الطلاب على الشعور بالحنو تجاه أقرانهم ,فإن الطلاب يستجيبون باظهار سلوك أكثر تأييدا للمجتمع وأقل معاداة له .
والثالثة - وهي طريقة غير مباشرة تقضي بتشجيع المشاركة في النشاطات الاجتماعية .
إذا , يمكننا في هذا المقام التأكيد على أهمية العلاقات باعتبارها الوعاء الذي يؤطر النمو الاجتماعي . وعلى دور المعلم في خلق جو من التفاعلات الايجابية , التي من شأنها أن تخفض من السلوك الاشكالي لدى الأطفال في البيئة المدرسية .
أخيرا :
اذا كانت الصعوبات السلوكية التي يمر بها الطفل لابد أن يمر بها كل الأطفال فإننا نشير إلى أن امكانية ديمومتها أو استمرارها مرهون بطرق التوجه لحلها من خلال تبين طبيعتها ومعرفة أسبابها وطرق علاجها . واذا كانت في نشأتها الأولى انعكاس لديناميات التفاعل الأسري فيجب عدم اهمال ممارسات من شأنها أن تخلق توازنا نفسيا يقي الطفل من المعاناة بتأثير الانزلاقات الممكنة الحدوث في فترات حياتية مختلفة .بالامكان هنا الاشارة إلى مدى أهمية اشغال الطفل في الأنشطة الترفيهية والفنية لما تتضمنه من محتوى تفريغي ومهاراتي تعيد التوازن النفسي للطفل وتدعم قدراته الاجتماعية والادراكية مثل :
-الرحلات الترفيهية التي تزيد من امكانية التآزر الاجتماعي في مواجهة روتين العلاقات الصفية وضغوطاتها من خلال جو المرح والأغاني والألعاب الجماعية.
- الأنشطة الفنية المختلفة كالرسم والأشغال اليدوية المختلفة والرقص والموسيقى من حيث أنها :
أدوات تفريغ نفسي .
اتقانها يزيد من الثقة بالمقدرة الذاتية .
تسهم في التطور الفكري وتطور اللغة اللفظية والاجتماعية والعاطفية .
وتزيد من امكانيات التوافق النفسي في البيئة المدرسية .
ترفع من نسبة التركيز والاستماع .
وتنمي حس الفضول والاستكشاف .
ومن الطرق المقترحة أيضا في مساعدة الأطفال على حل مشكلاتهم :
اعادة ترتيب برنامج الطفل .
تعزيز السلوك المرغوب
طمأنة الطفل وتقديم الدعم له .
تجاهل سوء التصرف وعدم الانتباه له اطلاقا .
المراجع
_بولبي , جون (1991) سيكولوجية الانفصال – دراسة نقدية لأثر الفراق على الأطفال . ترجمة عبد الرحمن , عبد الهادي .دار الطليعة للنشر –بيروت . الطبعة الأولى .
_الجبوري , علي محمود كاظم (2011) علم النفس الفسيولوجي . دار صفاء للنشر والتوزيع . عمان . الطبعة الأولى .
_سميث جيفري –ريف جون مارشال -اودونيل انجلا2009 علم النفس التربوي . ترجمة كردي محمد .شعاع للنشر والعلوم . سوريا. الطبعة الأولى .
_شيفر , شارلز – ميلمان , هوارد (1996) مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعدة فيها .ترجمة داود ,نسيمة – حمدي , نزيه .منشورات الجامعة الأردنية . عمان – الطبعة الثانية.
Sites Internet
http://www.canalvie.com/etre-parent/articles/les-problemes-de-comportement-chez-l-enfant-5951/
http://www.topsante.com/encyclopedie/view/probl%C3%A8mes-d'enfant/2190
http://www.mamanpourlavie.com/sante/enfant/developpement/apprentissages/6033-l-impact-de-la-musique-sur-le-developpement-des-tout-petits.thtml