اللجنة العلمية تقيّم (25) ورقة عمل عربية وخليجية لمناقشتها في الملتقى
إعداد كوادر بشرية لمعالجة التقنيات الحديثة
سمية تيشة
يستضيف مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الملتقى السنوي التاسع الذي تنظمه الجمعية الخليجية للإعاقة خلال الفترة مابين (12_14) مايو المقبل تحت عنوان "التقنية المساعدة لذوى الإعاقة.. الطريق والمستقبل" بحضور سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المقرر الخاص المعني بشؤون الإعاقة بالأمم المتحدة، وبمشاركة نخبة من الاكاديميين والباحثين والفنيين والمهتمين بمجال الإعاقة.
حيث سيناقش الملتقى هذا العام جملة من المحاور المتعلقة بالتقنيات المساعدة واستخداماتها في دول التعاون أهمها القضايا الأخلاقية والقانونية والآثار النفسية والاجتماعية التى قد تصاحب استخدامات هذه التقنية، ودور الانترنت والوسائط المتعددة في تطبيقات التقنية المساعدة لذوى الإعاقة، واثر تكنولوجيا التعليم العادي والالكتروني على التعلم التفاعلي عند هذه الفئة، فضلاً عن ذلك سيتم استعراض أهم الأبحاث والدراسات المسحية والتطبيقية والتقيمية في هذا المجال وعرض الأجهزة والبرامج الحاسوبية المستخدمة، إلى جانب دور هذه التقنيات في مجالات التأهيل والتدريب وفي بيئات العمل، ودراسة كيفية إعداد الكوادر البشرية المدربة للتعامل معها.
وقد علمت "الشرق" أن عدد اوراق العمل المقدمة للمشاركة في الملتقى بلغت (25) ورقة من مختلف الدول العربية والخليجية، ومن المقرر أن تعقد اللجنة العلمية للملتقى اجتماعا خاصا لتقييم ودراسة اوراق العمل المقدمة في 9 فبراير المقبل برئاسة الدكتور ناصر على الموسي من المملكة العربية السعودية.
هذا وسيشهد الملتقى العديد من ورش العمل في مجالات التأهيل والتدريب والتعليم واستخدام الأجهزة والبرامج في مجال التقنية المساعدة لذوى الإعاقة على اختلاف فئاتهم لتمكين المشاركين في الملتقى من الاستفادة الفعلية من الفعاليات، كما سيتم عقد حلقة نقاشية بمشاركة المعوقين وأولياء أمورهم والمهتمين والعاملين معهم وأعضاء الهيئات التدريسية وطلاب وطالبات الأقسام في الكليات والجامعات الخليجية والمهتمين بهذا المجال لتبادل الخبرات وطرح الأفكار والمبتكرات، هذا وسيصاحب الملتقى معرض للأجهزة والأدوات والبرامج الحاسوبية المستخدمة في هذا المجال.
الدكتور سيف الحجري -نائب رئيس مركز الشفلح - أوضح أن دول الخليج العربي مازالت تواجه بعض التحديات التى تحد من استخدام التقنية المساعدة لذوى الإعاقة ولعل من أهمها ارتفاع الأسعار، وعدم توافر البرامج التدريبية والصيانة المناسبة للتعامل معها،موضحاً أن هذا ما ستتم مناقشته خلال الملتقى القادم الذي سيتيح للمشاركين فرصة التعرض لكافة القضايا المتعلقة بواقع التقنيات المساعدة لذوى الإعاقة في دول الخليج، كما سيتم تبادل الآراء والخبرات ووجهات النظر واستعراض أحدث المستجدات في مجال تطبيق التقنية المساعدة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ودراسة سبل ووسائل تطويع تلك التقنيات واستشراف مستقبلها، ودراسة آليات تفعيل دور المؤسسات والمنظمات الحكومية والأهلية في مجال توظيفها.
من جانبه أكد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة -رئيس مجلس إدارة الجمعية الخليجية للإعاقة - حرص الجمعية على عقد هذه الملتقيات السنوية في كافة دول الخليج وان تجعل لها مغزى حقيقيا وهادفا يصب في مصلحة فئة المعاقين، والوصول إلى الصورة التى ترضي أولياء أمورهم وترضي المجتمع كافة، مشيرا إلى أهداف الجمعية المتمثلة في توحيد الجهود المبذولة في مجال الإعاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية والسعي نحو توفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة وإصدار المطبوعات والدوريات الخاصة بهم الى جانب القيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجال الإعاقة، ودعم التنسيق وزيادة التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمنظمات الدولية والافراد في مجال الإعاقة (ذوي الاختصاص من المهتمين بالإعاقة) وتقديم الاستشارات اللازمة في مجالات الإعاقة والتعاون في تقييم مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في هذا الشأن وحث دول مجلس التعاون الخليجي على إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لحقوق المعوقين في دول المجلس، والعمل على توحيدها وعلى تنمية وتطوير المؤسسات والجمعيات والاتحادات العاملة في مجال الإعاقة.
مركز ريادي متكامل
ويعمل مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة -الذي سيتحول قريباً إلى مؤسسة ذات نفع عام - كداعية للسياسة العامة والتشريع في دعم البرامج التعليمية والمهنية المناسبة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة،حيث برهن على نجاح كبير رغم انشائه منذ اقل من (10) سنوات مضت لقد أثرى حياة الاطفال ووسع الوعي الاجتماعي حول الاعاقات، وقد جاء تأسيسه بمبادرة كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو أمير البلاد المفدى ورئيس المجلس الاعلى لشؤون الأسرة تلبية لمطالب المجتمع القطري لإنشاء مركز ريادي متكامل متخصص غير ربحي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة،بهدف توفير الخدمات التربوية والتأهيلية والاجتماعية والصحية والترويحية والمهنية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم خدمات الدعم والإرشاد الأسرى لعائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيه الإرشاد الفردي والجمعي والمساهمة في التوعية المجتمعية بالنسبة للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقبل وإدراك طبيعة الإعاقة وإتاحة فرص التدريب لموظفيه على مهارات جديدة في مجال الإعاقات الخاصة عن طريق مكتب التدريب في الموقع وإجراء البحوث وإنشاء رابطة وطنية وعالمية متخصصة في مجال الإعاقة والسعي من أجل إيجاد وتطوير تشريعات وقوانين تؤكد ضرورة إتاحة الفرصة لتوفير خدمات تربوية وتعليمية مناسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما يقدم المركز باقة من البرامج تشتمل على البرامج المدرسية على منهج معدل موجه للطلاب من سن(3-21) سنة حيث تتم تهيئة منهج الدراسة العادي ودمجه مع منهج وظيفي يناسب احتياجات الطلاب ذوي الإعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة والشديدة من الأطفال والمراهقين والشباب الذين لديهم حالات متلازمة من طيف التوحد والشلل الدماغى المصحوب بالإعاقة العقلية وتبلغ نسبة المدرسين للطلاب (3:1 )في كافة البرامج الدراسية ونسبة (2:1) بالنسبة لبرامج التوحد، وتنقسم البرامج إلى خمس وحدات مدرسية هي:
وحدة التدخل المبكر تخدم الأطفال من سن(3- 5) سنوات وتتضمن صفوف الروضة ولا يركز فقط على الخدمات العلاجية والتعليمية وفقا لنقاط القوة لكل طفل ولكن يركز أيضاً على المهارات الاجتماعية والانشطة اليومية المختلفة وعند بلوغ الطلاب سن السادسة يتم نقلهم إلى الوحدات الأخرى حسب درجة وشدة ونوع الإعاقة،ووحدة مدرسية1: تخدم هذه الوحدة الطلاب ذوي الاعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة من سن (6- 14) سنة وذلك ضمن صفوف أكاديمية تطبق مناهج تعليمية خاصة مقسمة إلى قسم ما قبل الاكاديمي والقسم الأكاديمى وقسم التهيئة المهنية، فضلا عن تعليمهم وتدريبهم على مهارات الحياة اليومية والاجتماعية،بالإضافة إلى وحدة مدرسية 2 وهي وحدة تستقبل الطلاب من سن (6-21) سنة ذوي الاعاقات العقلية المتوسطة والشديدة المصاحبة لها اعاقة حركية لكثير من الحالات وتركز العملية التعليمية على تدريب الطلاب على أنشطة الحياة اليومية مثل أنشطة الرعاية الشخصية وأساسيات التواصل بهدف زيادة اعتمادهم على أنفسهم ويتم التركيز على إقامة علاقات اجتماعية وترفيهية بهدف تقديم مستوى حياة أفضل،ووحدة التوحد تعنى بالطلاب المصابين بالتوحد والاضطرابات المتعلقة بالطيف التوحدي من سن(6 - 21) سنة ويعكس الطلاب استجابة جيدة للعملية التعليمية المطبقة بالمركز وذلك عند استخدام طرق تربوية وتعليمية مثل برنامج التعليم المنظم كما يتم استخدام طرق تعليمية أخرى مثل نظام المحاولات المنفصلة وأنظمة الاتصال البصرية،ووحدة التأهيل المهني حيث تخدم هذه الوحدة الطلاب من (14-21) سنة وتهدف إلى تحديد الوظيفة المناسبة للطلاب من خلال تقييم اهتمامات وقدرات كل طالب وتشجيعهم على التعرض لخبرات عمل متعددة والتخصص فى أفضل مجال لهم ويتخرج الطلاب من المركز مزودين بالمهارات اللازمة لأداء الأعمال والمهن المناسبة لقدراتهم..
توحيد الجهود المبذولة
هذا وتعمل الجمعية الخليجية للإعاقة التي أنشئت سنة 1999 على توحيد الجهود المبذولة في مجال الإعاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وبالتنسيق مع الجهات المعنية وتوفير قاعدة معلومات لذوي الاحتياجات الخاصة وإصدار المطبوعات والدوريات الخاصة بهم والقيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجال الإعاقة ودعمها وتنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل في مجالات الإعاقة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات والباحثين والدارسين فيما بين اعضاء الجمعية بدول مجلس التعاون الخليجي والتنسيق وزيادة التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمنظمات الدولية والأفراد في مجال الإعاقة (ذوي الاختصاص والمهتمين بالإعاقة) وتقديم الاستشارات اللازمة في مجالات الإعاقة والتعاون في تقييم مستوى ونوعية الخدمات المقدمة في هذا الشأن وحث دول مجلس التعاون الخليجي على إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لحقوق المعوقين في دول المجلس، والعمل على توحيدها وتشجيعهم على تنمية وتطوير المؤسسات والجمعيات والاتحادات العاملة في مجال الإعاقة.
وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها من خلال انشاء مركز للمعلومات وإقامة المؤتمرات والملتقيات وعقد الندوات واللقاءات العلمية في مجال عمل نشاط الجمعية وإصدار نشرات دورية وكتب ودراسات متخصصة في مجال الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى إصدار البحوث والدراسات وتقديم الاستشارات التخصصية وإصدار مجلة تعنى بنشاط عمل الجمعية وإقامة العلاقات الوثيقة مع المجالس العلمية والمنظمات العربية والدولية المختصة بالإعاقة وتوثيق الصلات بين الجمعيات والهيئات المهتمة بشؤون الإعاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.