الفرق بين علم النفس والطب النفسي
كثيراً ما يردّد البعض مصطلحي علم النفس والطبّ النفسي دون التمييز بينهما، واعتقادهم بأن المصطلحين لهما نفس المعنى والوظيفة، والجهل في التفريق بينهما، فعلى الرغم من أنّ الطبيب النفسي وعلم النفس لهما دور فعال في مساعدة سلوك المرضى النفسيين، إلّا أنّ لكلّ منهما دوره وطريقته في العلاج، والاقتران بالأساليب العلاجية المناسبة، أي أنّ الفرق شاسع بينهما، فما هو علم النفس والطبّ النفسي؟ وما هو دور كلٌ منهما في التعامل مع الأمراض والانفعالات النفسية
علم النفس
علم النفس هو الدراسة العلمية للفكر البشري والسلوك، مثلاً: التفكير، الشعور، التصرف، والاندماج كأفراد أو جماعات، حيث يهتم علم النفس بدراسة جوانب السلوك والفكر والمشاعر والاندفاع نحو السلوك، ويطلق على الأخصائي النفسي (Psychologist)، فعلى الرغم من أنه يمتلك درجة الدكتوراة في علم النفس والإرشاد ودراسة الفكر والسلوك البشري، ومؤهلون للتطبيق والإرشاد النفسي وأداء الاختبارات النفسية، ووصف العلاج للاضطراب العقلي، إلّا أنّه لا يمكن وصفه على أنّه طبيب، فهوغير مصرح بكتابة تقارير ووصفات طبية أو اتخاذ الإجراءات الطبية، ولكن في بعض الحالات يتعاون الأخصائي النفسي مع الطبيب النفسيّ لتقديم العلاج الطبي الفعال للمريض، أي أن الأخصائي النفسي يوفر العلاج النفسي للأمراض العقلية النفسية، معتمدأً في ذلك على الحالة التي يتعامل معها، ومن ناحية أخرى، يختلف دور الأخصائي النفسي باختلاف البيئة المرضية، فمنهم أخصائي تعليمي يمارس عمله في المدارس، ومنهم أخصائي نفسي عصبي لتأهيل مرضى عقليين ومساندتهم على التكيف مع الحالة المرضية، مستخدماً عدة طرق في العلاج، منها: العلاج المعرفي والسلوكي (Cognitive and Behavioral Therapy)، والاختبارات التحليلية (Analytical Testing)، وتقنية حل المشكلة (Problem-solving Techniques)
الطبّ النفسي
يصنّف الطبّ النفسي على أنّه أحد فروع الطب، حيث يركز على إدراك وتقييم وعلاج الانفعالات والاضطرابات العقليّة، ويشمل المشاعر والسلوك والتصورات والإدراك وطريقة التفكير، فهو أحد التخصّصات الأكثر أهميةً وتنوعاً في مجال الطب.
يطلق على الطبيب النفسيّ (Psychiatrists)، حيث يدرس في كلية الطبّ كباقي الأطباء البشريون، بالإضافة إلى عام كامل من التدريب الطبي، ويقضي من ثلاث إلى أربع سنوات كطبيب مقيم في المستشفيات؛ لتقييم علاج مشاكل الصحة العقلية والنفسية، حتى يتمكن من إثبات جدارته وتعامله مع الحالات الفردية، ومن جانبه، يختلف مكان العمل بحسب الحالة المقصودة، سواءً بالمستشفيات، أو مراكز سكنية، أو دور المسنين، أو بيوت خاصة، وعليه فإن الطبيب النفسي يتم تدريبه كطبيب قبل أن يتخصص بهذا المجال، ثمّ تثبيته في مهنته بعد إتقانه لها، لممارسة مهنته وعلاج الاضطرابات النفسية مثل: القلق، والاكتئاب، والانفصام، وغيرها من الحالات النفسيّة، فالعلاج فيها يرتكز بشكل رئيسي على الوصفة الطبية (روشيتة طبية)، التي يوصفها الطبيب النفسي، وتختلف آراء الأطباء بحسب الحالة المرضية التي يتعامل معها.
معاملة الطبيب النفسي للحالة المرضيّة
يتعامل الطبيب النفسي مع الحالة المرضية عن طريق الحديث فيما يخصّ اضطراب الصحّة العقليّة، وتعاونه مع مريضه بالأساليب والحوارات وتحويلها إلى جلسة علاجية بحتة، حيث يتابع المريض حالته بانتظام مع الطبيب النفسيّ، للتشخيص والإدراك والتقييم وإعطاء الوصفة الطبية المناسبة، بالإضافة إلى معالجة انماط سلوكية معينة، بالتنسيق مع الأخصائي النفسيّ، أي أنه من الواجب تدخل علم النفس في هذه الحالة، والعمل جنباً إلى جنب لتخطي أعراض المريض السلوكية والنفسية العقلية.
بمعنى آخر: يتعامل علماء النفس عن كثب في دراسة وتحليل السلوك، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الحالة المرضية تعاني من الاكتئاب، كان لزاماً على وصف التفعيل السلوكي، ودور الأخصائي النفسي في تتبع أنماط النوم والأكل، والسلوكات التي تساهم بشكل رئيسي تجاه هذه المشكلة، أمّا الأطباء النفسيون فينحصر اهتمامهم بشكل قوي ببيولوجيا الجسم والكيمياء العصبية، مثلاً، قبل أن تتم تشخيص الحالة بالاكتئاب، يجب التأكّد من أنّها ليست ناتجة عن نقص الفيتامينات أو مشاكل بالغدّة الدرقية، فعند التعرف على المرض من جانب الصحّة العقليّة، توصف الأدوية المضادة للاكتئاب.