سيكولوجية ما وراء الانفعال للعاديين وذوي الاحتياجات الخاصة
تأليف
الأستاذ الدكتور
عبد الفتاح رجب علي محمد مطر
أستاذ التربية الخاصة والصحة النفسية
كلية التربية بجامعتي الأزهر والطائف
1438 هـ - 2017م
دار البداية – دار المستقبل – دار الكندي
عمان - الأردن
مقدمة:
يُعد مصطلح ما وراء الانفعال Meta – Emotion من المصطلحات الحديثة في التراث السيكولوجي، وبالرغم من أهمية مفهوم ما وراء الانفعال، لا سيما في الحياة الأسرية والمدرسية، وفي جميع جوانب الحياة عامة، وحاجة جميع الأفراد لبناء ما وراء انفعال ايجابي، قائم على مشاعر وأفكار ومعتقدات ايجابية نحو انفعالاتهم وانفعالات الآخرين السلبية، وتقبلها، والنظرة الايجابية لها، وتعلم كيفية التعامل الايجابي معها، وتحويلها لطاقة ايجابية تنعكس ايجابيا على الأفراد أنفسهم في المقام الأول لاسيما إذا كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وثانياً على من يتعاملون معهم، من أطفالهم في البيت، وتلاميذهم في المدرسة، ومرءوسيهم وزملاءهم في العمل، ومرضاهم في المستشفى إلى أخره.
فالجميع بحاجة للتخلص من ما وراء الانفعال السلبي القائم على عدم الوعي، ونبذ، وقمع الانفعالات السلبية، والنظرة، والمشاعر السلبية نحوها، ومن ثم التعامل السلبي معها، إلا أن هناك ندرة شديدة في تناول ما وراء الانفعال، لا سيما على المستوى العربي. ومن ثم كان التفكير في الكتاب الحالي كمحاولة لإلقاء الضوء على ما وراء الانفعال، لا سيما الاتجاهات الحديثة فيه.
ويقع الكتاب الحالي في (8) فصول، يتناول الفصل الأول منها، مدخل إلى ما وراء الانفعال، ويحتوي: التطور التاريخي للاهتمام بمفهوم ما وراء الانفعال.،نشأته وبداية ظهوره على يد Gottman et al. (1996) . وكيف تطور تعريف ما وراء الانفعال من "الانفعال تجاه الانفعال" - قياسا على ما وراء المعرفة " المعرفة عن المعرفة" أو " التفكير في التفكير" - إلى أفكار، ومعارف، ومعتقدات، ومشاعر الفرد نحو الانفعالات، وحديثاً تضمينه الوظيفة التنفيذية لما وراء الانفعال، والمتمثلة في تنظيم الانفعال. كما يتناول موضوع ما وراء الانفعال، والفرق بين ما وراء الانفعال وبعض المفاهيم الأخرى، مثل: الانفعال، وما وراء المزاج، والذكاء الانفعالي.
ويتناول الفصل الثاني: الأساس النظري لما وراء الانفعال، وكيف يُصبح الانفعال موضوعاً للتقييم، وما يَنتج عن ذلك من انفعالات أخرى تجاه الانفعال الأول، تكون بمنزلة ما وراء انفعال له. أما الفصل الثالث فتناول أنماط ما وراء الانفعال، سواء التقليدية منها، أو التناول الحديث المقترح لها.
كما تم تناول الفصل الرابع لمكونات ما وراء الانفعال لدى الباحثين، مع تقديم تصور مقترح لمكونات ما وراء الانفعال، تضمن أربعة مكونات، هي: الوعي بالانفعال، وتقييم الانفعال، والمشاعر نحو الانفعال، وتنظيم الانفعال. واشتمل الفصل الخامس على خصائص ما وراء الانفعال، وسمة، وحالة ما وراء الانفعال، وتطور ما وراء الانفعال، وما وراء الانفعال والهوية الثقافية والعرقية، وأساليب قياس ما وراء الانفعال.
أماالفصل السادس فتضمن تنمية وتحسين ما وراء الانفعال، وأهم أساليب تنمية مهارات ما وراء الانفعال، وأهم برامجها. وكذلك بعض التوجيهات فيما يتعلق بتحسين ما وراء الانفعال لكل من: أولياء الأمور، والمعلمين.
وتناول الفصل السابع: مجالات ما وراء الانفعال ، وشملت: ما وراء الانفعال الوالدي، والزواجي، وفي مرحلة ما قبل المدرسة، ولدى طلاب المدرسة، ولدى المعلمين، وفي مجال الجامعة، وفي المجال الرياضي، والطبي، ومجال الإدارة، والإعلام. وكذا تقييمها وتقديم التوصيات، والتوجهات البحثية المستقبلية المقترحة في ضوء ذلك .
وأخيراً تناول الفصل الثامن ما وراء الانفعال وذوي الاحتياجات الخاصة، وشمل تناول الباحثين لما وراء الانفعال في مجال التربية الخاصة، والتوجهات المستقبلية في بحوث ما وراء الانفعال في مجال التربية الخاصة، وما وراء الانفعال وسلوك الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
والحمد لله أولاً وأخراً أن وفقني لكتابة هذا الكتاب والله أسال أن ينفع به ويفيد الدارسين والباحثين والآباء ،وإن كان فيه من توفيق فمن الله وإن كان من تقصير فمن نفسي وحسبي أنى اجتهدت.
أ. د . عبدالفتاح رجب مطر