أكدت لـ "سبق" رصد حالات كسور وارتجاج في أدمغة أطفال رُضع
رئيسة برنامج "الأمان الأسري
الأمهات السعوديات الأكثر عنفاً مع أطفالهن
شقران الرشيدي – سبق - الرياض: كشفت رئيسة برنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف عن ارتفاع نسبة العنف من قبل الأمهات السعوديات تجاه أطفالهن، خاصة الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين عام وعامين، وفق تقارير رسمية صادرة من المستشفيات المحلية التي تردها مثل هذه الإصابات البليغة.
وأكدت الدكتورة المنيف لـ "سبق" أن الإصابات تنوعت بين كسور في العظام، ونزيف أو ارتجاج وتمزق في الدماغ، وذلك نتيجة "رج الطفل" أو "هزه" بقوة في حالات الغضب من الأمهات الحديثات لإسكاته عندما يبكي كثيراً بسبب انعدام خبراتهن في العناية بالطفل.
وعن حالات اعتداءات الآباء على أبنائهم، أشارت الدكتورة المنيف إلى أن هناك حالات اعتداء عنيفة من بعض الآباء على أبنائهم، ما يسبب كسوراً متعددة وإصابات بالرأس ونزيفاً داخلياً في الجمجمة وبعض العاهات المستديمة بحكم قوة الرجل، لكن النسب توضح أن الأمهات أكثر عنفاً وإهمالاً لأطفالهن.
وقالت الدكتورة المنيف حول الآثار الصحية السلبية التي قد تصيب الأبناء نتيجة العنف: "عواقب رج الطفل وتعنيفه قد تحدث على المدى الطويل كصعوبات في التعلم، ما يؤدي إلى التخلف، وإعاقات جسدية، وإعاقات بصرية أو عمى، وضعف السمع، وإعاقة الكلام، والشلل الدماغي، واضطرابات في السلوك، والضعف المعرفي..الخ".
وبسؤالها عما يتردد من أن المجتمع السعودي مجتمع عنيف مع الأطفال ولا يراعي حقوقهم، أوضحت الدكتورة المنيف: "مجتمعنا ليس مجتمعاً عنيفاً مع الأطفال بشكل عام، لكنه كبقية المجتمعات الأخرى لديه نسبة معينة من الآباء والأمهات الذين يلجأون للعنف والضرب مع أولادهم وبناتهم بسبب الجهل".
وحول ارتفاع نسبة العنف في المملكة عن الأجيال السابقة، نوهت: "نسبة العنف لم تزد في المملكة، ولكن نسبة الاعتراف والتبليغ والبوح هي التي زادت. وبالتالي، فقد ظهر على السطح وصار أكثر وضوحاً، ولعبت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع نسبة البطالة دوراً كبيراً في زيادة حالات العنف".
ورأت الدكتورة المنيف أن من أسباب ارتفاع العنف تجاه الأطفال افتقاد كثير من السعوديين والسعوديات للمهارات "الأبوية" والثقافة التربوية اللازمة لتربية الأطفال، ولم يتعلموا دروساً في كيفية تربية الطفل وفهم نفسيته.
وقالت الدكتور المنيف: "أغلب الآباء والأمهات السعوديين يقولون أهلنا أميون لا يقرءون ولا يكتبون، ربونا وكبرونا وأصبحنا أطباء ومدرسين ومسؤولين.. هذا صحيح لكنهم لا يعون مقدار التأثير النفسي المترسب في شخصية الطفل على المدى الطويل".
ودعت الدكتورة المنيف إلى معاقبة الطفل وفق أساليب حديثة، كحرمانه من مشاهدة برامجه المفضلة، أو منعه من لعب ألعابه الإلكترونية، حرمانه من أكلاته المحببة.. الخ، ووضعه في مكان منعزل طوال فترة العقوبة التي يجب أن تتناسب مع ما ارتكبه من أخطاء، وليس حرمانه لمدة أسبوع مثلاً لأن ذلك أكبر بكثير مما يحتمل الطفل، ويجب عدم التراجع الفوري عن العقوبة لأن ذلك يعلمه عدم الجدية في العقاب ويكسرها في ذهنه.
وشددت الدكتورة المنيف على أهمية تطبيق التعميم الصادر من وزارة التربية والتعليم حول التبليغ عن حالات العنف الأسري، مشيرة إلى أن التبليغ في مدارس البنات والأولاد يكون لمدير أو مديرة المدرسة شخصياً، وبدورهما يرفعانه إلى الجهة ذات الاختصاص، وينتهي دور المعلم أو المرشد عند التبليغ فقط.