ام ناصر نجحت في التحدي وجعلت ناصر فاعلاً ومنتجاً
لم تكن أم ناصر تتخيل أنها في يوم من الأيام ستنجب طفلاً من ذوي الإعاقة أو ستتعامل معه. ولكنها اليوم وبفضل الكثير من الصبر أصبحت مثالاً للأمهات المكافحات الصابرات والتي أدى صبرها إلى أن يكون ناصر ذو الثمانية أعوام من الطلاب المتفوقين في المدرسة وأيضاً من الحالات النادرة التي ستبدأ بالمشاركة في المسرحيات المدرسية.
تقول أم ناصر: "قبل ثمانية أعوام، لم يكن فحص الحمل في إمارة دبي يشمل فحص الأجنة المصابة بمتلازمة داون. بعد الولادة أخبرني الأطباء في مستشفى لطيفة بوجوب إجراء بعض التحاليل لأنهم كانوا يشكون بإصابة ناصر بمتلازمة داون. وصدمت بعد ستة أشهر من الولادة عندما قال لي الأطباء إن ابني ناصر مصاب بمتلازمة داون. بكيت كثيراً وشعرت بحزن شديد، ولكنني لم استسلم للشعور بالحزن. قررت أن أغيّر حياتي وحياة ابني لجعله ناجحاً مهما كلف الأمر ليصبح فاعلاً ومنتجاً في المجتمع ويستطيع الاعتماد على نفسه".
أم ناصر أخذت بنصيحة طبيب أردني قال لها منذ البداية إنه عليها أن تكون مثل المعلق الرياضي في مباريات كرة القدم والذي يحكي كل التفاصيل. بدأت منذ البداية بالحديث مع طفلها عن كل الأمور التي تجري من حولة مثلاً الآن سنفتح باب السيارة، الآن سننزل من السيارة، الآن نقوم بفتح باب المنزل، الآن سندخل إلى البيت، الآن سنقوم بغسل أيدينا، الآن سنأكل، وهكذا تحكي كل التفاصيل لابنها والذي كان في ذلك الوقت لا يعي أو يدرك الأمور التي تجري من حوله.
ولكن بفضل هذا الأسلوب، أصبح ناصر يتكلم ويقرأ قبل الفترة التي يبدأ فيها الأطفال المصابون بمتلازمة داون بالتكلم، وهذا الأمر يعتبر إنجازاً بحد ذاته. بعد أن بدأ ناصر بالكلام، سعت أم ناصر كثيراً لدمجه في مدارس الدولة ولكن من دون جدوى.
لجأت إلى مدارس عدة في الدولة ولم تحصل على نتيجة. لكن في ما بعد وبمساعدة من هيئة تنمية المجتمع والمتمثلة بمركز نمو الطفل تمكنت أم ناصر من دمج طفلها في مدرسة نموذجية في دبي وأصبح اليوم عنصراً متفاعلاً مع أقرانه والأطفال في المدرسة يحبونه. "الحمد لله ناصر اليوم في المدرسة ويذهب إلى المقصف ويأكل مع أصدقائه ويحفظ أجزاء من القرآن والأناشيد ويتفاعل مع الأمور التي تجري من حوله وكل هذا يعتبر إنجازاً في حياته وفي حياتي، ونصيحتي لكل أم تلد طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة أو أسرة يوجد فيها طفل من هذه الفئة أن يرضوا بقضاء الله وقدره ويعتبروا الأمر هدية من الله لهم.
الجميع يقول لي إن ناصر ابني محظوظ لأنني أمه ولكنني أقول بأنني محظوظة لأن ناصر ابني لأنه منذ اللحظة التي ولد فيها تغيرت حياتي كثيراً للأفضل وأنا أشكر الله كثيراً لأنه أعطاني ناصر واعتبره هدية من الخالق. وأيضاً أنصحهم بأن لا يتركوا أطفالهم مع الخادمات لأن هذا الطفل لن يتعلم شيئاً إذا ترك مع الخادمة. على الأم أن تبذل جهداً في البداية وتحاول أن تجعل طفلها أو طفلتها من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمد على نفسه لأنه بهذه الطريقة سيتمكن من التعلم وستكون حياته أسهل بكثير".