فاطمة الحوباني - الإعاقة دفعتني للتميز
المصدر : ليلى عوض ( جدة)
أكملت تعليمها بالمراحل الثلاث بتفوق .. دخلت الجامعة ونالت بكالوريوس آداب قسم الدراسات الإسلامية من جامعة الملك عبد العزيز كما حصلت على دورات تدريبية مكثفة في الحاسب الآلي وآلة كاتبة عربي وإنجليزي .. وتعمل حالياً موظفة كمبيوتر بمعهد الأمل الثاني بجدة منذ خمس سنوات .
فاطمة الحوباني تحدت الإعاقة بالعلم والعمل وثابرت سنوات طويلة في رحلة كفاح وصبر إيماناً منها بأن الإعاقة إعاقة جسد وليست تهتف
عقل وفكر وإرادة , وبالإرادة ومساعدة والدتها لها منذ نعومة اظفارها تغلبت على إعاقتها وأصبحت عضواً فاعلاً في المجتمع .
تحدثت لـ (المرأة) الجديدة) عن قصتها مع الأمل فقالت : أصبت بالإعاقة منذ مرحلة الطفولة في السنة الثالثة من العمر وكانت بسبب إصابتي بالحمى شوكية وقد أجريت لي بعض العمليات الجراحية والعلاجات الطبيعية واستخدمت بعض الأجهزة التعويضية المساعدة على الحركة ومارست حياتي بصورة طبيعية وباستخدام الكرسي المتحرك وأنا كمعاقة واجهت العديد من الصعوبات أثناء مراحل دراستي المختلفة , وتنوعت الصعوبات من حركية إلى نفسية واجتماعية , ولكن بحمد لله تغلبت عليها بالصبر والعزيمة والإيمان بالله ..
البداية كانت مع حبي للعلم حيث حاولت الالتحاق بالمرحلة الابتدائية أسوة بمن هن في مثل سني حيث قوبلت بالرفض لعدم اقتناع المسؤولين بقدرتي على التعلم في مدارس التعليم العام وفشلت المحاولة الأولى في أن التحق بالصف الأول الابتدائي في الوقت الذي كنت متشوقة فيه للدراسة كبقية الطالبات ولكن الله سبحانه وتعالى سخر لي والدتي حفظها الله فقد كانت حريصة كل الحرص أن أتعلم ودرست مناهج الصف الأول عند إحدى المعلمات وكنت أحصل على أعلى الدرجات ..
وعندما انتهيت من مناهج الصف الأول تقدمت والدتي لرئاسة تعليم البنات في ذلك الوقت وأجريت العديد من الاختبارات الشفهية والتحريرية والنفسية وكذلك الفحوصات الطبية وتم قبولي بالصف الأول متأخرة لسنة دراسية كاملة وحصلت على شهادة تفوق , ومرت سنوات الدراسة مليئة بالجد الاجتهاد وأتممت المرحلة المتوسطة والثانوية وحصلت على درجات مرتفعة أهلتني للالتحاق بالجامعة , وأتممت الدراسة الجامعية في كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية وحصلت على درجة البكالوريوس بتوفيق من الله وبالإصرار والعزيمة وتحدي الإعاقة .
وتستطرد قائلة : بعد التخرج كان كلي أمل وتفاؤل في الحصول على وظيفة تناسب قدراتي الحركية وتكون ثمرة لجهد والكفاح لمشوار التعليم الطويل .. وقضيت ثلاث سنوات في انتظار الوظيفة حصلت فيها على بعض الدورات التدريبية في الحاسب الآلي وغيره إلى أن سخر الله لي من هم حريصون على العناية بذوات الإعاقة الخاصة في الرئاسة وبالذات في شعبة التربية الخاصة وفي مقدمتهم الأستاذة الفاضلة هادية شمس التي مدت لي يد العون , وتم تعيني في معهد الأمل للصم في القسم الداخلي ثم انتقلت إلى معهد الأمل الثاني .
وعن الصعوبات التي واجهتها طوال سنوات الدراسة قالت : عدم توفر الممرات المخصصة للكراسي المتحركة كان مشكلة بالنسبة لي وكذلك الفصول الدراسية معظمها في الطوابق العليا فكانت والدتي تحملني للفصل وتنزل بي في الفسحة فعانت معي حتى وصلت لهذه المرحلة , لا أنسى فضلها عليّ أبداً وأتمنى من الله أن أعوضها عما عانته من أجلي , ومن الصعوبات التي واجهتها كعاملة عدم التثبيت على الوظيفة فأنا أعمل بعقد سنوي بالإضافة إلى أن الإجازات بدون راتب وليس لي الحق في الإجازات الاضطرارية , الوظيفة مهمة جداً بالنسبة لي لذلك أتمنى التثبيت مثل باقي زميلاتي ,كذلك أتمنى من جميع فئات المجتمع أن ينظروا للمعاق على أنه إنسان قادر على العطاء لذلك يجب عدم تجاهله وتلبية جميع احتياجاته .
وبفضل الله ثم والدتي واخواني الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير والشكر وصلت إلى ما أنا عليه الآن لذلك أحب أن اقدم لوالدتي العظيمة شكري فهي التي رسمت لي مستقبلاً مشرقاً وكانت تواسيني بكلماتها الحانية وتحثني على عدم اليأس وأن الإعاقة ليست حاجزاً أمام الإنسان وبإمكاني تحقيق كل ما أتمناه وذلك لا يكون إلا بالصبر والعزيمة فجزاها الله خير الجزاء .
وفي الختام أحب أن أوجه كلمة لكل معاق ومعاقة أقول فيها : يجب عليكم أن تيقنوا أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام طموحاتكم وآمالكم بل ربما تكون دافعاً للتميز والتفوق وتحقيق ما لم يحققه الغير .
جريدة عكاظ