العاملون بالمدارس الأجنبية يخشون التبليغ عن الإساءة للطفل القطري
كشفت الورشة التدريبية للمؤسسة القطرية لحماية الطفلوالمرأة عن اعتقاد خاطئ يسود فى أوساط العاملين بالمدارس الاجنبية، حيث يتردد انهيمنع التبليغ عن الطفل القطرى فى حال اساءته أو تعرضه للاساءة، لاعتقادهم بأنالتبليغ عنه أو توبيخه سيهدد استقرارهم فى البلاد حتى لا يتعرضوا للطرد من البلاد،لذلك يتكتم هؤلاء عن اى مشكلة او اساءة تحدثللطفل.
وطفت على السطح مداخلاتلمشاركات تحدثن عن ظاهرة المشاجرة بين الطلاب المستمرة، التى تخرج فى كثير منالاحيان عن سيطرة المدرسة، وتطاول الطلاب على المدرسات، مطالبات باقتراح الحلولالمناسبة لكيفية التعامل مع الطلاب الذى يتعدون بسب وشتم أمهات بعضهم البعض بألفاظبذيئة، مؤكدات ان هذه المشكلة اصبحت أمرا شائعا بين الطلاب وبدأت تظهر انعكاساتهاالسلبية.
وسعى المتحدثون بالورشةالتى حملت عنوان "كيفية اكتشاف والتعامل مع حالات العنف والاساءة والاهمال ضدالأطفال للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس غير الناطقة بالعربية فىقطر"على طمأنة العاملين فى هذه المدارس،من خلال التشديد على أنَّ المواطنينوالمقيمين سواسية أمام القانون، ويعطى المسئولية كاملة للعاملين فى جميع المدارسللتبليغ عن حالات الاساءة، مركزة على محو جهل العاملين بهذه المدارس بالقوانين التىتكفل الحماية للأطفال ورعايتهم من وقوع اى نوع من انواع الاساءة، وعدم معرفتهمبالخدمات التى تقدمها المؤسسة.
وأكدت الدكتورة مريم العلى — مديرة ادارة التخطيط والبرامج بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة — خلالافتتاحها الورشة على أهميتها، لاستهدافها شريحة كبيرة ممن يتعاملون مع الاطفال،مشيرة الى أنَّ المؤسسة سبقت ان نظمت ورش عمل متعددة للمدارس المستقلة والعربية،لذلك كان لابد من تخصيص جزء من برامجها لهذه المدارس، وذلك بهدف ايصال رسالةالمؤسسة لأكبر شريحة من المجتمع، والتوعية والتثقيف لجميع الفئات بحقوق الطفلووسائل الحماية والرعاية، واضافت ان الورشة تركز على القانون القطرى وحمايته لحقوقالطفل.
وأشارت الدكتورة مريم الىانه قد تم تعريف المشاركين بالخدمات التى تقدمها المؤسسة، والخط الساخن 919 الذىيعمل 24 ساعة فى ال 7 أيام، وتعريفهم بأن القانون يجبرهم على التبليغ عن وقوع اىاساءة او اهمال.
استقبال الشكاوى
ومن جانبه استعرض الدكتور صلاح المناعى — مدير ادارةالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة —، الخدمات التى تقدمها المؤسسة، موضحا آليةاستقبال الشكاوى والبلاغات، والاستفسارات من الطفل والمرأة، وبقية فئات المجتمع،بجانب البلاغات والحالات التى ترد من مراكز الشرطة والنيابة العامة، وقال: يتماستقبال هذه الشكاوى فى أقل من ثلاث (رنات)، وأشار الى اهداف المؤسسة التى تتضمنالى حماية الفئات المستهدفة من العنف فى الاسرة والمجتمع، ومعالجة المشاكل الناجمةعن هذه الممارسات.
فيما تناولت الدكتورة مديحةكمال — استشارية طب الأطفال بادارة الرعاية الصحية الأولية — حول (المفاهيمالأساسية للاساءة والعنف،التعريفات .. والأنماط ..والاثار)، مشددة فى مستهل حديثها على ضرورة تحفيز وتشجيعالطالب داخل المدرسة وعدم ارهابه وافزاعه مهما كانتالمشكلة..
واستعرضت الدكتورة مديحةكمال بعض حالات الاساءة التى قد يتعرض لها الطفل كالحروق، والكسور، والجروح التىتؤدى فى بعض الأحيان الى أن يفقد الطفل حياته.
وتحدثت الدكتورة مديحة عن أنواع الاساءة التى قد يتعرضلها الطفل بانها اساءة جسدية، نفسية، نفسية، واهمال، وحول الاساءة الجنسية أوضحتأنَّ الطفل من الممكن أن يعرض لأى نشاط جنسى يندرج تحت اظهار العورة أو المداعبةوالايلاج، كما يندرج تحته اطلاع الطفل على صور أو مشاهد اباحية، أما الاساءةالنفسية فتتعلق بالتحقير والتصغير، التهديد والتخويف ونعت الطفل بألفاظ بذيئة، أماالاهمال فيتعلق باهمال الطفل من حيث الطعام، والمسكن، والملبس، وحول صفات المعتدىتمسكه بأسلوب العقاب، معاناته من مشاكل نفسية، وعقلية، وجسدية، عدم القدرة علىالسيطرة على ضبط النفس، ادمانه على الكحول أو المخدرات، وحول صفات المعتدى عليه قديكون من أطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، الخدج، طفل كثير البكاء، الطفل المحروم مادياومعنويا، والطفل المعتدى عليهسابقاً.
أسباب العنف
وقالت الدكتورة وسام الدد — استشارية الطب النفسىبالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة — حول الاسباب المؤدية للعنف انها تعود الىغياب الرقابة ووجود مسافة بين الأهل والأطفال تمنع الحوار الدائم والاطلاع على كلالأسرار والتعرى أمام الطفل (وقت حمام الطفل أو فى أى وقت اخر) ونوم الطفل مع الأهلفى غرفة واحدة كما ان رؤية مناظر تثير الطفل فى التلفاز والانترنت من اسباب العنفالجنسي بالاضافة الى سماع الطفل أى شيء عن هذا النشاط من خلال (أحاديث الرفاق) وقراءة بعض الكتب التى تتعرض لهذا الأمر فهى من ضمن الاسباب المؤدية الى العنفالجنسي.
واشارت الدكتورة وسام الىمظاهر تعرض الطفل للعنف الجنسى لافتة الى انه شديد التعقيد وأضراره بالغة علىالطفل، مشددة على اهمية اكتشافه مبكرا كما ان الكثير من هذه الحوادث لا يقوم الطفلبالابلاغ عنها لذلك يجب على من حولهم أن يتبينوا مظاهر هذا العنف وعادة تظهرالاعراض الجسمانية غير المبررة وشعوره بالخوف وعدم الرغبة لاشخاص واماكن معينةبالاضافة الى اضطرابات النوم، والشعور بالصداع، وتدنى المستوى الدراسي، والانسحاببعيدا عن الاسرة والاصدقاء والانشطة، والعودة الى سلوكيات الطفولة، وعدم احترامالنفس، بالاضافة الى سلوكيات ايذاء الذات وكثرة البكاء والعدوانية والاندفاع واصابةالطفل بالعدوانية هنا قد تخلق لديه نوعاً من الانتقام، فيعتدى على الآخرين، ويعيشمرارة قاتلة يمكن أن تتطور وتصبح اكتئابا أو أمراضا نفسية أخرى وتنعدم ثقته بنفسهوبالآخرين والادمان على الخمور والعقاقير وقيامه بمحاولات الاعتداء الجنسى علىالأطفال..
واشارت الى ان الحقيقة هىان هذه الحوادث ليست قليلة بالرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عنها، وانما هىمختفية فى القلوب، مكتومة فى الصدور، لا يجرؤ الطفل على البوح بها، كما ان المعتدىلا يمكنه بالطبع، أن يعترف بها.
الاسلام سبق القوانينالحديثة
وتحدث فى الورشة الدكتورسلطان الهاشمى — استاذ الشريعة والقانون بجامعة قطر —، مستعرضا حقوق الطفل التى جاءبها الاسلام، والكيفية التى حارب بها الاسلام العادات السائدة فى زمن الجاهلية،كقتل الأطفال خاصة البنات،وأشار الى ان الاسلام سبق القوانين الحديثة منذ اكثر منأربعة عشر قرنا عندما أقر حقوق الطفل، كحق الطفل فى الحياة حتى اذا كان ابن زنا،واكد الدكتور الهاشمى على ضرورة حماية الطفل من الفقر والحاجة حسبما ورد فى النصوصالاسلامية، موضحا ان عقوبة الاستغلال الجنسى للأطفال تصل حد الاعدام، منوها الى انالشريعة الاسلامية وصفته بانه فساد فى الارض، كما تناول الدكتور الهاشمى قضية العنفالمدرسي، وكيفية اتخاذ الوسائل المثلى للحد منه .