الأطفال اللقطاء ... خطيئة وضحية المجتمع
ومحاور النقاش هي :
ـ ماهي المشاكل والأخطاء الإجتماعية التي ينتج عنها وجود الأطفال اللقطاء أو الغير شرعيين وكيف نتلافاها
ـ تقييم الدور التي تقوم على تنشئة اللقطاء في العالم العربي ومدى أهلية القائمين عليها للقيام بهذا الدور
ـ ماهي البرامج المقترحة للتأهيل النفسي والاجتماعي
ـ كيفية تغيير نظرة المجتمع للطفل اللقيط في مرحلة الطفولة واعداده للانخراط في المجتمع في مرحلة الشباب
ـ كيفية توفير فرص زواج الشاب اللقيط والفتاة اللقيطة
وضيوف هذه الندوة هم :
الدكتور / عثمان العبدالله " أخصائي الصحة النفسية "
الأستاذ / صافي " رأي الدين "
الأستاذة / tabeer " اخصائية اجتماعية "
مجلة عربيات : سنبدأ بالمحور الأول ونوجه سؤالنا للدكتور عثمان حيث نود أن نلقيالضوء على المشاكل والأخطاء الإجتماعية التي ينتج عنها وجود الأطفال اللقطاء أوالغير شرعيين فماهي الافرازات الاجتماعية التي تنتج عنهامثل هذه الحالات وإلى أي حد يمكن اعتبارها ظاهرة أو مجرد حالات قليلة على الهامش ؟
د.عثمان عبدالله : في البداية أود أن أوضح أننا هنا لمحاولة الوصول إلى مقترحات ، تساعد ، على توعية الناس والتفهم الموضوعي لهذا الإنسان ... وأنه جزء لا يتجزأ منا ... فعلينا الوقوف معهومعاضدته وتشجيع من حرم نعمة النسل على تبني مثل هؤلاء الأطفال ... ففي المجتمعات الغربية ، قد لايشكل اللقيط هاجسا ، فهو إنسان بالدرجة الأولىومواطن
كفلت له القوانين كافة حقوقه ، أما في المجتمعات العربية والإسلامية فالصورة تختلف حيث يستخدم وصف (( اللقيط )) من قبيل التشاتم والتنابذ بالألفاظ ....
لكن إذا تحدثنا عن الخطأ في كينونة هذا الإنسان ، فهناك عوامل كثيرة يصعب حصرها من أخطاء ترتكب و احتياجات مادية وقد يكون الفقر وراءها ، وقوع بعض الفتياتفريسة
لبعض الذئاب ، سواءا بالإغتصاب ، أو بالإستدراج تحت مسمى العشق والغرام ..
أما عن كيفية تلافي تلك الحالات فلابد في البدايه من دراستها دراسة علمية سليمة ثم توضع المقترحات الملائمة ، وعلى فرضية أننا ندرك بعض هذه الأسباب فمن ضمن المقترحات أذكر :
1 ) تكثيف توعية الفتيات بعدم الإنخداع بشعارات الحب واخذ منها .
2 ) تحمل الأسرة مسؤولية التوجيه والرقابة والإقتراب من الأبناء وسلوكياتهم .
ولايمكن القول عن أي شيء بأنه ظاهرة مالم تثبت احصائيات المسح وجوده لذلك أميل إلى تصنيفها كحالات استثنائية في مجتمع حساس لها وتعتبر فيه مسألة النسب والإنتماء هاجس أساسي .
الأخصائية الإجتماعية : في البداية لا أفضل تسمية هذه الشريحة باللقطاء وأرى أنه من الأفضل تسميتهم بذوي الإحتياجات أو الظروف الخاصة .... وعن محور النقاش الأول فهي بالفعل حالات موجودة في مجتمعاتنا وتشهد على وجودها دور الرعاية التي تحاول أن تقدم لهم التنشئة المناسبة لكنها بالطبع تختلف عن التنشئة الصحية للطفل في كنف أسرته ...
مداخلة : هل من الملاحظ ارتفاع نسبة هذه الحالات لدى طبقة اجتماعية محددة ؟
مداخلة : أود ان أشير إلى سبب هام أضيفه على ماذكره الدكتور عثمان فلو لاحظتم غالبية اللقطاءفي الملاجيء يبدو أنهم من العماله الافريقية او الآسيوية وهذا مؤشر خطير على انالعماله المستقدمة غالبا تكون رجل بدون زوجته أو زوجة بدون زوجها ومع اختلافالعادات والتقاليد وغياب الوازع الديني يلجأوا للعلاقات الغير الشرعية أو حتىالعلاقات مع مستقدميهم فينتج عنها اطفال لايعترف بهم الأهل او لايستطيعوا الاعترافبهم ويكون مصيرهم الملجأ ... السؤال كيف نحد من ذلك ؟ وماهي الجنسية التي يتم منحها للقطاء ؟
د.عثمان عبدالله : عادة ما نرى الطبقة الفقيرة هي من تنتج مثل هؤلاء ، ففي الطبقة الغنية ، تستطيع المرأة ، تفادي استمرارها بالحملوالإسقاط في مراحل مبكرة جداً ، وكلنا يعلم عن توفر هذه الخاصية سواء هنا بطرق سرية ، أو في المجتمعات المجاورة.
بالنسبة للمداخلة الثانية فالإستشهاد باللون أو الملامح ليس دقيقاً فلاننسى أن مجتمعنا خليط من شتى الألوان .... أما كثرة العمالة المستقدمة ومايواكب وجودها من مشاكل فهي حاصلة بالتأكيد ولو أني أعتقد أن فترة الحمل والولادة ستجعل الوافدة تخسر دخلاً معيناً اعتادت على الحصول عليه من عملها .... ولا نود أن نصلح الخطأ بالخطأ ونستقدم مع كل عامل عائلته بل علينا أن ندقق في المعايير التي يتم بناءًا عليها الاستقدام من خلال تقييم موضوعي للأعمال التي لانزال نحتاج لعماله فيها ولايوجد لدينا مواطنين يقومون بها.
الجهل بالأحكام الشرعية والمحرمات والعقوبات المترتبة عليها من أسباب وقوع هذه الحالات
مجلة عربيات : نتحول إلى ضيفنا الأستاذ / عمر عباس لنعرف رأيه في محورنا الأول فالملاحظ أن غالبية الأسباب التي ينتج عنها الطفل اللقيط هي العلاقات الغير شرعية فكيف توجهون لتلافيها وماهو الحل الأمثل لمن يقع فيها ؟ هل ينسب الطفل إلى والده إذا كان قد ولد عن علاقة غير شرعية ؟
الأستاذ عمر عباس : أولاً لاستعراض الأسباب من الناحية الشرعية فهي غالباً تنقسم إلى :
1 ) علاقة اتصال غير شرعي ينتج عنها مولود حاول أطرافه التخلص منه خشية العار أو الفضيحة .
2 ) أن لاتكون هناك علاقة محرمة ولكن لأسباب معينة كالحاجة والفقر .
3 ) أن تكون هناك نعرات أو مفاهيم جاهلية تقتضي التخلص من جنس معين من الأبناء ولو أني كنت أعتقد أن هذا الأمر قد انقرض إلا أنني اتفاجأ في بعض الأحيان بسماع قصص من هذا النوع .
4 ) أن يكون هناك جهل لمسائل النكاح والتبني فنسمع عن الزواج العرفي وغيره من أشخاص يتبنون مثلا طفل ثم يفاجئوا بمعرفة حكم شرعي فيما بعد فيتركوا الطفل بجهل أيضاً للتخلص منه .
و الجهل من أهم الأسباب .. ولايقتصر على عدم معرفة أن العلاقة محرمة أو أنهذا ممقوت ، بل يتسرب إلى عدم معرفةالعقوبات المترتبة على تلك التصرفات وتلك العلاقاتوربما الجهل بمقام الله الذينهانا عن العلاقات المحرمة وهنا نحتاج إلى توعية ارشادية إيمانية قوية جدا علىمستوى عامة مجتمعنا عموما وفي أوساط الشباب والفتيات خصيصاً .. وهذا الامر ليس حكرافقط على خطباء المساجد والدعاة والعلماء وجهات الحسبة مع أنهم في الواجهة ،
ولكنه واجب حتمي على كل فرد منا لأننا جسد واحد ولابد من تكافلنا دينياقبل تكافلنا اجتماعيا أو مادياً .. وهذا يكون بالمناصحة المهذبة والتوجيه ..
أما الحلول المقترحة :
1) الزواج ( فهو أغض للبصر وأحصن للفرج وهو نصف الدين وربما لايسعنا ان نسهب فيفضائل هذه العبادة المباركة )
2) شغل الشباب والفتيات وعدم تركهم عرضة للفراغ والمفاتن
3) تدارك ظاهرة البطالة والفراغ
بالنسبة لماذا يفعل من يقع في هذا الأمر فالإجابة يمكننا أن نستخلصها من قصة الغامدية التي تابت من الزنا في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ولن أطيل في سردها فلابد أن الجميع يعرفها لكننا سنأخذ منها العبر فلابد من التوبة الصادقة من الشخص الذي اقترف هذا الذنب .... ونأخذ كذلك من وصايا تلك القصة :
1 ) غضب الرسول عليه الصلاة والسلام عندما عندما رفض أحد الصحابة الصلاة عليها وهذا يعلمنا أن نتقبل التائب ونحترم توبته .
2 ) منح كافل المولود منزلة عالية تضعه في رفقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة ...
وهذا يدلل على مدى حرص الإسلام على الأبناء الذين ولدوا عن علاقة غير شرعية حيث أنهم لم يقترفوا ذنباً يستحقووا المعاناه والعقاب عليه وعلينا رعايتهم وكفالته فرض كفاية على المسلمين ليكون ابناً أو أخاً أو جاراً لنا له مالنا وعليه ماعلينا لقوله تعالى ( فان لم تعلموا آبائهم فاخوانكم في الدين ومواليكم ) .
مجلة عربيات : نوجه سؤالنا للأخصائية الإجتماعية عن تقييمها لدور الرعاية وهل تعتقدي أنها مؤهلة في العالم العربي للتعامل مع هؤلاء الأطفال من خلال أكاديميات متخصصات أم أن المهمة توكل لأشخاص غير مؤهلين ؟
الأخصائية الإجتماعية : بحكم عملي في دار تعنى بذوي الإحتياجات الخاصة منذ سن الولادة وحتى السادسة فإننا لازلنا نعاني من انعدام التخصص وغالبية العاملات هن متطوعات لخدمة هذه الفئة من المحرومين فيغيب عنهم الجوانب النفسية والإجتماعية المتخصصة بهذا المجال .... ولابد من اخضاع العاملين إلى دورات تدريبية واختبارات نفسية توضح مدى قدرتهم على التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج إلى الأم الحاضنة ومن الضروري وجودها في دار الرعاية لتكون بمثابة الأم البديلة ... أما من الجانب المادي فهو متوفر إلى حد كبير في هذه الدور لكن الأطفال في الواقع يحتاجون إلى الجوانب العاطفية والنفسية أكثر لتعويضهم عن الحرمات ومعالجة المشاكل النفسية ودفعهم إلى التواصل مع الآخرين .
مداخلة : لي ملاحظة وهي أنه للأسف غالبية العاملين في مراكز الرعاية ليسوا فقط غير متخصصين بل هم من خريجي السجون والاصلاحيات ... وهذا أمر خطير جداً على تنشئة الأطفال .
الأخصائية الإجتماعية : من الخطأ أن ننظر لخريجي السجون أو الإصلاحيات نظرة سيئة فمن أذنب يستحق أن نمنحه فرصه لاثبات ذاته وتصحيح خطأه ونكفل له عمل ... أما إذا عين أحدهم في هذه الدور فيكون عمله ثانوي لايمس الأساسيات إنما لمساعدة ذوي الإختصاص .
صناع القرار في هذا المجال يجب أن يكون اختصاصهم في الصحة النفسية والإجتماعية حتى يتمكنوا من تطوير الخدمات والرعاية وبرامج التأهيل
د.عثمان عبدالله : لا اعتقد ان لدينا قلة في عدد المختصين القادرين على العمل في مثلتلك الدور ، المشكلة ، في أن الجهة المعنية ، من صناع القرار غير متخصصة فيالصحة النفسية او الإجتماعية ، ومن يجهل شئ ، فكيف له أن يعرف متطلباته. جميعالأخصائيين والأخصائيات النفسيات المواطنين ، قادرين على تقديم أفضل الخدمات ،فقط ليعطوا الضوء الأخضر للعمل ، والإبداع ، ولواحتاجوا مزيدا من المشورة فالجامعاتمليئة بالأساتذه في هذا المجال وغيره من المجالات الإنسانية.
من جهة أخرى لابد أن ننظر للإنسان نظرة شاملة كجسد وعقل وروح وهذا ماتنادي به منظمة الصحة العالمية دائماً ... جميع الجهات المهتمة بالفرد من الناحية الإجتماعية ، يجب أن يتولاها متخصصون فيالنفس البشرية ، وكما ذكرت سابقا ، لدينا طوابير من الشباب والفتيات المتخصصاتفي علم النفس والخدمه الإجتماعية ، عاطلون ، يجب الإستفادة منهم في كل المؤسساتالتابعة للشئون الإجتماعية ، وتكون هذه الدور ، فنيا تحت اشراف إدارات فنية ،يوفر بها استشاريون في الصحة النفسية والإجتماعية ، لوضع البرامج ومتابعة التنفيذ ،والتقييم والتصحيح ... وعند الحاجه التدريب في نفس الموقع training in spot
الطفلمن هؤلاء ، يبدأ الدراسة الرسمية في سن السادسة ، فيجب أن تكون شخصيته عندما يصللهذا السن سليمة ، ومدربة على التكيف مع كل الأوضاع ، وفوق ذلك يجب أن يكون لهاسم معين ، فليس من المعقول أن أخصص له مدرسة أو أن الحقه بالمدرسةبدون اسم . وكذلك يجب أن ينتقل من هذه الدور إلى دور صغيره داخلالأحياء ، سواءا من خلال تكوين أسر بديلة ، مدربة ، أو من خلال استئجار عوائللتقوم على رعايته ، بعد تدريبها ، ودون أن تشعره بأنه لقيط ، يمكن أن يعامل مثل اليتيم ..
مجلة عربيات : الاستاذة الفاضلة الحقيقة يشغلني دائما سؤال كيف يصل هؤلاء اللقطاء اليكم ؟ وماهي الإجراءات المطلوبة ؟
الاخصائية الاجتماعية : يصلون إلى مجمع طبي بعد سلسلة من الإجراءات القانونية حيث يتم الكشف عليهم للتأكد من عدم اصابتهم بأمراض معدية ومن ثم يتم تحويلهم عن طريق الشرطة إلى دار الحضانة التابعة للمنطقة المركزية ... وتوجد شروط مثل أن يحمل شهادة ميلاد وان لم يكن يملكها يتم استخراجها له مع جنسية إذا كان مجهول الأبوين .... أما اذا كانت الأم معروفة مثلاً فلابد من تنازل خطي منها .... وكثيراً ما نستقبل حالات تعاني أسرها من ظروف سيئة وغير قادرة على تنشئتهم ....بالنسبة للاسم فهو يعطي اسم رباعي كامل خالي من ال التعريف لتمميزه ...
تعرض اللقيط للإهانة والضغوط يجعله مهيئاً للإضطرابات النفسية والعقلية إلى جانب تعاطي الخمور أو المخدرات في مراحل الشباب لكي يبتعد عن التفكير في المشكلة المتعلقة بكينونته
مجلة عربيات : مرحلة الإدراك واستيعاب اللقيط لوضعه الإجتماعي مرحلة حساسة جداً فكيف يتم التعامل معه خلالها ؟
د.عثمان عبدالله : أود أن أشير هنا إلى حساسية الطفل اللقيط خاصة إذا تعرض إلى الإهانة من المشرف أو توجهت إليه عبارة تهز كيانه .... فهو يدرك بكل حواسهأن لكل طفل أم وأب ، وهو غير معروف الأب ولا الأم ، فما بالكإذا ضاعفنا الضغوط عليه و خرج للمجتمع ؟ ... هذا الطفل يصبح مهيئاً فيما بعد للاضطرابات النفسية والعقلية بل وكثيراً ما نجد أن مدمني الخمور والمخدرات هم من هذه الفئات التي تتعاطاها للإبتعاد عن التفكير في هذه المشكلة المتعلقة بكينونتهم .
فكلنا يعلم أن السنوات الأولى من حياتنا لها تأثير كبير في نوعية الشخصية التينطورها ، فإن اهتممنا به في تلك المرحلة فقد نجنبه مثل تلك الإضطرابات ... من جهة أخرى هناكفروق فردية لابد من اخذها بالإعتبار ، فالبعض لديه القدرة على التحمل وتجاوزذلك كله ... وقد نجد منهم من تفوق علميا وأصبح أستاذاً جامعياً ، او يشغل مراكز هامة ، أوينجح في التجارة والإستثمار .... فالمطلوب منا أن نوفر لهم برامج التوجيه والإرشاد النفسيالملائمة في الصغر وحبذا لو نقلناهم من ذلك التجمع المسمى دورا، إلى دور داخلالأحياء ، ومنحناهم أسماء لايشك فيها لنعالج مشاكلهم .
النظرة السيئة التي يواجهها اللقيط من المجتمع عندما يصل لمرحلة الإدراك تولد بداخله الغيرة والمشاعر السلبية
الاخصائية الاجتماعية : هذه الفئه تختلط بالمجتمع من سن الدراسةأي خمس سنوات تقريبا
في هذه السن نوضح لهم بما يتناسب مع سنهم أوضاعهم المغايرة لاقرانهم خارج الموسسة ... فالطفل حينها يبدأ بادراك ويخرجمتفائل لانه يعتقد ان المجتمع يرحب به ومتقبل ومتفهم لوضعه لكنه هنا يصتدم بواقع المجتمعبالنبذ والتحقير والنفور الذي يدفعه للعزلة والتساؤل عن وضعه وأهله وسبب وجوده هنا ... و تبدأ الغيرة والاحساس يتكون من ردةفعل المجتمع ومع مرور الايام غالبا ما يتكون بداخله حقد على الابوين يتبعه حقد على المجتمع الذي لم يقدر وضعه و نظر اليه كمنذنب .... هناك في الموسسةأنظمة لدمجهم بالمجتمع كالأسر البديلة والاسر الصديقة والزيارات المفتوحة ... كل ذلك خفف من تلك النظره أحيانا وزادها في أحيان أخرى .
مداخلة : استوقفتني نقطة الأسر البديلة والحقيقه شاهدت نموذج مشابه لهذا من خلال جمعية الرعاية الصحية المنزلية للمرضىبحيث يتم توفير علاج ورعاية للمرضى في مساكنهم ويشارك المتطوعين بزيارتهم ورعايتهموالتكفل باحتياجاتهم النفسية والمادية .... مثل هذه الفكرة تغيب عنا بالنسبهللأيتام واللقطاء فحبذا لو كان هناك برنامج لإعداد الأسر البديلة واتاحة المجالللاسر المتطوعة لتستضيف الاطفال وترعاهم وتدعوهم من وقت لاخر او تتكفل بهم بشكلدوري ليبدأوا بالانخراط في المجتمع من سن مبكر ويشعروا بالجو الاسري المتكامل الذييفتقدونه.
الاخصائية الاجتماعية : هذا صحيح وعلينا إعادة النظر في أساسيات التنشئة لكن توجد صعوبات مثلاً لانستطيع أن نجعل الأم الحاضنة مع الأطفال طوال اليوم وأغلبهم يعملون بالتناوب في فترات صباحية ومسائية ، هنا يعاني الطفل من ازدواجية في التنشئة فهذه تربي بطريقة تختلف عن الأخرى بالإضافة إلى تدخل الطاقم الإداري والإشرافي وقد يتلقى الطفل أوامر ونواهي متناقضة من عدة أشخاص يعتبرون سلطة ضابطة وهذا يؤثر عليه نفسياً .
مداخلة : من السهل جدا اظهار التعاطف مع مشكلة اللقطاء لكن المشكلة الأساسية أننا بصراحةلانستطيع تغيير نظرتنا من الداخل , فاللقيط يظل لقيط في نظرنا ونظر المجتمع ولايقبل أحد مثلا ان يزوج ابنته من شخص يعرف انه لقيط أو العكس فماهو العلاج للمجتمع قبل أن نعالج هؤلاء؟
مجلة عربيات : لقد سبقنا صاحب المداخلة بطرح المحور التالي الذي نود الانتقال له ، وهو المرحلة الحرجة التييصل فيها اللقيط الى مواجهة مع المجتمع للعمل أو الزواج .... بالطبع المجتمع يتخوف كثيرا من الاحتكاك بهملأن المفهوم الدارج هو أنهم يكون لديهم كراهية او حقد على المجتمع متولد من عقدةالنقص التي عانوا منها والحرمان الذي قد ينعكس بممارسات العنف أو غيرها منالممارسات الخاطئة فما رأيكم في ذلك ؟ وهل هذه المخاوف حقيقية؟ أم انها مجرد مفاهيم خاطئة؟
نظام الأسر البديلة والأسر الصديقة والزيارات الدورية تساهم باندماجهم في المجتمع
الاخصائية الإجتماعية : زواجهم يكون غالباً فيما بينهم من ذوي الظروف الخاصه أو من أشخاصمستواهم الاقتصادي منخفض ودورنا هنا هو المتابعة للحالة حتي بعد زواجها فأما الذكرفبعد بلوغه سن معين يعطى مال ليبدأ به مشروع لحياته العملية ... كذلك هناكبعض الأسر المعروفه التي تتزوج منهم إما لكسب الاجر او لعيب في الابن أوالابنة ....
بالنسبه لتقبل المجتمع لهم نحن نمنحهم فرصه للاندماج مع المجتمععن طريق الأسرة البديلة مدى العمر حيث يؤخذ الطفل صغير ليكون ابن لهم بالرضاع ... أما فوقالسنتين فغالبا يكون نظام الأسر الصديقة وهي استضافة الطفل لفتره مثلا في الاجازات بشكلاسبوعي حتي يشعر بالجو العائلي الذي من الاستحالة ان يجده في الموسسة ... والزياراتتكون ممن يرغب لزيارتهم على فترات بعد أخذ اذن إداري لقضاء يوم أو ساعات بالاضافة للمهرجانات التي تقام داخل الموسسة بقصد تواصلهم مع الاخرين .
لايجوز محو السيء بالسيء بأن تجهض المرأة حملها إذا وقعت في الخطيئة
مداخلة : وددت أن أسأل عن الاجهاض في حالة حدوث الحمل غير الشرعي ماموقف الاسلام منه؟ وهل الاجهاض في البدايةيعد حلا أقل قسوة من انجاب طفل لقيط؟ وماسيعانيه هذا اللقيط من تبعات فيما بعد
الأستاذ عمر عباس : في البداية سننطلق من قاعدة ( إن الله لا يمحو السيء بالسيء ولكنه يمحو السيءبالحسن ) ... فإذا كان هناك علاج حسن فلامجال للعلاج السيء .. ولكن إذا تعذر وجودعلاج حسن ( وهنا هذا الامر غير صحيح لوجود منهج نبوي ساذكره بعد قليل ) أقول عمومااذا لم يوجد حل سليم وحسن فإننا ننظر إلى المفسدتين ونتحمل أيسرهما لدرء أعظمهما ..
أما في موضوعنا هنا فالأمر قد فصل بتوجيه نبوي في قصة الصحابية التائبة من الزنافقد كانت تستطيع إجهاض الجنين ولو كان حلامناسبا لكان اقترحه لها النبي صلى الله عليه وسلم ( والاجهاض والاسقاط كان معروفا قبل الاسلام ) ....
ولكن شرع الله ودينالرحمة يعلو ولايعلى .. فقد منع وحرم قتل الجنين وإجهاضه مهما كانت نطفتهومصدرها من حلال او خطيئة .. وقد فرض الوصاية على هذا الجنين وإن كان لقيطا بأنينفق عليه ويرعى مثل ابنائنا الى ان يبلغ اشده بل ويحكم على اسلامه وإن كان منابوين كافرين ويعتبر حرا غير رقيق وله حقوقه الكاملة كمسلم حر واذا عدم المال فبيتالمال مأمور ان يكفله ويرعاه وينفق عليه الى ان يبلغ اشده ويقدر على الاكتساب بنفسهوفي وضعنا الراهن فيجب على ولي امر بلدته ان يكفل علاجه وتعليمه ودراسته وهذاشرعا قبل كونه قانونا هكذا افتى سلفنا الصالح ..
مداخلة : ماحكم الشرع في التكفل باللقيط ؟ هل لكافله نفس أجر اليتيم ؟
الأستاذ عمر عباس : بالنسبة للأجر فنعم لأن مجهول الأبوين محروم مثله مثل اليتيم بل يقع كثير منالاحكام عليه مثل الاحكام الواقعة على اليتيم ... فالمعروف معه يوازي إن لم أقليزيد على أجر اليتيم .. ولعل ذلك يرجع لأسباب وهي أن اليتيم له من يعود إليهمن الاقارب فهو فقط محروم من حنان الوالدين او احدهما .. أما هذا البريءالمسكين فهو محروم من أكثر من ذلك اذا استشعرنا حالته فهو لا اهل له ولا حماية ولامعيشة فكيف بالله عليك حين يجد قلبا دافئا يحويه ويحتضنه ويعوضهمافقد لاشك أن ذلك الكريم سينال عندالله أجرا عظيما...
ويكفي ان نرى في الاحكام ان كافل اللقيط يعطى من الصلاحياتكالنسبة وغيرها مالا يعطى كافل اليتيم وكل ذلك تحفيزا من الشارع وترغيبا في هذاالخير العظيم ..
التوصيات
ـ وجود هذه الفئة غالباً ما يرتبط بخلل اجتماعي أو ارتكاب محظورات شرعية لكن ينبغي اجراء دراسات وبحوث لنخرج منها باحصائيات نعرف على ضوءها الأسباب الفعلية ونسبها ونضع المقترحات الملائمة .
ـ التدقيق في المعايير التي يتم بناءًا عليها الاستقدام من خلال تقييم موضوعي للأعمال التي لانزال نحتاج لعماله فيها ولايوجد لدينا مواطنين يقومون بها نظراً لوجود حالات عديدة نتجت عن العلاقات الغير شرعية للوافدين خ