أطفالنا الموهوبون "ذوي احتياجات خاصة" من يرعاهم؟؟
تحقيق:حسين الوسطي
حينما يولد الطفل وتولد معه الموهبة ويخرج إلى عالم آخر، ندرك تماما أن القدرات والطاقات لدى الطفل ستساعد في تنمية وتطوير المجتمع من خلال قدراته العقلية العامة والاستعداد الأكاديمي الخاص والفنون التشكيلية والأدائية وفي شتى المجالات المختلفة.
والسائد عند البعض أن ذوي الاحتياجات الخاصة مظلة للأشخاص المعاقين فقط، وهذا المفهوم خاطئ ,وفي هذا الشأن تتحدث دكتورة علم النفس التربوي بجامعة البحرين جيهان العمران قائلة: "أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم كل من يحتاج إلى رعاية خاص، ويندرجون تحت ثلاث فئات هم : ذوي الإعاقة الحسية والإعاقة الحركية، التخلف العقلي وذوي الاضطرابات النفسية والانفعالية.
وتتمثل الفئة الثانية في صعوبات التعلم واضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHD) Attention Deficit Hyperactivity Disorder. أما أصحاب الفئة الثالثة فهم محور تحقيقناهذا..(الموهوبون)". بيد أن هذه الفئات موجودة على أرض الواقع إلا أن النظم التربوية كثيرا ما تعجز عن فهم ما يجري داخل الأطفال الموهوبين خاصة حينما تكون البرامج الأكاديمية المقدمة لهم لا تراعي قدراتهم الفريدة، ولا تراعي حاجاتهم للتعلم في المجال الذي يحبون، فمن الضروري الاهتمام برواد وعلماء المستقبل في مختلف المجالات العصرية.
وتضيف العمران ان, "هناك عدة تعريفات للموهبة الأهم منها هو التعريف العالمي لمكتب التربية الأمريكي الذي طور سنة 1978م، وهو أن الموهوب هو كل طفل يتمتع بقدرة عقلية فوق المتوسط أو أي قدرة عالية بأحد المجالات الست التالية: القدرة العقلية العامة، الاستعداد الأكاديمي الخاص أي التميز في الرياضيات مثلا أواللغة العربية أو غيرها من المواد، بالإضافة إلى التمتع بقدرات قيادية عالية والقدرة على التواصل، القدرة الإبداعية، الفنون التشكيلية والأدائية".
خصائص الموهوب
وبغض النظر بارزة أو كامنة لا بدأن يكون المشخص مختص في هذا المجال حتى يستطيع اكتشاف الموهوب من خلال الكثير منخصائصه, وعليه تذكر الدكتورة جيهان العمران بعضا من تلك الخصائص: أولها وجود فجوةبين النمو العقلي للطفل والنمو العاطفي، مما يجعله يتميز بالحساسية المفرطة والنزعةللمثالية والكمالية ولكنهم في المقابل دائما ما يميلون للاستقلالية بالسلوكوالاعتماد على الذات والميل للأمور الصعبة والمعقدة التي تتحدى مستوى تفكيرهم،ويتمتعون أيضا بالخيال الواسع والقدرة على الكلام والتعبير، وتضيف أيضا "بأنهمدائما ما يلجئون لمصاحبة الكبار ويتعاطفون مع الفقراء والفئات المحرومة على الرغممن أنهم دائما ما يشعرون بالغربة النفسية لأن طريقة تفكيرهم تختلف عنالآخرين".
التفكير التقاربي والتشعبي
وفيما يرتبط بالذكاء والابداع,تتحدث الطالبة بقسم علم النفس التربوي بجامعة البحرين رباب صالح فتقول:" المعروف عن الذكي بأنه يحمل إجابات محددة قد تنحصر بين الصواب والخطأ فقط للأسئلة التي قد تكون لها حلول بأكثر من طريقة واحدة أي إمكانية تعدد الحلول لسؤال واحد فقط ، بينما قد يستند الذكي على طريقة واحدة لحل هذه النوعية من الأسئلة.. وبمعنى آخر أن هذا النوع من التفكير لا يتعدد وقد لا يصل لمستوى التوسع في مجال الخيال وهذا ما يسمى بالتفكير التقاربي Convergent Thinking. ولكن يقابل هذا النوع من التفكير نوعا يتميز بالتشعب والتأمل والتوصل لعدد من الحلول المبدعة ما يسمى بالتفكير التباعدي أو التشعبي Divergent Thinking وبالتأكيد يتميز الموهوبون والمبدعون بالنوع الثاني من التفكير.. ومن هذا المنطلق نجد أنه قد لا توجد علاقة بين الذكاء والإبداع ، فليس كل مبدع ذكي وليس كل ذكي مبدع وهذا ما أثبتته كثير من الدراسات العلمية في هذا المجال"
الابداع عند تورانس
وحتى لا تتشتت لديك أيها القارئ الصورة يمكن لنا أن نوضح تعريفا للإبداع للعالم تورانس Torrance وهو من الأعلام المشهورين في دراسة الإبداع: إن الإبداع يعني الاحساس بالمشكلات والقدرة على إيجاد الحلول لها، فالتفكير الإبداعي يعني الإحساس بالثغرات والعناصر المفقودة في المشكلة وتكوين الأفكار ووضع الفروض الخاصة ومحاولة اختبارها والوصول لنتائج أصيلة ومتفردة.