الإجراءات المبنية على التكامل الحسي لبناء اللغة عند الصم المكفوفين:
1- بناء الاتصالوالتفاعل الاجتماعي:
إن أول خطوة في تطور التواصل هي بناء الاتصال والتفاعلالإجتماعى. ويجب أن يتم بناؤه بنفس الطريقة الطبيعية كما تحدث مع كل الأطفال. وذلكيعنى أننا يجب أن نبنى نفس نوع الأحداث التواصلية التي تحدث في التطور الطبيعةولكنها تنظم بطرق مختلفة. حيث أن الأصم الكفيف سوف يعبر عن نفسه باللمس والحركةالتي انطبعت على جسده أثناء النشاط. والطريقة الطبيعية للتعلم والتطور والتواصل هياللعب، لأنه ينظم المعلومات الحسية المستقبلة من التفاعل مع البيئة والأشياء . ويتميز اللعب بالمشاركة الوجدانية ، وحب الاستطلاع، والاكتشاف من خلال الاستكشاف.
2- استخدام مدخل التواصل الكلى (( Total communication
التواصلالكلى عبارة عن استخدام كل القنوات المناسبة لتبادل المعنى بين الأفراد ، مع مراعاةالفروق الفردية ، وهو يعد من أهم المبادئ المتبعة في التعامل مع الصم المكفوفيننظراً لضعف فرص التواصل لديهم، وبالتالي فإن الاعتماد على صورة واحدة لتحقيقالتواصل لا يكفى لتعويض المعلومات المفقودة بسبب الإعاقة السمعية البصرية . والطفلهو الذي يحدد الطرق التي يستطيع الاعتماد عليها ، وعلى المتعاملين معه احترام هذهالطرق ومحاولة تطويرها بما تسمح به قدراته الخاصة.ولا يوجد طريقة تواصل أفضل منأخرى، لأن هذا الأمر يرتبط بالبقايا الحسية وقدرات واحتياجات الطفل. والهدف من أيطريقة هو تحقيق الفهم المتبادل بين الطرفين . ويتكون التواصل الكلى من التعبيراتالطبيعية مثل (الإيماءات، والضحك، والبكاء، والرجوع إلى المكان، والحركات الجسمية،الإشارات الجسدية، إصدار أصوات، الخ..)، والأنظمة المساندة (الأشياء المرجعية،والصور، والرسومات، والبكتوجرام)، واللغات (اللغة المنطوقة، لغة الإشارة، اللغةالمكتوبة، الهجاء الأصبعى، طريقة برايل، لغة الإشارة اللمسية.
3- استخدامالقنوات الحسية القوية وتوظيف البقايا الحسية
يحدث التعلم من خلال الحواسالقريبة مثل حاسة اللمس بالتآزر مع الجهاز الحركي داخل الجسم، والإحساس بتيارالهواء ، الإحساس بالذبذبات ، وحاسة التذوق وحاسة الشم. وهى أكثر القنوات الحسيةكفاءة لدى الصم المكفوفين. ومعظم الصم المكفوفين لديهم بقايا سمعية (مع / أو ) بقايا بصرية، وبالطبع فإن الهدف هو توظيف استخدام كل قناة حسية ممكنة مهما كانتضعيفة . والأصم الكفيف عندما يتعلم خبرات جديدة يستخدم في ذلك الحواس القوية، لكنيجب أن نهتم أيضاً باستخدام الحواس الضعيفة بجانبها ، حتى يتم توظيف استخدام الحواسالضعيفة في البداية معاً مع الحواس القوية ، وفيما بعد تستخدم وحدها عند الحاجةلذلك.
4- استخدام أيدي الصم المكفوفين في اكتساب اللغة.
بالنسبةلكثير من الصم المكفوفين تعتبر الأيدي هي الأعضاء الحسية الوحيدة التي يمكنالاعتماد عليها للوصول إلى اللغة، والطفل الصغير الذي يسمع سوف يستمع إلى الآلافوالآلاف من الكلمات قبل أن يلفظ كلماته الأولى. أما الطفل الأصم الكفيف يحتاج إلىلمس الآلاف من الكلمات قبل ما يكون قادرا على بدء تكوين إحساس وإصدار أول كلماته. ويحتاج الطفل إلى لمس هذه الكلمات بطريقة تسمح له بأن يربطها بمعنى أثناء خبرتهبالأشياء. وهذا يعنى تسمية الأشياء التي يقوم الطفل بلمسها، وتسمية الحركات والسلوكالذي يقوم الطفل بالمشاركة فيه. وتسمية المشاعر التي يخبرها. ولغة الإشارة اللمسيةعادة ما تكون الطريقة الأكثر فعالية لجعل اللغة متاحة عن طريق اللمس.
5-تحسين البيئة
علينا أن نضع في اعتبارنا عند تأهيل الطفل أهميةإيجاد بيئة تعلم تعويضية وتحسين بيئة التعلم التي يتم تأهيل الطفل فيها، وأن تكونهذه البيئة منظمة بطريقة معينة ومتسقة ومشوقة وتستثير لحواس، وأن تشبه بيئة المنزلوذلك حتى يستطيع الطفل أن يحس بالأشياء المحيطة، وأن يرسم صورة ذهنية لها، ويشعربالأمان. فمثلاً إذا استطاع الطفل أن يحدد موقع الكوب الذي يشرب منه ووجده في نفسالمكان الذي يوضع فيه كل يوم فسوف يشعر بإحساس من الثقة، وسوف يتعلم أيضاً مفهومدوام الشيء ووظيفته. والبيئة المنظمة ووضع علامات إرشادية لمسية وتنظيم أماكنالأثاث بطريقة مدروسة يؤدي إلى اكتساب مهارات التوجه والحركة وزيادةالاستقلالية.
6- التأهيل السمعي
يحتاج الصم المكفوفين ذوىالبقايا السمعية إلى تنمية مهاراتهم في استخدام المعلومات السمعية للعديد منالأسباب مثل التعرف على الأشخاص، القراءة والكتابة، التواصل وما إلى ذلك ويحتاجواأيضاً أن يتعلموا كيفية الاستفادة السمعية من الأجهزة والمعينات المساعدة والتكيفيةمثل زرع القوقعة، والمعينات السمعية، وأجهزة مخرجات الصوت. ويحتاجوا أن نساعدهم علىالانتقال من مرحلة السمع إلى مرحلة الاستماع وعلى اكتساب تعلم الإنصات وهي مهارةضرورية وأساسية مع هؤلاء الأطفال. (Darkle, J., Lace, J., Newton, G.& Moss, K. 2007)ويعتبر ارتداء المعين السمعي هو الخطوة الأولى نحو اكتساب المهارات اللغويةواللفظية ، مما يساعد على الاستغلال الكامل وتنمية حاسة السمع من خلال التدريباتالسمعية لإضفاء معنى ودلالة للأصوات التي يسمعها ويتم ذلك بمصاحبة اللمس والحركاتالجسدية والموسيقى والصور.
الأساليب المبنية على التكامل الحسي لاكتساباللغة لدى الصم المكفوفين
بالنسبة للعديد من الأطفال الصم المكفوفينيعتبر المدخل اللمسى هو الأسلوب الأساسي الذي يستقبلون من خلاله المعلومات. وفي كلوقت نتفاعل فيه مع الطفل نحتاج أن نفكر في كيفية إمداده بمعلومات أكثر عن طريقاللمس وذلك من خلال الأنشطة المختلفة. ويتم ذلك بتقسيم النشاط إلى مراحل صغيرة،وتذكير الطفل بخطوات العمل في كل جزء على حدة، وتكرار كل خطوة بعد أن نخطوها أمامه. ولابد من وضع روتين خاص لأداء النشاط مع المساعدات اللفظية والمرئية واللمسة علىأن تكون بيئة أداء النشاط مماثلة للبيئة التي يعيش فيها، ويكون وقت النشاط في نفسالوقت الذي أعتاد عليه الطفل. كما أن تكرار الأنشطة والتدريب عليها يساعد على جعلهاتلقائية، ويساعد على التذكر والفهم. والمساعدة بالتدرج في المواقف واستخدام الأدواتالمعروفة للطفل إلى المواقف والأدوات التي لم يستخدمها من قبل (من المعلوم إلىالمجهول). ونقوم بالتدرج في الأنشطة من خلال تحفيز الطفل على اختيار النشاط الأقربلقدراته ورغباته ثم الارتقاء بالنشاط من المرحلة الأسهل إلى الأصعب دون أن يشعرالطفل.
*المصادر - مقدمة في الإعاقة السمعية ،أ . د / جمال الخطيب
- الصم المكفوفون ، د / أمير القرشي
- الإعاقة السمعية ، د / إبراهيم الزريقات