a b a

[عاطف عثمان حلبية]

 

التحليل السلوكي التطبيقي

باذن الله تعالي سنناقش عدة كتب حول التحليل السلوكي
هذا اول كتاب

 

[عاطف عثمان حلبية]

 

هذه الصور توضح كيفية تقيم سلوك الطفل

 

[عاطف عثمان حلبية]

 

1- في هذا الكتاب تقدم المؤلفة ( ماري باربرا) كتاب واضح وتطبيقي لاولياء الامور وكذلك للمهنيين الذين يقومون يوميا بتعليم التخاطب لاطفال التوحد

2- يتمتع هذا الكتاب بتصور شامل ومتماسك وايضا باساس تطبيقي قائم علي مباديء التعلم التي اوضحها (سكنر)

3- تلك المباديء تشكل لب الطريقة العلاجية المسماة (محاولات التدريب المنفصلة dtt) وكذلك التحليل السلوكي التطبيقي (aba)

والتي كان رائدها (ايفار لوفاز)

4- ان العلاج السلوكي كان ناجحا حتي انه في سنة 1999 اوصي الجراح العام للولايات المتحدة بان العلاج السلوكي هو الاختيار الامثل لعلاج التوحد

5- درس سكنر موضوع اللغة بشكل مكثف وفي سنة 1957 نشر كتابه السلوك اللغوي ، والذي قال انه سيكون اهم كتبه

6- في هذا الكتاب يقدم سكنر تحليل سلوكي مفصل لما يعرف باللغة ، واهمية ذلك الكتاب تنبع من ان اللغة هي اهم وسيلة للتواصل بين البشر

7- واذا عجز الطفل عن اكتساب مهارة اللغة فلا شك بانه سيواجه مصاعب خطيرة في نموه وفي تعامه مع المجتمع

8- تأخر النطق ومشكلات التخاطب تمثل المعلم الرئيسي للتوحد ، وايضا تؤدي لتأثير مباشر علي مهارات اخري مهمة مثل السلوك الاجتماعي والذهني

9- وبناء عليه ، فان التخاطب يمثل المكون الرئيسي لاي برنامج علاجي للطفل التوحدي ، ولان تعليم التخاطب له مدارس واراء متشعبة تحير اولياء الامور وتجع من الصعب عليهم اختيار الطريقة المناسبة لابنائهم مما يضيع علي الطفل وقتا ثمينا وفرصة يصعب تعويضها

10- نظرية سكنر وهذا الكتاب هما محاولة لحل تلك المشكلة بتوضيح طريقة الاختيار امام الاباء والمهنيين نظريا وعمليا

11- هذه الطرق تم تطويرها في جامعة متشيجان الغربية في السبعينات من القرن الماضي باشراف الدكتور جاك مايكل

12- وعلي ذلك فان ماتقدمه المؤلفة ليس نظرية جديدة بقدر ماهو تبسيط وتوضيح لطريقة مستقرة ولكن كان من الصعب فهمها لغير المتخصصين

13- ويزيد من بساطة الكتاب ان المؤلفة هي ام لطفل توحدي ، ماري هي ممرضة معتمدة ، وزوجها حاصل علي الدكتوراة في الطب وقد تعلما العلاج السلوكي لتعليم ابنهما (لوكاس)

14- اصبحت ماري الان خبيرة معتمدة في التحليل السلوكي BCBA

 

[عاطف عثمان حلبية]

 

مقدمة المؤلفة

1- كنت اعمل لاكثر من عشر سنوات ممرضة معتمدة ، ولكن عندما اخبرني زوجي الذي يعمل طبيب ان ابني لوكاس الذي كان عمره 21انذاك شهر يمكن ان يكون توحدي اصبحت غاضبة مثل اي ام

2- ولكي اكون امينة في قصتي ، لم اكن اعلم عن التوحد الا القليل جدا ، ولم يكن يخطر ببالي ان ابني لن يكون كاملا

3- اعترضت بالطبع علي تشخيص زوجي ، فابني كان يتكلم حوالي عشر كلمات ، لم يكن يدور حول نفسه ، لم يكن يصدم رأسه بالحائط ، لم تكن لديه الصورة التي تخيلتها عن التوحد

4- ولكن زوجي اصر علي تشخيصه حيث لاحظ ان لوكاس يشاهد نفس البرنامج التلفزيوني مرات عديدة ولفترات طويلة ، كما انه لايلعب بالعابه

5- اصريت علي موقفي وفزعت في وجه زوجي -الطبيب – انت مجنون ، ابني ليس توحديا ولا اريد منك ان تذكر هذه الكلمة مرة اخري

6- بعد قليل اخذت افكر في اقوال زوجي واراقب تصرفات لوكاس وسلوكه ، وبعد قليل عرفت انني ادفن رأسي في الرمال وان الانكار لن يفيد لوكاس وانما سيجعله اسوأ حالا

7- كان لوكاس قد بلغ ثلاثين شهرا ، استمرت حالة الانكار هذه تسعة اشهر ، بعدها جلست في الركن الي جانب ابني لاكون معلمته وحاضنته

8- كنا في بداية عام 1999 وادركت انني اضعت علي ابني اشهر ثماينة من العلاج ، لقد كان التشخيص الاكيد في ذلك الوقت بطيئا بعكس هذه الايام

9- يعتقد الاخصائيون ان الطفل الذي يشخص مبكرا قبل سن السنتين ، ويتلقي علاج مكثف منذ البداية يصل الي افضل النتائج

10- رغم ذلك لازال هناك بعض الامهات والاطباء يؤخرون علاج الطفل حتي سن الثالثة لانهم يجهلون الاشارات الاولية للتوحد

11- ان الطبيب الاختصاصي الماهر في التشخيص المبكر للتوحد لديه قوائم انتظار تصل لمدة عام كامل

12- لقد بدأ علاج لوكاس الفعلي وهو في سن الثالثة ، ضاعت خمسة عشر شهرا بين اكتشاف الحالة وبدء العلاج

13- اصبحت زبونة دائمة في الصف الاول في جميع ندوات ومؤتمرات التوحد ، قرأت اغلب الكتب المنشورة عن التوحد

14- اقتنعت تماما ان اهم وسيلة لمساعدة ابني هي ان اتعلم كل شيء عن التوحد ، وفي سنة 2003 اصبحت خبيرة معتمدة في العلاج السلوكي علي مستوي ولاية بنسلفانيا ، وعلمت المئات من الامهات والعاملات في ذلك المجال

15- كان للامهات دائما سؤال واحد : من اين نبدأ؟

16- كان هذا هو نفس السؤال الذي حيرني منذ سبع سنوات ، لذلك كتبت هذا الكتاب للاجابة علي ذلك السؤال ليس فقط نظريا وانما عمليا ، لتعرفوا كيفية تطبيق مباديء العلاج السلوكي

 

[عاطف عثمان حلبية]

 

الفصل الاول

1- كان علاج لوكاس هو نوع من العلاج السلوكي القائم علي اساس اعمال الدكتور ايفار لوفاز والذي كان يستخدمه كل القائمين باعمال العلاج السلوكي

2- في سنة 1987 درس الدكتور لوفاز 59 طفلا متوحدين ليعرف افضل طريقة لتعليمهم ، واكتشف ان 19 من هؤلاء الاطفال والذين تلقوا 40 ساعة اسبوعيا من التعليم (فرد – لفرد) ( بمعني معلم واحد لكل تلميذ) قدموا احسن النتائج

3- 47% من هؤلاء الاولاد التسعة عشر لم يكن ممكنا تميزهم عن اقرانهم في الصف الاول ، وكانت هذه الدراسة هي اول امل في علاج التوحد وقام لوفاز واثنين من زملائه بمتابعة نفس المجموعة سنة 1993 ولاحظ ان مستواهم لازال كما هو ولم تصبهم اية انتكاسات ولم يكن ممكنا تميزهم عن اقرانهم في نفس الصف

4- بعد ان قرأت عن لوفاز عرفت ان العلاج السلوكي هو الامل امام لوكاس ، كان يجب علي اختيار افضل العلاجات المتاحة مثل اي مريض اخر ، حتي لو كانت نسبة الشفاء التام قليلة فانني يجب ان اختار العلاج الذي يجعل حياة لوكاس افضل مايمكن

5- بعد لوفاز انهالت الابحاث العلمية حول العلاج السلوكي ، والحقيقة انه لم يكن هناك علاج للتوحد تؤيده الابحاث العلمية يحقق نتائج افضل من العلاج السلوكي

6- في سنة 1998 نشر (جاكوبسون وموليك وجرين) بحثا يؤكد ان تجربة لوفاز تحقق مبدأ الكفأة بالنسبة للتكاليف علي المدي الطويل رغم انها عالية التكلفة

7- اثبتت الدراسات ان العلاج السلوكي المبكر والمكثف يغني الطفل عن اية علاجات بعد عامه الدراسي الاول

8- مع الاسف فان الذين ينفذون العلاج السلوكي ليسوا اطباء ، ولهم وجهات نظر تختلف عن مايعتقده الاطباء ، قيل لي ان اربعين ساعة اسبوعيا من التعليم المنفرد تتكلف كثيرا

9- المؤسسات التعليمية ترفض هذه الطريقة باعتبار انه في زعمها هناك طرق تعليمية اخري تؤدي لنتائج جيدة وبثمن ارخص بكثير جدا ، يشبه هذا كما قالوا الفارق بين السيارة الكاديلاك والسيارات الصغيرة

10- ان مستقبل ابني علي المحك ويطلبون مني ان استغني عن افضل الوسائل لكي اوفر لهم النفقات

11- توليت الامر علي نفقتي ، احضرت للمنزل ثلاثة من المعلمين السلوكيين ، وايضا خبير من معهد لوفاز يزورهم شهريا لتدريبهم

12- وبهذا القرار احرز لوكاس نتيجة ممتازة واستفدت ايضا معرفة طريقة جديدة مبنية علي اسس لوفاز وهي طريقة التعليم اللفظي

13- تعتمد الطريقة علي تحليل السلوك اللفظي للطفل ، ليس فقط معرفة ماذا يقول وانما لماذا يقول ؟

14- لقد كان هذا خلط بين نظريات لوفاز وسكنر ، حيث كتب سكنر كتابه (السلوك اللفظي ) سنة 1957 وتم اهمال الكتاب لشدة تعقيده حتي تسعيناتيعانون صعوبات في التخاطبيم الاطفال المعاقين لفظيا مارك ساندبرج في جامعة متشيجان الغربية از يزورهم اسبوعيا لتدريبهم ، قالوا القرن الماضي حيث قام الدكتور جاك مايكل وتلميذه مارك ساندبرج في جامعة متشيجان الغربية في استخدام نظريات سكنر في تعليم الاطفال الذين يعانون صعوبات في التخاطب

15- في بداية السبعينات من القرن الماضي في جامعة متشجان الغربية وبتوجيه من الدكتور جوي سباردلين من جامعة كانساس كنت رسالة الدكتوراة التي قدمها مارك ساندبرج سنة 1980 بعنوان (تطوير السلوك اللفظي) باستخدام لغة الاشارات مع نظريات سكنر

16- بعد ذلك بعقدين اصبح علاج السلوك اللفظي شائعا مع اطفال التوحد ، وليس قبل عاح 1998 بعد نشر مجموعة الكتب الثلاثية للدكتور ساندبرج وبارتينجتون واهمها كتاب تعليم اللغة لاطفال التوحد 1998 ، وان كان اشهرها هو كتاب تقيم المهارات الاساسية للغة والتعلم ، وهذا الكتاب يمثل اداة هامة لتقييم الطفل