أهم المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :
1. اكتشاف حالة الإعاقة لدى أطفالهم ، وإدراك حقيقة عدم قابليتهم للشفاء ؛
2. القيود التي تفرضها الإعاقة على نشاطات الأسرة الإجتماعية والترويحية ؛
3. صعوبة في ضبط سلوك الإبن من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
4. تأثير الإعاقة على استقرار الوضع الأسري وعلى الأخوة بشكل عام ؛
5. مواقف الأقارب أو الأصدقاء أو أفراد المجتمع من الأسرة ؛
6. عدم شعور الوالدين بإستجابة طفلهم لجهودهم .
وكما اتضح لنا أعلاه تنوع المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كانت هذه المشكلات تتميز بإرتباطها بالخصائص الشخصية لأبناء هذه الأسر من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وسيتضح لنا ذلك في الفقرة التالية .
ديناميات عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :
ترتبط المشكلات التي تواجهها أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، بالخصائص الشخصية لأبنائهم ، حيث تلعب الديناميات السلوكية في الأسرة دورا ً هاما ً في نمو شخصية الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وتطورها ونظرا ً لإستجابات الحزن والأسى يبدأ الوالدان سريعا ً في إظهار استجابات أخرى تجاه طفلهما من ذوي الإحتياجات الخاصة كا لإعراض ، وفي حالات أخرى الحماية الزائدة المبالغ فيها للطفل بل إن هناك بعض الأطفال لايحصلون على العناية اللازمة من آبائهم .
وتنعكس هذه المشاعر على عملية التنشئة والتطبيع الإجتماعي ، وتعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لتكوين شخصية الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهنا يتوقف سلوك الطفل إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة من سوء التكيف الأسري ويلقي بالتبعية في ذلك على الوالدين ويعتبران هما المسؤولان . وفقدان الحب والرعاية داخل الأسرة هو أحد منابع الإحباط التي تؤدي إلى نمو العدوان عند الطفل ، حيث إن الإفتقار إلى الحب من الوالدين يعتبر مؤشرا ً لإكتساب العدوان وعاطفة الحب عند الوالدين تلعب دورا ً هاما ً في نمو نزعات السلوك المقبول ، ولقد أظهرت العديد من الدراسات بأن الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من مشكلات سلوكية خطيرة تتمثل في الحدة وغياب التحكم الداخلي والإندفاعية والعدوان والعنف وخاصة لأشكال السلطة .
وطبيعي أن يختلف الآباء والأمهات في شعوهم بالقلق تجاه انحراف أطفالهم وكذلك في وجهات نظرهم فيما يتعلق بحاجات هؤلاء الأطفال .
ولاشك أن أعضاء فريق العمل متعدد التخصصات يدركون أهمية برامج الإشاد النفسي، وهنا يؤكد الكثير من المختصين في هذا المجال على أهمية أن يبدأ الإرشاد النفسي للوالدين في وقت مبكر ، حتى لايواجه كل من الطفل والأسرة مشكلات في التوافق .
وفي هذا الصدد لابد ان نشير إلى أن برامج التوجيه والإرشاد النفسي يجب أن توجه أهمية قصوى في تبني استراتيجية أولية ومهارات لدى العاملين بالبرامج ، ومن ثم فإن فرد في فريق التأهيل هو العميل ثم أسرة العميل .
ولكن لابد من لمن ينفذ هذه المهمة ويعمل على المساعدة في تغيير وتعديل سلوك أسر ذوي الإحتياجات الخاصة وحل مشكلاتهم ، حيث سنركز فيما يلي على الخصائص الشخصية والمهارات التي يحتاجها مقدمو المساعدة ( المرشدين النفسيين ) والكفايات الضرورية للمرشد النفسي ، والمواصفات التي يجب ان يتمتع بها هذا المرشد حتى يتمكن من إقامة علاقة مشاركة فعالة مع عملائهم ، وأن يكون قادرا ص على يحقق الهدف من هذه العملية بشكل عام ، وهي مساعدة أسر الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .
كفايات المرشد الفعال ومواصفاته :
حتى يكون المرشد النفسي ناجحا ً يتوقع منه أن يكون قادرا ً على :
1. إعداد برنامج إرشادي ؛
2. تحقيق أهداف البرنامج الإرشادي ؛
3. إدارة الجلسة الإرشادية ؛
4. تكوين الثقة المتبادلة بين المرشد والمسترشد ؛
5. المساعدة في اتخاذ القرارات السلبية ؛
6. تفهم السلوك الاجتماعي .
إضافة إلى الإشارة للجوانب المكونة كفاية المرشد ، فهناك من يتحدث عن مواصفات يجب توافرها في المرشد وشخصيته ، وفيما يلي سنحدد المواصفات الآتيه للمرشد والممثلة فيما يلي :
1) معرفة المرشد لذاته Self - knowledge :
المعرفة الجيدة للذات تتضمن :
· وعي المرشد لحاجاته وإنفعالاته ؛
· التعرف على مصادر توتره في أثناء عملية الإرشاد ، ومحاولة التغلب عليها ومعالجتها ؛
· التعرف على جوانب قوته وضعفه .
2) الكفاءة Competence :
الكفاءة تعني ا متلاك المرشد لمجموعة من المواصفات التي تجعله شخصا ً مفيدا ً في مساعدة الآخرين ، ويمتلك مواصفات عقلية و إجتماعية و إنفعالية و خلقية و بدنية . والمرشد الفعال هو الذي يتمكن من المزاوجة بين معارفه الأكاديمية وسماته الشخصية ، ومهاراته المساعدة في عملية الإرشاد ، وهو الذي يسعى لكي يصبح أكثر كفاءة ويعمل على :
· زيادة معرفته بالسلوك الإنساني وبمشكلاته ؛
· تعريض نفسه لخبرات حياتيه جديدة ؛
· تجريب أفكار وطرائق إرشادية جديدة ؛
· تقييم أدائه الإرشادي بصورة مستمرة .
3) الصحة النفسية Psychological health :
يتصف المرشد بالصحة النفسية عندما يتمكن من :
· الإشباع المناسب لحاجاته النفسية و الإجتماعية و البيولوجية ؛
· تحييد خبراته السابقة و الحالية عن المواقف الإرشادية ؛
· إدراك ووعي تحيزاته ونقاط ضعفه التي يمكن أن تؤثر في المساعدة الإرشادية ؛
· التمتع بحياة هادئة مستقرة .
4) الثقة Trust worthiness :
تعني أن المرشد لا يشكل موضع تهديد للمسترشد في العملية الإرشادية ، والمرشد الثقة هو الذي يتصف بالآتي :
· الثبات والإتساق في أقواله و أفعاله ؛
· سلوكه اللفظي وغير اللفظي يعزز ثقة الطرف الاخر به ؛
· الإصغاء وحسن الإنتباه بدون إصدار أحكام قيمية ؛
· التجاوب مع المسترشد في إطار قواعد العلاقة الإرشادية .
5) الأمانة Honesty :
الأمانة تعني أن المرشد يتصف بالأصالة والصدق والوضوح في علاقته مع المسترشد ؛
6) القوة Strength :
القوة تعني أن لدى المرشد الشجاعة الكافية لعمل مايعتقد بقرارة نفسه أنه يخدم العملية الإرشادية ؛
7) الدف ء Warmth :
الدفء يعني أن يحيط المرشد المسترشد باللطف والعناية والإهتمام ، والذي يظهر من خلال نبرة صوته في أثناء حديثه مع المسترشد ؛
8) الصبر Patience :
المرشد يعطي الفرصة لتطور المسترشد في أثناء العملية الإرشادية بصورة طبيعية تلقائية ، حتى يصبح المسترشد أكثر قدرة على النضج والتعلـّم والإعتماد على الذات ؛
9) الحساسية Sensitivity :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
10) الحرية Freely :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
11) الإدراك الكلي Holistic Awareness :
الإسلوب الكلي في الإرشاد يعني أن يدرك المرشد المسترشد ككل من مختلف جوانبه الشخصية والإجتماعية .
وكما أن لكل عملية منفذّه ويرجى نجاحها ، لابد لها من خطة معينه ، فإن العملية الإرشادية بشكل عام لابد أن تمر من خلال استراتيجية مخطط لها ، وذلك لضمان هذا النجاح ، وكذلك الحال أيضا ً بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ولكن ماهي هذه الخطوات العملية ؟.
خطة إرشــــاد أســر ذوي الإحتياجات الخاصة :
غالبا ً ماتواجه أسر ذوي الإحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها التكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .
وفي الوقت ذاته ، فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة .
هناك ست خطوات فعلية يمكن أن يكون لها دور في وضع خطة لإرشاد أسر الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ، ومساعدتهم على التكيف مع الوضع الذي يعيشونه ، وهذه الخطوات هي :
1. مساعدة الوالدين للنظر للشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقة بصورة موضوعية بقدر الإمكان ؛
2. مساعدة الوالدين على فهم ماهو محتمل أن يكون سلوك الشخص من فئة الإحتياجات الخاصة مستقبلا ً ؛
3. مساعدة الوالدين على التعلم والتعرف على الأساليب التي تساعدهم على التكيف والتأقلم مع الشخص من فئة ذوي الغحتياجات الخاصة ؛
4. مساعدة كافة أفراد الأسرة بمافيهم الأخوة على الفهم بأن الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة لديه نفس الإحتياجات التي لديهم مثل الإحتياجات الجسمية والجنسية والترفيهية والتربوية ؛
5. مساعدة الوالدين التعلم والتعرف على كافة المصادر المتوفرة في المجتمع؛
6. مساعدة الوالدين بالإستمرارية في التعقب أو إقتفاء أثر التحسن ل دى الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة ، نحو الأهداف العامة والأهداف الفرعية التي يجب وضعها من أجل تأسيس جهد الحوار المشترك مابين المرشد والوالدين .
وبعد بحثنا للمشكلة ، أو الموضوع الأساسي ، من حيث المفهوم والتعريف ودواعي العمل به ، والإهتمام بتنفيذ خطة خاصة للإرشاد نسير عليها رغبة في تحقيق أهداف ضرورية لأسرة هذا الطفل ، كنتيجة نتطلـّع إليها في مساعدة أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأداء المرشد النفسي لوظيفته بفعالية .
أهداف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :
يمارس المرشد النفسي عمله مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرهم في إطار ثلاث مجموعات من الأهداف ، وغالبا ً مايتم الإقتصار على استخدامها جميعا ً طبقا ً للإحتاجات الوالدية والأسرية ، وذلك في إطار خطوات التخطيط لبرنامج الإرشاد ، وهي :
أ- التقييم الواقعي وتحديد المشكلة ؛
ب- تحديد الإحتياجات الإرشادية ؛
ت- تحديد أولويات الإحتياجات ؛
ث- تحديد وصياغة الأهداف ؛
ج- تحديد التكنيكات المناسبة للعمل وتخطيط النشاطات اللهزمة لتحقيق الأهداف ؛
ح- تقويم النتائج .
وتتلخص تلك الأهداف فيما يلي :