أثر برنامج دمج الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة على اتجاهات أولياء أمور الأطفال العاديين
ماجستير
تربية خاصة
مقدمة عامة:
يعد موضوع التربية الخاصة من ا لموضوعات الحديثة نسبيا في ميدان التربية وعلم النفس، إذ تعود البدايات العلمية المنظمة له إلى النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تطور بعد ذلك تطورا سريعا كما وكيفا. كما تطورت وظيفة التربية الجديدة للأفراد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، وأصبحت تقدم لهم خدمات خاصة من خلال تخصيص فصول دراسية مستقلة لهم في المدارس العام، أو تخصيص مدارس متخصصة لرعاية هؤلاء، سواء أكانوا متفوقين أم موهوبين، أم كانوا يواجهو إعاقات مختلفة عقلية، أو حسية أو حركية أو سلوكية أو صعوبات في التواصل، أو كانوا يعانون من التوحد أو صعوبات في التعلم.
هنالك العديد من المصطلحات للإشارة إلى المعاقين وهذه المصطلحات تعبر عن نظرة القصور إزاء الأفراد المعاقين حيث تشير إلى القصور والعجز وأوجه العيوب والشذوذ عما هو مألوف ومتعارف علثه من الصفات الحسية والمعنوية وهناك بعض المصطلحات مثل: أعمى، أعرج، أبكم، ضرير، أبله. . وجميعها تعبر عن الإتجاه السلبي نحو الإعاقة حيث تعكس صورة مخيفة للأفراد العاديين عن القصور لكون الفرد يفقد المهارات والإمكانات (الشخص، 1986)
من أجل ذلك اندفع كثير من العلماء والباحثين إلى استخدام مصطلح "غير عادي" للإشارة إلى اللأفراد الذين يختلفون عن الأفراد العاديين فمثلاً المتخلفون عقليا والمتفوقون عقليا يعتبرون من الأفراد غير العاديين وذوي اجتياجات خاصة يشير مصطلح "معاق" إلى عدم قدرة الفرد على القيام بعمل ما نتيجة قصور معين يعاني منه وإذا أمكن تهيئة ظروف معينة أمام الفرد المعاق أو إجراء تعديلات في اللبيئة عندئذ يصبح في وسعه أداء هذا العمل. كما يشير كتاب (الشخص والدمياطي، 1992) إلى مفهوم العجز بأنه انحراف عضوي أو نفسي وهذا العجز يشكل إعاقة للفرد. بينما يُعَرِّف كتاب (حسين، 1993) الطفلَ غير العادي، بأنه الطفل الذي تظهر لديه انحرافات عن السوية أو العادية من حيث الخصائص الشخصية أو النفسية أو الجسمية أو التواصلية أو التعليمية؛ الأمر الذي يتطلب رعاية تربوية خاصة. . . ويُعَرِّف (القريوتي، 1995) مع ما أقرته منظمة الصحة العالمية (1981) من أن الكثير يخطئون في اعتبار الإعاقة سببا لحالة بينما هي في واقع الأمر نتيجة لمجموعة متداخلة من الأسباب وتتفق معظم المصادر والمراجع على تعريف الإعاقة بأنها حالة تشير إلى عدم قدرة الفرد المصاب بعجز ما على تحقيق تفاعل مثمر مع البيئة ا لإجتماعية أو الطبيعة المحيطة أسوة بأفراد المجتمع المكافئين له في الفعمر والجنس.
وبعد هذا العرض من التعريفات للإعاقة نستطيع أن نميز في مجال التربية الخاصة بين مفاهيم محورية ثلاث، وهي:
1. الإصابة.
2. العجز.
3. الإعاقة.
والتي لا يصح استخدامها كمترادفات نظرا للفروق الواضحة فيما بينها، فالإصابة تعني أن الفرد قد يولد بنقص أو عيب خلقي أو قد يتعرض بعد ولادته بخلل فسيولوجي أو جيني أو سيكولوجي، أما العجز فيعني افتقار الفرد أو نقصان قدرته على القيام بمهام معينة، بينما يشير مصطلح الإعاقة إلى حالة من عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة المرتبطة بعمره وجنسه وخصائصه الإجتماعية والثقافية ، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز (سليمان ، 1999).
وينتمي الفرد من ذوي الحاجات الخاصة إلى فة أو أكثر من الفئات التالية:
1. التفوق العقلي والموهبة الإبداعية: الأشخاص المتفوقون هم الذين ينحرفون بازدياد ملحوظ عن المتوسط بمقدار انحراف أو انحرافين معياريين، فالطفل الموهوب هو ذل الفرد الذي يتميز بدرة عقلية عالية تزيد عن 130 في نسبة الذكاء وقدرة عالية في التفكير الإبداعي (كيرك، 1979) وتعريفات أخرى تؤكد معيار القدرة العقلية ولكنها تضيف بُعْداً آخر في تعريف ا لطفل الموهوب وهو بعد الأداء المتميز وخاصة في المهارات الموسيقية والفنية والكتابية والميكانيكية والقيادة الإجتماعية (سمبتون لوكنج و لوسيتو جلفورد، 19) .
2. الإعاقة ا لبصرية : من أكثر التعاريف المستخدة في تعريف الإعاقة البصرية هو تعريف (Barraga 1976) الذي ينص على أن الأطفال المعوقين بصريا هم الأطفال الذين يحتاجون إلى تربية خاصة بسبب مشكلاتهم البصرية الأمر الذي يستدعي إجداث تعديلات خاصة على أساليب التدريس والمناهج ليستطيعوا النجاح تربويا (الحديدي، 1998) ، إن التعريف التربوي يشير إلى أن المكفوف هو الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة بريل (الروسان، ) المكفوف شخص لديه حدجة أقل في البصر 20/200 أو ضعيف البصر (المبصر جزئيا) لديه حدة بصر أقل من 20/70 ولكن أحسن من 20/200 (الحديدي، 1998).
3. الإعاقة السمعية: يُعَرِّف (فهمي، 1980) الطفل الأصم من الناحية الطبية أنه ذلك الطفل الذي حرم من حاسة السمع منذ ولادته، أو فقد القدرة على السمع قبل التعلم على الكلام ويعرف (حسين، 1986) الطفل الأصم بأنه الطفل الذي فقد حاسة السمع لأسباب وراثية أو فطرية أو مكتسبة سواء منذ الولادة أو بعدها الأمر الذي يحول بينه وبين متابعة الدراسة وتعلم خبرات الحياة مع أقرانه العاديين بالطريقة ا لعادية ولذلك هو بحاجة إلى تأهيل يناسب قصوره.
4. التخلف العقلي: يرى (الطريفي، 1996) أن مصطلح التخلف العقلي يستخدم كمفهوم شامل للدلالة على ا نخفاض الأداء الوظيفي العقلي بكافة درجاته ويعرف (السخص والدمياطي، 1992) الإعاقة العقلية بأنها مصطلح يستخدم على نحو واسع وتشير إلى أداء ذهني عام أقل من المتوسط بدرجة دالة حيث تظهر خلال الفترة النمائية ويصاحبها في نفس الوقت خلل في السلوك التكيفي. كما أقرت الجمعية الأمريكية للطب النفس (1994) التعريف التالي اشترطت فيه ثلاث محكات، هي:
1. أداء ذهني وظيفي دون المتوسط نسبة ذكاء 70 أو أدنى على اختبار ذكاء يطبق بشكل فردي.
2. عيوب أو جوانب قصور مصاحبة في الأداء التكيفي الراهن أي كفاءة الشخص في الوفاء بالمستويات المتوقعة ممن هم في عمره أو جماعته الثقافية في اثنين على الأقل من المجالات التالية (الاتصال والتخاطب) واستخدام والطيفية.
3. يحدث قبل سن الثامنة عشرة.
5. الإعاقة ا لبدنية: تعرف الحكومة الفدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية (1977) الإعاقة البدنية بأنها إصابة بدنية شديدة تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل بصورة ملحوظة وتشمل هذه الفئة الإصابات الخلقية مثل تشوه القدم الخلقي أو فقد أحد أعضاء الجسم والاصابات الناتجة عن الأمراض مثل شلل الأطفال وسل العظام والإصابات الناتجة عن أسباب أخرى مثل الشلل المخي أو بتر الأعضاء والكسور أو التمزق والحروق التي تؤدي إلى تقلص العضلات، ويقصد كل من (الشخص والدمياطي ، 1992) بالإعاقة البدنية نوعا من الإعاقة ينتج عن عيوب بدنية أو جسمية خاصة مثل العيوب المتعلقة بالعظام والمفاصل والعضلات ويطلق على الفرد بمثل هذه العيوب معاق بدنيا وحركيا.
6. صعوبات التعلم: يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى تأخر أو اضطراب أو تخلف في واحدة أو أكثر من عمليات الكلام، اللغة ، القراءة أو الكتابة والتهجئة والعمليات الحسابية نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو مشكلات سلوكية ويستثنى من ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم ناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان ثقافي (كيرك،1963) ويقسم (السرطاوي والسرطاوي ، 1984) صعوبات التعلم إلى صعوبات تعلم نمائية ترجع إلى اضطرابات وظيفية في الجهاز العصبي مثل الإدراك الحسي (السمعي والبصري). . والإنتباه: أي التفكير والكلام والذاكرة وتتعلق هذه الصعوبات بالعمليات العقلية والمعرفية. وصعوبات تعلم أكاديمية وهي وثيقة السصلة بالصعوبات النمائية وتنتج عنها وترتبط هذه الصعوبات بالموضوعات الدراسية الأساسية مثل صعوبة القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وصعوبة التهجئة.
7. الإضطرابات الإنفعالية: تشير أدبيات البحث النفسي أن الأطفال غير العاديين مما يطلق عليهم ذوي النشاط الزائد يظهرون مجموعات من السلوكات ذات العلاقة الواحدة منها بالأخر. الطفل الذي يعاني من ارتفاع مستوى النشاط الحركي بصورة غير مقبولة وعدم القدرة على تركيز الانتباه لمدة طويلة وعدم القدرة على ضبط النفس (الاندفاعية* وعدم القدرة على إقامة علاقات طيبةة مع أقرانه ووالديه ومدرسيه (الشخص ، 1985) أما (كوفمان وهالاهان / 1991) فيعرفان الطفل المضطرب انفعاليا بأنه ذلك الطفل الذي يظهر سلوكا مؤذيا وضارا بحيث يؤثر على تحصيله الأكاديمي أو على تحصيل أقرانه بالإضافة إلى التأثير السلبي على الآخرين.
8. التوحد: حالة غير عادية لا يقيم الطفل فيها أي علاقة مع الأخرين ولا يتصل بهم إلا قليلا جدا والتوحد يجب استخدامه بحذر فهو لا ينظبق على الطكفل الذي يكون سلوكه ناجم عن تلف في الدماغ ولا يمكن استخدامه في المجالات التي يرفض فيها الطفل التعاون بسبب خوفه من المحيط غير المألوف ويرى (بدر، 1997) أن التوحد اضطراب انفعالي في العلاقات الاحتماعية مع الآخرينن ينتج مع عدم القدرة على فهم التعبيرات الانفعالية وخاصة في التعبير عنها بالوجه أو اللغة ويؤثر ذلك في العلاقات الاجتماعية مع ظهور بعض المظاهر السلوكية النمطية.