*الثريا --- وقصة الصمود

[البدوية]

 

الثريا --- وقصة الصمود

ولدت طبيعية وكنت المولد رقم ثلاثة بين أخوتي ، وبعد أن أصبحت في الثالثة ..أصبت بحمى أدت إلى إصابتي بشلل الأطفال وكان ذلك في السبعينات - يعني حوالي ( 74 ) وقتها لم يعرف أهلي نوع المرض الذي أصابني .. ولما لاحظوا أني لم أعد قادرة على المشي كالسابق عرفوا شو هو المرض .. وقالوا خلاص ما في فايدة من العلاج ( بالطريقة الشعبية كان له علاج عندهم يأتي بنتيجة إذا تم علاجه وقت الإصابة ) وزاد الامر سوءا أنه لم تكن هناك مستشفيات مختصة حينها وكانت بعيدة جدا عن منطقتنا .. وكان الوالد كثير الانشغال ليس لديه وقت ليحك شعر رأسه .. كنت أنا الضحية .. فلم أخضع لأي علاج حتى بعد توافر المستشفيات .. حيث زاد عدد الاخوان وبالتالي زادت مسؤلية الوالد .. المهم أن هذه الحالة لم تؤثر على عزيمتي بل عشت طفولتي بشكل عادي رغم النظرات والتعليقات سواءا من أخوتي أو من غيرهم .. لم أعرهم أي إهتمام .. باختصار كنت عنيدة جدا وغير معترفة بأني مختلفة عنهم طالما أستطيع أن أقوم بما يقومون به بل أتفوق عليهم ..

المهم عندما دخلت الكلية قدمت لي نصيحة بأن أبدأ مشوار العلاج خاصة وأن المستشفى المختص بمثل حالتي كان قريبا .. وفعلا استجبت وذهبت وليتني ما ذهبت .. قال الدكتور بأن حالة الشلل التي معك هي من أبسط أنواع الشلل .. لماذا تأخرت كل هذا الوقت ؟ .. وبدأ بعمل الجبس محاولا إعادة الساق إلى إستقامتها ، لأنها كانت متقوسة قليلا وذلك نتيجة الطريقة التعويضية مني للمشي أي تعويض القصر الناتج عن الشلل ( حوالي 2.5 سم ) .. لكن هذه الطريقة لم تنجح .. سألته إن كان هناك مكان ينصحني بالسفر إليه للعلاج لكنه أغلق باب الأمل في وجهي .. وهكذا أكتفيت بعمل جهاز مساعد للمشي .. والحقيقة كنت أستخدمه فقط أثناء الذهاب للتسوق .. أو الأماكن التي تتطلب مني المشي مسافات طويلة .

طبعا خلال هذه السنين حصل ضمور للعضلات لأنها لم تخضع لأي علاج طبيعي .. واللي حز في نفسي الحين ولا دكتور قدم لي نصيحة بضرورة العلاج الطبيعي ... وهذا العام فقط التقيت بمستشارين مختصين .. أول الأمر نصحوني بترك الجهاز المساعد لأنه كان يساعد في خمول العضلات وكسلها .. ثم نصحوني بالتركيز على العلاج الطبيعي حتى تستعيد العضلات حيويتها قبل متابعة أي علاج آخر . وحتى بعد العمل لم أستطع أن أتركه لمواصلة العلاج لأنني كنت أساعد براتبي بشكل رئسي .. حتى السفر سيحتاج إلى مصاريف لم أرغب بالدخول في عالم القروض المصرفية خوفا من الربا من ناحية .. ومن ناحية أخرى خوفا من أفقد عملي فيما لو لم ينجح العلاج ( وخاصة أن عملي كان يتطلب مني الحركة والتنقل كالنحلة دون كلل أو ملل) فلا أستطيع تأدية الدين.
وأنا الآن في الثانية والثلاثين من عمري .. فلا أدري أيصلح العلاج في هذا العمر ؟ أم أواصل حياتي كما بدأتها .. صحيح أني أمارس حياتي بشكل عادي تماما .. ولا أخجل من إعاقتي .. ولا أحرم نفسي من أي مكان أرغب بالذهاب إليه وأرى أنني سأستفيد منه . حتى أني أقود السيارة بدون أي تجهيزات خاصة . و
هذه باختصار قصتي مع الإعاقة

تعليق من - بنت الشبكة
عزيزتي / الثريا
أولاً : شفاك الله من كل ماتعانيه من ظروف الإعاقة ..
ثانياً : قرأت تجربتك مع الإعاقة الحركية وأحسست بأننا متشابهات في مثل هذه المعاناة فكان السبب في البداية هو جهل الأهل في عدم إعطاء التطعيم الخاص بشلل الأطفال .. وعدم توفره في تلك الفترة ..
الإعاقة تمثلت في تشوه في القدم وقصر بالساق .. وأيضاً في تأخرنا في إجراء العمليات الجراحية التجميلية ونحن أطفال لكي تعيننا ونحن كبار ..

بالنسبة لي أجريت أولى العمليات وأنا عمري (31) سنة بعد ما أنهيت دراستي التي حاولت أن لا تكون الإعاقة سبباً في تأخيرها وبرغم المعاناة في عدم تسهيل الطرق والممرات لنا في تلك الفترة .. ومن ثم ضياع السنوات علينا في عدم تعرفنا على أطباء وأخصائيين استشاريين يمكن أن يوضحوا لنا أهمية هذه العمليات لمستقبلنا العلاجي ..

بالنسبة لي برغم توفر العلاج لي في بريطانيا وعلى حساب الدولة وفي أمريكا على حساب الأهل كنت أرفض إجراء هذه العمليات لأنه ولا دكتور وضح لي نتائج هذه العملية بغير كلمة واحدة وهي بنسبة نجاح تتراوح من 50 ــ 60 % ---الصراحة يجيني إحباط من هذا الرقم الذي لا يبشر بأي نتيجة إيجابية أو تشجيعية لإجرائها .. حتى أن هداني الله إلى دكتور مصري والصدفة لعبت دور معي في تحويل ملفي عليه .. هو الوحيد من نصحني بسرعة إجراء العملية بأقصى سرعة وخلال شهرين وجلس معي ساعة لكي يقنعني بأهميتها الذي أوضح لي بأني أحتاج فقط لعمليتين وهي تعديل لكف القدم والأخرى تطويل ( 3:5 ) سم --- وترك لي الحرية في اختيار أي دكتور بمؤسسة حمد الطبية ( استشاريين العظام ) وكانوا أربعة تقريباً ( ألماني ، 2 مصري ، هندي ) وبالسؤال عرفت أن الهندي هو الأفضل والمتخصص بعمليات شلل الأطفال وذهبت له ونفس الكلام قال لي عمليتين فقط .. وفي النهاية كانت حصيلة العمليات (8) عمليات أحياناً يوقعني على عملية واحدة فقط .. ولما أصحى من البنج وأتحدث عن معاناتي مع الألم يرد بقوله أني عملت لك (4) عمليات وهكذا .. الدكتور أسمه د. Bhat وقد ترك الدوحة الآن ولكنه الآن يحضر مرتين بالسنة للدوحة في ضيافة مستشفى وعيادات الدوحة كاستشاري زائر لتجديد الإقامة ومتابعة مرضاه وعمل فحوصات جديدة لمرضى جدد في مدة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين وقد أفتتح مستشفى وعيادة متخصصة لهذا التخصص في الهند وهناك مرضى يذهبون له هناك للعلاج ولكن حضوره للدوحة يكون فحوصات وإجراء عمليات حيث تكون مواعيد الكشف في مستشفى وعيادات الدوحة الخاصة ويجري العمليات للقطريين في غرف عمليات مستشفى مؤسسة حمد الطبية بشرط أن المريض القطري بحيث يحضر كتاب ترخيص من إدارة المؤسسة وعليه دفع أجور الدكتور أما الإقامة والمتابعة فهي مجانية .. وبالنسبة للمقيمين والأجانب فلهم الحرية في اختيار المكان المناسب سواء بالمستشفى الخاص أومؤسسة حمد أو السفر للهند ..

د.Bhat بارع في مثل هذه العمليات ومن حسن حظي أني بدأت معه من الصفر من أول عملية حتى نهايتها حيث أجرى لي (8) عمليات برجل واحدة فقط .. عندما سافرت لأمريكا لإجراء تبديل مفصل الركبة للرجل السليمة الدكتور الأمريكي أثنى على العمليات السابقة وأفاد بأن العمليات ناجحة وأن الدكتور فعلاً ممتاز ومتخصص ..
ولعلمك يالثريا .. أن الدكتور Bhat أجرى كثير من عمليات تعديلية لمرضى أجروا عمليات في بريطانيا وكانت فاشلة ولكن بذل جهود في التعديل .. من خلال زياراتي للمواعيد معه أخبرني بأني أنا كنت الأفضل من الحالات التي عمل معهم والسبب أني لم أعمل عمليات سابقة مع أطباء آخرين حيث أنه بدأ معي من الصفر ..
عزيزتي الثريا .. إذا رغبت بزيارة هذا الدكتور خلال زيارته القادمة للدوحة للاستشارة فأنا مستعدة في التعاون معك وتسهيل أمورك من خلال حجز الموعد ومقابلته .. فإذا رغبتِ في ذلك أرجو مراسلتي عبر الرسائل الخاصة حتى يكون هناك تواصل بيننا بشكل أكثر ..زيارته تكون خلال شهري أكتوبر وأبريل ..

المصدر : منتدى الخليج
للمزيد من ردود الفعل --- كسر الحواجز الاجتماعية