#1  
قديم 11-04-2008, 05:32 PM
الصورة الرمزية ايهم ابو مجاهد
ايهم ابو مجاهد ايهم ابو مجاهد غير متواجد حالياً
مشرف قسم التفوق والموهبة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 176
افتراضي البرامج الخاصة بالمتفوقين و رعايتهم

 

لا بد لنا عندما نتعامل مع هذه الفئة ( المتفوقين ) من اتباع الأسس الصحيحة والتي تساهم بشكلٍ جاد في دعم ورعاية ورفع مستوى هذه الفئة و من هنا ظهرت الحاجة الى ظهور البرامج الخاصة بها , في سبيل تحقيق اعلى مستوى ممكن من حيث الأستفادة من طاقات وامكانياتها .

أولاً: رعاية المتفوقين ضرورة لتقدم الأمة :
تبني الأمم حضارتها بسواعد أبنائها و أفكارهم , فالمادة الخام لبناء أيّةُ حضارة هي الإنسان , وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع , فهو بالتأكيد يشكل كنزاً لابد من استخراجه و استثماره و الاستفادة منه , بدلاً من أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التي يمتلكها مثل هؤلاء الأفراد .والتي هو بأمس الحاجة إليها .( فالعصر الذي نعيش فيه عصر علم و تقنية ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد في أساسه على تخطي الحواجز و تغير المألوف و إبداع جديد متطور دائماً , وكيف يتسنى ذلك لمجتمعات نامية ؟ إذا لم تلاحق ذلك التغير و التطور بالتأكيد على دور كل فرد من أفرادها وبخاصة المتفوقين , فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمي و التقني) ( الطنطاوي, 2001 , ص34).ومن هنا علينا أن ندرك خطر هدر مثل هذه الطاقات و الإمكانات التي تذهب سدى أو يسرقها الآخرون منا , لذلك لابد من الاهتمام بمثل هذه الفئات وتلبية احتياجاتها ,( فالمتفوقون يحتاجون إلى الرعاية الخاصة , لان لديهم حاجات تختلف عن حاجات العاديين , فهم يحتاجون إلى تجارب تعليمية وخبرات علمية تتسم بالتحدي لتكون مرضية و مشبعة و مناسبة لحاجاتهم , وهم بحاجة إلى أيضاً إلى التعلم و التحفيز و التشجيع) ( الشربيني , صادق ,2002,ص44).
فإذا راعينا هذه الأمور فنحن بحاجة نمهد لنفجر العبقرية لديهم والتي ستنعكس وبشكل مباشر على المجتمع الذي يوجد فيه هؤلاء المتفوقين , وانطلاقاً من ذلك (أصبح الاهتمام باكتشافهم و تهيئة السبل لرعايتهم , والعمل على حسن استثمار طاقاتهم و استعداداتهم ضرورة يفرضها التقدم والتغيرات المتسارعة في مختلف نواحي الحياة).( القريطي , 2005, ص117).








ثانياً: مسوّغات التربية الخاصة بالمتفوقين:
لابدّ في البداية لابد من تعريف التربية المختصة , تعرف التربية المختصة بحسب ما ورد لدى معوّض نقلاً عن الجمعية الوطنية للدراسات التربوية بأمريكا:(بأنها هي التي تساعد الطفل على استيعاب المعلومات بحسب حاجاته وقدراته , وهي التي تهدف إلى تعديل المواد وتكييفها للوصول إلى الأهداف المطروحة, الملائمة لحاجات معينة عند التلميذ).(معوّض,2004)
وهناك مسوغات كثيرة تؤكد ضرورة توفير تربية خاصة بالمتفوقين تختلف عن التربية العامة التي تقدم في المدرسة العادية , ومنها :
1. تنظم التربية العامة في المدارس على أساس مستوى الطالب المتوسط من حيث قدراته العقلية . الأمر الذي يحرم المتفوقين من الحصول على ما يتناسب و قدراتهم و إبداعاتهم و قدراتهم التحصيلية في عدد من المواد .
2. لا تتناسب برامج المدرسة العادية مع الخصائص الشخصية و العقلية للمتفوقين والتي تميزهم عن غيرهم , كالنضج النفسي . وحب الاستطلاع , وقوة الدافع , والمثابرة , وتعدد الميول والاهتمامات , فمن اللازم توفير تربية خاصة لهم تتناسب مع الخصائص النمائية المرتفعة لديهم .
3. تنظم التربية العامة في المدرسة بما يتناسب و مستوى الأكثرية ( الطلبة المتوسطون ) , من حيث خصائص التعلم لديهم . في حين يرتفع مستوى المتفوقين ارتفاعاً ملحوظاً من حيث خصائصهم التعليمية . فهم لا يحتاجون إلى التمرينات و التدريبات المطولة لأنهم يفهمون ويستوعبون المعلومات و المفاهيم بسرعة تفوق أقرانهم العاديين . فهم يتميزون بسرعة تعلم تفوق سرعة تعلم العاديين كما يتميز تعلمهم بالمنطقية .
4. يتميز المتفوقون بأن عمرهم العقلي يفوق سنهم الزمني . في الوقت الذي تنظم فيه التربية في المدرسة على أساس العمر الزمني الذي غالباً ما يتوافق مع العمر العقلي للأغلبية , الأمر الذي يحرم المتفوقين من الحصول على ما يلبي احتياجاتهم للتقدم المتسارع في نموهم العقلي , ومن هنا تأتي أيضا أهمية الحديث عن الإسراع كبرنامج تعليمي .
5. إن تعليم المتفوقين مع غيرهم ضمن تربية موحدة في المدرسة للطرفين يستلزم مساعدتهم على تلبية حاجاتهم الخاصة المختلفة ( الانجاز , عناية المعلمين , تقدير الآخرين , الاندماج الاجتماعي ) وتنمية قدراتهم و إمكاناتهم .
6. إن وجود المشكلات لدى المتفوقين يأتي نتيجة لعدم تلبية الحاجات الأساسية الخاصة بهم , وهذه الحالة تقتضي وجود تربية خاصة تساعدهم على البعد عن هذه المشكلات ( كالضجر , والسمو , و الغرور , والنزوع للكسل ) تيسر لهم حسن التكيف و تحقيق ذواتهم .
7. عدم مراعاة نظم التربية العامة في المدرسة العادية للفروق الفردية بين التلاميذ .
8. إن الأخذ بنظام التربية الخاصة للمتفوقين يساعد على تلبية الكثير من احتياجات الدول للباحثين , و الإداريين الرئيسيين و القادة العلميين و الاجتماعيين . فوجود الموهبة لدى الفرد و قدرة الفرد عل تنميتها و استخدامها بصورة مناسبة , يكون قد حقق نجاحاً كبيراً في حياته فضلاً عن وصوله إلى مستوى من الرضا لم يحققه سوى القليل من الناس .
9. إن التربية الخاصة تساعد على الحد من خسارة المجتمع لهذه الطاقات , تساعده على التطور و توّفر هذه المجتمعات الكثير من النفقات التي يتطلبها استيراد العقول الأجنبية .
( زحلوق, 2001,ص 99الى103).

ثالثاً: أهداف التربية الخاصة بالمتفوقين :
على التربية المتخصصة بتربية المتفوقين أن تكون واضحة الأهداف بحيث تسهم بشكل كبير في تحقيق المرجو منها ويذكر كل من البطاينة وزملائه (2007) مجموعة من الأهداف التي تسعى إليها التربية الخاصة بالمتفوقين وتشمل:
1. تزويد الطلبة المتفوقين ببناء معرفي في المجالات العلمية المختلفة تجعلهم يصلون إلى درجة الإتقان في تلك المجالات .
2. تزويد الطلبة المتفوقين بمهارات الحصول على المعرفة من خلال طرق حل المشكلات و الإبداع و استخدام الأسلوب العلمي في الوصول إلى المعرفة .
3. تدريبهم وتطوير المهارات و الاستراتيجيات لديهم ليصبحوا أكثر استقلالية و إبداعية .
4. تشجيعهم على التعمق في مجالات الاهتمام الخاصة .
تزويد الطلبة بالنشاطات الأكثر تعقيداً و التي تتطلب عملياً مستويات عالية من التفكير .
5. تنمية الاستقلالية و المثابرة والمواظبة على تأدية المهام.
6. توفير فرص كثيرة لاكتساب المهارات والقدرات القيادية وممارستها.
7. تشجيع التفكير البنّاء و الإبداعي.
8. التأكيد على تفسير السلوك و المشاعر الذاتية و سلوك ومشاعر الآخرين.
9. توفير فرص كافية لتوسيع قاعدة المعلومات و تطوير القدرات اللغوية.
10.تطوير مهارات اتخاذ القرار.
11.تطوير مستوى القدرة في المهارات الأساسية.
12.تطوير المهارات الاجتماعية.
13.تنمية المواهب و القدرات الخاصة.
14.تقييم الأنماط الحياتية البديلة.
15.تطوير مستوى الوعي لديهم.
16. إعداد الشخص الموهوب للتعلم طويل المدى.(البطاينة وآخرون,2007,ص83).

رابعاً:الاتجاهات السائدة نحو تعليم المتفوقين:
ظهرت عدة اتجاهات حول سبل رعاية المتفوقين , ويمكن تلخيص هذه الاتجاهات في:
أولا: الاتجاه الذي ينادي أنصاره بضرورة دمج الطلاب المتفوقين بالمدارس العادية (دمج أكاديمي) (Main streaming ) ، ومن مبرراتهم لإتباع هذا الاتجاه ما يلي:
1- المحافظة على التوزيع الطبيعي للقدرات العقلية في الصف العادي لضمان تمثيل المستويات الثلاث المتعارف عليها: التميز، العادي، وما دون العادي.
2- المحافظة على مستوى التفاعل الاجتماعي الطبيعي في الصف العادي بين المستويات الثلاث من القدرات العقلية وما يوفر ذلك التفاعل الاجتماعي من فرص تنافسية شريفة بين الطلاب.( البطاينةواخرون,2007,ص92)
أما معارضوا هذا الاتجاه فيسوقون الحجج التالية ضده:
1. صعوبة تقديم برامج تعليمية و فعاليات كافية تلبي الحاجات الخاصة المتعددة للمتفوقين.
2. صعوبة تجاوز المشكلات لديهم ,. وبخاصة الشخصية و الدراسية منها .(زحلوق,2001,ص 122).
ومهما يكن من أمر فان الأخذ بمثل هذا النظام في التعليم يتطلب تضافر جهود عدة تشمل كل من (الطالب و المعلم والأسرة والمدرسة و القيادات التربوية), ولكن المسؤولية الأساسية في مثل هكذا اتجاهات تقع على عاتق كل من المعلم والطالب لعدة اعتبارات منها:
1. الاتصال المباشر بين كل من المعلم والطالب في الصف.
2. امتلاك المعلم الخلفية العلمية و العملية في التعامل مع هذه الفئات أكثر من غيره (كما هو مفترض).
( فالمعلمون في صفوفهم عليهم أن يستعملوا إبداعهم وحذقهم لتقديم خبرات تعليمية للطلبة تتسم بالتنوع و الإثراء و خصوصاً للمتفوقين سريعي الفهم والاستيعاب).(Rimm,Davis, ,2001,ص195).
وقد قام (تريفنجرTreffinger) بوضع ستين مقترحاً لتعليم المتفوقين في صف نظامي عادي ومن هذه المقترحات التي هي موجها بشكل رئيسي إلى المعلم :
(1- استعمل اختبارات تمهيدية مُسبقة أو اختبارات مَقدرة , ليكتشف جاهزية الطالب و مدى معرفته .
2-استعمل مجموعات صغيرة ذات طابع فردي _ تفريدي للتعلم المبرمج , مستفيداً من الوحدات القياسية كمركبة للتعلم , ومن مراكز التعلم , والدورات المصغرة ولا سيما الموضوعات الأساسية.
3- اسمح باستثمار الوقت المنتظم الذي لا تتداخل به مُقاطعات خارجية كل يوم لانجاز مشروعات فردية , وجماعية مُصًّغرة.
4- ادخل بطريقة الدمج التفكير الإبداعي في صلب كل مادة دراسية.
5- ساعد الطلبة ليتعلما معنى تلك العمليات الفكرية ذات المستوى العالي مثل التحليل , والتركيب و التلاحم بين الطرح والنقيض , والتقييم , وخطط مشروعات مستقلة تدور حول هذه العمليات.
6- ادع زائرين محاضرين من الخارج ليصفوا للمشاركين أعمالهم المهنية و هواياتهم غير الاعتيادية , باعتبارها عناصر إثراء.
7- استعمل أعماراً زمنية مختلفة ,وجولات دراسية للمشاركين , وفيما بينهم .
8- ساعد الطلبة ليفهموا أو يدركوا نقاط القوّة لديهم , واهتماماتهم , وأساليب تعلمهم وأنماطه , ومرجعياتهم , ليصبحوا أكثر شفافية في التعامل مع الآخرين من حولهم.
9- اكتشف الكثير من وجهات النظر , والمواضيع الحديثة والمُستجدة, مما يفسح المجال والفرص لتحليل الحجج والبراهين و الأفكار و الآراء المتباينة و الخلافية وتقييمها.
10- ساعد في إعداد الأهداف الأكاديمية و الشخصية.
وكنوع من التحذير لا تحاول أن تجعل من البرنامج السائد العادي , تمويهاً أو مظهراً للخداع , لعدم تقديم برنامج مُحدد متميز لطلبة مُتميزين , وفي ضوء ذلك , إذا لم يشعر المتفوقين بمنهج خصوصي مناسب لقدراتهم داخل الصف العادي,فان أحداً لا يستطيع الادعاء بان المدرسة تقدم لهم ما يتناسب مع احتياجاتهم. (Rimm,Davis,2001,ص195-196).
فيما تذكر(يحيى,2004) نقلاً عن (ويبهبرينر,1992), مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في تعليم الطلبة المتفوقين والموهوبين في المدرسة العادية, وتشمل:
*إستراتيجية الأكثر صعوبة:
قبل إعطاء الواجبات إبداء بتحديد أي البنود تمثل الأكثر صعوبة في الواجب , وقل للطلاب أن من يحل هذه المسائل يعفى من الباقي , وان من يحل المسائل الخمس مثلاً حلاً صحيحاً سوف يقوم بمراجعة حلول الطلاب بقية الحصة , وإعطاء الفرصة للطلبة استغلال الوقت المتبقي في أي شيء يختارونه , على أن لا يضايقوا احد. وتحقق هذه الإستراتيجية الأهداف التالية:
1- يستطيع الطلاب المتفوقين و الموهوبين تعلم المفاهيم الجديدة أسرع من أقرانهم في العمر ويدركون في وقت اقل .
2- تتيح للطلاب المتفوقين الموهوبين أن يظهروا قدراتهم خلال فترة من 10 إلى 20 دقيقة بدلاً من الوقت الطويل الذي تتطلبه كثير من الواجبات .
3- يعطي للطلبة وقتاً قد يستعملونه في إعداد أنشطة إثرائية أو القراءة أو أي نشاط يحاول المعلم تنظيمه لطلابه .
تستخدم هذه الإستراتيجية في مواد تركز على التمارين و التدريبات مثل الرياضيات , النحو , مهارات القراءة , معاني الكلمات.
وقد تعد هذه النتائج ناجحة مع الطلاب الذين يظهرون مشاكل سلوكية و يرفضون أداء واجباتهم بسبب الملل والإحباط.

* إستراتيجية عقد الدراسة المستقلة:
و هنا يمكن للطالب أن يتعلم المفاهيم الأساسية في دليل الدراسة بمفرده و أن يستخدم الطريقة التي يراها مناسبة ليتأكد من انه فهم المادة , وإذا فشل الطالب في تعلم المادة سيمضي بقية الوقت مع باقي الطلبة و يتعلم المادة بالسرعة المحددة للمجموعة .
وهناك أسس يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار المشروع:
1- أن يكون واسعاً بدرجة كافية لكي تكون له صلة بالوحدة ككل.
2- مشوقاً لكي يجذب انتباه الطالب طوال الفترة المحددة له.
3- مفصلاً بدرجة تكفي ليعكس تفوق الطالب .
4- معقولاً في تكوينه لانجازه مع نهاية الوحدة.
5- يعكس قدرة الطالب على التفكير لطرق أكثر تجريداً من أقرانه.
ويضاف إلى الإستراتيجيتين اللتان ذكرتا سابقاً كل من استراتجيات( اختصار النهج, عقود التعلم الفعالة). (يحيى , 2004 , ص315- 312).

ثانياً: اتجاه ينادي أصحابه بضرورة عزل الطلاب المتفوقين عن أقرانهم العاديين وفتح مدارس خاصة لهم( Special Schools For The Gifted) ولأنصار هذا الاتجاه مبرراتهم، منها:
1- إعداد الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية في المجتمع.
2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها للمجتمع.
3- توفير فرص الإبداع العلمي للطلاب الموهوبين في المجالات المختلفة.
4- يوفر فرصة المنافسة العلمية الشريفة.
5- يمكن من تكوين مفهوم ايجابي حول الذات و يساعدهم على البحث و التفكير .
6- يؤدي إلى ازدياد وتيرة النمو في قدراتهم و استعداداتهم العقلية المختلفة .
7- يوفر لهم إشباع حاجاتهم الأساسية , ويبعدهم عن مشاكل عدم إشباعها.
8- الاستفادة من البرامج و الخدمات المقدمة لهم بشكل كبير .
9- لا يمكن أن يتم إعداد الأطر و الكفاءات العلمية التي تحتاجها المجتمعات في المدرسة العادية .(زحلوق,)

ثالثاً: ينادي أنصار هذا الاتجاه بضرورة دمج الطلاب المتفوقين في المدارس العادية شريطة تخصيص صفوف خاصة بهم ويقدمون المبررات التالية:
1- المحافظة على التفاعل الاجتماعي بين مستويات الطلاب الثلاث في المدرسة العادية وما يوفره ذلك من فرص تنافسية حقيقية بين الطلاب في المجالات المختلفة.
2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.
3- إعداد كفاءات وكوادر علمية متخصصة في مجالات مختلفة.
4- عدم إفساح المجال أمام الموهوبين ليطوروا الإحساس بالتميز وبالتالي الشعور بالتعالي والكبرياء والعظمة.
5- توفير فرص تنافسية شريفة للطلاب العاديين للعمل إلى جانب أقرانهم العاديين والاستفادة من تميزهم وخبراتهم.(البطاينةواخرون,2007,ص92).

على أية حال، فإن استخدام أيٍ من الاتجاهات السابقة له محاسنه ومساوئه استناداً إلى فلسفة المجتمع واتجاهاته أفراده نحو الموهوبين، وطبيعة البيئة التربوية، ومدى استجابتها لحاجات المجتمع من ناحية، وحاجات الموهوبين الخاصة من ناحية أخرى.
وسنقوم بذكر كل من اتجاهي المدارس الخاصة والصفوف الخاصة بشكلٍ مفصل عند الحديث عن إستراتيجية التجميع في تعليم المتفوقين.

خامساً : برامج رعاية المتفوقين:
يُجمع المربون والباحثون على أن برامج رعاية المتفوقين يجب أن تحقق الأهداف التالية:
1- التعرف المبكر قدر المستطاع على حالات الموهوبين.
2- الاستخدام الأمثل والمناسب لنتائج عدد من محكات قياس وتشخيص لقدرات الموهوبين.
3- وضع برامج رفيعة المستوى سواءً داخل الأطر المدرسية أو في المجتمع بوجه عام للموهوبين.
4- التعاون المشترك بين المسئولين في المدارس (معلمين وإداريين) وأولياء الأمور والمختصين وبعض الموهوبين أنفسهم لنشر الوعي وشحذ الهمم وتحفيز الطاقات وتغيير الاتجاهات نحو رعاية مُثلى للموهوبين.
5- العمل على تطوير اتجاهات إيجابية نحو رعاية الموهوبين عن طريق دحض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة التي تنادي بتنميط الرعاية وحرمان الموهوبين من خدمات خاصة تناسب قدراتهم وتلبي حاجاتهم.
6- يجب أن تتصف أهداف برامج رعاية الموهوبين بالوضوح، وأن تكون معلنة ومستوعبة من قبل أولياء الأمور والمسئولين في المدارس وباقي أفراد المجتمع، لأن ذلك من شأنه توحدي الجهود وتحفيز الطاقات لاستخدام أمثل الطرق والأساليب التربوية لرعاية هذه الفئة من الطلبة.
7- يجب مراعاة ترجمة الأهداف إلى أنماط سلوكية مرغوب فيها بالنسبة للموهوبين.
8- يجب مراعاة أن تكون أهداف البرامج التربوية متمشية مع خصائص الموهوبين.
9- يجب أن تحتوي برامج الموهوبين فرصاً إرشاد وتوجيه مناسبة لمشكلات الموهوبين.
10- يجب أن تُعنى برامج الموهوبين بمجالات محددة للتفوق والموهبة تختار على أساس حاجات المجتمع.
11- يجب توفير الإمكانات المادية اللازمة لسير البرامج ونجاحها حسب ما هو مخطط لها.
12- يجب توفير الكوادر الفنية المدربة والمؤهلة خصيصاً للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، ويشمل ذلك المعلمين والأخصائيين والإداريين.
13- يجب أن يكون مبدأ الفروق الفردية هو المحور الرئيس في تقديم الخدمات الخاصة للموهوبين في أي بيئة تربوية.
14- يجب أن يكون من أهداف برامج رعاية الموهوبين تطوير مهارات حل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار.
15- يجب أن تراعي برامج رعاية الموهوبين الأنماط الحياتية المختلفة للموهوبين وتطور أنماط بديلة لديهم تساعدهم على التأقلم السريع مع متغيرات الحياة.
16- على برامج رعاية الموهوبين الاهتمام بتطوير المهارات الاجتماعية.
17- من الضروري أن تنمي برامج رعاية الموهوبين المهارات القيادية والتوجيه الذاتي لديهم للحد الذي يشعرهم بالمسؤولية نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم والعالم أجمع.
18- يجب أن تركز برامج رعاية الموهوبين على إكسابهم مهارات دراسية تضمن حصولهم على التفوق العلمي إلى جانب صقل مواهبهم المتميزة.
19- يجب أن تساعدهم تلك البرامج على تطوير نماذج تفكير عالية تفتح أمامهم أفاق المعرفة والإنتاج الإبداعي.
20- على برامج الموهوبين مسؤولية كبيرة ألا وهي إعدادهم لأدوار اجتماعية وقيادية تقود مجتمعاتهم إلى مصاف الدول المتقدمة. (معاجيني نقلاً عن السرور، 2003).
هذا، ولقد ضم الأدب التربوي لمجال رعاية الموهوبين نماذج مختلفة للبرامج التعليمية الخاصة بهذه الفئة، وغالبية هذه البرامج يمكن تصنيفها في مجموعات رئيسة هي : برامج التسريع، برامج الإثراء، وأساليب التجميع، حيث تتشابه وتشترك فيما بينها في الأهداف وطبيعة التنفيذ.
أولاً: برامج التسريع أو الإسراع Acceleration:
ويقصد به عدم التقيد بالخطة التربوية , مع السماح للمتفوقين أن يقطعوا المرحلة الدراسية بسرعة اكبر من السرعة العادية , أي أن المقصود هنا تزويد الطفل المتفوق بخبرات تعليمية تعطى عادة للأكبر منه سناً.وهذا يعني تسريع محتوى التعلم العادي بدون تعديل في المحتوى أو بأساليب التدريس.(الشربيني, صادق,2002,ص300).
وهذا الأسلوب يتطلب تهيئة البرامج والإمكانات للطلاب المتفوقين مع وجود الحرية والمرونة التي تسمح بانتقال هؤلاء المتفوقين إلى برامج ومهارات أعلى كلما انهوا و اجتازوا أهداف تلك المرحلة.(الخليلي,2005, 327).
وتستند إستراتيجية الإسراع على مبدأ مهم جداً وهو أن الطالب المتفوق المراد تسريعه لديه الجدارة والنضج العقلي المبكر في بعض المجالات، ومن سرعة الاستيعاب والفهم والتعلم ما يمكنه من إنهاء البرنامج الدراسي في زمن أقل، وفي سن مبكرة عما هو معتاد ومتعارف عليه (القريطي،2005,ص186).
ومن ايجابيات هذا البرنامج حسب(يحيى ,2004):
· توفير الكلفة الإضافية التي تعتمد عليها برامج أخرى.
· الاستجابة لقدرات الطفل المتميزة وعدم إبقائه مع الطلبة الآخرين الأقل منه مستوى, وإضاعة وقته.(يحيى , 2004, ص304).
من هذا المنطلق يؤكد القريطي (2005) على أن برامج التسريع الأكاديمي تلبي الكثير من الاحتياجات العقلية للموهوبين، كما تهيئ لهم خبرات تعليمية تتحدى قدراتهم، وتستثير حماسهم ودافعيتهم للتعلم والتحصيل، مما يخلصهم من المشاكل الكثير والاحباطات المتعددة ومظاهر الملل المختلفة التي قد تنتج بسبب تقييدهم بالتحرك النمطي في السلم التعليمي.
ويشارك الظاهر (2005) القريطي والباحثين الآخرين في أن من مبررات استخدام أسلوب الإسراع في برامج الموهوبين ما يلي:
1- تجنب الهدر الكبير الذي يحدث عند بقاء الطالب الموهوب في الصف العادي حيث أن الفترة التي يقضيها هذا الطالب طويلة قد تصل إلى حوالي أكثر من 25 سنة قبل أن يصبح قادراً على العطاء الاحترافي ويؤثر في حياة مجتمعه.
2- المردود الاقتصادي العائد على المجتمع جراء تطبيق هذه الإستراتيجية وينهي بعض الموهوبين حياتهم الدراسية في سنوات اقل ويشاركوا في الحركة الاقتصادية للبلد.
3- استغلال الموهوبين أنفسهم لميولهم مبكراً الأمر الذي يفسح المجال أما استقلاليتهم وتخرجهم المبكر، وتكوين أسر، وبالتالي ينعكس ذلك انفعاليا واجتماعياً واقتصادياً على الفرد والجماعة.
4- إن التخرج المبكر للطالب سينعكس إيجابا على تقديره لذاته وتحقيقه لطموحاته، وأن إنتاجه العلمي يكون أوفر في مقتبل العمر، فيستفيد ويفيد وهو لازال في ريعان الشباب.
5- مظاهر الحيوية والنشاط والتحفز الدائم التي تظهر على الموهوبين المسرعين نتيجة تملكهم لزمام القيادة التربوية لأنفسهم والتحرك في طلب العلم بالسرعة التي تريحهم وتبعدهم عن الملل والضجر والرتابة التي تعم الصفوف العادية.
6- للتسريع مردود ايجابي على مفهوم الذات للموهوب حيث أن قدرته على تحمل التحدي الذي يفرضه هذا الأسلوب تجعله يكتشف قدراته الحقيقة ويفهم ذاته بشكل أفضل لتمكنه مما يقوم به من أعمال بحسب رغبته.( الظاهر,2005,ص173-174).

من أهم البدائل التنفيذية للإسراع ما يلي:
1. الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي Early Admission:
كما ذكرنا سابقاً يسمح للأطفال اللذين يظهرون تفوقاً في الجوانب العقلية يتجاوز المرحلة الدراسية بغض النظر عن العمر الزمني للطفل .( ويلحق الطفل المتفوق بالمدرسة في سن مبكرة مقارنة بالأطفال الآخرين متوسطي الذكاء . ويختلف عمر البدء في الالتحاق بالمدرسة و ذلك بناءً على مستوى الموهبة أو التفوق أو جوانب التميز التي يظهرها الطفل .( الشربيني, صادق ,2002, ص 301). ولقد وضع كم من ديفز ورم (Davis & Rimm (2001 شروطاً خاصة للقبول المبكر تتلخص فيما يلي:
1- النضج العقلي المبكر.
2- التنسيق البصري ـ اليدوي.
3-الاستعداد للقراءة.
4- النضج العاطفي والاجتماعي. ( Davis & Rimm, 2001,p145)
2. تخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي) Grade Skipping:
ويسمى أيضاً القفز إلى صفوف دراسية أعلى، وهو بديل يسمح للطالب المتميز والقادر على الاستيعاب والفهم والتعلم السريع أن يقفز صف دراسي أو صفين بعد تمكنه من أساسيات الصف الذي يفترض أن يكون به، وبذلك يتمكن من اختصار سنوات المرحلة الدراسية. وهذا البديل لا يتطلب مواد خاصة أو تسهيلات تربوية معينة، أو حتى وجود منسق لبرامج الموهوبين أو غرفة مصادر تعلم. وهو يُعرف بالتسريع الكلي، وقد يحدث في صفوف المرحلة الابتدائية أو المتوسط والثانوية، وهو يؤدي في النهاية إلى التحاق الموهوب بالجامعة في سن مبكرة.
ويحذر بعض التربويين من استخدام هذا النوع تلقائياً بسبب النقطتين التاليتين:
1- عدم التأكد من اكتساب الطالب لكافة المهارات الأساسية المطلوبة للصف الذي سيرفع منه، وبالتالي سيؤثر ذلك سلباً على تحصيله المستقبلي أو عجزه عن مواكبة وتحمل ضغط المعلومات الجديدة في الصف المرفع إليه.
2- قد يفقد الطالب المتعة في التعلم لعدم تمكنه من أساسيات الصف الذي رفع منه، وبذله لجهد مضاعف في الصف الذي رفع إليه من أجل تعويض النقص.
3- قد يواجه الطالب مشاكل عدم توافق مع الزملاء الجدد بسبب صغر سنه أو حجم جسمه أو عدم نضجه الاجتماعي والانفعالي، وبالتالي يكون عرضة لضغوط قد لا يتمكن من تحملها، هذا بالإضافة إلى ضغوط عدم تفوقه لا سمح الله عندما لا يتمكن من مجاراة المستوى الجديد والصعب لمعلومات الصف المرفع إليه.( معاجيني, , 2007,).
وللحد من خطورة هذه التحذيرات، يقترح ديفز ورم (Davis & Rimm, 2001) ما يلي:
أ‌) ينبغي أن يتمتع الطالب بقدرة عقلية فوق المتوسط.
ب‌) عدم تخطي الطالب لأكثر من صف دراسي واحد في المرحلة الدراسية.
ت‌) ينبغي تشخيص الفجوات التعليمية لدى الطالب أولاً بأول، ومساعدته على تعلم واكتساب أية مهارة أساسية مفقودة، سواء بمساعدة الأهل أو عن طريق معلمي غرف مصادر التعلم.
ث‌) التعاون المشترك بين المعلمين والمرشدين والزملاء أنفسهم لحل مشكلات التوافق التي قد تواجه الطالب في صف الترفيع.
ج‌) فتح قنوات التواصل الدائم ما بين المدرسة والبيت لتفادي أية صعوبات تواجه الطالب، مع ضرورة إشراك الوالدين في كل قرار يؤخذ بحق الطالب.
ح‌) من الأفضل قبل اتخاذ قرار تخطي الطالب للصف الذي يدرس به أن تقيم قدراته العقلية وتكيفه الاجتماعي والانفعالي ليؤخذ قرار الترفيع على أسس سليمة.
خ) يجب أن يؤخذ قرار فردي لكل طالب على حدة بعد التأكد من كافة الإجراءات آنفة الذكر. (Davis & Rimm, 2001,p149)

3. ضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف Telescoped Programs:
هذا البديل كان معمول به بشكل محدود جداً في المرحلة الثانوية في بعض النظم التربوية في الوطن العربي، وهو نظام "الثلاث سنوات، غير أنه ليس موجهاً للموهوبين بل للموظفين غير المفرغين للدراسة، كما أنه معمول به أيضاً أو في برامج محو الأمية الحديثة، حيث يتم ضغط مقررات صفين دراسيين في سنة دراسية واحدة بعد إجراء التعديلات المناسبة والتركيز على أساسيات المقررات.
أما الصورة المناسبة للموهوبين فهي تتمحور حول تمكين للطالب من أن يدرس مقررات مرحلة كاملة (المتوسطة أو الثانوية مثلاً) في سنة واحدة، أو يتم تركيز المقررات الدراسية (الرياضيات أو العلوم مثلاً) بحيث ينتهي الطالب الموهوب من المقررات المطلوبة في زمن أقل من المعتاد، وذلك من خلال برامج دراسية غير محددة الصفوف Ungraded Programs .( معاجيني, , 2007).

4. تسريع محتوى المقررات Subject Matter Acceleration:
وهو نوع محدد من التسريع يتم فيه توفير الفرصة للطالب الموهوب أو المتفوق ليستمر في التزود بالخبرات من نوع معين يتعلق بمجال موهبته أو تفوقه .(الشربيني, صادق, 2002, ص302).وفي مثل هذا النوع من التعليم يتم ضغط السنوات الدراسية فمدة الثلاث سنوات تضغط ليتم تجاوزها في سنتين,

5. القبول المبكر في المرحلة المتوسط أو الثانوية: Early Admission to Junior or Senior High School :
عندما يرفع الطالب خلال المرحلة الابتدائية ويسمح له بقفز صف واحد أو صفين، أو أنه قبل في الرحلة الابتدائية مبكراً فإن هناك فرصة كبيرة لدخوله المرحلة المتوسطة قبل السن المعتادة، وهكذا الحال إذا ما تم تسريعه أيضاً في المرحلة المتوسطة فإنه يصبح جاهزاً لدخول المرحلة الثانوية قبل أقرانه. ويجمع الخبراء على أن أفضل صفوف للترفيع هي صف نهاية المرحلة الابتدائية (الخامس أو السادس) وصف نهاية المرحلة المتوسطة (الثامن أو التاسع)، حيث أن الطالب في هذه الأثناء يكون في الغالب متشوقاً ومندفعاً للانتقال للمرحلة التالية من الدراسية، ويكون قد تمكن إلى حد كبير من أساسيات المرحلة التي هو بها .( معاجيني, , 2007).

6. التخطي بواسطة الاختبارات Credit By Examination:
في المرحلتين المتوسطة والثانوية يمكن للمدرسة أن تنظم هذا البديل للطلبة الموهوبين في مجال معرفي معين (الرياضيات أو اللغات مثلاً) بحيث يمكن للطالب أن يتخطى محتوى مقرر صف معين بجلوسه لاختبار مستوى يوضع من قبل أستاذ المقرر، بحيث تُحدد عتبة للإتقان قبل السماح للطالب بالانتقال لدراسة المستوى التالي، وهو شبيه بدراسة اللغة الانجليزية في المعاهد التي تتبع نظام المستويات. قد يكون الطالب قد أتقن أساسيات المحتوى المراد تخطيه من خلال دراسته المنزلية أو اطلاعه، أو دراسة معينة أثناء العطلة الصيفية، أو دراسة بالمراسلة (عن بعد). وقد يستخدم هذا البديل أثناء الدراسة الجامعية، وبالأخص في السنة الأولى حيث يمكن أن يختبر الطالب لمقرر كيمياء 101 مثلاً وينجح فيه ليسجل مقرراً أعلى منه.( .(Davis & Rimm, 1998,p151

7. دراسة المقررات الجامعية أثناء المرحلة الثانوية College Courses in High School :
وفيه يستطيع الطالب المتفوق أن يقوم بتسجيل مزدوج في المدرسة الثانوية , وفي الجامعة , وتعطيه المدرسة العذر لبعض ساعات من النهار للدوام في القسم الجامعي . وسوف تعتمد الجامعة الدورات الناجحة و النقاط التقديرية التي ينجزها الطالب و التي يعترف بها في الجامعات الأخرى, ويتم الاعتراف من المدرسة الثانوية بانجازات الطالب للحصول على شهادة التخرج منها دون أن يحمل الطالب أعباء إضافية أو يعاقب بالمزيد من الجهد الكمي للمواد الدراسية ( .(Davis & Rimm, 1998,p152

8. دراسة مقررات عن بعد أو بالمراسلة: Correspondence Courses:
يسمح هذا البديل للطالب الموهوب بدراسة مقرر ما عن بعد لأنه متوفر في جامعة بعيدة عنه أو غير متوفر للتسجيل أثناء الفصل الدراسي الحالي، وبالأخص المقررات الاختيارية أو الدراسة الحرة Independent Study Courses ، أو حتى لدراسة مقرر بهدف التسريع لتخطي محتوى مستوى معين لتسجيل المستوي الذي يليه. وهذا الخيار متوفر الآن بشكل موسع بسبب ما وصلت إليه التقنية وسرعة الاتصال عن طريق شبكات الانترنت، وأصبح هناك برامج جامعية عالمية للدراسة عن بعد.( معاجيني, 2007).

9. القبول المبكر في الكلية أو الجامعة Early Admission To College :
ويتم فيه التحاق الموهوب أو المتفوق بالجامعة في عمر مبكر بدون الحاجة إلى إنهاء السنوات الدراسية المقررة للطلبة متوسطي الذكاء.
إذ يمكن أن يلتحق الطالب بالجامعة قبل إنهائه المرحلة الثانوية أو عند بدايتها أو حتى قبلها, وكل ذلك يعتمد على مستوى الموهبة و التفوق الذي يظهره الطالب . .(الشربيني, صادق, 2002, ص302). بالطبع هذا الخيار ممتاز للطلبة ذوي الاستيعاب والفهم السريع والمتميزين بخصائص تعلم عالية ولديهم قدرات عقلية عالية، ووصلوا إلى مرحلة نضج اجتماعي وانفعالي تؤهلهم للتفاعل مع طلبة الجامعة. (Davis & Rimm, 2001,p154)
مما تقدم يتبين أن بدائل التسريع متعددة ومرنة في التطبيق بحسب احتياجات المجتمع والإمكانات المتوفرة. ولقد أوردت السرور مجموعة من فوائد التسريع يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- زيادة المتعة للتعلم والحياة لدى المتعلم، وتخفيض أسباب الملل من المدرسة.
2- تعزيز وتطوير الشعور بالقيمة الشخصية ونشوة الانجاز.
3- الحد من شعور الموهوبين بالتعالي وأنهم يمثلون نخبة المجتمع، إذ أن وجودهم في مجالات التحدي الذي يفرضه التسريع يجعلهم يستكشفون قدراتهم الحقيقية ويعرفون حدودهم الطبيعية، كما أن تواجدهم في مجموعات مناسبة لقدراتهم يؤدي إلى فهم أعمق لملكاتهم، مما يجعلهم يقارنون أنفسهم في ظل المعايير الوطنية وليس في ظل معايير الصف العادي.
4- الحصول على تعلم أفضل من التعلم العادي.
5- تحسين فرص القبول في الجامعات العريقة والتخصصات النادرة.
6- إتاحة الفرص أمام إبداع الطلبة للظهور في وقت مبكر، وكذلك لانجازاتهم المهنية.
7- تخفيض التكلفة المادية للتعليم عند اختصار السنوات الدراسية.
8- استفادة المجتمع المبكرة من إسهامات الموهوبين.
9- تأثير المردود الفعلي لهؤلاء الطلبة المسرعين على الدخل القومي.
10- توفير القيادات والكفاءات المتميزة للمجتمع بأقل كلفة وأسرع وقت ممكن.( معاجيني , نقلاً عن سرور 2003).

ثانياً: برامج الإثراء (الإغناء) Enrichment Programs:ويقصد بهذا الأسلوب تقديم مناهج إضافية للمتفوقين بجانب المناهج العادية , و يشجع المتفوقون على القراءة و الاطلاع و البحث و إجراء التجارب , و القيام بالرحلات العلمية و الثقافية كل بحسب استعداداته و ميوله.(أبو فخر,2004, ص115).وتقدم هذه المناهج لتلبي قدراته العقلية المتميزة وتكون على ثلاثة أنواع:
1- توفير خبرات تتضمن مواضيع و مجالات معرفية جديدة أو أفكار متطورة لا توفرها المناهج العادية.
2- تصميم أساليب و محتويات وتقنيات متخصصة من اجل تطوير مستويات عالية في التفكير و مهارات البحث و الاستقصاء و المراجعة بالإضافة إلى المهارات المرتبطة بالتطور الشخصي و الاجتماعي .
3- إشراك فرد أو مجموعة من الأفراد ذوي الاهتمام بمشكلة معينة و إيجاد الحلول لها من خلال البحث و التقصي المكثف.(الظاهر,2004,ص290).
ويشمل إثراء محتوى المناهج سبعة أعمدة تندرج ضمن ثلاثة أقسام هي:
ا- تعديلات المحتوى
ب- العناية بالقوة المعرفية.
جـ - تحديد تأثير المصفوفات.( حروب,1999,ص237).
ويتميز أسلوب الإثراء في بعض أنواعه بأنه:
· يسمح للطفل بالبقاء بين أقرانه العاديين.
· يسمح بتحقيق بعض المزايا النفسية والاجتماعية مثل ممارسة ادوار قيادية على زملائه و مخالطة أقرانه من نفس فئة عمره الزمني.
· مواجهة المعلم لأنواع غير متجانسة في الفصل الواحد مما يساعد على تطوير أساليب التدريس للعاديين و المتفوقين في وقت واحد.
· التوفير والتقليل من النفقات المالية.
· أظهرت نتائج الأبحاث العربية والأجنبية إلى أن التلاميذ الذين طبقت عليهم إستراتيجية الإثراء كان أداؤهم أفضل من التلاميذ الذين لهم نفس القدرات و لكن لم يستخدموا هذه الإستراتيجية.( الشربيني, صادق , 2002, ص307).

بدائل الإثراء:
أجمعت أدبيات التخصص على أن للإثراء بدائل كثيرة يمكن الاختيار منها بحسب ما تسمح به الإمكانات المتاحة، وقد يستخدم أكثر من خيار واحد في نفس الوقت. ويضيف ( بول ويتي , 1992) الأنشطة التالية :
1) الرحلات والزيارات : أي زيارة المناطق ذات المعالم الأساسية في الريف والمدينة .
2) المشروعات والبحوث الخاصة : وذلك بتأدية واجبات خاصة بالإضافة إلى العمل المدرسي المألوف أو بدلاً منه ، ولا شك أن القيام بهذه الواجبات الإضافية والمشروعات الابتكارية وكتابة التقارير كلها وسائل تعليمية مفيدة للغاية ، وفي هذه الحالة يكون للمكتبة دور هام كمصدر من مصادر المعلومات .
3)
برامج القراءة الفردية
: إن تعريف الطلاب الموهوبين بالكتاب الجيد قد يفيدهم فائدة كبيرة ، ولكي تتحقق هذه الفائدة لا بد من أن نوفر لهم المساعدة والتوجيه ولا بد أيضاً من تشجيعهم حتى تصبح القراءة أمراً محبباً إليهم .
4)
الحلقات والندوات الدراسية
: ويتلقون فيها دروساً خاصة في بعض الميادين كالكتابة الابتكارية والأدب والعلوم والتمثيل والخدمة المدرسية ، ولا يسمح لهؤلاء الطلاب بالاشتراك في هذه المجموعات الخاصة إلا بعد إنجازهم لواجباتهم الدراسية العادية .
5)
النوادي المدرسية
: وهي التي يشترك فيها الطلاب بعد انتهاء فترات الدراسة وفي أوقات فراغهم ،وهذه النوادي تقوم على أساس ميول الطلاب لتزيد من تحمسهم ورغبتهم في العلم .
كما أن هناك المسابقات الثقافية والاجتماعية ، والدورات المتخصصة ، والبحوث والمناقشات ، والندوات ، والمحاضرات ، والحفلات المسرحية 0 مسرحا الطفل والشباب ) ، وبرامج الخدمة العامة ، والمخيمات والشارات الكشفية ، وبرامج رعاية الطلاب الموهوبين لكل نشاط على حده ، والحفلات الختامية
..( الخليلي , 2005, ص 330- 331).

1. الدراسات الحرة والمشاريع البحثية Independent Study & Research Projects:
يُستخدم هذا الخيار بشكل موسع ودائم في المرحلة الجامعية، وفي نظم المرحلة الثانوية التي تتبع نظام المقررات أو الساعات المعتمدة. وهو خيار جيد ومرن وشائع في معظم خيارات الإثراء الأخرى، حيث يسمح للطالب بتقصي مشكلة ما أو قضية ذات اهتمام شخصي وذات صلة بالموضوعات الدراسية للوصول إلى نتائج متعمقة تشبع حاجاته وتلبي ميوله.
وهذا البديل له أشكال عدة، منها:
(أ‌) مشاريع البحوث المكتبية.
(ب‌) مشاريع البحوث العلمية.
(ت‌) المشاريع الحرة الأخرى. (Davis & Rimm, 2001,p168).

2. غرف مصادر التعلم Learning Centers :
تعرّف( مارجريت نيكلسون) مركز مصادر التعلم بأنه( مجموعة من المواد المطبوعة , وغير المطبوعة , والمعدات التي اُنتُقيَت , ونظمت , وحدد مكانها , وزودت بهيئة مشرفة حتى تخدم الاحتياجات للمدرسين و الطلاب , ولتعمق أهداف المدرسة , ويعتمد ما يمكن وضعه في المركز من مواد على التسهيلات التي تيسرها المدرسة على الهيئة المشرفة)).
(عليان, سلامة , 1997,ص185).
وتُعد برامج غرف مصادر التعلم خياراً جيداً وسهل التطبيق لتزويد الطلبة الموهوبين بخبرات متعمقة في موضوعات ذات اهتمام شخصي لا يمكن توفيرها داخل الصف العادي نظراً لضيق الوقت أو انشغال المعلمين بتعليم العاديين من الطلبة. وهنا يقوم الطالب الموهوب بتقصي قضية ما أو تعلم مهارات معينة بمساعدة معلم غرفة مصادر التعلم. وقد تكون مصادر التعلم متوفرة داخل الصف العادي يتجه إليها الموهوب حال تلقيه معلومة معينة من المعلم ليبحث عنها ويتقصاها. وقد تتبنى جهات تجارية فكرة تزويد بعض المدارس بغرف مصادر تعلم تحوي موسوعات والغاز وتركيبات وأجهزة حاسب وما إلى ذلك من المصادر المفيدة.( معاجيني,2007)
3. الرحلات والزيارات الميدانية hgld Field Trips:
أن من أهداف الزيارات الميدانية اكتشاف مجالات جديدة يكتسب الطلاب من خلالها معلومات عن الميادين العلمية و الفرص المهنيَّة والمشروعات المستقلة للطلاب.
وتكاد تكون الزيارات و الرحلات الميدانية من أكثر الوسائل فائدة للطلاب , فهي مفيدة في حل المشكلات , وللإجابة عن التساؤلات , أو تحضير المشروعات التي يعدها الطلبة بعد الجولات و الزيارات . وان الخطوط العريضة للجولة الميدانية يجب أن تكون مخططة مسبقاً بواسطة المدرس أو المرشد , وفي أثناء الجولة يسمح للطلاب بلمس بعض الأشياء و الإجابة على تساؤلات و طرح ما يجول في أذهانهم من أسئلة. ويقوم المدرس و المرشد بالتعاون الفعّال لإثارة المشاركين نحو أهداف التعلم بالإضافة إلى ملاحظات أولياء الأمور , ومشاركتهم , وان يكون لدى الجميع مهارة الانفتاح للتغيير العفوي الذي يحدث في اهتمامات الطلاب تلقائياً. ويجب تشجيع الطلبة على المشاركة بالمناقشة و التقويم في أثناء تطبيق البرنامج. (,2001,p172 (Davis & Rimm

4. برامج عطل نهاية الأسبوع Weekends Programs:
هذا الخيار فعال جداً في حالة عدم مقدرة الروتين المدرسي على استيعاب خيار إثرائي آخر أو لانشغال المعلمين أثناء اليوم الدراسي بمتابعة الطلبة العاديين والأمور الدراسية الأخرى، حيث يخطط المعلم لاستغلال عطل نهاية الأسبوع في لإثراء طلبته الموهوبين بخبرات إضافية في مهارات التفكير أو حل المشكلات أو التفكير الإبداعي، أو ممارسة نشاطات علمية (تجارب معملية أو حقلية) أو فنية أو رياضية تنمي مواهبهم وتشبع حاجاتهم غير الملباة في الصف العادي. وقد تجرى خلال هذه العطل المسابقات الثقافية أو العلمية أو الفنية التي يظهر الطلبة من خلالها قدراتهم وإنتاجهم العلمي والابتكاري. وهي فرصة لتجميع القدرات المتماثلة واحتكاك الموهوبين مع بعضهم البعض ومعاينة كل واحد منهم لقدرات أقرانه. (,2001,p173. (Davis & Rimm

5. البرامج الإثرائية الصيفية Summer Programs :
يعتبر هذا الخيار مناسب جداً للطلبة المفعمين بالطاقة والحيوية والذين يأملون أن يجدوا خبرات إضافية لا توفرها لهم المدرسة خلال العام الدراسي، أو أن يوسعوا آفاقهم. قد تكون هذه البرامج تفرغيه ينتقل إليها الطلبة ليقضوا فترة أربعة إلى ستة أسابيع للدراسة ومتابعة موضوعات معينة، كبرامج اللغة الإنجليزية في الدول الناطقة بها أو البرامج التفرغية التي تقدمها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في العطلة الصيفية في كل من جدة والظهران وأبها، أو أن تكون برامج غير تفرغيه يقضي الطالب بها عدة ساعات يوميا لممارسة نشاطات معينة، كبرامج المراكز الصيفية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم سنوياً، أو البرامج الإثرائية الصيفية التي تقدمها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في فترة الصيف. ( معاجيني,2007)
ومن فوائد البرامج الصيفية:
1- تعزز التعلم من الناحية الاجتماعية و الانجاز بسبب وجود المتفوق إلى جانب أقرانه من المتفوقين على شكل مجموعات , بالإضافة إلى التدعيم المعنوي و الاجتماعي من المعلمين والمرشدين.
2- تضمن تنسيقاً مناسباً بين قدرات الطالب المتفوق و التحديات المناسبة لها من محتويات الدورات و موضوعاته.
3- تحقق تطويراً لمهارات الدراسة بسبب الترابط و الاندماج بين الدورة و مضمونها التي تتحدى باستمرار المواهب الخاصة بالطلبة المتفوقين .
4- تطوير مهارات الروح الاستقلالية عند الطلاب و مهارات الاعتماد على النفس بسبب حياتهم بعيداً عن بيوتهم وأهلهم.
5- تزيد المطامح التربوية و الثقافية لدى المشاركين.
6- تعطي المتفوقين الفرصة للاختبار الذاتي لقدراتهم , وإعادة تقييمها , وتطوير أهدافهم من خلال وضعهم في أماكن تتحدى مواهبهم العقلية و تعرضهم لمواقف جديدة.
7- تُنمي لدى الطالب مهارة المجازفة و المبادرة من الناحيتين الأكاديمية و الاجتماعية.
8- تساعد البرامج في تنمية الثقة بالنفس و تحسين مفهوم الذات .
9- تنمية مهارات القبول الاجتماعي , والتعايش مع الآخرين .
(,2001,p180. (Davis & Rimm

6. برامج مدعومة من الجامعات University Sponsored Programs:
تسعى بعض الجامعات لاستقطاب الكفاءات النادرة من طلبة المدارس الثانوية عن طريق تقديم برامج إثرائية صيفية تسمح لهم بتجربة الحياة الجامعة والتعرف على التخصصات المختلفة التي تقدمها الجامعة، واستكشاف الروتين الأكاديمي عن كثب، وما تقدمه كل من جامعة الملك فهد وجامعة الملك عبد العزيز وكلية المعلمين بأبها من برامج سنوية بدعم وإشراف من قبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لهو أكبر دليل ومثل على أهمية هذا الخيار لطلبة الصف الثاني الثانوي. ( معاجيني,2007).
7. المخيمات الصيفية Summer Camps:
وذلك عن طريق تجميع الطلبة في مخيمات ذات طبيعة تربوية أثناء العطلة الصيفية ليتم تزويده بخبرات جديدة لا تتوافر لهم خلال العام الدراسي.( البطاينة وآخرون,2007, ص86).ويسمح هذا الخيار للطلبة بممارسة نشاطات فنية أو لغوية أو علمية في الطبيعة الفسيحة وتحت إشراف مباشر من مؤسسات متخصصة لاكتساب مهارات لا تتوفر عادة في المدارس العادية. فالعيش في المحميات يعطي الطلبة فرصة لمتبعة الحياة البرية والتعرف على المخلوقات والنباتات التي يصعب مراقبتها داخل الصف العادي. كما أن البرامج البحرية لها متعة كبيرة في ممارسة رياضة السباحة والغوص بالإضافة إلى التعرف على المخلوقات المائية. ( معاجيني,2007).

8. برنامج التلمذة Mentorship:
يُعد هذه الخيار فرصة طيبة للطلبة المرحلة الثانوية الذين تكون ميولهم واضحة نحو مهنية معينة أو حقل معرفي معين حيث يتم تبنيهم من قبل خبير مختص في المجال المرغوب التعمق فيه ليتعلموا على يده وينهلوا من خبراته. بالطبع لهذا الخيار نظام ومواصفات محددة للتأكد من نوعية الخبرة ومدى الاستفادة. وهذا الخيار معمول به قديماً وخاصة لدى علماء المسلمين الذي كان لهم أتباع يلحقونهم ويعيشون معهم كل لحظة من حياتهم ليتعلموا منهم المعارف والفنون المختلفة.( معاجيني,2007).

9. برنامج حل المشكلات بطرق إبداعية( حل المشكلات المستقبلية) Future Problem Solving:
بدا برنامج حل المشكلات المستقبلي في العام 1975 على يد الربي بول تورانس بجامعة جورجيا.(,2001,p183 (Davis & Rimm. والهدف الرئيس من التعلم المستند إلى حل المشكلة رفع السوية في معايير أداء الطلبة النوعي, إذ أن استراتيجياته تتطلب من الطلبة بذل الجهد الكبير المدعم بالعمليات الذهنية الراقية مقارنة بالتعلم التقليدي , حيث أن المشكلة المقدمة للطلبة و المحضرة بشكلٍ جيد تمكن الطلبة من التعلم من مصادر متنوعة , وتعمل على تدريبهم على اتخاذ القرارات المستندة إلى مصادر بحثهم , وهذه الخطوات البحثية تمكن الطلبة من تنمية مهاراتهم البحثية .(أبو جادو, نوفل , 2007, ص296).وقد أكد كريبي (1982) بان هذا البرنامج يضم أهدافاً محددة لمساعدة المتفوقين على الشكل التالي :
1- يساعد البرنامج الطلبة المتفوقين على تنمية الوعي لديهم في المستقبل ليتعامل معه بشكل أكثر فاعلية ,وبشعور متفائل و باتجاهات ايجابية تساعد على إحداث تغييرات .
2- يساعد البرنامج المتفوق ليصبح أكثر إبداعاً و ابتكارا , وان يتجاوز التعلم لديه حدود البسيط الواضح و النطقي.
3- تطوير المهارات التواصل و التفاعل و تحديداً المهارات اللفظية و الكتابية – اللغوية لتكون واضحة ودقيقة.
4- تطوير مهارات فريق العمل مثل مهارات الاحترام المتبادل , والإصغاء , والتفاهم , و الوصول للحلول المعتدلة الوسطيَّة البعيدة عن التطرف والمغالاة.
5- يساعد البرنامج الطالب المتفوق ليتعلم استعمال أسلوب حل المشكلات كنموذج يندمج في حياته وسلوكه .
6- تطوير مهارات البحث العلمي , بما في ذلك , مهارة جمع المعلومات من مصادر و أماكن متعددة , مع تحديد كيفية البحث ,و أماكنه وأشخاصه ومصادره. (,2001,p183 (Davis & Rimm.

10. المسابقات والأولمبياد Olympics:
يشغل هذا الخيار حيزاً كبيراً في نشاطات الإثراء للطلبة حيث يعمل به دائماً لزرع التنافس والتحدي بين الطلبة، فتنظم المدارس أو المناطق التعليمية أو الوزارة أحياناً مسابقات ثقافية وعلمية وفنية للكشف عن قدرات الطلبة وتفسح المجال أمامهم لاستعراض ملكاتهم وإنتاجهم. وقد تقام مسابقات وطنية وأخرى عالمية بتنظيم من مؤسسات أو منظمات لإظهار قدرات الطلبة لحيز الوجود.(Davis & Rimm, 2001,p187).

وينبغي التنبيه هنا أن هناك تهاون وخلط في استخدام عبارة برامج إثرائية لدى غالبية المعلمين حيث يعتقدون أن ما يقومون به من ممارسات لشغل أوقات فراغ الطلبة الموهوبين في صفوفهم بينما يتفرغون هم لتعليم باقي الطلبة هو إثراء لهم. إن إعطاء الطالب لتمارين إضافية أو مضاعفة عدد الصفحات أو التمارين التي يجب عليه انجازها لا يُعد إثراءً، فالبرامج الإثرائية لها نظامها وخطوات إعداد وتقويم يجب أن تتبع بدقة ، وتقدم للفئة التي تستفيد منه حق الاستفادة.

ثالثاً: أساليب تجميع المتفوقين Grouping:
التجميع نظام متبع في برامج الموهوبين يُسمح فيه بتعليم الموهوبين ذوي الاستعدادات المتكافئة والميول المتقاربة، والاهتمامات الخاصة المتشابهة أو المشتركة في مجموعات متجانسة أو غير متجانسة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمي في دراستهم، والنمو لمواهبهم. وتنبني هذه الإستراتيجية على أساس أن وجود الطالب الموهوب في بيئة تعليمية مع نظراء له أو أنداد يماثلونه في الاستعدادات العقلية العالية، ويشاركونه الاهتمامات والميول، بغض النظر عن عامل العمر الزمني، يولد لديهم مزيداً من الاستثارة والدافعية والتنافس (القريطي، 2005, ص189).
وقد أكد كيرك وزملاءه أن الهدف من تجميع الموهوبين وتعليمهم معاً هو تهيئة الفرص لكي يتفاعلوا ويستثاروا عن طريق نظرائهم عقلياً، والتقليل من مدى التباين في القدرات والمستويات الأدائية من خلال مجموعات متكافئة، بحيث يسهل تزويدهم بالمواد والخبرات التعليمية المناسبة عن طريق معلمين لديهم الخبرة والمهارة اللازمتين للعمل مع هؤلاء الطلبة، وفي مجال المحتوى الذي يتم تقديمه لهم (Kirk, et al., 1997).
هذا، ولقد دار كثير من الجدل حول أفضل هذه النظم تربوياً وعلمياً وفلسفياً. هل هو نظام المدارس الخاصة؟ أم نظام الصفوف الخاصة؟ أم تجميع الطلبة في جماعات خاصة؟ أم جماعات الميول والنوادي؟ أم غير ذلك؟ والسبب في ظهور مثل هذا الجدل هو أن لكل خيار من خيارات التجميع محاسنه ومساوئه، وأن لكل منهم أنصاره ومؤيديه ومعارضيه؛ غير أن الخيارات كافة تبقى مفتوحة أمام المطبقين بحسب الإمكانات المتوفرة ومدى الحرص عند التخطيط والتنفيذ لبرامج رعاية الموهوبين.
كما أن الجدل لحق مبررات استخدام مثل هذه الأساليب في رعاية الموهوبين. فمؤيدو استخدام التجميع لهم مبررات عدة منها:
أ‌) أن التجميع يتيح للموهوبين الفرص لتكريس كل طاقاتهم للدراسة والبحث والتحصيل بتركيز اكبر وفقاً لبرنامج تعليمي يتوافق مع استعداداتهم الخاصة.
ب‌) أن التجميع يولد لديهم المزيد من الاستثارة والتنافس والنشاط المستمر في جو تسوده الندية والتكافؤ.
ت‌) أن التجميع يتيح لهم تكوين مفاهيم واقعية عن ذواتهم من خلال احتكاكهم وتفاعلهم من أنداد يماثلونهم من حيث الطموح والدافعية وسرعة التعلم.

أما معارضو هذا الاتجاه فيتعللون بأن عزل الموهوبين يؤدي إلى حرمانهم من فرص التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم العاديين، ويعزز شعورهم بالتعالي والغرور، وقد يخلق ذلك لدى الطلبة العاديين الشعور بالدونية والغيرة والتبرم وعدم تكافؤ الفرص، علاوة على حرمان العاديين من فرص التنافس مع أقرانهم الموهوبين. (القريطي، 2005,ص190).

بدائل التجميع:

1. المدارس الجاذبة Magnet Schools:
هذا النوع من المدارس ليس مخصص فقط للموهوبين بل أيضاً للطلبة العاديين الواعدين في مجال معين من المجالات المهنية، حيث تعرض هذه المدارس فرص تدريب مهني في الفنون، الرياضيات، العلوم، إدارة الأعمال، التجارة والاقتصاد، الحاسوب، .... . وقد تحدد المدرسة هذه كمدرسة " نموذجية " يتسابق إلى التسجيل فيها الطلبة من كافة أنحاء المدينة نظراً لما تحويه من إمكانات لا تتوافر عادة في المدارس العادية، وكذلك نوعية التدريب المهاري الذي تقدمه لطلبتها دون غير ها من المدارس. ومما يميز هذه المدارس أنها تسعى إلى إكساب الطلبة بعض الخبرات العملية أثناء سنوات الدراسة بها عن طريق خلق فرص تدريب ميدانية لهم في مجالات العمل المتوفرة في المدينة لاكتساب الخبرة من ناحية وتوفير مصدر مادي لهم من ناحية أخرى. مثل هذا الخيار مناسب جداً للطلبة ذوي الميول المهنية الواضحة لكونه يسعى إلى تلبية الحاجات الخاصة بهم. (Davis & Rimm, 2001,p190).

2. المدارس الخاصة للموهوبين Special Schools for the Gifted:
وهي مدارس خاصة لا تقبل إلا الطلبة المتميزين في قدراتهم العقلية , وتعمل على تقديم مناهج و برامج مكثفة تواجه حاجاتهم المختلفة , وتستثير قدراتهم و طاقاتهم و ذلك في المجال أو المجالات التي يبرعون فيها.
ومن أمثلة هذه المدارس , مدرسة هنتر الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية و مدرسة الباهاما للفنون الجميلة في بريطانيا , وعلى الصعيد العربي توجد هنالك التجربة المصرية .
(زحلوق,...).و يمثل إنشاء مدارس خاصة للموهوبين أحد أساليب الرعاية الأكثر جدوى التي تقدمللموهوبين، وخاصة في بداية المرحلة الثانوية للطلاب الذين تأكد وجود مواهب وقدراتمتميزة لديهم تتطلب رعاية مستقلة لا يمكن أن تتم إلاّ من خلال إنشاء مدارس خاصة بهمتتمتع بقدر من الاستقلال في المناهج وطرق التعليم، وتركز على طرق وأساليب فيالتعليم لا تتوفر في المدارس العادية، ويختار لها معلمون متميزون يتمكنون من تحقيقالأهداف التي تسعى إليها هذه المدارس.
ويمثل إنشاء مدارس للموهوبين وخاصة فيالمرحلة الثانوية اتجاهًا جديدًا متناميًا وخاصة في الدول التي أدركت مدى المردودالعلمي والاقتصادي لإنشاء مثل هذه المدارس. alfrasha.maktoob.com)).
وتتميز المدارس الخاصة بالموهوبين بما يلي:
أ‌) توفر المدارس الخاصة بالموهوبين مناخاً إيجابياً داعماً للتميز والإبداع، وذلك لأن التوجه العام لإدارتها ومعلميها وطلبتها وأولياء الأمور محكوم دائماً بمعايير التميز والتطوير في جميع جوانب العملية التربوية.
ب‌) تقليل فرص شعور الطلبة الموهوبين بأنهم أشبه بالغرباء أو المنبوذين من قبل زملائهم العاديين، ذلك أن مدارس الموهوبين تقبل طلبة بنفس القدرات والميول والاتجاهات، لذا يكون التجانس قريب جداً.
ت‌) تصميم المناهج في هذه المدارس يستجيب لحاجات الموهوبين ويتحدى قدراتهم حتى لا تتكرر مآسي الضجر والملل التي يمر بها الموهوبون في المدارس العادية.
ث‌) كفاءة الهيئتين الإدارية والتعليمية عالية جداً وعلى علم ودراية بسبل التعامل السليم مع الموهوبين، ولهم اتجاهات إيجابية نحو تعليمهم ، مما يقلل فرص عدم التوافق أو مصادر الضغوط على الموهوبين التي يشعرون عادة في المدارس العادية. .( شربيني, صادق, ص298- 299).
ولكن هذا النظام كان عرضة لانتقادات عديدة منها :
1-تجميعهم في مدرسة واحدة يؤدي إلى زيادة حدة التنافس بينهم مما يولد ضغط لديهم قد يؤذيهم و يؤدي إلى انسحابهم .
2-ليس هناك تجانس تام بين جماعات المتفوقين لأن بينهم الكثير من الفروق الفردية , وهذا يعني إن حاجاتهم متمايزة و لا يجوز تجميعهم .
3-إن وجود المتفوقين في مدارس التربية خاصة بهم يثير الكثير من المشكلات التي تتصل بسوء التكيف الشخصي و الاجتماعي لأنه بحاجة بان يشعر بان له دوراً و مكانة بين جماعة الأقران .( زحلوق,2001, ص 122).




3. المدارس الأهلية Private Schools:
تتميز بعض المدارس الأهلية بمرونة كبيرة في النظم الإدارية والفنية تسمح بعملية التسريع للطالب الواعد، كما أن هذه المدارس يكون بها إمكانات في المختبرات والمعامل والمكتبات لا تتوافر عادة في المدارس العادية، علاوة على قلة عدد الطلبة في الصف الواحد . كل ذلك يجعلها خياراً مناسباً لاستقطاب الموهوبين من كافة طبقات المجتمع.
(Davis & Rimm, 2001,p191)

4. مدرسة ضمن مدرسة School-Within-School :
هذا الخيار شبيه بالفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية، حيث تستضيف المدرسة العادية مدرسة الموهوبين الخاصة بكامل هيئتيها الإدارية والفنية لتستفيد من الإمكانات المتاحة في المبنى. وهنا يقوم أساتذة متخصصون بتعليم الموهوبين المواد الأكاديمية؛ بينما يندمج الموهوبون مع أقرانهم العاديين في النشاطات اللامنهجية واللاصفية. (Davis &
Rimm, 2001,p191)

5. الصفوف الخاصة Special Classes:
وهي نوع من الصفوف التي تنشأ ضمن إطار المدرسة العادية و التي تخصص لها في الغالب المناهج و البرامج الدراسية المقررة للعاديين , ولكن بطريقة أكثر ثراءً بحيث تأتي ملبية لحاجاتهم المختلفة , وتعمل على تنمية مستوى قدراتهم و استعداداتهم .( زحلوق,..)
لهذا النوع من التنظيم عدة أشكال بحسب الحاجة. فقد يحدد فصل من فصول الصف الدراسي لكافة الطلبة الموهوبين في ذلك المستوى أو العمر الزمني، بحيث يدرسوا أساسيات ذلك الصف بالإضافة إلى إثرائهم وتنمية بعض المهارات لديهم، كمهارات التفكير الابتكاري، مهارات اتخاذ القرار، مهارات التفكير الناقد. وفي المرحلة الثانوية يمكن تخصيص فصل خاص لدراسة بعض المقررات الجامعية المتخصصة . كما أن هناك فصول تخصص للدراسة الحرة والمقررات الاختيارية يُجمع فيها الموهوبون في هيئة حلقة بحث للمناقشة والتشاور وعرض الآراء. Davis & Rimm, 2001,p192)).

6. الصفوف الخاصة و المؤقتة المعزولة جزئياً :
يقوم هذا الشكل على تجميع الطلبة المتفوقين في بعض المقررات الدراسية فقط , في حين يستمرون مع زملائهم العاديين في الصف العادي . ومثال هذا الشكل من أشكال التجميع مدرسة هولنجورث .
و كان الهدف من مثل هذا الشكل من أشكال التجميع هو التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن وضع المتفوقين في المدارس الخاصة , أو الصفوف المعزولة إذ لا تخلو هذه الأشكال من بعض المشكلات التي تتعلق بالتكيف الشخصي و الاجتماعي للمتفوقين من مثل الغرور , و الأنانية , أو العجرفة , أو الشعور بالعزلة .( زحلوق,..)

7. المجموعات غير المتجانسة الدائمة Full-Time Heterogeneous Groups:
تضم هذه المجموعات ما يلي:
(أ‌) فصول الأعمار المتعددة Multi-age Classrooms.
(ب‌) المجموعات العنقودية Cluster Groups.
(ت‌) الدمج Mainstreaming.

في النوع الأول تقوم المدرسة بدمج مجموعة من صف معين مع مجموعة أخرى من صف آخر، مثلاً : مجموعة من الطلبة الموهوبين بالصف الرابع الابتدائي مع مجموعة من الطلبة الموهوبين بالصف الخامس، بحث يتفاعل الأصغر سناً مع الأكبر سناً ويستفيدون من خبراتهم عندما يدرسون سوياً بعض الخبرات الأكاديمية ذات الاهتمام المشترك أو المهارات المطلوب، كمهارات التفكير المختلفة.
أما النوع الثاني فله أيضاً أشكال مختلفة تضم :
1- وضع مجموعة من الطلبة الموهوبين في صف خاص.
2- وضع مجموعة من الموهوبين في صف الإسراع أو صفوف الشرف.
3- وضع مجموعة من الموهوبين (5-10) طلبة في صف للعاديين.

أما النوع الأخير فهو معمول به بشكل طبيعي حيث يتم إبقاء الموهوبين في الصفوف العادية مع أقرانهم العاديين، ويتم إثرائهم بخبرات مناسبة لقدراتهم وتلبي حاجاتهم الخاصة، أو أنهم يسرعوا في موضوعات معينة يدرسوها مع أقرانهم العاديين في صفوف أعلى. Davis & Rimm, 2001,p193-194)).

7. المجموعات المؤقتة Part-Time And Temporary Grouping:
يضم هذا التنظيم ما يلي
(أ‌) برامج السحب Pullout Programs.
ب‌) برامج غرف مصادر التعلم Resource Programs & Resource Rooms.
(أ‌) الفصول المؤقتة Part-Time Special Classes.
(ب‌) مجموعات الميول الخاصة (الجمعيات) والنوادي Special Interests Groups & Clubs.
بالنسبة للخيار الأول فإنه شائع الاستخدام ومعمول به حتى مع غير الموهوبين، حيث يتم سحب الموهوب من الصف العادي لبعض الوقت للدراسة في صف أعلى من الذي مسجل به كنوع من الإسراع، أو ليعطى جرعات إثرائية في غرفة مصادر التعلم أو المعامل والمختبرات والورش.
أما النوع الثاني، غرف مصادر التعلم فهي موجود في معظم المدارس لتخدم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، والطلبة العاديين بشكل عام. وهي تستخدم للموهوبين لمتابعة تقصي قضية معينة أو مشروع تحت إشراف معلم غرفة مصادر التعلم أو معلم الموهوبين بطلب من معلم الصف الذي غالباً ما يكون مشغولاً في تدريس ومتابعة الطلبة العاديين. وهي تستخدم في برامج السحب لبعض الوقت.

وبالنسبة للنوع الثالث، الفصول الخاصة لبعض الوقت، فهي خيار لتجميع الموهوبين ذوي الميول والقدرات المتشابهة في فصل خاص لبعض الوقت خلال الأسبوع لدراسة موضوعات متقدمة أو لاكتساب مهارات لا تقدم عادة في الصف العادي.

أما النوع الأخير وهو مجموعات الميول والنوادي، فهو خيار سهل ومعمول به في المدارس حيث تنظم الجمعيات الأسبوعية في ميول معينة كجمعية اللغة الانجليزية، جمعية الرياضيات،... الخ، لممارسة نشاطات إثرائية . وقد تتطور هذه الجمعيات إلى نوادي أدبية أو لغوية أو فنية أو علمية تقام فيها المسابقات وتطور فيها المهارات الشخصية للطلبة. (Davis & Rimm, 2001, p 196to198)

الخلاصة:

من خلال العرض السابق لمعظم الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين كما وردت في أدبيات التخصص، يُلاحظ التنوع الواضح والمرونة، فعلى المسئولين عن رعاية الموهوبين الأخذ بما هو أجدر بالتطبيق ضمن حدود الإمكانات المتاحة، مع ضرورة التخطيط السليم وتوفير الكوادر المؤهلة المدربة، فقد أكدت الدراسات والبحوث أن ليس كل معلم متميز يصلح لأن يكون معلماً للموهوبين، كما بينت الدراسات أنه ليس كل ما يعطى للموهوب من خبرات إضافية يُعد إثراء له. إن استخدام أي خيار مما سبق عرضه هنا محفوف بمخاطر جمة إلا إذا تم التخطيط السليم له، وأخذت في الاعتبار خصائص وحاجات الفئة المستهدفة، وكذا الإمكانات المادية والبشرية المتاحة.

التجارب العالمية في رعاية المتفوقين:

أ- اليابان:
تشير دراسات (( فوربس))1976الى أن اليابان تعتبر امة من 115 مليون متفوق,و يؤيد ذلك دراسات ((فوجل))1979م حيث أشارت دراسته إلى أن اليابان تأتي في مقدمة دول العالم ذات الانجاز العالي.
ومما ذكر في هذا المجال ما أشار إليه(( تورانس)) 1982م في مقالة وردت في مؤلف ((الموهوبينالدوليين))من إعداد (( دورثيسيسك)) 1982م , وكان عنوان مقالته (( عشرة دروس يمكن الاستفادة منها في طرائق تنمية قدرات الموهوبين و المتفوقين في اليابان)) والتي تتمثل في:
1- يهتم المعلمون في اليابان بالأطفال الموهوبين و المتفوقين عن طريق تنمية القدرات و المهارات عند مختلف الأطفال وتنمية الابتكارية.
2- عدم وضع قيود على الامتياز والتفوق , فلا يوجه اللوم أو النقد أو السخرية لفرد معين لكونه يعمل بجد تام , أو يقوم بأداء عملهم بطريقة حسنة أو ما شابه ذلك.
3- المساعدة على تنمية مواهب و قدرات الطفل قبل سنوات الالتحاق بالمدارس حيث تثار و توجه دوافعه و يشجع بحماس لإظهار مهاراته الابتكارية.
4- النظر إلى كل طفل على انه يمكن أن يكون موهوباً ومتفوقاً , حيث تستخدم طرائق التدريس المناسبة و الخاصة , والأدوات التعليمية و الأنشطة التي تصلح جميعها لكل تعليم و كل طفل.
5- روعي في وضع و تعميم الأدوات التي يستخدمها الأطفال الصغار تحت إشراف الآباء أن تنمي الابتكارية و الإبداع عند الصغار , وان تُساعد على إظهار مواهبهم .
6- التدريب الجماعي أو تدريب الفريق على الابتكارية.
7- أن تعاون الآباء والمعلمون في تنمية المهارات التي تؤدي إلى الابتكارية من العناصر الأساسية في العملية التربوية في المنزل والمدرسة والمجتمع , وحيث يقوم كل فرد بالتدريب عليها والمثابرة في أداء العمل بحيث يعتبر ذلك منهجاً أساسيا في حياته.
8- البحث الدائب عن أفكار و إبداعات جديدة.
9- التعلم بالتوجيه الذاتي.
10- النظرة البعيدة التي تطبع المستقبل للثقافة اليابانية بطابع يؤثر بدرجة كبيرة على تعليم العباقرة و المتفوقين من الأطفال في المجتمع الياباني , وحيث يعتبر ذلك مرجعاً للمعلمين في اليابان , وأينما يوجد الفرد , فهناك التأكيد القوي على النظرة البعيدة.(التويجري, منصور,2000, ص273-276).
ب- السويد:
توجد المدرسة الشاملة في السويد والتي تتيح التنوع في القدرات الخاصة في مرحلة عمر تمايز هذه القدرات 13-16 سنة , وحيث تقدم المدرسة الشاملة برامج متنوعة تسمح باستغلال قدرات و طاقات المتفوقين عقلياً.
والاهتمام في السويد قائم على توفير التربية لكل فرد و إنماء شخصيته , وفق متطلبات التربية الحديثة , مع تنمية النشاط الحر و التركيز على مفهوم الذات وتنمية الثقة بالنفس والاستقلالية, وإتاحة فرص التعليم الذاتي.( التويجري,منصور, 2000,ص277).

جـ - فرنسا:
تسمح فرنسا بإتاحة الفرصة أمام الطفل الموهوب في رياض الأطفال بالدخول قبل السن القانونية . بعد موافقة مدير المدرسة الابتدائية , كما يسمح للطفل المتفوق داخل المدرسة الابتدائية بالارتقاء في صفوف المدرسة الابتدائية بالارتقاء في صفوف المدرسة الابتدائية.
وفي المدرسة الثانوية يسود الاتجاه إلى نظام الصفوف ذات المستوى غير المتجانس , وليس هذا في مصلحة المتفوقين , وان كان المستوى الثالث الثانوي يتبع فيه الانتقاء الصارم للطلاب, والنظام القديم في فرنسا كان يتيح تعليم الصفوة من الموهوبين , إلَّا أن التعليم الشامل في فرنسا في الوقت الحاضر لا يعطي اهتماماً كبيراً لتنمية المتفوقين.
وفي عام 1971م تأسست الجمعية الوطنية للأطفال المتفوقين عقلياً, وبدأت وزارة التربية الفرنسية بالتخطيط لبعض البحوث التي تتصل بالطفل المتفوق في المدرسة. (التويجري,منصور,2000, ص 278).

د – الولايات المتحدة الأمريكية:
تتعدد البرامج الخاصة برعاية المتفوقين عقلياً , ويتبع في الولايات المتحدة في المدارس الابتدائية و الثانوية و الجامعات , أكثر من نظام في تربية المتفوقين منها التجميع و الإثراء والتسريع .(التويجري, نصور,2000, ص279).
ومع قدوم 1990 م ونهاية القرن العشرين قامت أمريكا في 50 ولاية بتخصيص ميزانيات كبيرة جنباً إلى مع استصدار تشريعات و قوانين لتعليم الموهوبين , (Rimm,Davis,2001,ص11).
حيث قام الرئيس ( جيفرسون ) بتقديم اقتراح وهو تجميع أفضل العباقرة في مدرسة خاصة في ولاية فيرجينيا, وهكذا تم إنشاء مدرسة توماس جيفرسون الثانوية للعلوم ( Tomas Jefferson High School for Science andTechnology). ، وكذلك أنشأت مدرسة برونكس الثانوية Bronx High School وتعتبر من أقدم المدارس التي أنشأت لرعاية ذوي القدرات الخاصة ويقوم العمل في هذه المدرسة على فكرة الإثراء التعليمي ، وتقديم مواد مكثفة في مجال العلوم والرياضيات بالإضافة إلى المدارس الخاصة التي ذكرت فإنه يوجد عدد من المراكز التي تهتم بشئون الطلبة المتفوقين ، والتي تهتم بتقديم برامج اثرائية خلال فصل الصيف ، ومن أمثلة تلك المراكز ( مركز القرن الحادي والعشرين 21 Century Community learningCenters expanding education at opportunities ) الذي يهتم بتقديم أنشطة إثرائية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية المتفوقين وهي عبارة عن قراءات إضافية في مادة الرياضيات تسمح لهم بالانتقال من خلالها لصفوف أعلى .
هذا ويكشف التقرير المسحي للمركز القومي لأبحاث المتفوقين والموهوبين (
NRC /GT) عام 1999 عن تميز إلزامي للطلاب المتفوقين والموهوبين في 30 ولاية أمريكية في المدارس الثانوية ويشير التقرير إلى ضرورة الاهتمام باحتياجات هذه الفئة والعمل على تلبيتها .(الغوثاني/www.yah27.com).

التجارب العربية في مجال رعاية المتفوقين:

أولاً:الأردن:
أ_مركز التميز التربوي:
أنشئ مركز التميز التربوي في مطلع عام 1992 بهدف إعداد الكوادر التعليمية واختيار الطلبة وتطوير الخطط الدراسية والمناهج تمهيداً لافتتاح مدرسة اليوبيل في بداية العام الدراسي 1992/1993. واستمر المركز في تطوير برامجه الفنية وتقديم خدماته النوعية عن طريق دائرة الاختبارات والبحوث والتطوير التي نمت مع تزايد حاجة اليوبيل والمجتمع التربوي محلياً وعربياً – لنماذج تربوية متمايزة تستجيب لاحتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين والكوادر العاملة على اكتشافهم ورعايتهم.
وقبل نهاية عام 2000، تم فصل المركز عن مدرسة اليوبيل وأُلحقا معاً بمعهد اليوبيل الذي ينضوي تحت مظلة مؤسسة الملك الحسين. وأصبح للمركز شخصية اعتبارية واستقلالية كمؤسسة أهلية غير حكومية وغير ربحية.
تتلخص رسالة المركز في السعي نحو تحسين التعليم وتطويره على الصعيدين المحلي والإقليمي من خلال اعتماد معايير الجودة والتميز العالمية في جميع نشاطاته التي تُغطي جميع جوانب عملية التطوير التربوي ولا سيما في مجالات توجيه التعليم الصفي لتنمية مهارات التفكير والإبداع وتدريب الكوادر التعليمية واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وتطوير المناهج وأساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين ورعايتهم بشكل خاص.
تتمثل رسالة مركز التميز التربوي في: تطوير العمليات التعليمية والتعلّمية على الصعيدين المحلي والعربي من خلال التدريب والبحوث والاستشارات، مع التركيز بشكل خاص على تطوير برامج تنمية الموهبة والإبداع والقيادة والتميز التربوي.

أهداف المركز:
§ إعداد وتطوير المناهج والخطط الدراسية – في مجالات مختارة- المناسبة للطلبة الموهوبين والمتفوقين في مراحل التعليم الأساسي والثانوي.
§ إعداد وتنظيم البرامج التدريبية والندوات التربوية للكوادر المدرسية التعليمية والإدارية بإشراف خبراء وطنيين ودوليين.
§ تطوير الاختبارات وأدوات التشخيص وبرامج الإرشاد اللازمة للكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين وإرشادهم.
§ تطوير أساليب استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب.
§ تطوير نُظم تقييم الأداء المدرسي ومعايير المساءلة والمشاركة في التربية والتعليم.
§ تقديم الاستشارات المهنية للمدارس ومراكز رعاية الموهوبين والمتفوقين والباحثين والمربين وأولياء الأمور.
§ إنشاء وتطوير قواعد معلومات متخصصة في مجالات الموهبة والتفوق والإبداع وإقامة شبكة من العلاقات المهنية مع المؤسسات التربوية الريادية داخل الأردن وخارجه.
مجالات العمل:
تشمل نشاطات المركز المجالات الآتية:
§ استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة في التعليم.
§ إرساء معايير لقياس فاعلية المدرسة و كفاءتها وأسس اعتمادها والمعايير الخاصة بتأهيل المعلمين وتدريبهم.
§ تقديم خدمات القياس والاختبارات والكشف عن الموهوبين
§ تطوير برامج اثرائية لتعليم الموهوبين.
§ إجراء الدراسات والبحوث الميدانية حول قضايا التطوير التربوي وتحسين التعليم.
§ عقد البرامج التدريبية والتطويرية والتأهيلية للمعلمين والمديرين (قبل الالتحاق بالخدمة وأثناء الخدمة).
§ دور القيادة والإدارة في إحداث التغيير وتطوير التعليم.
§ تطوير شبكات معلومات وقواعد بيانات تعليمية وتربوية.
§ تعليم ورعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين.
المتعاونون مع المركز:
§ المؤسسات التربوية الحكومية والأهلية والخاصة في الأردن والمنطقة العربية.
§ الكوادر التربوية في مدارس التعليم الأساسي والثانوي الحكومي والأهلي.
§ الباحثون والدارسون.
الإدارة والتنظيم:
مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين هو السلطة العليا التي تضع السياسات العامة للمركز وتُقر موازنته. بينما تتولى اللجنة التنفيذية لمعهد اليوبيل الإشراف المباشر على عمل المركز ومتابعة تنفيذ خطط العمل ومراقبة حساباته. ويقوم على إدارة المركز مدير عام يعاونه مديرو الدوائر الرئيسية الأربع للمركز وهي: التدريب والمناهج، الاختبارات والإرشاد، أنظمة المعلومات و تقنيات التعليم، و التمويل والعلاقات، وتتم الاستعانة في بعض الأحيان بخبراء مختصين من الأردن والخارج لتنفيذ مشروعات معينة على أسس تعاقدية.
التمويل:
تتأتى إيرادات المركز من:
§ دخل الأنشطة والخدمات المقدّمة.
§ المنح والهبات والتبرعات.
§ لدعم المباشر من مؤسسة الملك الحسين. (www.cee.edu.jo).

ب – مدرسة اليوبيل في عمان :

مدرسة ثانوية مستقلة غير حكومية , غير ربحية , داخلية,, مختلطة , تقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً و متوازناً للطلبة المتفوقين أكاديمياً مدة أربع سنوات , ومن الصف التاسع وحتى الصف الثاني الثانوي , ويقتصر برنامجها على طلبة التفرغ العلمي, وتعتبر مؤسسة نور الحسين هي الجهة المسؤولة إدارياً مالياً عن المدرسة.
أهداف المدرسة:
· تطويرالاستعدادت الأكاديمية و الجوانب الشخصية للطلبة , وتنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي و المهارات القيادية لهم من خلال البرامج التعليمية و البرامج اللاصفية المصاحبة.
· العمل مع مركز التميز التربوي "التابع لمؤسسة الملك الحسين"" على تنمية الوعي العام باحتياجات الطلبة المتفوقين و أساليب رعايتهم من خلال البرامج التعليمية و الإرشادية و الدراسات المتخصصة.
· تلبية الاحتياجات الأكاديمية و الانفعالية الخاصة بالطلبة المتفوقين والموهوبين.
· مساعدة الطلبة في الانتقال من مرحلة اكتساب المعرفة إلى مرحلة توظيفها في استقصاء ومعالجة مشكلات حقيقة في عالم الواقع.
· تنمية مفهوم الذات , وتقوية مشاعر الانتماء و الإحساس بالمسؤولية نحو المجتمع.
· العمل كنموذج للتميز التربوي , مركز إشعاع لنقل الخبرات المدرسة و برامجها للمدارس والمجتمع داخل الأردن وخارجه.
· تطوير مستويات عليا من مهارات الاتصال الشفهية و المكتوبة.
· تزويد الطلبة بخبرات تعليم فريدة في مختلف الميادين.
· تقديم برنامج تربوي متوازن يرتكز على قاعدة علمية متينة , ويوفر فرصاً لتطوير مهارات التفكير العليا وحل المشكلات واتخاذ القرار.
· تقديم خبرات تربوية متنوعة للمؤسسات التعليمية الحكومية و الخاصة من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية للهيئات الإدارية و التعليمية.(يحيى,2004, ص305-306).

ب – جمهورية مصر العربية:

مدرسة عين شمس بالقاهرة:
وهي مدرسة تضم الموهوبين و المتفوقين دون غيرهم من الطلاب , بدأ التدريس فيها عام 1955م, والغرض من إنشاء هذه المدرسة هو إعداد و رعاية المتفوقين علمياً واجتماعياً و رياضياً و صحياً ونفسياً بغرض تنمية قدراتهم و إبراز مواهبهم و ضمان استمرار تفوقهم و حُسن رعايتهم وتهيئة الظروف الدراسية و إتاحة الفرص أمامهم للنمو المتكامل , والوصول بقدراتهم إلى أقصى ما يمكن , حتى يتحقق لهم استغلال طاقاتهم إلى أقصى حد ممكن .
أهداف المدرسة:
1- إعداد جيل من المتفوقين لتولي قيادات مهام البناء في المستقبل لدولة تسعى لبناء نفسها على أسس علمية .
2- الكشف عن الميول و الاستعدادات و تنميتها و صقلها و توجيهها وجهة اجتماعية علمية سليمة , ومعاونة المتفوقين على مواصلة تقدمهم و تفتح إمكاناتهم و تدريبهم على التفكير و البحث العلمي و الابتكار و التجديد و الاختراع.
3- ربط الشباب المتفوق بالفكر و العمل الوطني حتى لا ينعزل عن مجرى الأحداث.
4- تدريب الشباب المتفوق على فهم طبيعة مشكلات مجتمعه و المساهمة الايجابية في حلها عن طريق التخطيط السليم و التفكير العلمي المنظم و السلوك القويم .
5- ربط الشباب المتفوق بالمجتمع العربي و الخارجي ربطاً متمشياً مع المبادئ و الاتجاهات العربية.

كما تقدم هذه المدرسة رعاية متنوعة للمتفوقين تشمل:
1- الرعاية العلمية: وتتمثل في الأنشطة العلمية التي يشترك فيها الطلاب , و المشروعات العلمية التي يقومون بتنفيذها , والزيارات العلمية و الرحلات العلمية التي يقومون بها , وتجهيز المعامل الدراسية بالأجهزة العلمية, وإعداد المكتبة و تزويدها بالمراجع و الكتب التي تناسب الطلبة المتفوقين.
2- الرعاية التربوية والنفسية: وذلك عن طريق تقديم خدمات التوجيه والإرشاد و مجموعة من الخدمات تهدف إلى مساعدتهم على فهم أنفسهم و فهم مشكلاتهم و الاستفادة من أمكانتهم و قدراتهم و استعداداتهم و ميولهم , حتى يمكنهم تحديد أهداف تتحقق مع هذه القدرات والإمكانات من جهة , و إمكانات المجتمع من جهة أخرى , واختيار الطرق التي تمكنهم من حل مشكلاتهم حلولاً علمية تؤدي إلى حسن تكيفهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه.
3- الرعاية الاجتماعية: كان من أول العوامل لتحقيق الرعاية الاجتماعية و أهمها , هو العامل المادي حتى تضمن المدرسة للطالب توافر الاستقرار الاقتصادي , وبخاصة وهو في عزلة عن أسرته فلابد من توافر قدر من المال يكفي لمصروفه الشخصي.
وبذلك ضمنت المدرسة إلى حد كبير عدم تأثر شخصيات هؤلاء الطلاب بالعوامل المادية و بالتالي تؤثر على تحصيلهم الدراسي.
4- الرعاية الصحية: يوجد بالمدرسة وحدة صحية مدرسية تجريفي بداية كل عام دراسي فحصاً طبياً شاملاً على الطلاب المستجدين لتشخيص الأمراض التي لديهم, ثم تتولى علاجهم.
وبالنسبة للتغذية فيتم توفير أغذية كافية من حيث الكم و الكيف تتناسب مع ما يبذله هؤلاء الطلاب من طاقة عقلية و بدنية.( التويجري, منصور,2000,من ص283الى305).

جـ ـ المملكة العربية السعودية:

خطت المملكة العربية السعودية خطوة حضارية تتمثل في برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وهي مبادرة تعتبر ترجمة لما نصت عليه السياسة التعليمية التي حددت من ضمن أهدافها :
- ( الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الفرص والإمكانات المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ووضع برامج خاصة لهم ) .
وقد اكتمل لهذا البرنامج الأساس العلمي من خلال البحث العلمي الذي تم بدعم وإشراف وتمويل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتي استمرت خمس سنوات ، وخرجت بتسعة مجلدات تضمنت المقاييس العلمية المقننة على المجتمع السعودي التي سيتم بواسطتها الكشف والتعرف على الطلاب الموهوبين ، كما تضمنت نماذج لبرامج في الرعاية الإثرائية في العلوم والرياضيات .
ويهدف البرنامج إلى تحقيق ( المعرفة ، 1421 ) :

-تطوير برنامج متميز يتضمن إعداد الاختبارات والأساليب والطرق العلمية التي تستخدم في التعرف على الأطفال الموهوبين والكشف عنهم .
- تقديم الرعاية العلمية والتعليمية للطلاب الموهوبين على شكل برامج إثرائية إضافية .
- تشجيع الطلبة الموهوبين في التعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم واختراعاتهم على شكل مسابقات وجوائز مادية ومعنوية .
- تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين .
وفي عام 1419هـ أعلن عن تأسيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يرعاها ويرأس مجلس أمنائها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمره السامي بالموافقة على إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام 1420هـ . وتتركز أولويات المؤسسة في رعاية الموهوبين في المراحل العمرية المبكرة ، وربط الموهبة باحتياجات التنمية والتقدم بالإضافة إلى إنشاء هيئة متخصصة بتسويق إبداعات الموهوبين لدى القطاع المستخدم ،
ويتمثل مهام المؤسسة في الآتي (رسالة المجلس العربي ، 1999 ) :

- توفير الدعم المالي لبرامج مراكز الكشف عن الموهوبين ورعايتهم .
- توفير المنح للموهوبين لتمكنهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم .
- إنشاء جوائز في مجالات الموهبة المختلفة .
- إعداد البرامج والبحوث والدراسات العلمية في مجال اختصاصها ودعمها .
- تقديم المشورة للجهات الحكومية وغير الحكومية لغرض رعاية الموهوبين .
(الغوثاني/www.yah27.com).
د ـ الجمهورية العربية السورية:
لقد ازداد الاهتمام برعاية المتفوقين في الجمهورية العربية السورية بعد الحركة التصحيحية المجيدة, ومن مظاهر الاهتمام تقديم المنح المالية لهم وذلك عملاً بأحكام المرسوم التشريعي رقم33 تاريخ 5/8/1971م . وتعديلاته,للطلبة الأوائل في نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية بفروعها المختلفة.
كم تقوم وزارتا التربية و التعليم العالي بتنظيم حفلات التكريم و تقديم الجوائز العينية للمتفوقين في التعليم ما قبل الجامعي.( زحلوق,2005,ص53).
و تقوم رؤية وزارة التربية في تعليم المتفوقين على ما يلي:
تعزيز نوعية التعليم وتطبيق مبادئ الجودة الشاملة و تعميق ترابطها مع متطلبات النهوض التنموي الشامل.
وبناءً على ما تقدم تم إحداث مدارس المتفوقين في العام 1998م-199م بعدد (15) مدرسة, واحدة في كل مركز محافظة و مدرستين في محافظة الحسكة لتباعد مناطقها.
يجرى للراغبين بالانتساب إلى هذه المدارس اختبار قبول في اليوم الثاني من الأسبوع الإداري من العام الدراسي. و توضع للمتقدمين درجات لهذا الاختبار و تقدر درجته من(100),ويتم بعد ذلك تفاضل بين المتقدمين وفق تسلسل درجات الطلبة حسب الدرجة النهائية التي حصلوا عليه. وتكون كثافة الشعبة الواحدة بين 20-30 طالباً , وان لا يتجاوز عدد المقبولين في كل مدرسة .
أمّا مبررات هذا المشروع فهي):1- إنسانية 2- تربوية 3- اقتصادية).
أمّا شروط القبول في هذه المدارس فهي كالتالي:
أ- في الصف السابع الأساسي:
يشترط في المتقدم الحصول على 90% من النهاية العظمى لمجموع درجات الصف السادس الأساسي. و أن يحصل على درجة 60 في اختبار القبول الذي تجريه وزارة التربي, ويتم حساب الدرجة النهائية للتلاميذ المتقدمين وفق الآتي: ( درجة النجاح في الصف السادس الأساسي÷ 2) + ( درجة الاختبار × 4)= النتيجة النهائية.
ب – في الصف الأول الثانوي:
أن يكون حاصلاً على(261) درجة فما فوق في امتحان شهادة التعليم الأساسي , وان يحصل على درجة 60 في اختبار القبول الذي تجريه وزارة التربية .

ويتقدم لامتحان القبول الطلبة من المدارس العادية ( الرسمية والخاصة) ومدارس المتفوقين و يخضعون للشروط نفسها, ويتم حساب الدرجة النهائية للطلاب المتقدمين وفق الآتي: ( درجة الطالب في الصف التاسع الأساسي + درجة الطالب في الاختبار المركزي).
الخطة الدرسية الإثرائية لمدارس المتفوقين :
تعتمد الخطة الدرسية المقررة للطلبة العاديين بالإضافة إلى حصص إثرائية خاصة بمدارس المتفوقين.
أ‌- الصفوف الانتقالية السابع و الثامن و الأول و الثاني الثانوي:
حصتين إثرائيتين أسبوعياً للغة العربية و اللغة الأجنبية بالتناوب بمعدل /26/ حصة لغة عربية = /26/ حصة لغة أجنبية على مدى العام.
ب – الصف السابع و الثامن :
حصتين إثرائيتين أسبوعياً للرياضيات بالتناوب مع إحدى المادتين ( الفيزياء و العلوم الطبيعية ) بمعدل /26/ حصة للرياضيات + /13/ حصة للفيزياء + /13/حصة للعلوم الطبيعية على مدى العام الدراسي.
ج – الصف الأول الثانوي:
حصتين إثرائيتين أسبوعياً لمادتين فقط يختارهما الطالب من بين المواد الأربع / الرياضيات – الفيزياء الكيمياء – العلوم الطبيعية / بمعدل /26/ حصة للمادة الاختيارية الأولى + / 26/ حصة للمادة الاختيارية الثانية.
د – الصف الثاني الثانوي:
حصتين إثرائيتين بالتناوب مع الرياضيات و إحدى المواد : ( الفيزياء – الكيمياء – العلوم الطبيعية ) , يختارها الطالب بمعدل /26/حصة لرياضيات +/26/ حصة للمادة الأخرى على مدى العام الدراسي.
هـ - الصف الثالث الثانوي العلمي :
16 حصة شهرية موزعة كما يلي : 5 رياضيات+ 3 فيزياء + كيمياء+ 2 علوم +2 لغة أجنبية + 3 لغة عربية .
* اختيار المدرسين :
يتم اختيار المدرسين في مدرسة المتفوقين وفق المعايير المحددة من قبل الوزارة و تكون الأفضلية في الاختيار لتوفر الخصائص منها :
لديه خبرة في مجال التدريس لا تقل عن خمس سنوات و حائز على دبلوم التأهيل , وقادر على التعامل مع الطلبة المتفوقين . بالإضافة إلى أن يتمتع بعدد من الخصائص الشخصية و الاجتماعية و النفسية و الجسمية.(وزارة التربي, مديرية البحوث).


الخلاصة:
على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول العربية في مجال رعاية الموهوبين و المتفوقين
فإننا نجد لدى مقارنتها بالدول المتقدمة في هذا المجال بسيطة, فنقولها بصراحة إن الدول التي تقدمت في هذا المجال إنما قامت بذلك الأمر انطلاقاً من شعورها بأهمية هذه الفئة , والدور الكبير المتوقع منها مستقبلاً, وكذلك الصدق في ما يخططون له .
أمّا نحن في البلاد العربية فنحن نستطيع أن نتحدث عن معظم مشاريعنا( وليس كلها ), تعد تقليد أعمى للآخرين , والعشوائية والمزاجية في التطبيق , إضافة إلى تجاهل الحاجات النفسية للمتفوقين في كل ما تم عرضه من تجارب عربية , والضبابية التي تسود بعض القرارات التي تصدرها وزارات التربية على مستوى الرعاية التربوية,
ومهما يكن من أمر, فلا بد من القول أن تصل متأخراً خيراً من أن لاتصل أبداً , ولكن علينا أن لا نرضى بان نبقى في الصفوف الخلفية في هذا المجال.
المراجع


1. البطانية , أسامة محمد و آخرون,( علم نفس الطفل غير العادي), دار المسيرة , عمان , 2007م.

2. أبو جادو, صالح محمد , نوفل , محمد بكر, ( تعليم التفكير النظرية والتطبيق), الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمان , 2007م.

3. أبو فخر , غسان,( التربية الخاصة بالمتفوقين) ,منشورات جامعة دمشق , دمشق , 2004م.

4. أبو فخر , غسان و زحلوق, مها و آخرون , (التربية الخاصة بالطفل),منشورات جامعة دمشق, مركز التعليم المفتوح,2005-2006م.


5. التويجري , محمد عبد المحسن , منصور , عبد المجيد سيد احمد, ( الموهوبون أفاق الرعاية و التأهيل بين الواقعين : العربي و العالمي) , الطبعة الأولى, مكتبة العبيكان , الرياض,2000م.

6. حروب , أنيس , ( نظريات و برامج في تربية المتميزين و الموهوبين ), الطبعة الأولى , دار الشروق, عمان,1999م.


7. الخليلي,أمل عبد السلام,( تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال), الطبعة الأولى, دار الصفاء , عمان , 2005م.

8. S , Rimm, G., Davis,( تعليم الموهوبين و المتفوقين),ترجمة: عطوف محمود ياسين, المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر, دمشق , 2001م.

9. زحلوق ، مها ,( التربية الخاصة بالمتفوقين)، دمشق ، مطبعة قمحة ، 2001 .

10. السرور، ناديا هايل ,(مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين), دار الفكر, عمان, 2003م.

11. الشربني. زكريا, صادق,يسرى,( أطفال عند القمة , الموهبة والتفوق و الإبداع),الطبعة الأولى, دار الفكر العربي ,القاهرة , 2002م.

12. الطنطاوي, رمضان عبد الحميد محمد ,( الموهوبون أساليب رعايتهم وأساليب التدريس لهم ), القاهرة , 2001م.
13. الظاهر, احمد قحطان,( مصطلحات ونصوص انجليزية في التربية الخاصة),دار اليازوري,عمان,2004م.

14. الظاهر، قحطان أحمد (مدخل إلى التربية الخاصة), دار وائل ,عمان, 2005م.

15. عليان , ربحي مصطفى,سلامة, عبد الحافظ,( إدارة مراكز مصادر التعلم),دار اليازوري,عمان, 1997م.

16. القريطي, عبد المطلب أمين , ( سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة و تربيتهم ), الطبعة الرابعة, دار الفكر العربي, القاهرة , 2005م.

17. معاجيني, أسامة حسن محمد,(الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين), جدة,2007م.
18. معوّض, ريم نشابة,(الولد المختلف),الطبعة الرابعة,دار العلم للملايين,بيروت,2004م,
19.يحيى, خولة احمد, ( البرامج التربوية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ), دار المسيرة, عمان,2004م.
20. ( مدارس المتفوقين في الجمهورية العربية السورية) , وزارة التربية , مديرية البحوث, دائرة التربية الخاصة.

مراجع الانترنت:
1.د . يحيى الغوثاني: الجهود العالمية والعربية لرعاية المتفوقين الموهوبين/2006م

http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8469 -1)


2.مركز التميز التربوي

3.منتدى الفراشات النسائي
3-)http://alfrasha.maktoob.com/search.php?do=getnew


 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2008, 06:15 PM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي

 

 

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2008, 06:48 PM
فواز فواز غير متواجد حالياً
مشرف تقني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 198
افتراضي

 

مشاء الله تبارك الله

معلومات متكاملة بارك الله في جهدك وفي علمك

ما أكثرهم في مجتمعنا ولكن للأسف ما اقل الذين يبرزون منهم لقلة الإهتمام بهم للأسف

 

__________________
Action may not always bring happiness
but there is no happiness without action

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 09:55 PM.