التحرّش بذوي الإعاقة
هيلدا اسماعيل
قد لايرى البعض ضرورة تزويد الأطفال أو الأشخاص ذوي الاعاقة بارشادات حول كيفية حماية أجسادهم وعوراتهم، ظناً منهم أنَّهم لايشكِّلون حالة اغراءٍ أو جاذبية لأي وحشٍ بشري، والحقيقة للأسف عكس ذلك تماماً، فمن خلال عملي في هذا المجال رأيت كيف ينعدم الضمير كلّما كانت الضحية أكثر ضعفاً!!.
الاعتداء الجنسي على ذوي الاعاقة يكون أكثر بنسبة 3 - 7 مرات عن العاديين. هذه النسبة الموجِعة تُنذر بالخطرِ طبعاً كما تذكر الدراسات،. خاصة أن المصابين بالاعاقة (العقلية) تحديداً هم الأكثر عرضة لأن يكونوا من الضحايا، نظراً لعدم القدرة على الدفاع، أو قصور التعبير واللغة، وأحياناً لنقص قدرتهم على فهم معنى (العورات).
وفي الغالب هم لايخبرون أحداً بما تعرَّضوا له، لخوفهم من انتقام المعتدي، أو التوبيخ، أو خشيتهم بأن لايتمَّ تصديقهم. ولهذا يغلب على هذا النوع من القضايا مسمّى (السرِّية) أو (مؤامرة الصمت). لدرجة أن معظم العائلات لاتلجأ للشكوى أو التبليغ لذات الأسباب أيضاً.
أرجوكم سامحوني هنا، وركّزوا معي، هذا النوعُ من الاساءة لايتوقّف على الاتصال الجنسي (المباشر) ، ولكنَّها تشمل أيضاً دائرة (غير المباشر) مثل ملامسة المعتدي للضحية، اجبارها على الملامسة، تعريضها لأفلام أو منشورات اباحية، الاستعراض العاري أمامها ، انتهاك الخصوصية أثناء تبديل الملابس وفي دورات المياه، كما أنَّ هناك ممارسات أخرى أكثر خطورة يصعب شرحها في هذا المقام.
المصيبة أنَّ حوالي ٩٦٪ من حالات الاعتداء يكون فيها المعتدي من الأشخاص الموثوق بهم مثل الأقارب، والخدم، والسائقين.
أظنّ أن أفضل الوسائل لمنعِ الاساءات الجنسية على هؤلاء الأطفال هي أن يقتنع المجتمع أولاً بهذه النسبة المخيفة، ومن ثمَّ التدخُّل لمنع الاساءة قبل حدوثها عن طريق تعليم هذه الفئة مهارات خصوصية الجسد، وقول (لا) للمواقف الجنسية.
ولكن فيما لو حدث، أو وقع شيء من هذه الاساءة لا سمح الله، فمن المفترض التبليغ عن الجُنَاة فوراً، لأنَّ المعتَدي حسَب الدراسات.. عادة مايسيء إلى أكثر من (٧٠) شخصاً قبل أن يتم ضبطه ومعاقبته. سمعتوني؟؟! (٧٠) ضحية ياجماعة!!، لهذا يعدّ السكوت عن الاساءة.. اساءة أخرى مضاعفة.